رثاء قطب
في رثاء أستاذ الأجيال المرحوم عبد المالك مرتاض
قطب الاشارةِ طول العهد مُجتهدُ
بكَ المريد اهتدى والجمع والحشدُ
أيا مقيما مقام الوجد ولؤلؤهُ
تطلّ كالكنز إذ ما غابتِ الجندُ
أنتَ الذي برباط الضاد مُرتبط
بكلِّ شأن عظيم كنتَ تُنفردُ
كم من ديار وَدُورٍ منكَ قد شهدت
العلم يعجزُ والأحكام والنقدُ
لا الشعر يكفيكَ ما قد كنتَ أنتَ لهُ
بسطا وَقبضا.. ولا التجريد والقصدُ
وانتَ أنتَ مدى الأيَّامِ أسطورةٌ
في مجدها تنتشي الأرواح والجسدُ
أسَّسْتَ في قلعة التحليل مدرسَةً
زاهتْ بمنهجها، أعلامها تشدو
وَحدُّكَ الحدُّ لا نِدًا يُناظرهُ
كالدُّرِّ مُؤتلقٌ، جوهرهُ فردُ
وَينصف الكيلَ والميزانَ قسطاسُهُ
لِحكمهِ تنحني الأعداء والعُنَّدُ
يا مِعولاً طوّع الفصحى وهيّأهَا
ففي صحائفهِ التفكيك والعُقَدُ
وَروضةُ البحث طول الدهر شاسعةٌ
رقيتَهَا أنتَ، لم يعصفْ بها حقدُ
والآنَ ترحلُ عن قوم بكَ انبهرُوا
نظامهم بلوى، واللسان ينعقدُ
توسّدوا الصبر، والسلوانُ مسندهم
كيفَ السُّلوُّ ونارُ الشوق تتقدُ
الكلُّ أمسى لباس الحزنِ جبتهُ
فالقلب ملتهب والعقل معتقدُ
في جنَّةِ الخُلدِ أنتَ الآنَ مُنتصر
والسهد بعدَكَ والأقلام ترتعدُ