بينما تمارس إسرائيل قصفا كثيفا وعنيفا على غزة العزة فيما يشبه عقابا جماعيا ضد السكان العزل، إنتقاما عن عملية طوفان الأقصى، مخلفا ألاف من القتلى والجرحى، وتدميرا شاملا للعمران، فهناك أحياء بكاملها استوت على أرضا.
وأمام تعالي النداءات الدولية بوقف إستهداف المدنيين، طلبت من الساكنة وأمهلتهم بعضا من الوقت في شمال غزة بإخلاء بيوتهم ومغادرتها إلى جنوبها حفاظا على أرواحهم، تحضيرا إلى تهجيرهم إلى سيناء، فهي بذلك تهدف إلى ترك المحاربين بدون حاضنة للإستفراد بهم، وليس الأرواح التي تهمها.
أمام وقوف العالم الغربي خلف العصابات الصهيونية ومطالبتها بالقضاء على حماس (الإرهابية).
والصمت المريب للعرب والمسلمين بإستثناء بعض الدعوات التي لا ترقى جسامة الإعتداءات، من هذه العاصمة أو تلك، وتصريح من هذا الزعيم أو ذاك، التي لا تتعدى وقف التصعيد والكف عن إستهداف المدنيين والدعوة إلى التهدئة وسماح بمرور قوافل الإغاثة.
فالعصابات الصهيونية وجدتها فرصة لتطهير القطاع من العرق الفلسطيني بتهجير من ينصاع إلى مغادرة بيته، وإبادة من يبقى
متشبثا بأرضه.
أبعد هذا المخطط الصهيوني الذي بدأت ملامحه ظاهرة.
لا يزال من العرب والمسلمين من يتشبث بعلاقات التطبيع ودبلوماسية مع الكيان الإرهابي.
ألم يحين الوقت إلى قطعها وطرد سفراء إسرائيل.
ومن لم يستطيع خوفا، فأضعف أن يعلن سحب سفير أو تجميد أو التهديد بالقطع، لإقامة الحجة.
والأدهى والأمر أن سلطة رام الله لا زالت تتشبث بسلطة وحكومة من ورق، من مهامها منح مناصب سامية تدير لأصحابها أجورا.
يا للعار، أن النضال الفلسطيني تحت لواء منظمة التحرير وفتح أختزل إلى تلك الأجور الذليلة التي تتأتى من الكيان المحتل ومساعدات عربية وغربية ودولية؟
ألم يحين لأبو مازن ومنظمة التحرير الفلسطينية وفتح الإعلان عن حل هذه السلطة.
هذه السلطة منذ إنشائها لم تقدم شيئا للشعب الفلسطيني، بل تساهم في تثبيط عزائمه وقمعه بسجن وتعذيب مناضله، وكالة عن الكيان المحتل من خلال التنسيق الأمني.
أليس الذي يمارسه الكيان الصهيوني المحتل تطهيرا عرقيا على مرآى السلطة والعرب والمسلمين، ولا رد يرقى إلى جسامة ما يدبر.
بقلم الأستاذ محند زكريني