عزيزتي ماري..
لقد قضيت هذه الصبيحة في قراءة بعض الرسائل القديمة التي كنت أكتبها قبل حوالي عشر سنوات، ولقد أدهشتني بادئ الأمر حقيقة أن عشر سنوات مرت من حياتي بطريقة ما!
إننا نكبر يا ماري وتنفلت منا ملامح الطفولة وخفتها الجميلة، إننا ننضج وتصير رؤوسنا ثقيلة ومائلة ، وهذا سيء جدا.
لقد أدهشني أنني كنت قبالة نسخة مختلفة كثيرا مما أنا عليه اليوم، وخفق قلبي يا ماري خفقات غريبة حين التمست قدرة الكتابة على تصوير هذا الاختلاف بذلك الشكل.
لست أدري في أي منعرج بالضبط فقدت جزء من أملي، وبراءتي، وأحلامي!؟ لست أدري كيف تبدلت خططي كلها؟ ولا كيف أجلس الآن في المكان الذي أجلس فيه!؟
*" بعد عشر
بعد عشرين
بعد ثلاثين سنة
لن يتبقى منا غير أسمائنا": هذا ما قلته يوما، وهذا ما بدأت ألتمسه فعلا..
عزيزتي ماري..
لقد تناولني حنين مفرط للحالة الذهنية التي كتبت بها تلك الرسائل، ورغم نقائص الصورة حينها تمنيت لو أنه باستطاعتي أن أستعير جزء من ذلك السلام الجميل بعيدا عن هذه المطارحات اليومية المزعجة.