أنا وقهوتي وأخي الأستاذ الغائب
في كل يوم جمعة أجالس قهوتي في الصباح...
وأنا أبحث بين كل ما يمر بي من كلمات...
وأسأل الزمن الحالي ماذا في محيطك اليوم...
وهل لهذه الأيام أمواج تمر بنا بهدوء...
أبحر في كل حرف وكلمة وصورة...
وكلي أمل بأن أقرأ حرفا أو كلمة عن أخي الأستاذ...
أم أني أعيش صباحا هادئا لا يحمل لي خبرًا ما...
وإنه يوم سعيد مليء بالقوافي التي تتغزل بالخالق...
ونشعر بأن الخطوات في صباحنا صافية...
لا لزوم لأن تقطع صحراء ما أو أن تبحث في دهاليز حياتك...
أو تعيش مع الدموع أو تقلب ألف صفحة وصفحة حتى تشعر...
فقط انظر الى السماء وسوف تغمرك خطوط كثيرة مضيئة بدون شوائب...
وتدرك بأن صباحك اليوم بدون عواصف...
وتشعر بأنك بحاجة الى الدموع بالرغم من أن الحالة الراهنة ليست بحاجة الى هذه الدموع...
واليوم الجمعة موسم السعادة والفرح والدعاء والصلاة...
هنا لن تشعر بالغربة عن ذاتك حتى لو كنت بحاجة الى مزيد من العافية لتغمر يومك...
وفجأة شعور غريب يلازم لحظاتك وفي القلب صدى بأنه لا وقت للجزع...
كل المساحات من حولنا تزرع الورود...
ومات جذور الخوف أيضا...
ولا يهمنا الجنون في أحشاء الغير ...
فالأهل بخير ومسافات الود والرحمة لا تفصلنا...
صحيح السماء لا تبكي غيثا هذه الأيام بالرغم من أننا بحاجة إليه ليطهر الأجواء...
ويحررنا من خوف ما يسكن القلوب...
ونسمع صيحات أطفال الحي لا خوفا ولا رعبا بل فرحا بهذا الغيث...
ونبحث عن الأحياء هنا وهناك...
وهل ما زال من الأحياء من هو ليس جائعا ولا يحس بالعطش...
وعلينا أن لا ننسى إذا كنا سعداء أن نسافر على الأقل الى الوطن...
الى من تم تهجيره...الى البائس...إلى من شرده الظالم...
الى من تهدم بيته...
في الحقيقة كلهم تائهون في هذه الكون...
والكل في حياته ألف لون ولون من ألوان الحياة وألف صورة وصورة...
المهم أن نرفع الصوت عاليا ...اللهم رحمتك...
صباح الخير...
جمعة سعيدة مليئة بالعافية أخي الأستاذ...
طالت غيبتك والقلق يدب في عروقنا خلسة ودون سابق إنذار...
تحياتي