أيها المؤمنون؛ استعدوا لشهر رمضان؛ فإنه شهر طاعة وعبادة، يتطلب استقباله تنظيم الوقت، وتهيئة النفس، والإخلاص والعزم على الوفاء بحقه وصيانته، والدعاء بإدراكه وتقبله، وإن من أهم يستعان به على استقبال الطاعات التوبة والإنابة إلى الله، والتخلص من الحقوق والتبعات، والابتعاد عن الشبه والشهوات، والاستغفار من الذنوب والخطيئات.
ومن أهم ما يستعان به أيضا على استقبال رمضان، التمرن على الطاعة؛ فالنفس تحتاج إلى رياضة وتدرج ومقدمات، وإلى سلم وممهدات، فإن عدم التدرج قد يسبب الفتور وجموح النفس، ويحرم من لذة العبادة، وربما لا يستطيع المرء المواظبة والمداومة، فيفوته بذلك خير كثير.
وإني لأتعجَّب عندما يكون جُل ما يُمكن الاستعداد به واستقبال هذا الشهر به هو حضور خطبة قصيرة عن قدوم شهر رمضان وما فيها من توجيهات وصويات قليلة من الخطيب.
معاشر المسلمين: ومن كان عليه قضاء من رمضان الماضي فليبادر بصومه قبل انتهاء شعبان، ولا يجوز له التأخير عن ذلك من غير عذر؛ فاستبقوا وسارعوا وبادروا بالواجبات، وفعل الطاعات لعلكم ترحمون.