صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات 2

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2007-10-27, 16:20   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Hot News1 صحابيــــــــــــات جليـــــــــــلات وتابيعيـــــات 2

أم حكيم بنت الحارث (الوفية الصابرة المجاهدة)
هي أم حكيم بنت الحارث بن هشام المخزومية زوجة عكرمة بن أبي جهل ابن عمها. أسلمت يوم الفتح، أما زوجها عكرمة فولى هاربا من خشية المسلمين إلى اليمن، فاستأذنت الرسول صلى الله عليه وسلم أن تلحق به وتأتي به مسلما بإذن الله، فأذن لها، وعادت أم حكيم بزوجها عكرمة، ليعلن انسلاخه من جاهليته ويدخل في دين الله. كانت رضي الله عنها تتمتع بعقل ثاقب، وحكمة نادرة، نرى ذلك عندما استشهد في المعركة أخوها وأبوها وزوجها فلم تجزع كيف ذلك؟ وهي تتمنى لنفسها أن تفوز بالشهادة مثلهم. وبعد فترة من الزمن تزوجها خالد بن سعيد بن العاص رضي الله عن الجميع، فلما أصبحا أولم لرهطه وليمة وما كاد ضيوفه يفرغون من طعامهم حتى نزلت بهم الروم من كل جانب، واحتدم قتال مرير. استشهد في سبيل الله خالد بن سعيد وفي نفس المعركة أخذت بعمود الخيمة تقاتل قتلت من المشركين ما شاء الله وهكذا المؤمنات المجاهدات الصابرات عرسهن في الميدان، وصباحهن جهاد وقتال. فأم حكيم- رضي الله عنها- ابنة أخت سيف الله المسلول، والقائد الشجاع خالد بن الوليد رضي الله عنه.
رضي الله عن أم حكيم بنت الحارث المخزومية وأرضاها .


أم رومان بنت عامر (زوجة الصديق وأم الصديقة)
أم رومان بنت عامر بن عويمر قيل في اسمها أنها زينب وقيل وعد وكانت أم رومان الكنانية تحت عبد الله بن الحارث الأسدي فولدت الطفيل ثم توفي عنها، فخلف عليها عبد الله ابن أبي قحافة (أبو بكر الصديق) فولدت له عائشة وعبد الرحمن، وكانت من السابقين إلى الإسلام وراوية من راويات الحديث الشريف، أسلمت وبايعت وهاجرت فكانت من المهاجرات الأوليات والقانتات العابدات.
روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى عنها مسروق، وأخرج البخاري لها. ولما تقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم لخطبة ابنتها عائشة رضي الله عنها انصياعاً لأمر الله تعالى سرت أم رومان بتلك المصاهرة، وفي المدينة بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة ودارت الأيام وحدث ما لم يكن بالحسبان ذلك لما رميت ابنتها عائشة بالإفك خرت مغشياً عليها وكانت هذه الفترة من أقسى ما عانت وواجهت واثر فيها ذلك تأثيراً بالغاً مرضت على أثره فلازمتها عائشة- رضي الله عنها- بعض الوقت تقوم على خدمتها حتى توفاها الله وتوفيت بالمدينة سنة 6 هـ وقيل سنة 4 هـ- رضي عنها- ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبرها واستغفر لها وقال (اللهم لم يخف ما لقيت أم رومان فيك وفي رسولك) وروى عنه أنه قالمن سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان).



خولة بنت الأزور(شجاعة فائقة)
يرتبط تاريخ حياة بنت الأزور بضروب البطولة التي أبدتها في واقعة أجنادين. وفيها التحم المسلمون بقيادة خالد بن الوليد بالروم بقيادة هرقل، فقد فاقت ببسالتها وشهامتها ما قام به الرجال، وحاربت مستخفية لاطلاق سراح أخيها ضرار من الأسر، وحضت النساء على خوض غمار الحرب دفاعا عن الأسرى وذودا عن الإسلام.
هذه بنت الأزور، التي أسرت مرة هي وبعض النساء أثناء حرب المسلمين مع الروم، فحرضت النساء على التخلص من الأسر، ولما لم يكن معهن سلاح اقتلعن أعمدة الخيام وأوتادها وحاربن بها ضد الروم تحت قيادة خولة بنت الأزور إلى أن نجين من الأسر.
ويقال إن هذه البطلة المحاربة أسر أخوها ضرار بن الأزور في الحرب، فتنكرت في زي فارس، وامتطت جوادها مدججة بالسلاح واخترقت الصفوف وقتلت منهم عددا كبيرا، معرضة نفسها للموت. وكان المسلمون ومعهم سيف الله المسلول خالد بن الوليد- رضي الله عنه-. يترقبون بإعجاب، معتقدين أنها رجل، حتى خرجت من المعركة ورمحها يقطر دما، فالتفوا حولها، ولما عرفوا أنها فتاة اشتعلت حماستهم وتقدموا في شجاعة حتى فكوا أسر أخيها .
وعادت الحرب سجالا بين العرب والروم في مرج دابق، وفيها أسر ضرار للمرة الثانية فحزنت أخته، وصممت على الانتقام من الروم وفك أسره. واقتحمت بنت الأزور صفوف الأعداء باحثة عن أخيها، فلم توفق إلى العثور عليه، وصاحت: (يا أخي ! أختك لك فداء) واشتد حماس المسلمون، وحاصروا أنطاكية، وقد تحصن فيها الروم ومعهم الأسرى وانتصر المسلمون وأطلق سراح الأسرى. بعد جهاد مرير فعاد ضرار إلى أخته فرحين بنصر الله ومنته.
توفيت خولة بنت الأزور في عهد خلافة عثمان بن عفان- رضي الله عنه- بعد أن شهدت كثيرا من المشاهد والأحداث التاريخية .



خولة بنت ثعلبة (سمع الله شكواها)
خولة بنت ثعلية بن أصرم بن فهد بن ثعلبة من ربات الفصاحة والبلاغة، تزوجها أوس بن الصامت أخو عبادة بن الصامت- رضي القه عنهما-. وهو ممن شهد بدرا وأحدا، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
راجعت خولة زوجها أوس بن الصامت بشيء فغضب فقال: (أنت علي كظهر أمي)، ثم خرج الزوج بعد أن قال ما قال فجلس في نادي القوم ساعة ثم دخل عليها يريدها عن نفسها، ولكن امتنعت حتى تعلم حكم الله في مثل هذا الحدث. فقالت: كلا والذي نفس خولة بيده، لا تخلصن إلي وقد قلت إلي، وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه، وخرجت خولة حتى جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلست بين يديه فذكرت له ما لقيت من زوجها، وهي بذلك تريد أن تستفتيه وتجادله في الأمر، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما أمرنا في أمرك بشيء ما أعلمك إلا قد حرمت عليه، والمرأة المؤمنة تعيد الكلام وتبين لرسول الله ما قد يصيبها وابنها إذا افترقت عن زوجها، وفي كل مرة يقول لها رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما أعلمك إلا قد حرمت عليه) وهنا رفعت يديها إلى السماء وفي قلبها حزن وأسى ،وفي عينيها دموع وحسرة قائلة:
اللهم إني أشكو إليك ما نزل بي.. وما كادت تفرغ من دعائها حتى تغشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يتغشاه عند نزول الوحي، ثم سرى عنه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا خولة قد أنزل الله فيك وفي صاحبك قرأنا) ثم قرأ عليها: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير) إلى قوله: (وللكافرين عذاب أليم) .
ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم كفارة الظهار.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (قد أصبت وأحسنت فاذهبي فتصدقى به عنه ، ثم استوصي بابن عمك خيرا) ففعلت ومما روي في شأن خولة- رضي الله عنها- أن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- مر بها في زمن خلافته وهو أمير المؤمنين و كان راكبا على حمار، فاستوقفته خولة طويلا ووعظته. وقالت له: يا عمر قد كنت تدعى عميراً ثم قيل لك: يا عمر ثم قيل لك يا أمير المؤمنين فاتق الله يا عمر فإن من أيقن بالموت خاف الفوت، ومن أيقن بالحساب خاف العذاب. فقيل له:يا أمير المؤمنين اتقف لهذه العجوز هذا الموقف.
قال رضي الله عنه: (والله لو حبستني من أول النهار إلى آخره ما زلت إلا للصلاة المكتوبة، إنها خولة بنت ثعلبة سمع الله قولها من فم سبع سماوات، أيسمع رب العالمين قولها ولا يسمعه عمر) .

خيرة بنت أبي خدود(أم الدرداء)
زوجة أبي الدرداء (عويمر بن مالك) الصحابي رضي الله عنهما، كانت أم الدرداء من فضلاء النساء وعقلائهن وذوات الرأي منهن مع العبادة والنسك.
وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي الدرداء وسلمان الفارسي- رضي الله عنهما-. فجاء سلمان لأبي الدرداء زائرا فرأى أم الدرداء قد أهملت نفسها ولاح في وجهها القهر فقال لها:
ما شأنك. قالت: خيرة بنت أبي خدود.
إن أخاك ليس له حاجة في شيء من الدنيا.. أصبح أبو الدرداء لا ينام الليل.
فسكت سلمان الفارسي ولم يكلم أبا الدرداء. وقامت خيرة بنت أبي حدود لتصنع لهما طعاما فلما أكلا هيأت أم الدرداء لهما فراشهما فنام سلمان وأبو الدرداء هنيهة، ثم قام أبو الدرداء ليصلي فأمسك سلمان بثوبه وقال له: نم يا أبا الدرداء. ونام ثم نهض ليصلي فأمسك سلمان به وقال له: نم. فنام.. فلما كان الثلث الأخير من الليل قام ليصلي فقال سلمان الفارسي: الآن انهض لتصلي.
ولما انبلج الفجر خرجا ليصليا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقال أبو الدرداء :لأشكونك لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقال سلمان الفارسي: يا أبا الدرداء إن لربك عليك حقا ولأهلك عليك حقا ولجسدك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه.
فلما قضيت صلاة الفجر مال أبو الدرداء على أذن النبي عليه الصلاة والسلام وشكا له ما فعل سلمان الفارسي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الرهبانية لم تكن علينا".. صدق سلمان.
ودخلت أم الدرداء على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فسمعته يقول: ما يوضع في الميزان أثقل من خلق حسن.
وفي يوم من الأيام طلبت من أبي الدرداء خادما فقال لها: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يزال العبد من الله وهو منه ما لم يخدم فإذا خدم وجب عليه الحساب.
وماتت خيرة بنت أبي خدود أم الدرداء قبل موت أبي الدرداء وذلك بالشام في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان. رحم الله خيرة .

سفانة بنت حاتم(الدالة إلى الحق)
سفانة بنت حاتم الطائي كان أبوها مضرب المثل في الكرم، وكان أخوها عدي بن حاتم نصرانيا يسير في قومه بالمرباع، فلما علم بمقدم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فر إلى الشام ليلحق بأهل المدينة. وعندما أخذت سفانة في السبايا فجعلت في حظيرة بباب المسجد فمر بها النبي عليه الصلاة والسلام فقامت إليه، وكانتا امرأة جزلة فقالت: يا رسول الله هلك الوالد وغاب الوافد. فتساءل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومن وافدك؟ قالت: عدي بن حاتم. قال صلى الله عليه وسلم: الفار من الله ورسوله؟ ومضى النبي حتى مر ثلاثا فأشار إليها رجل من خلفه قومي فكلميه. قالت سفانة: يا رسول الله هلك الوالد وغاب الوافد فامنن علي من الله عليك.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد فعلت فلا تعجلي بخروج حتى تجدي من قومك من يكون لك ثقة حتى يبلغك إلى بلادك، ثم آذنيني. فسألت سفانة عن الرجل الذي كان يسيرخلفه وأشار إليها أن تكلمه فقيل لها: علي بن أبي طالب. وأقامت سفانة حتى قدم ركب من بلى أو قضاعة رهط من قومها. فاستأذنت الرسول صلى الله عليه وسلم فمن عليها الرسول صلى الله عليه وسلم وأعطاها عطاء جزيلاً وكساها. وحملها وأعطاها نفقة، فلما وقفت على عدي بن حاتم شرعت تقول:القاطع الظالم لم أحتمل بأهلك وولدك وتركت بقية والدك وعورتك قال: أي أخيتي لا تقولي إلا خيرا، ثم نزلت فأقامت عنده، وقال لها عدي: ماذا ترين في أمر هذا الرجل؟ قالت: أرى والله أن تلحق به سريعا، فإن يكن الرجل نبيا فللسابق إليه فضله، وإن يكن ملكا فلن تنزل في عز اليمن وأنت أنت.
فقال عدي: إن هذا الرأي والله، فخرج حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم . لقد أسلمت مثلما أسلم أخوها عدي. ولما انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى ارتدت القبائل عامة إلا قريشا وثقيفا وظل عدي بن حاتم قابضا على دينه وخرج مع خالد بن الوليد يحارب المرتدين.
يتبـــــــــــــــــــــــــــــع









 


رد مع اقتباس
قديم 2007-10-27, 16:25   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Hot News1

سمية أم عمار أول شهيدة في الإسلام


المقدمـــــــــــــــــة
الحمدالله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه
الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد فهذا البحث يكشف النقاب عن
شخصية مسلمة جديرة بالذكر وهي سمية بنت الخُباط أول شهيدة في الإسلام، استشهدت في
بداية الدعوة الإسلامية في مكة الكرمة على يد أبي جهل الذي لاقى مصرعه في غزوة بدر
ويتضمن موضوع البحث نسبها، وزواجها، وتعذيب المشركين لآل ياسر، وفاتها، ومصير
القاتل، .والدروس والعبر المستفادة في سيرة حياتها أرجو أن ينال هذا البحث استحسان
أساتذتي وزميلاتي، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل مني هذا العمل إنه سميع مجيب
الدعاء، وصلى الله على النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلم

نسبهــــــــــــــــــــا:
سمية بنت الخُباط، هي أم عمار بن ياسر، أول شهيد استشهد في الإسلام، وهي ممن بذلوا
أرواحهم لإعلاء كلمة الله عز وجل، وهي من المبايعات الصابرات الخيرات اللاتي احتملن
الأذى في ذات الله.كانت سمية من الأولين الذين دخلوا في الدين الإسلامي وسابع سبعة
ممن اعتنقوا الإسلام بمكة بعد الرسول وأبي بكر الصديق وبلال وصهيب وخباب وعمار
ابنها. فرسول صلى الله عليه وسلم قد منعه عمه عن الإسلام، أما أبوبكر الصديق فقد
منعه قومه، أما الباقون فقد ذاقوا أصناف العذاب وألبسوا أدراع الحديد وصهروا تحت
لهيب الشمس الحارقة
عن مجاهد، قال: أول شهيد استشهد في الإسلام سمية أم عمار. قال: وأول من أظهر
الإسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبوبكر ، وبلال، وصهيب، وخباب، وعمار،
وسمية أم عمار
زواجهـــــــــــــــــــــا:
كانت سمية بنت خباط أمة لأبي حذيفة بن المغيرة بن عبدالله ابن عمر بن مخزوم، تزوجت
من حليفه ياسر بن عامر بن مالك بن كنانه بن قيس العنسي. وكان ياسر عربياً قحطانياً
مذحجيًا من بني عنس، أتى إلى مكة هو وأخويه الحارث والمالك طلباً في أخيهما الرابع
عبدالله، فرجع الحارث والمالك إلى اليمن وبقي هو في مكة. حالف ياسر أبا حذيفة ابن
المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم، وتزوج من أمته سمية وانجب منها عماراً، فأعتقه
أبوحذيفة، وظل ياسر وابنه عمار مع أبي حذيفة إلى أن مات، فلما جاء الإسلام أسلم
ياسر وأخوه عبدالله وسمية وعمار

تعذيب المشركين لآل ياسر:
عذب آل ياسر أشد العذاب من أجل اتخاذهم الإسلام ديناً الذي أبوا غيره، وصبروا على
الأذى والحرمان الذي لاقوه من قومهم، فقد ملأ قلوبهم بنور الله-عزوجل- فعن عمار أن
المشركين عذبوه عذاباً شديداً فاضطر عمار لإخفاء .إيمانه عن المشركين وإظهار الكفر
وقد أنزلت آيه في شأن عمار في قوله عزوجل: (( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من
أكره وقلبه مطمئن بالإيمان)). وعندما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:ما
وراءك؟ قال : شر يا رسول الله! ما تُركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير! .قال: كيف
تجد قلبك؟ قال : مطمئناً بالإيمان. قال : فإن عادوا لك فعد لهم
هاجر عمار إلى المدينة عندما اشتد عذاب المشركين للمسلمين، وشهد معركة بدر وأحد
والخندق وبيعة الرضوان والجمل واستشهد في معركة صفين في الربيع الأول أو الآخر من
سنة سبع وثلاثين للهجرة، ومن مناقبه، بناء أول مسجد في الإسلام وهو مسجد قباء
وقد كان آل ياسر يعذبون بالأبطح في رمضاء مكة وكان الرسول الله -صلى الله عليه
وسلم- يمر بهم ويدعو الله -عزوجل- أن يجعل مثواهم الجنة، وأن يجزيهم خير الجزاء
عن ابن إسحاق قال: حدثني رجال من آل عمار بن ياسر أن سمية أم عمار عذبها هذا الحي
من بني المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم على الإسلام، وهي تأبى غيره، حتى
قتلوها، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-مر بعمار وأمه وأبيه وهم يعذبون
بالأبطح في رمضاء مكة، فيقول: صبراً آل ياسر فإنّ موعدكم الجنة

وفاتهــــــــــــــــــــــا :
نالت سمية الشهادة بعد أن طعنها أبوجهل بحربة بيده في قُبلها فماتت على إثرها.وكانت
سمية حين استشهدت امرأة عجوز، فقيرة، متمسكة بالدين الإسلامي، ثابته عليه لا يزح
زحها عنه أحد، وكان إيمانها الراسخ في قلبها هو مصدر ثباتها وصبرها على احتمال
الأذى الذي لاقته على أيدي المشركين

مصير القاتــــــــل :
أبوجهل هو عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم القرشي، ويكنى بأبي
الحكم.كان من أشد الناس عداوة للإسلام والمسلمين، وأكثرهم أذى لهم. وقد لقبه
المسلمون بأبي جهل لكثرة تعذيبه المسلمين وقتله سمية، ولكن الله سبحانه وتعالى يمهل
ولا يهمل
قتل أبو جهل في معركة بدر الكبرى، حيث قاتل المسلمون المشركين بأسلوب الصفوف، بينما
قاتل المشركون المسلمين بأسلوب الكر والفر. طعن أبا جهل على يدي ابني عفراء، عوف بن
الحارث الخزرجي الأنصاري، ومعوذ بن الحارث الخزرbجي الأنصاري، رضي الله عنهما،
ولكنه لم يمت على أثر طعناتهما بسبب ضخامة جسده، ولأن ابني عفراء كانا صغيرين
بالسن، لكنه لفظ نفسه الأخيرة على يد عبدالله بن المسعود الذي أجهز عليه. ولقد
استشهد ابنا عفراء في هذه معركة رضي الله عنهما
قال عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه: إني لفي الصف)) يوم بدر، إذ التفت فإذا عن
يميني وعن يساري فتيان حديثا السن، فكأني لم آمن بمكانهما، إذ قال لي أحدهما سراً
من صاحبه: يا عم! أرني أبا جهل! فقلت يا ابن أخي! ما تصنع به؟! قال: عاهدت الله إن
رأيته أن أقتله أو أموت دونه. قال لي الأخر سراً من صاحبه مثله، فأشرت لهما إليه،
((فشدا عليه مثل الصقرين،فضرباه حتى قتلاه
((بعد مقتل أبا جهل، قال النبي صلى الله لعمار بن ياسر (( قتل الله قاتل أمك
:الدروس والعبر في سيرة حياة سمية
سمية بن الخُباط هي من أهم المجاهدات المسلمات اللواتي احتملن الأذى والعذاب، الذي
كان يلقاه المسلمون على أيدي المشركين في ذلك الوقت. وهي ممن بذلوا الغالي والنفيس
في ذات الله تعالى
كان إيمانها القوي بالله تعالى هو سبب ثباتها على الإسلام ورفضها ديناً غيره، فقد
وقر الإيمان في قلبها وذاقت لذته وأيقنت أنه فيه سعادتها في الدنيا والآخره، فوكلت
أمرها إلى الله تعالى محتسبه وصابرة أن يجزيها الله تعالى خيراً على صبرها ويعاقب
المشركين، ونستشف من قصة سمية أن الله سبحانه وتعالى يمهل، ولا يهمل وأنه مهما طال
الأمد، فإن كل إنسان سوف يأخذ جزاءه عاجلاً أم أجلاً.


صفية بنت أبي عبيد (من الصالحات العابدات)
صفية بنت أبي عبيد بن مسعود الثقفية، زوج عبد الله بن عمر بن الخطاب- رضي الله عنهم- وهي إحدى النساء التابعيات الصالحات العابدات. قال عنها العجلي/ صفية بنت أبي عبيد تابعية ثقة. وعدها ابن حبان من راويات الحديث الثقات، فقد رأت عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- وروت عنه ولها معه أخبار كما أنها رأت ثلاثاً من أمهات المؤمنين عائشة وحفصة وأم سلمة رضي الله عنهن .
كما روى عن صفية جماعة من أكابر التابعين وثقاتهم، وممن عرفوا بالعلم والفضل ومنهم: سالم بن عبد الفه بن عمر ونافع مولى زوجها وعبد الله بن دينار وغيرهم وقد روى لها الإمام مسلم وأبو داود والنسائي، كانت صفية مجلة لزوجها ومحبة له. وكان عمر بن الخطاب يقدر زوجة ابنه ويجلها وقد أحسنت صفية تريية أولادها وبناتها ليسيروا على هدي الصلاح. أوردت المصادر أن عبد الله بن عمرو، آخر من توفي بمكة من الصحابة، وكانت وفاته سنة (73 هـ). أما صفية فلا يدرى بالتحديد متى كانت وفاتها- رحمها الله- وبالتأكيد كانت وفاتها بعد سنة 73 هـ .


عائشة بنت طلحة (ابنة طلحة الخير)
تابعية جليلة، سليلة بيت كبير القدر في عصر النبوة، نشأت في أحضان النبوة برعاية عائشة بنت الصديق رضي الله عنها فكانت يضرب بها المثل في العلم والأدب والكرم. أبوها طلحة بن عبد الله التميمي القرشي.
أحد العشرة المبشرين بالجنة، لقبه النبي صلى الله عليه وسلم (بطلحة الخير) وأمها: أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق تابعية جليلة تزوجت عائشة ابن خالها عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، ولدت له عمران وعبد الرحمن وأبا بكر وطلحة ونفيسة وكان ابنها طلحة بن عبد الله من أجواد قريش.
كانت عائشة بنت طلحة أشبه الناس بخالتها عائشة أم المؤمنين وأحبهم إليها، وأطبعهم على علمها وأدبها، فقد تتلمذت عليها وروت عنها الحديث النبوي الشريف، وحديثها مخرج في الصحاح .
وروى عنها الحديث ثلة من أكابر التابعين، وجلة العلماء منهم ابنها طلحة بن عبد الله وابن أخيها طلحة بن يحيى ومعاوية بن اسحاق والمنهال بن عمرو وعطاء ابن أبي رباح، وعمر بن سعيد وغيرهم.
ولصدقها وعلمها وقدرها، أثنى عليها العلماء والكبراء ممن يعرفون رواية الحديث، فهذا يحيى بن معين يوثقها ويحتج بحديثها فيقول: الثقات من النساء عائشة بنت طلحة ثقة حجة. وأثنى عليها أبو زرعة الدمشقي. وهذا العجلي: عائشة بنت طلحة مدنية تابعية ثقة. وغيرهم من العلماء.
ولما توفي زوجها عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق تزوجها أمير العراق مصعب بن الزبير وبعد مصعب تزوجها عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي، وأقامت معه ثماني سنين، حيث مات سنة (82 هـ) ومنذ أن تأيمت، كانت تقيم بمكة سنة، وبالمدينة سنة وتخرج إلى مال لها بالطائف تدير أمورها بنفسها. ظلت عائشة بنت طلحة من أندر نساء عصرها حيث الجمال والهيئة والأدب، والعفة والعلم. إلى أن توفيت سنة (101هـ).
رحم الله عائشة بنت طلحة، وتغمدها برحمته .

عاتكة بنت زيد (زوجة الشهداء)
عاتكة بنت زيد العدوية القرشية وهي أخت زيد أحد العشرة المبشرين بالجنة. من المسلمات العابدات كانت حافظة للقرآن كما كانت شاعرة مجيدة.
تتمتع بجمال باهر، ولكنها كانت حيية تقية. تزوجها عبد الله بن أبي بكر الصديق، وعندما مات عبد الله بكته عاتكة وأنشدت فيه مرثية خالدة، وقد ظلت عاتكة بعد وفاة زوجها عبد الله، بدون زوج لمدة ثلاث سنوات، ثم تزوجها عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- ويقال إن زيدا أخاه قد تزوج بها قبله وقد ظلت عاتكة زوجة وفية مخلصة، فبكته عند وفاته وحزنت عليه.
ثم تزوجها الزبير بن العوام مع أنه كان زوجا لأسماء بنت أبي بكر وكان الزبير- رضي الله عنه- غيورا فمنعها من الخروج من البيت مخافة الفتنة ولكنها ذكرته بحديث رسول الله (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ولكن ليخرجن تفلات) أي غير متعطرات. فتركها ولكنها بعد ذلك التزمت بيتها طاعة لزوجها، وعندما نال الزبير الشهادة تزوجها محمد بن أبي بكر ونال الشهادة. ورثى لحالها علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- فأراد الزواج منها فرفضت وقالت: (اضن بابن عم رسول الله على الشهادة) مما دفع علي بن أبي طالب إلى القول : (من أحب الشهادة الحاضرة فليتزوج عاتكة). ثم تزوجها (الحسين بن علي) وأحبته (وشهدت مصرعه في كربلاء) ورحلت مع زينب إلى مصر ولم تتزوج بعد ذلك حتى لقيت ربها (وكانت كلما كبرت سنها ازدادت جمالاً).

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــع










رد مع اقتباس
قديم 2007-10-27, 16:29   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Hot News1

عمرة بنت عبد الرحمن النجارية (الفقيهة الحجة)
هي عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة بن عدس الأنصارية النجارية، المدنية، تربية عائشة- رضي الله عنها- وتلميذتها قيل إن لأبيها صحبة. وجدها سعد من قدماء الصحابة، وهو أخو النقيب الكبير أسعد بن زرارة.
حدثت عن عائشة، وأم سلمة، ورافع بن خديج، وأختها لأمها أم هشام بنت حارثة بن النعمان.
وحدث عنها ولدها أو الرجال محمد بن عبد الرحمن وابناه الحارثة ومالك، وابن أختها القاضي أبو بكر بن حزم، وابناه عبد الله ومحمد الزهري ويحيى بن سعد الأنصاري، وآخرون.
قال ابن أبي مريم عن ابن معين: ثقة حجة.
وقال ابن حبان: كانت من أعلم الناس بحديث عائشة. كما نقل عن شعبة، عن محمد بن عبد الرحمن قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: ما بقي أحد أعلم بحديث عائشة منها، يعني عمرة. قال: وكان عمر يسألها. وقال الإمام الذهبي: كانت عالمة، فقيهة، حجة، كثيرة العلم وحديثها كثير في دواوين الإسلام.
واختلفوا في وفاتها، فقيل: سنة 98 هـ. وقيل سنة 106هـ.

فاطمة بنت الخطاب (القوية في الحق)
فاطمة بنت الخطاب كانت تكنى بأم جميل وهي أخت أمير المؤمنين عمر تزوجها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفل، أسلمت هي وزوجها قبل دخول الرسول صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي أسلمت قبل أخيها عمر، وكانت سببا في إسلامه وذلك عندما خرج عمر متقلدا سيفه يريد الرسول صلى الله عليه وسلم فلقي نعيم ين عبد الله، وكان قد أسلم وأخفى إسلامه خوفا من اضطهاد قريش فلما رأى الشر يملأ وجه عمر سأله: إلى أين يا ابن الخطاب؟ فقال عمر: أريد محمداً فقال نعيم: والله لقد غزتك نفسك من نفسك يا عمر أترى بني عبد مناف تاركيك وقد قتلت محمدا؟ فقال عمر: لقد بلغني أنك تركت دين آبائك فقال: نعم: إن فعلت فقد فعله من هو أعظم عليك حقا مني. قال: من هو. قال نعيم: أختك وزوجها.
فانطلق عمر إلى بيت سعيد بن زيد وكان عندهما خباب بن الأرت ومعه صحيفة يقرؤها ووجد الباب مغلقا وسمع همهمة ففتح الباب ودخل فقال: ما هذا الذي أسمع؟ قالت فاطمة: ما سمعت شيئا غير حديث تحدثنا به بيننا. فقال عمر: بلى والله لقد أخبرت أنكما تابعتما محمدا على دينه. وأخذ برأس سعيد وضربه فأدماه فأخذت برأس عمر وقالت:قد كان ذلك على رغم أنفك .فاستحى عمر لما رأى الدم وما فعله بختنه وأخته وقال لهما: أروني هذا الكتاب. فأخفت فاطمة الصحيفة وراء ظهرها وقالت: أخشاك عليها، فحلف لها ليردنها إذا قرأها إليها فقالت فاطمة: يا أخي أنت نجس ولا يمسه إلا الطاهر. فقام عمر واغتسل ثم عمر استحسن الكلام بعد قراءته فلما سمع خباب ذلك من عمر خرج وكان مستترا عن عمر وقال: يا عمر إني لأرجو أن يكون الله قد خصه بدعوة نبيه صلى الله عليه وسلم فإني سمعته أمس يقول: اللهم أيد الإسلام بأبي الحكم بن هشام أو بعمر بن الخطاب. فالله الله يا عمر. فقال على الفور دلوني على محمد حتى آتيه فأسلم. فأسلم على يديهما.


ليلى بنت أبي حثمة (أول ظعينة إلى المدينة)
كانت زوج عامر بن ربيعة أسلما قديماً.
ولما ذاع في مكة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله الواحد الأحد غضب أشراف قريش.
ونزلوا بأصحاب النبي عليه الصلاة والسلام أشد العذاب فأقبل عامر بن ربيعة وامرأته ليلى بنت أبي حثمة وعبد الله بن عبد الأسد وزوجته هند بنت أبي أمية بن المغيرة وعثمان بن عفان وزوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم على النبي عليه الصلاة والسلام وفي عيونهم الدمع فقالوا:
يا رسول الله أنزل قومنا بنا أشد العذاب.
فأطرق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد منعه الله بعمه أبي طالب. ثم قال صلى الله عليه وسلم:
من فر بدينه من أرض إلى أرض وإن كان شبرا من الأرض استوجب له الجنة، وكان رفيق نبيه. فقال عامر بن ربيعة وليلى بنت أبي حثمة أين نذهب يا نبي الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: تفرقوا في الأرض فإن الله تعالى سيجمعكم.
فقالت ليلى بنت أبي حثمة: إلى أين نذهب يا نبي الله؟
قال النبي عليه الصلاة والسلام:
أخرجوا إلى جهة الحبشة فإن بها ملكا (النجاشي) لا يظلم عنده أحد وهي أرض صدق.
وعندما علم عمر بن الخطاب أن بعض المسلمين يتأهبون للخروج والفرار بدينهم خوفاً من الفتنة إلى الحبشة، وكان أشد الناس على عامر بن ربيعة وامرأته.. فانطلق إلى دار عامر بن ربيعة فإذا امرأته ليلى قد تهيأت للخروج إلى أرض الحبشة وهي على بعيرها فقال عمر بن الخطاب: إلى أين أم عبد الله؟ قالت ليلى قد آذيتمونا في ديننا فنذهب في أرض الله فقال عمر بن الخطاب: صحبكم الله.
فعجبت ليلى، وطمعت في إسلام ابن الخطاب فلما رجع عامر بن ربيعة أخبرته فتبسم ساخراً، وقال: والله لا يسلم حتى يسلم حمار الخطاب فاستأذن عامر وامرأته ليلى بنت أبي حتمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة إلى الحبشة الثانية.. فأذن لأصحابه فهاجر ثلاثة وثمانون رجلاً غير نسائهم وأبنائهم.. وعندما بايع الأوس والخزرج على أن يمنعون فيما يمنعون منه نساءهم انطلق عامر وامرأته ليلى إلى مكة وكثير من المهاجرين.. وعند إيذاء قريش للصحابة.. هاجر كثير من أصحاب الرسول ومنهم عامر بن ربيعة وامرأته ليلى بنت أبي حتمة في هجعة الليل مهاجرين إلى يثرب.. وكانت ليلى أول ظعينة قدمت إلى يثرب رضي الله عنها وأرضاها .


معاذة العدوية (صاحبة الهمة العالية)
من عابدات البصرة أحببن طاعة الله، وتشوقن إلى لقائه كانت - رحمها الله- إذا أحست من نفسها الكسل في العبادة، قالت لنفسها هذه ليلتي أموت فيها).
ولما عوتبت على كثرة طاعتها من قبل أقاربها، قالت: (عجبت لعين تنام، وقد عرفت طول الرقاد في ظلم القبر) وكان زوجها كذلك الطاعة، حتى قال أبو السوار العدوي ذات يوم: بنو عدي أشد أهل هذه البلدة اجتهاداً، ففي ذات يوم قاتل ابنها غزاة حتى قتل، فاجتمعت النساء عند معاذة العدوية لكي يخففن عنها، ويشاطرنها الحزن، فقالت لهن مرحبا، إن كنتن جئتن تهنئنني فمرحباً بكن، وإن كنتن جئتن لغير ذلك فارجعن.
تقول أم الأسود بنت زيد، وكانت معاذة قد أرضعتها قالت معاذة لما قتل أبو الصهباء (زوجها).
(والله يا بنية، ما محبتي للبقاء في الدنيا للذيذ عيش، ولا لروح نسيم، ولكن والله أحب البقاء لأتقرب إلى ربي عز وجل بالوسائل، لعله يجمع بيني وبين أبي الصهباء وولده في الجنة) رحم الله معاذة العدوية.


نائلة بنت الفارض (الوفية لزوجها في حياته ومماته)
نائلة بنت الفارض زوجة أميرالمؤمنين عثمان بن عفان- رضي الله عنه- عرفت بالرأي الناجح والعقل الراجح والمواقف العظيمة التي سطرها لها التاريخ بأسطر من ذهب، تزوجت أمير المؤمنين عثمان بن عفان - رضي الله عنه- أسلمت على يد زوجها عقب قدومها إليه سنة 28 من الهجرة، وحفظت- رضي الله عنها- القرآن الكريم والسنة الشريفة في وقت قصير وكانت- رضي الله عنها- شجاعة وقد سميت (بالفرافضة) تيمنا بأحد أسماء الأسد، ولقد تجلت شجاعتها يوم أن فتح باب الفتنة على المسلمين، وحين تأزمت الأمور وحاصروا الدار (دار عثمان- رضي الله عنه-)، ومنعوا عنه الزاد والماء بل ومنعوه من الخروج للصلاة، وطالبوه بأن يترك الخلافة، فأعلن رفضه قائلا: (لن أخلع قميصا كسانيه الله تعالى) ثم تسوروا عليه الدار وهم شاهرون سيوفهم يريدون قتله وحينما رأت الزوجة (نائلة بنت الفرافضة) هؤلاء نشرت شعرها وألقت بنفسها على زوجها ثم أهوى رجل على عثمان بن عفان - رضي الله عنه- بالسيف، فما كان منها إلا أن انكبت عليه واتقت السيف بيدها، ولم تبال بقطع أناملها، فنادت غلام خليفة المسلمين وكان اسمه رباح قائلة: يا رباح أعني على هذا، وكان مع رباح سيف قتله ولكن دخل أخر ومعه سيف فوضع طرفه في بطن أمير المؤمنين فأمسكت الزوجة السيف بيدها فحز أصابعها، وعندما سكنت الفتنة تقدم الخطاب ومنهم الصحابي معاوية رضي الله عنه، فرفضت وفاء لذكرى زوجها وقامت بكسر ثنيتها بحجر، حيث كانت- رضي الله عنها- من أحسن الناس ثغراً، ضربت- رضي الله عنهما- أروع الأمثلة في الوفاء والحب لزوجها في حياته وبعد مماته.


نسيبة بنت كعب (بطلة أحد وما بعدها)
أم عمارة نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف الأنصارية إحدى نساء بني مازن النجار. كانت إحدى امرأتين بايعتا رسول الله صلى الله عليه وسلم (بيعة العقبة الثانية) حسن إسلامها وكانت زوجة (لزيد بن عاصم) وما تركت غزوة إلا وخرجت فيها مع رسول الله تضمد الجرحى وتسقي الجنود وتعد الطعام وتحمس الرجال على القتال.
(ويوم أحد) لما رأت المشركين يتكاثرون حول رسول الله أستلت سيفها وكانت مقاتلة قوية، وشقت الصفوف حتى وصلت إلى رسول الله تقاتل بين يديه وتضرب بالسيف يميناً وشمالاً حتى هابها الرجال وأثنى عليها النبي وقال: (ما ألتفت يميناً ولا شمالا يوم أحد إلا وجدت نسيبة بنت كعب تقاتل دوني).
ولقد قالت يا رسول الله: ادع الله أن أرافقك في الجنة فقال: (اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة) جرحت يوم أحد جرحاً بليغاً فكان النبي يطمئن عليها ويسأل (كيف حال نسيبة).
وعندما أخذت تحث ابنها عبد الله بن زيد عندما خرج يوم أحد فقالت: انهض بني وضارب القوم. فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة).
وتمضي الأيام، فشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان في الحديبية، وهي بيعة المعاهدة على الشهادة في سبيل الله كما شهدت يوم حنين، ولما انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم الرفيق الأعلى ارتدت بعض القبائل عن الإسلام وعلى رأسهم مسيلمة الكذاب، حتى سارعت أم عمارة إلى أبي بكر الصديق- رضي الله عنه - تستأدنه بالالتحاق بهذا الجيش لمحاربة المرتدين فأذن لها فخرجت ومعها ابنها عبد الله بن زيد وأبلت بلاء حسنا وتعرضت لكثير من المخاطر. وعندما أرسل النبي ولدها (حبيب بن زيد) إلى مسيلمة الكذاب باليمامة برسالة يحذر فيها مسيلمة من ادعائه النبوة والكذب على الله فأراد مسيلمة أن يضمه إليه فرفض فقطع جسده عضوا عضوا وهو صابر، فلما علمت (نسيبة) أقسمت أن تثأر منه وخرجت مع البطل خالد بن الوليد رضي الله عنه لقتال مسيلمة وقاتلت وكانت تصيح (أين أنت مسيلمة اخرج يا عدو الله) وجرحت اثنا عشر جرحا فواصلت الجهاد حتى قطعت يدها فلم تحس بها وتقدم (وحشي بن حرب) بحربته المشهورة ووجهها إلى مسيلمة فصرعه وأجهز عليه ابنها (عبد الله بن زيد) وظل أبو بكر يطمئن عليها حتى شفيت وخرجت مع المسلمين لقتال الفرس، سقط إيوان كسرى وغنم المسلمون غنائم عظيمة بكت وتذكرت النبي وهو يشارك في حفر (الخندق) ويضرب بالمعول صخرة عظيمة وهو يصيح (الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس).
وكانت ضمن الغنائم (قطيفة مرصعة بالجواهر واللالئ فكانت من نصيب أم عمارة واحتضنت القطيفة وهي تبكي لهذه المنزلة العالية بين الصحابة .


هجيمة الوصابية(أم الدرداء الصغرى)
إنها ليست أم الدرداء الصحابية فتلك اسمها خيرة وهذه تابعية رضي الله عنهما والعابدة هجيمة بنت حيي الوصابية زوجة أبي الدرداء الصحابي الجليل كانت- رحمها الله- تكثر من الصلاة، وتدريس العلم والتفكر في آلاء الله، يقول ميمون بن مهران:
(وما دخلت على أم الدرداء في ساعة صلاة إلا وجدتها مصلية)
وكانت مجموعة من النسوة يحضرن عند أم الدرداء، ويقمن الليل مصليات حتى إن أقدامهن قد انتفخت من طول القيام.
جاء إلى العابدة أم الدرداء شيخ يقال له: هزان، فأخذ يستمع مع غيره لما تتحدث به أم الدرداء من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال لها هزان مسائلا: يا أم الدرداء ما يقول الميت على سريره؟
فقالت: إنه يقول: (يا أهلاه ويا جيراناه ويا حملة سريراه لا تغرنكم الدنيا كما غرتني، ولا تلعبن بكم كما لعبت بي، فإن أهلي لا يحملون عني من وزري شيئا).
لقد كانت مثلا للعابدة المتواضعة وماتت كذلك.
ومن صور تواضعها: أنه قيل لها من غيرها: ادعي لنا: فقالت على الفور أو بلغت أنا ذلك؟ فرحم الله أم الدرداء رحمة واسعة .

هند بنت المهلب (الحكيمة المحدثة العاقلة)
هند بنت المهلب بن أبي صفرة الأزدية البصرية أبوها الأمير، البطل. تزوجها الحجاج بن يوسف الثقفي المشهور، وكانت لها معه أخبار. قال التابعي الفقيه أيوب السختياني- رحمه الله-: ما رأيت امرأة أعقل من هند بنت المهلب. حدثت هند عن أبيها- وكان أحد رواة الحديث- كما حدثت عن الحسن البصري وغيرهما. قدمت على عمر بن عبد العزيز في بلدة بخناصرة- وكان قد حبس أخاها يزيد بن المهلب- فقالت له: يا أمير المومنين علام حبست أخي؟.
قال: تخوفت أن يشق عصا المسلمين.
فقالت له: فالعقوبة بعد الذنب أو قبل الذنب؟!.
لها أقوال مأثورة في الحكمة ومن أقوالها:
- شيئان لا تؤمن المرأة عليهما: الرجل والطيب.
- ما رأيت لصالح النساء وشرارهن خيراً لهن من إلحافهن.
- إذا رأيتم النعم مستدرة فبادروها بتعجيل الشكر قبل حلول الزوال.
رحم الله هنداً بنت المهلب، وغفر لها .


هند بنت عتبة (بطلة في الجاهلية والإسلام)
هند بنت عتبة بن ربيعة زوجة أبي سفيان بن حرب وأم معاوية بن أبي سفيان أخبارها قبل إسلامها مشهورة.
كانت هند ذات صفات ترفع قدرها بين النساء العرب ففيها فصاحة وجرأة وثقة وحزم ورأي تقول الشعر وترسل الحكمة.
فلما بلغ أهل مكة نبأ بدر نزلت أنباء بدر على المشركين نزول الصاعقة ومشت نساء من قريش إلى هند بنت عتبة.
فقلن لها: ألا تبكين على أبيك (عتبة بن ربيعة) وأخيك (الوليد بن عتبة) وعمك( شيبة بن ربيعة) وأهل بيتك (قتل حنظلة بن أبي سفيان وأسر عمرو بن أبي سفيان)؟ فقالت: والنار تشوي كبدها: خلاني لا والله حتى أثأر من محمد وأصحابه والدهن علي حرام إن دخل رأسي حتى نغزوا محمدا والله لو أعلم أن الحزن يذهب عن قلبي لبكيت ولكن لا يذهبه إلا أن أرى ثأري بعيني من قتلة الأحبة.
وخرجت هند مع زوجها أبي سفيان سيد قريش يوم أحد فكانت تحرض الناس على قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت تقول لوحشي بن حرب العبد الحبشي: فبهذه الحرية حربتك إن قتلت حمزة فتصبح سيداً حراً . حتى قتل وحشي حمزة بن عبد المطلب - رضي الله عنه - وشاءت إرادة الله جل شأنه أن تنقلب بطلة لجاهلية إلى بطلة الإسلام. فيوم فتح مكة عاد أبو سفيان بن حرب من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما وهو يصيح: يا معشر قريش.. ألا إني قد أسلمت فأسلموا إن محمدا قد أتاكم بما لا قبل لكم به، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن. وفي اليوم الثاني لفتح مكة قالت هند لزوجها أبي سفيان: إنما أريد أن أتابع محمدا فخذني إليه. فقال لها: فإنك قد فعلت ما فعلت فاذهبي برجل من قومك معك فذهبت إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه-، فذهب بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعها نسوة فاستأذن لها فدخلت متنقبة متنكرة فقالت: يا رسول الله الحمد لله الذي أظهر الدين الذي اختاره لنفسه لتنفعني رحمك يا محمد، إني امرأة مؤمنة بالله مصدقة برسوله، ثم كشفت عن نقابها وقالت: أنا هند بنت عتبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مرحبا بك. فبايعها مع النساء. وشهدت هند بنت عتبة موقعة اليرموك هي وزوجها وكانت تحرض على قتال الروم، وماتت هند بنت عتبة- رضي الله عنها- في نهاية خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان.


من نساء السلف

* كانت أم حسان مجتهدة في الطاعة ، فدخل عليها سفيان الثوري فلم ير في بيتها غير قطعة حصير خَلِق، فقال لها: لو كتبت رقعة إلى بني أعمامك لغيروا من سوء حالك.

فقالت: يا سفيان قد كنتَ في عيني أعظم وفي قلبي أكبر مذ ساعتك هذه ، أما إني ما أسأل الدنيا من يملكها فكيف أسأل من لا يملكها، يا سفيان والله ما أحب أن يأتي علي وقت وأنا متشاغلة فيه عن الله بغير الله فبكى سفيان.

* وقالت أم سفيان الثوري له: يا بني اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي؛ يا بني إذا كتبت عشرة أحرف فانظر هل ترى في نفسك زيادة، فإن لم ترَ ذلك فاعلم أنه لا ينفعك..

* وكانت أم الحسن بن صالح تقوم ثلث الليل وتبكي الليل والنهار فماتت ومات الحسن فرؤي الحسن في المنام فقيل: ما فعلت الوالدة؟ فقال: بُدِّلت بطول البكاء سرور الأبد.

* كانت عابدة لا تنام الليل إلا يسيراً فعوتبت في ذلك فقالت: كفى بالموت وطول الرقدة في القبور للمؤمن رقاداً.

* ودخلوا على عفيرة العابدة فقالوا: ادعي الله لنا.
فقالت : لو خرس الخاطؤون ما تكلمت عجوزكم، ولكن المُحسن أمر المسيء بالدعاء، جعل الله قِراكم ( إكرامكم) الجنة ، وجعل الموت مني ومنكم على بال.

* وقدم ابن أخٍ لها من غيبة طويلة، فبُشرت به، فبكت فقيل لها: ما هذا البكاء؟ اليوم يوم فرح وسرور..
فازدادت بكاءَ ثم قالت: والله، ما أجد للسرور في القلبي سكناً مع ذكر الآخرة ، ولقد أذكرني قدومه يوم القدوم على الله، فمن بين مسرور ومثبور.

* وبكت عبيدة بنت أبي كلاب أربعين سنة حتى ذهب بصرها وقالت: أشتهي الموت، لأني أخشى أن أجني جنابة يكون فيها عطبي أيام الآخرة.

* عمرة امرأة حبيب العجمي : كانت توقظه بالليل، وتقول: قم يا رجل، فقد ذهب الليل وبين يديك طريق بعيد، وزاد قليل، وقوافل الصالحين قد سارت قدامنا ونحن قد بقينا.




قائمة المراجع والمصادر.الاستيعاب في معرفة الأصحاب، يوسف بن عبدالله بن محمد بن عبدالبر، نهضة مصر :
.للطباعة والنشر والتوزيع، الفجالة- القاهرة
.أسد الغابة في معرفة الصحابة، ابن الأثير، الشعب، 555-630هـ
الإصابة في تميز الصحابة، ابن حجر العسقلاني، دار نهضة مصر للطبع والنشر،
.الفجالة-القاهرة، 773-852هـ
.الطبقات الكبرى، ابن سعد، دار الصادر، بيروت-لبنان
.محمود شيت خطاب، مجلة الأمة،ع6، ص 18، 1406 هـ
حقوق الطبع محفوظة © نساء عربيات، 4/6/2000م .










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:55

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc