إن المأساة التي عاشها ريان وهو في غياهب الجب وحدت العالم الإسلامي المترامي الأطراف من الماء إلى الماء، ووحدت المسلمين أينما وجدوا على قلب واحد وأحاسيس واحدة، بل وجسد واحد.
وطوال الخمسة أيام التي كان فيها جسد ريان عالقا في تلك البئر المشؤومة، كانت المغرب قبلة كل المسلمن.
إن الطفل ريات أحي الأمة الإسلامية قاطبة، وجعل المسلمين يرمون بالقطرية إلى جانب ويتطلعون عبر الأفق في إختراق للحدود المصطنعة التي أقامها المستدمر الغاشم.
وإن ما أبهرني حقا من الشعوب الإسلامية في هذه الوقفة التضامنية التلقائية والعفوية هو الشعب السوداني نساءا ورجالا، بنونا وبناتا، والشعب الفلسطيني وما أصطلح عليه تسميتهم بعرب إسرائيل، والشعب الإيراني الذي يرمى ظلما وبهتانا بغلاة الشيعة.
إن الحكام هم الأسباب المزمنة التي تقف حائلا دون تحقيق وحدة الشعوب المنشودة، بل أن أعمالهم منصبة على زيادة رقعة الشقاق تتسع أكثر فأكثر فيما بين الأقطار الإسلامية، بنفث سموم التفرقة والكراهية والبغضاء بين الشعوب والقبائل.
إن مصيبة العالم الإسلامي هي في حكامه وليس في شعوبه، النتيجة التي تجلت من مأساة صاحب الجب.
الأستاذ/ محند زكريني