لا سبيل إلى السعادة إلا بطاعة الله، ومن أكثر من الأعمال الصالحة واجتنب الذنوب والخطايا عاش سعيداً وكان من ربه قريباً، قال سبحانه : "*مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً*"*[النحل: 97]*.
قال ابن كثير :*" الحياة الطيبة تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت"*(تفسير ابن كثير)*والسعادة تزهو إذا حقق العبد توحيد ربه، وعلق قلبه بخالقه، وفوض جميع أموره إليه. قال ابن القيم :*" التوحيد يفتح للعبد باب الخير والسرور واللذة، والفرح والابتهاج "*(زاد المعاد)*.
والسعادة يكتمل عقدها بالإحسان إلى الخلق مع ملازمة طاعة الله، قال شيخ الإسلام :*" والسعادة في معاملة الخلق : أن تعاملهم لله فترجو الله فيهم ولا ترجوهم في الله، وتخافه فيهم ولا تخافهم في الله، وتحسن إليهم رجاء ثواب الله لا لمكافأتهم وتكف عن ظلمهم خوفاً من الله لا منهم "*(فتاوى شيخ الإسلام)*.
ومن ذاق طعم الإيمان ذاق حلاوة السعادة، وعاش منشرح الصدر مطمئن القلب ساكن الجوارح ، قال ابن القيم :*" وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول : إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة، وقال لي مرة ما يصنع أعدائي بي، أنا جنتي وبستاني في صدري إن رحت فهي معي لا تفارقني "*(الوابل الصيب)*.