وصف السفير الصيني في دمشق فنغ بياو العلاقات بين بلاده وسوريا بأنها علاقة "الصديق الوفي" وقال إنها ستحقق تطورا أكبر في المرحلة الجديدة، وستعود بمزيد من الخير على شعبي البلدين.
وكتبت صحيفة "الوطن" السورية في مقالة نشرتها بمناسبة الذكرى الـ65 لإقامة العلاقات بين البلدين، أن بياو استعرض أهم المعالم على طريق تلك العلاقات، التي بقي البلدان خلالها يلتزمان بما وصفه بـ"روح طريق الحرير"، الذي بدأ السفير الصيني مقالته فيها وختمها بالمشروع الصيني الذي يعد تطويرا لطريق الحرير (حزام واحد .. طريق واحد، أو الحزام والطريق اختصارا)، وسوريا أحد الشركاء فيه.
بياو قال إن سوريا كانت من أوائل الدول العربية التي تبادلت التمثيل الدبلوماسي مع الصين، وإن الأخيرة بقيت تدعم جهود سوريا "في صيانة السيادة الوطنية وسلامة الأراضي" وأشار إلى أنها استخدمت ، "حق النقض 10 مرات في مجلس الأمن الدولي ضد مشروعات القرار المتعلقة بسوريا" كما دعت إلأى دفع العملية السياسية، وناشدت المجتمع الدولي برفع جميع العقوبات أحادية الجانب والحصار الاقتصادي المفروض على سورية فورا.
وأضاف أن سوريا ظلت من أهم شركاء التعاون الاقتصادي والتجاري للصين في منطقة الشرق الأوسط، وقال إن الصين كانت "ثانية أكبر مصدّر لسوريا قبل الأحداث في عام 2010، حيث كانت عشرات الشركات الصينية تزاول أعمالها في سوريا في مجالات الاستثمار والتجارة والمشاريع".
ورغم الصعوبات الناجمة عن العقوبات الأمريكية والدول الغربية ما زالت الصين "أهم شريك تجاري لسوريا" حسب بياو الذي أضاف أنها أيضا "من أكبر الدول التي تقدم المساعدات لسوريا، لغاية اليوم، حيث قدمت الصين لسوريا مليارين و40 مليون يوان صيني من المساعدات الاقتصادية في مختلف المجالات، وبعد عام 2011، قدمت الصين على وجه الخصوص المساعدات الأكثر إلحاحاً لحكومة سورية وشعبها، مثل الحبوب الغذائية والأجهزة الكهربائية والباصات وأجهزة التفتيش للجمارك وغيرها من المساعدات الإنسانية".
وأشار بياو إلى المساعدات المتعلقة بجائحة كورونا إذ قدمت لسوريا "كمية كبيرة من المساعدات الطبية، مثل اللقاحات والأجهزة الطبية، ولغاية اليوم، تم تسليم سورية 300 ألف جرعة من اللقاح من الحكومة الصينية والجمعية الصينية للصليب الأحمر، بالإضافة إلى 500 ألف جرعة أخرى في الطريق".
وتحدث بياو عن الزيارة الأخيرة لمستشار الدولة وزير الخارجية الصيني "وانغ يي" إلى سوريا، ووصف الزيارة التي تعد الأولى من نوعها منذ 12 سنة، بأنها "موفقة، وتعد معلما جديدا للعلاقات الصينية السورية "، وقال إن الوزير الصيني بحث مع الرئيس السوري بشار الأسد ومع نظيره فيصل المقداد "على نحو صريح وودي ومعمق" رؤية بلاده بالنقاط الأربع لحل الملف السوري.
وقال بياو إن تلك الزيارة "بعثت رسالة واضحة إلى العالم، مفادها أن الصين تدعم حكومة سوريا وشعبها لصيانة السيادة والاستقلال والكرامة الوطنية، وترفض التدخلات الخارجية وسياسة القوة". وأشار إلى أن الجانبين توصلا "إلى توافقات كثيرة في مجالات الاقتصاد والتجارة ومكافحة الإرهاب".
وختم السفير الصيني في دمشق بالإشارة إلى الشراكة بين الصين وسوريا في بناء "الحزام والطريق" (المشروع الذي يهدف إلى ربط الصين بالعالم، عبر إحياء "طريق الحرير"), وقال إن بلاده تحرص على مواصلة البحث مع الجانب السوري عن طرق فعالة لدفع التعاون العملي، بما يحقق المواءمة الاستراتيجية بين مبادرة "الحزام والطريق"، واستراتيجية "التوجه شرقا" التي طرحها الأسد منذ وقت مبكر.
وأضاف أن بلاده "ستقدم المزيد من المساعدات لسورية على قدر الإمكان، لتحسين معيشة الشعب السوري وإعادة الإعمار الاقتصادي والاجتماعي"
المصدر: صحيفة "الوطن" السورية+أر تي