مرحبا بالجميع و أتمنى أن أجد فيكم الصدر الرحب الذي يعينني في حل مشكلتي...
أنا يا سادة يا كرام، شاب ثلاثيني من عائلة ثرية و محافظة إلا أنني لم أكن ملتزما يوما لا بالدين و لا بالعرف. وقعت في حب فتاة يتيمة( لقيطة و عاشت في الملجأ ) منذ عشرة أعوام و عشقتها حتى الثمالة إلا أن عائلتي رفضت تماما ارتباطي بها خاصة و أن أمي كانت ترى فيها الفتاة المنحرفة التي تلبس ملابس فاضحة من التي ترتديها فتيات اليوم...لم يكن يكن ذلك يعنيني في شيء فالفتاة كانت تعجبني و تروق لي حتى و إن كفرت...صارحت الفتاة بحقيقة أن عائلتي ترفضها جملة و تفصيلا و سألتها عن رأيها فأخبرتني أنها مستعدة أن تعيش معي في الحرام كزوجين شريطة أن أوفر لها مسكنا قارا ( المسكينة لم يكن لديها منزل عائلي ترتاده و قد عاشت ما بين الميتم و الإقامة الجامعية). فوافقت على عرضها لكني اقترحت أن نتزوج بموجب عقد عرفي (الفاتحة) حتى يقضي الله أمرا... فأقمنا وليمة حضر فيها من تعرفه و تحسبه من أقاربها و حضرها بعض أصدقائي و أقمنا احتفالا بسيطا من دون موافقة أهلي طبعا. كنت سعيدا جدا بهذا الزواج و بدا لي أني فعلت الصواب حيث أني أخذت مسؤولية هذه الفتاة على عاتقي زيادة على حبي الكبير لها. لكن بالمقابل علاقتي مع عائلتي توترت حيث قاطعني الجميع. فسعيت جاهدا إلى استعادة علاقتي بهم خاصة و أني مستقر في زواجي إلا أنني قوبلت بالصد و الرفض، إلى أن لان قلب أمي قليلا و أخبرتني أنها ستسامحني إن قامت هي بتزويجي بفتاة من اختيارها (فتاة ملتزمة ذات نسب ) و انه علي أن أبقي على زواجي طي الكتمان (أمي لم تكن تعترف بزوجتي على الإطلاق فلم تكن تأتي على ذكرها أمام أحد حتى لو هفوة). عدت إلى منزلي و شاورت زوجتي في الموضوع و سألتها رأيها فهاجت و اهتاجت و جن جنونها و راحت تشتم أمي بأقبح الصفات فصفعتها لكني لم ألمها و تفهمت موقفها، ...فأنا الآخر كنت أرى أنها تعرضت للعنصرية من عائلتي ما جعلني أقف في صفها دائما... مرت أكثر من سنة على هذا الوضع و لم أعد أستطيع تحمل فراق أهلي فشاورتها مجددا و أخبرتها أنه لن يكون أكثر من زواج صوري حتى أعود لعائلتي من أجلي و من أجل أولادنا مستقبلا حتى يكون لديهم عائلة...فوافقت على مضض
فأخبرت والدتي التي فرحت كثيرا و أثنت على هذا القرار و ما هي إلا أيام قليلة حتى ذهبنا لخطبة إحدى الفتيات الصالحات (على حد قول أمي) و أخفينا موضوع زواجي الأول عنهم. الفتاة كانت آية في الجمال لكني لم أعرها اهتماما و لم أشعر بشيء تجاهها و مرت فترة الخطوبة التي تطبعت بالفتور حتى أن الفتاة سألت إن كنت أريد الاستمرار بهذا الزواج فعلا أم لا فأخبرتها أن نستمر و أني مقتنع بزواجنا. تزوجنا و كنت عازما أن لا أقترب منها ليلة العرس و أتحجج بأي شيء حتى لا أشعر بالمسؤولية تجاهها لاحقا لكن العكس هو الذي حدث فلم أستطع مقاوة جمالها و أنوثتها و قضيت وطري منها. في اليوم التالي شعرت بالندم الشديد لأنني خنت زوجتي الحبيبة و عزمت ألا أكرر الأمر مجددا لكن سرعان ما غادرني هذا الشعور بعدما جالست زوجتي الثانية التي كانت في قمة الحياء و استحت أن تنظر إلي أو تكلمني بل و كانت تتلعثم...لا أدري لكن ذلك أحدث وقعا في قلبي جعلني أراقب كل تصرافتها بدقة...الفتاة كانت لطيفة جدا و ناعمة ... تجيد الكلام مؤدبة و هادئة و فيها كل الصفات التي يتمناها أي رجل طبيعي في زوجته. عدت مجددا و صرفت النظر عنها حتى لا أشعر بالانجذاب تجاهها و عدت إلى زوجتي الأولى التي أصبحت ترهق نفسها بالتزين و التجمل و بتدليلي حتى لا انظر للأخرى...لكن ذلك لم ينفع...زوجتي الثانية كانت قد سلبت لبي و تفكيري. فعدت إليها و أخبرت لزوجة الأولى أن هذا الزواج حقيقي و أني لن أقصر في حق ضرتها فجن جنونها و توعدتني بكل ما هو سيء...لم اعرها اهتماما و ذهبت إلي الثانية و عشت معها أجمل أيام حياتي...و للأسف لم أستطع العدل بين الإثنتين حيث أهملت الأولى تماما و لم أرسل لها سوى النقود و الحاجيات و بت أقضي جل وقتي في بيتي الثاني و الأهم أن عائلتي كانت سعيدة و نحن على هذا الوضع.
إلا أن زوجتي الأولى لم ترضى و أتت إلي منزلي الثاني و حدثت زوجتي الثانية بكل شيء...الأخيرة حملت أغراضها مباشرة و غادرت إلى بيت أهلها طالبة الطلاق. والدها الذي هو صديق والدي جن جنونه و صب جام غضبه على والدي الذي اخفى امر زواجي عنه و والدي صب جام غضبه علي و قال انه بريء مني حتى اجد حلا لهذه المعضلة. أما زوجتي الأولى فكانت تبكي ليل نهار متهمة إياي بالخيانة و التقصير...بصراحة لم أهتم بأي منهم و كان همي الوحيد استعادة زوجتي الثانية حتى لو كلفني ذلك خسارتهم جميعا بل و خسارة كل ما أملك...لكنها رفضت مقابلتي او الحديث إلي و لم تعطني فرصة واحدة أعرب فيها لها عن مدى حبي لها و شوقي إليها...هي الآن حامل في بيت أهلها ما أخر حدوث الطلاق...و لم أرها منذ علمت بحملها أي منذ ثلاثة أشهر و لا أرغب بإجبارها على القدوم خوفا عليها...و أنا الآن أعيش مع زوجتي الأولى التي مات حبي لها تماما بمجرد إبعادها لي عن زوجتي الثانية التي لا أريد سواها، أعيش معها مرغما مكرها لأن ليس لها غيري ( حتى أني هجرت فراشها ) و لا أدري إلى متى سأتحمل خاصة أني سأفقد عقلي و انا بعيد عن الثانية.
أحد الأصدقاء أشار علي أن أطلق زوجتي الأولى و أكتب لها المنزل الذي عشنا فيه لأتركها تعيش بسلام مع شخص آخر غيري لأني لم أعد أحبها كالسابق و أعود إلى الثانية مع العلم أني لست واثقا من عودتها حتى و إن طلقت ضرتها.
أما الثاني فأشار أن أطلب زوجتي في المحكمة لتعود رغما عنها خاصة و أنها تحمل طفلي.
أشيروا علي.