المقامة الباريسية . - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم الخـــواطر

قسم الخـــواطر قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء النّثريّة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

المقامة الباريسية .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-12-19, 13:20   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي المقامة الباريسية .

بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي ، و خلاني
سلامٌ يتنفس عنه الأقاحُ بإيراقه ، و يتبسّم به نور الصباح و إشراقه ...
إلى زينة المنتدى و النادي ، و أهل بشاشة النجد و الوادي ، الذين هم منارةٌ للمعرفة و هادي .
فإليكم هذه " المقامة " ... تحكي عما اصاب العرب ، من شر قد اقترب .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حدّثنا قسورة فقال:
بينما كنت اطرح عن نفسي الكسل ، و أنا غارقٌ في الأمل ، شعور بالملل لكثرة العلل ، بما قد لاح من تجاعيد الصباح ، و ما تعودنا من روتين و ابتعادنا عن الدين ..
بينما أنا على هذه الحال و المنوال ، إذ اقترب مني أستاذ ، بالنسبة لي ملاذ ، و عن عصرنا شاذ ، يحفظ القريض ، و ينهل من العريض . و لي معه صحبتي و قراري ، لأني لا أراه يداري ، و الحاذق في بحره لا يجاري ، يبعث دومًا إصراري ، و يقتفي آثاري ، فكأنما يسير في فلكي و مداري ، و أمامه لا أكتم أسراري ، و أحبذه في جواري.
و كالعادة بما يبعث على السعادة ، بادرني بمعسول النحو ، و رونق الشدو ، لا يعكره دلو و لا يضيق به بهو .
بالشعر حيّاني و نفض الغبار عن آذاني ، آهٍ ! فقد أيقض اشجاني ، وإلى المتنبي رماني ، و ألحقني بالحريري و الهمذاني ...
فاندفعت ألملـم أوراق زماني .. فكفكف مدامعي و التقط مجامعي حين ردّد على مسامعي :
حيتك عزة بعد الهجر وانصرفـت **** فحي ويحك من حياك يا جمــل
حدث هذا و نحن في موطن الفرنسيس بمدينة "باريس " التي قيل عنها ما قيل أنها " بلد الجن و الملائكة " .و كلها تخر صات و أقاويل . هذا ، و كنت قد علقت منذ أمد أوتاري .. و ألجمت أفكاري ، و غيبت جواري ، و كنت قد طويت مداري ، و اعتكفت ـ إلاّ عن العمل ـ بداري .
هذا ، بعد أن جفاني الزمان ، و تبدل الخلان ، و تداخلت الألوان و الغشاوة عمت المكان ، فلا أفق و لا أمان ، و الرداءة أصبحت العنوان ، و نكست الرؤوس عن الأبدان ، و استبيحت الأوزان ، و قول " الحق " من الشيطان ، و العبث طال الأرصفة و الجدران .
في هذا الزمن اختزلت الأشياء ، و في الوطن العربي تناطحت الأهواء ، و استفحل الداء و عظم البلاء ، و تحزبت الغوغاء ، و استرجلت حواء ، و الرجل قد غاب عن الأضواء . نعم حدث عند العرب الكثير ، و الأمر هامٌّ و خطير ، فلا كبير و لا صغير ، و كل من هب و دب له ما يدير ، و لو المتاجرة ببيع الخمر و لحوم الخنزير ، و رغم الأذى و النفير ، و ما بالعراق يصير . كأني بالرهط في تخدير ، و بلا ألباب تسير ، و منهم من لا يعتبر رغم الذي ننتظر من هذا المحيط القذر . و المصيبة أن الكل يعلم بأن لا أحد سيسلم ، و لو ارتقى بسلّم مصاف الأمم ، فلا محالة من نصيبه الألم ، و الموت القادم الذي لا يرحم ، فالطالع ندم، و الحاضر سقم ...
كأن الشاعر يعنينا، في قوله فينا :
أرى حمـرًا فوق الصواهل جمة **** فأبكي بعيني ذل تلك الصواهل.
أعادني صاحبي إلى الوراء ، أجول بخاطري في تلك الأجواء ، حيث الحال غير الحال و الأمل يسعه المجال ، بل تمتد الآمال في أفق الخيال ، إن للخطاب فصله و للوزن نظمه ، و للجمهور نجمه ، لا يعتريه قصور و في تحديه جسور ، و عن ذوقه غيور . متجذر في أصوله ، مترفع في ميوله ، ينأى عمّا يضنيه إلى ما يغنيه ، الوفاء منتهاه و العتق هواه ...
و الأذن تحنّ للكريم ، و الذوق السليم ، و تطرب بعبد الحليم ، و تنفطر القلوب و تحوم ، مع قصيد أم كلثوم ، و لا نفيق من الألبوم و عبث الروم ، و الصدى المعدوم . ناهيك عن الصخب المبهم ، و اللحن الافرم ، و سفور عجرم و هي تداعب الزجاجة ، إشهار و حاجة ، لتسويق دجاجة ...
و رددت قول الشاعر :
جيفة ٌأنتنت فطــارَ إليهــا **** من بني دهرِها فراخ الذباب .
قلت لصاحبي : كان للتربية مهد ، و للعربي عهد ، و للبيد فهد ، و للجار حرمة ، لا تصادم و لا أزمة ، و لا يصنعها مال ، بل إخلاص الرجال ، فالعزم و التضحية نضال ..
فالكل يساير دهره و يدرك قدره ، و لا يكشف ظهره ...
قاطعني داحضًا ، و لامني معارضًا : صيرورة الزمان و شروط المكان ، فكلامك مدان. فعالمنا اليوم واحة كله فسحة و ساحة ، و الناس في راحة.. فضاء إليك، و أنس بين يديك ، فخذ مما يليك . و انشد قائلاً :
تحلو الحياة لكل ثغر باسـم **** و رشّ عطرها في الفؤاد الحالم.
فامرح وخذ مما يليك فكلها **** وردٌ تفتــح بالأريج الدائـــم .
شعرت بانقباض و قلت في امتعاض : ترتيبنا في الذيل ، و بنا طفح الكيل ، علوج في بلادنا تصول ، و يقعدنا الذهول ، و الأذى يلحق بالرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ و لا أمل بادي، و لا حياة لمن تنادي ، و مناّ من يرى الأمر عادي ...
كل هذا المجون ، و الكفر المجنون و ما يهدد البطون . فالخلق في ارق و قد قتلها القلق ، و الصدر ضاق و فاض ، و تهددت الحياض ...
حاول صاحبي كي يجامل ، ثم عض الأنامل ، و ناء كالبعير في تحسر كبير.. صرخ و جال ، و استدار و قال : إلى متى السكوت و اليوم منا يفوت ?.. ثم انكمش في دثاره متسائلاً في قراره ، متحاملاً عن جواره . و القدم منه جف، و الوجه قد خسف ، و الفصل انكشف، و الوضع انتصف ، فالضر يحوم جراد محموم ، القصد معلوم ، و الدرس مفهوم .
و من وحي الفراسة ، قال ما بال الساسة ، و تجار السياسة . أحزاب و حكام الكل نيام ، يتيهون على الدوام ، كأسراب الهوام ، ألا يعتبرون بصدام ؟..
تأوهَ صاحبي و تأوهتُ ، و من الأسى مهمهَ و مهمهتُ ، انكسر الحلم و انشطر الظلم .
و انحصر الأمام ، و غاب الإمام ، فتلعثم الكلام و جفت الأقلام .








 


رد مع اقتباس
قديم 2009-12-20, 10:36   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
صالح القسنطيني
عضو فضي
 
الأوسمة
وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم الذهبي وسام القلم المميّز عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

حدّثنا (كان هنا و راح) قال: مررت على روضة نديّة، ذات جنّات و أشجار بهيّة، لها في كل النّفوس الرضيّة، فسألت عن ربّها فقلت لمن

تلك المحميّة، فلله درّ صاحبها و أكرم به فقد نال العليّة، فردت عليّ من قلبها الحزين فواكهها الدنيّة، بصوت حزين فارق الجنّة الزهيّة،

أنها للقسورة أخ نال كل زكيّة، نظمنا وقفا لغريم البليّة، و سبكنا إيقاظا للهمم المنسيّة، فلما سمعت بالخبر حسبته فريّة،

قيل لإبعادي عن الخيرات فمن يأمن حديث جنيّة، فولجتها على لمح البرق بلا دوي الصديّة، انظر ثراها و أقلب ثمرها متخللا مواردها لزقزقة شديّة،

فرفع لي حجاب الستر عن ثمار فردية، ليس لها نظير في الدنيا الفنيّة، سقيت بهموم أمتنا العربيّة، و غذّيت بآلام و جراحات أمتنا الإسلامية،

فأزهرت بالقضية الفلسطينية، و فاحت بالجرح الدامي الزكي للأرض العراقية، و على يميني شجرة تصدّعت لثقل حملها للأزمة للبنانية،

و ما فعله فينا الشيعة الرافضية، و على يساري أختها مضطربة لريح المصيبة الأفغانية، ثم أكملت المسير سريعا بلا رويّة،

طالبا لمزيد في تلك الجنّة المحضيّة، غريبة الأمر على غيره ما عهدناه بالكليّة، فلاح لناظري سائر الهموم و الأحزان لقومي و أمتي ذات الأمجاد السميّة،

فمر على قلبي الضعيف جميع المصائب ابتداءا من الأراضي الشرقية، وصولا إلى أقاصي الأرض الغربية، أرض ربوعها تتفجر بدماء عطرية،

صنعت يوما من الدهر الأمجاد الصمديّة، ثم ابتعد أهلها عن دينهم فكان الذل و الهوان لهم مطيّة، فشربوا من كأس العار أعواما مضيّة، و قد كتب

ذلك عليهم ما ابتعدوا عن الدساتير السماوية، و جانبوا التعاليم الربانية، و نعقوا وراء الأمم الغربية.

فزاد غمي فاستدعى حزني ليلد على عقبهما همي لليالي سرمدية، فخشيت أن يقتلي المصاب بسكتة قلبية، و لكن سرعان ما لاح لي خيط الفجر في

تلك الجنة المقامية، بأن ((ويحكم يا عرب ،نريد شيئا من الغضب ،كفاكم اتباعا للغرب، و ما ذلك عند اسلافكم من محال الطلب، فالشر اليكم قد طار و وثب، أعيذوا من مجدكم ما قد ذهب)) فأنتم الأمّة المحمدية.....


ثم خرجت من تلك الجنة على اثر شعاع أمل أن لأمتنا ((العاقبة السوية))،في زمن تداعا علينا الأمم بالعلنية، .........


مصليا لصاحب الجنة بصلوات أثرية، مصدرها القلب يتغنى بها اللسان جهرا و بالسرية، فقلت:

(( ما أروع ما نسجت أخي قسورة، و ما أعظم ما رقمت، لك من الشكر و الشكر لا يكون إلا لأحسان، و لك منّا الحمد و الحمد يكون للإحسان و المحاسن، فجزاك الله خيرا، و بارك الله فيك و في قلمك و عقلك))

و دمت تتنعم بما آأتاك الله من فصل خطاب، و سداد في تحرير الكلمات بانفراد عجاب، من اقاصي منابتها من غير منافس فقد نلت الشرف بكل فخر و اعجاب، سبقت ذوي العقول و كمّل الألباب



محب لحرفك اسير كلمتك اخوك صالح










رد مع اقتباس
قديم 2009-12-20, 11:54   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أريج الغار
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أريج الغار
 

 

 
الأوسمة
الفائز في مسابقة أحسن خاطرة 
إحصائية العضو










A7

قرأتها مسبقا و ها قد حان وقت الرد على هذه البلاغة و الرجاحة ..

آسفة ربما لن يوفي الرد حق الخاطرة .. لكن
كل ما أملكه في جعبتي الآن هو أن العظمة تسكن بين سطورها و في كلماتها و بين كل إنحناء و تحت كل نقطة و ..
مجمل القول أن سروري زاد و عيناي تغوصا في كل معنى ..
تحياتي و في انتظار جديدك / أريج









رد مع اقتباس
قديم 2009-12-20, 16:19   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
صَمْـتْــــ~
فريق إدارة المنتدى ✩ مسؤولة الإعلام والتنظيم
 
الصورة الرمزية صَمْـتْــــ~
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المشرف المميز 2014 وسام التقدير لسنة 2013 وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام أفضل مشرف وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










افتراضي

عــمّ الدّمار،
يوم احتوى الذلّ صحوةَ الضّمائِر
هنا وهناك..يُشنُّ الحِصار،
و في عمقِ البِحار..
سموم الخيانة مُتجدّرة
لوّثت طهارةَ الماء..
و سربلت بالسّوادِ وهجَ السّماء
و امتزج دمُ الشّرفاء..
بِتُربٍ دنّستها أرجُل المكرة
و عيونُ العرب باتت كمُدُنٍ مُقفِرة
تتراقصُ أجسادُهُم على نغمِ الانحِطاطِ..
غير مباليةٍ ببراءةٍ تطاولت عليها أيادٍ جائِرة
بالله عليكم..
ما عسانا نقول عن جيلٍ
اسـتوْهل..
ولِلحاف التبصُّرِ أسْدل..
فرضِي بالمُنكرِ فثمِل..
و لِمُغرياتِ الحياةِ استسلمَ..
فشكّلته كأغصانِ الأسَلْ
فاستوطنه الجُبنُ،
و أسقطه بِهُوّةِ الـعِلَل
،،،،
عجباً كيفَ لم تترُك في نسجِكَ ثغرة..
فألجمتنا حينَ حدّثتنا يا قسورة،
بما قرّبَ الفهمَ فجعله نورا..
وزادنا عن جهل النّفوس نفورا،
أبحرنا عبر حروفِكَ،
فاغترفنا من معانيَ تشهَدُ على روحٍ نقيّةٍ حُرّة









آخر تعديل صَمْـتْــــ~ 2011-05-23 في 10:53.
رد مع اقتباس
قديم 2009-12-20, 20:02   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
زيتوني محرز
عضو مشارك
 
الأوسمة
وسام الإبداع 
إحصائية العضو










افتراضي

ماذا أضيف ؟.......
كتب قسورة فأبدع وأصاب ....
وخط صالح فأتقن الجواب .....
وجاءت كلمات أريج الغار فخطفت الألباب ........
فتحركت لها أنامل العمر سراب ....
وهكذا توقف - محرز - عن الإضافة والإسهاب ......

شكرا لكم جميعا










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المقالة, الباريسية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:01

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc