الاتحاد العام للعمال الجزائريين ... ماضي تليد وحاضر مجيد ( الجزء الثاني) - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات إنشغالات الأسرة التربوية > منتدى الانشغالات النقابية واقوال الصحف

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الاتحاد العام للعمال الجزائريين ... ماضي تليد وحاضر مجيد ( الجزء الثاني)

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-12-19, 00:05   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
العابدالكنتي
خبير الشؤون الإدارية في منتدى انشغالات الأسرة التربوية
 
الصورة الرمزية العابدالكنتي
 

 

 
الأوسمة
وسام القلم المميّز وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي الاتحاد العام للعمال الجزائريين ... ماضي تليد وحاضر مجيد ( الجزء الثاني)

الإتحاد ع.ع.ج .. القوة التي يحسب معها:
بدأ الاتحاد ع.ع.ج يتشكل كقوة اجتماعية لها وزنها في المجتمع و تستقطب أنظار السلطات العمومية وقوة يراد التقرب إليها فيما يخص معالجة الإشكاليات التنموية كالتأميمات ( المناجم، النفط، التأمينات).. وقد بدأت القاعدة الواسعة من عمال ونقابيين تسهم أكثر فأكثر في مختلف التظاهرات والنشاطات على امتداد التراب الوطني. كما بدأ المد التسلطي و طرق " الفرض القسري" تتلاشى وتضمحل لفائدة الاتحاد.ع.ع.ج، واستقلالية قراره السيد مع الانطلاقة الواعدة في تنفيذ المخطط الرباعي، والشروع في حملات التطوع لفائدة الثروة الصناعية والزراعية، وبرامج التنمية المحلية التي شهدت انخراطا واسعا من جانب الطلبة الذين جابوا مناطق الوطن تطوعا بغية شرح أهداف الثورة الزراعية وغيرها من أهداف التنمية التي انطلقت مع التأميمات واسترجاع الثروات الوطنية. انخرط العمال في هذه الحركة لتلتحق بهم قيادة الاتحاد.ع.ع.ج.
أسهمت تأميمات المحروقات في تجنيد قوى التقدم في الوطن في ظل ظرف دولي صعب،الأمر الذي أدى إلى بناء روابط وعلاقات جديدة مبنية على الاحترام المتبادل، وتفضيل المصلحة الوطنية العليا للبلاد بين السلطة و المنظمات الاجتماعية آنذاك، وخاصة بمناسبة انعقاد قمة دول عدم الانحياز التي احتضنتها الجزائر، ووفرت لها شروط النجاح مما مكن من تعزيز دور بلادنا على الساحتين الإقليمية والدولية، وقد تعززت هذه الروابط طوال الحروب العربية الإسرائيلية ولاسيما بعد حرب أكتوبر 1973.
يحتل الاتحاد.ع.ع.ج مكانة متميزة على الصعيد الوطني. ولأدل على هذه المكانة المتميزة إعلان الرئيس هواري بومدين بتاريخ 24 فيفري 1971 بمقر دار الشعب، المقر المركزي للاتحاد.ع.ع.ج وأمام الرأي العام، عن تأميم الثروات المنجمية والبترولية في الجزائر، واستعادة العمال الجزائريين لثرواتهم النفطية.
يحمل اختيار المركزية النقابية كمكان للاعلان عن مثل هذا الإجراء الهام في حياة العمال والوطن الذي دخل الذاكرة الجماعية من الباب الواسع، ولوحده، أكثر من دلالة ، وقد يكون الظرف الزمني الوحيد التي تحقق في ظله الإنسجام التام بين القيادات السياسية و القاعدة النقابية الواسعة.
الاتحاد.ع.ع.ج و منعرج سنوات التسعينات (1990):
شكل المؤتمر الوطني الثامن المنعقد في شهر جوان 1990 منعرجا حاسما في تاريخ الاتحاد.ع.ع.ج، حيث وقع اجماع المشاركين في فعالياته بشأن تكريس الاستقلالية التامة للمنظمة النقابية من أي حزب ، أوتنظيم، أو جهة إدارية كانت، فقرروا قطع العلاقات مع كل الوصايات مهما كانت طبيعاتها ومن حيث أتت.
إنه المؤتمر الذي أسهم في تعزيز إرادة النقابيين التسجيل و بفعالية ابتعادهم من السلطة السياسية. وقد تحولت، بعد هذا القرار الجريء و الشجاع، إلى منظمة نقابية مستقلة من السلطات العمومية، والحكومة، ومن الأحزاب السياسية وأرباب العمل. وفرت الحرية التي تم تكريسها مبدئيا قاعدة لمتغيرات عميقة داخلية بالنسبة للمنظمة النقابية، سواء كان ذلك على صعيد تسيير الهياكل أو على مستوى العقليات وسلوكات المناضلين والنقابيين.
يعتبر النقابيون أنفسهم بأنه من حقهم إرساء منظمة نقابية قوية تكون قادرة على مقاومة حالات اللاعدل و التهميش و العمل من أجل تحسين ظروف حياة وعمل العمال.
إن الهدف المتمثل في جعل الاتحاد.ع.ع.ج وسيلة تكون لفائدة العمال كانت وستبقى انشغالا مشروعا.
أعرب أحد المندوبين عن مثل هذا الانشغال المشروع والدعوة إلى بناء وإرساء تمثيلية وطنية مستقلة بقوله: " إن الخريطة السياسية قد تبدلت، وبما أن لكل وضعية استثنائية سلوكا استثنائيا. يجب علينا أن نتكفل بمستقبلنا النقابي".
بعد عقد من الزمن، وبعد هذا الموقف، يجد المندوب الذي أعرب عن هذا الموقف نفسه على رأس هذه المركزية النقابية القوية، بعد أن أكد النقابيون ثقتهم فيه وزكوه أمينا عاما بالانتخاب المباشر.
إن الإستقلالية التي تم نزعها لفائدة المنظمة النقابية نجد تجسيدها ميدانيا عبر النضالات الاجتماعية والاقتصادية المتواصلة من أجل تحسين شروط حياة وعمل العمال، وحماية الاقتصاد الوطني، وتمكين المؤسسات العمومية من الاستمرارية في انتاج الخيرات، وتوفير مواطن الشغل.
استجابة لنداء وجهته القيادة الوطنية للاتحاد.ع.ع.ج المنبثقة عن المؤتمر الثامن نظم إضراب وطني احتجاجي يومي 12 و 13 مارس 1991 شارك فيه أكثر من 90% من عمال و عاملات مختلف قطاعات و فروع النشاط الاقتصادي والاجتماعي والخدمي والتربوي. اعتبرت الحكومة الحركة المطلبية للاتحاد.ع.ع.ج بمثابة محاولة المساس باستقرار النظام. امتدت الحركة لتشمل، فيما بعد هذا التاريخ، أي بعد أربعة أيام فقط، إلى احتلال العمال لأماكن العمل احتجاجا على "عدم احترام الحكومة للالتزامات التي تعهدت بها في شهر أكتوبر 1990".
شكل هذا الحدث العمالي الذي شل أكبر البنيات الاقتصادية الأساسية كالموانئ و المطارات ومختلف المراكز الاقتصادية الكبرى حدثا هاما تناولته وسائل الإعلام الوطنية والدولية بالمزيد من التوضيح والتحليل والتدقيق مبرزة قوة التجنيد التي يملكها الاتحاد. ع.ع.ج، وخدمت هذه الحركة العمالية المتواصلة ذات النتائج المشجعة الاتحاد.ع.ع.ج ورجحت الكفة لصالحه، إذ أن المفاوضات بين الاتحاد.ع.ع.ج بقيادة عبد الحق بن حمودة وبين الحكومة برئاسة مولود حمروش قد انطلقت في شهر أفريل الذي تلي الإضراب و الحركة الاحتجاجية.
تكللت هذه الجولة من المفاوضات بإعادة تثمين الأجر الوطني الأدنى المضمون، والرفع من المنح العائلية، والتطهير المالي للمؤسسات، ومد السوق بالمواد الاستهلاكية ذات الطلب الجماهيري الواسع، واستقرار الأسعار وتموين المؤسسات العمالية بالمواد الأولية. وقد تم تكريس هذه المكاسب الاجتماعية لفائدة الطبقة العاملة و الوطن عبر تثبيت آلية "الثلاثية" ولأول مرة، وهي الآلية التي أرست علاقات جديدة في مجال الحوار والتفاوض بين الشركاء الاجتماعيين حول المسائل الاقتصادية و الاجتماعية.
على الصعيد الاقتصادي : الوضعية الصعبة:
إن ارتفاع المديونية الخارجية و تجاوزها لحد الـ 26 مليا دولار، بالإضافة إلى السقوط الحر لسعر النفط الذي كان يشكل المصدر الوحيد للعملة الصعبة، تعتبر من بين العوامل الضاغطة التي أجبرت السلطات العمومية إلى إمضاء اتفاقيات مع صندوق النقد الدولي " الأفامي" والبنك العالمي.
الاتحاد.ع.ع.ج ندد بدوره بالإجراءات التي أقرتها مخططات التسوية الهيكلية التي ضحت، في المقام الأول، بالمؤسسات التابعة للبناء والأشغال العمومية، والمراكز التجارية ومساحات التوزيع الكبرى في البلاد.
إن الإجراءات التي فرضها صندوق النقد الدولي قد أسهمت بشكل واسع في تدني مستوى الحياة بالنسبة لشرائح واسعة من السكان وساعدت في توسيع دائرة البطالة : 400.000 عامل كانوا ضحية لهذه الإجراءات القصرية.. فوجدوا أنفسهم في نهاية المطاف في خانة البطالين. حتى المؤسسات والمراكز الصناعية الكبرى التي كانت مفخرة الصناعة الجزائرية أصبحت بدورها تحت رحمة الضربات الموجعة و يتهددها التفكيك الزاحف.
أعرب الاتحاد.ع.ع.ج علنا و بصريح العبارة عن رفضه التام للبرنامج الاقتصادي والاجتماعي المستمد والمفروض من طرف صندوق النقد والبنك الدوليين والآثار السلبية اقتصاديا واجتماعيا على الوضعية الاجتماعية للعمال و عائلاتهم.
كان من البديهي والمتوقع، بعد أن تجاوزت البلاد الظروف الصعبة دون رجعة، أن يغير الاتحاد.ع.ع.ج إستراتيجيته وطرق عمله و يحدد أولوياته من أجل تجميع قواه وتنظيمها أكثر فأكثر حتى يتمكن من خوض غمار معارك جديدة ومستقبلية.
الاتحاد.ع.ع.ج قاوم وواجه جميع السياسات الاقتصادية و الاجتماعية، سواء كان ذلك من حيث الشكل والمضمون، أو من حيث الأهداف التي كانت تتوخاها والتي هي في تناقض وتضاد مع الحقوق والمصالح المشروعة للعمال.
لقد كان على الاتحاد.ع.ع.ج أن يعيد تموقعه من جديد دون أن يعني ذلك أي تخل عن تاريخه القائم على الدفاع عن الجزائر و الدولة و الديمقراطية والجمهورية.
الاتحاد.ع.ع.ج والمؤسسات المالية الدولية: صندوق النقد الدولي ,البنك العالمي ومنظمة التجارة العالمية:
دفعت سنوات 80 و90 التي تميزت بهشاشة الاقتصاديات الأفريقية وسعي المنظمات الدولية إلى تثبيت برامج للتسوية الهيكلية واسعة وطموحة تختلف من دولة إلى أخرى، إلا أنها تلتقي عموما على تقليص معتبر لحجم القطاع العمومي، وتحرير الأسواق وانفتاح الدول على التجارة الدولية، وهي الإجراءات التي لا يمكن تنفيذها دون صدامات وأزمات متعددة. فانفتاح الأسواق على المنافسة بشكل أوسع يؤدي بالضرورة إلى غلق العديد من المؤسسات وخاصة مؤسسات النسيج الذي كان محل حماية من الدولة.
كما أن القروض الممنوحة من طرف المؤسسات المالية الدولية لم تحقق الأهداف المرجوة منها. فالسلطات الحكومية التي كان عليها أن تستعمل هذه القروض بغية إعادة تقويم الاقتصاديات المحلية، فضلت وتحت ضغوطات اجتماعية وسياسة تمويل مصاريف التسيير العادي.
ومن جهة أخرى، فإن الشبكات الاجتماعية التي كان من المفروض أن تكون بمثابة دعم لفائدة الفئات المتضررة من الهيكلة طوال المرحلة الانتقالية لم تتمكن من تحقيق الغايات المحددة لها نظرا لشساعة واتساع فترة انكماش الاقتصادي.
وفيما يتعلق بالجزائر، فإن الاتحاد.ع.ع.ج يساند دوما الفكرة التي تقول بأنه يجب أن تولي التسوية الهيكلية أولوية الاستثمار الوطني المنتج وليس العمل من أجل تحقيق التوازن في ميزان المدفوعات فقط. يجب إذن استبدال التسوية الهيكلية بالاستثمار خاصة وأن الهيكلة قد أكدت حدودها وتأكد للجميع آثارها السلبية.
على الصعيد الدولي، ينخرط الاتحاد.ع.ع.ج في الخيار المعتمد من جانب الاتحاد الدولي للنقابات الحرة والمتمثل في أن على البنك الدولي أن يذهب بعيدا في دعمه لمبدأ الحقوق الأساسية في العمل (أو معايير العمل الدولية)، بل عليه أن يتخذ إجراءات جدية يكون من شأنها أن تفرض احترام وتعزيز المعايير الأساسية في العمل وذلك من خلال نشاطاته اليومية على صعيد الدول التي غالبا ما تخرق حقوق العمال والنقابات.
يوافق الاتحاد.ع.ع.ج الاتحاد الدولي للنقابات الحرة عندما يصرح هذا الأخير: "إن العمل الوحيد الذي يمكننا من منع البنك الدولي من إغفال حقوق العمال والعاملات يمر حتما بالتزامه ضمان أن تكون الاستشارات السياسية التي يقدمها البنك على صعيد الدول واشتراطات القروض في تناسق مع معايير العمل الأساسية وباقي الاتفاقيات الدولية الصادرة عن منظمة العمل الدولية المصادق عليه من طرف الدول المعنية.
لقد أصبح من الواضح بمكان، وعلى امتداد العالم كله، أن نلاحظ امتداد الحركة النقابية نحو النشاط السياسي. وعليه، فإن الاتحاد.ع.ع.ج يرى بأنه من الضروري أن يشارك في بلورة القرارات السياسية التي يكون لها تأثير على حياة وظروف عمل العمال.
إن المفاوضات و خلاصات اتفاقيات الانخراط في منظمة التجارة الدولية لم تكن بالقدر الوافي محل مناقشات في المجتمع والهيئات الوطنية. الاتحاد.ع.ع.ج سيكثف نشاطه بغية تحفيز مثل هذا النقاش.
أما فيما يخص الانخراط في منظمة التجارة الدولية، فإنه من الواضح بما كان، أن يتم الكفاح من أجل تجديد كفاءات الحكومات في حماية مرافقها العمومية (الصحة، التربية والتعليم، الحماية الاجتماعية ، النقل...) وضمان تسييرها الأحسن ، الأمر الذي يمر حتما بفهم جيد للرهانات التي تتعلق باتفاقيات التبادل التجاري الحر.
بكلمة أخرى إن التحدي التي تفرضه العولمة على الحركة النقابية يجعلها أمام موقف لا رجعة فيه. فالحركة النقابية العالمية التي كانت تتفوق دوما نحو العالمية عبر نشاطاتها و إيديولوجياتها التضامنية والكفاحية يتضح لها اليوم أن العالمية ليست قادرة لمواجهة عولمة رأس المال إن كان ذلك على مستوى النظرة أو الهياكل.
وعليه يعتبر الاتحاد.ع.ع.ج أنه يجب على الحركة النقابية العالمية إن أرادت أن تواجه فعلا هذه التحديات أن تتعزز أكثر فأكثر وأن تحقق أعلى درجات التجنيد مع ما يتطلب ذلك من تكفل بطموحات من تمثلهم والعمل على إدارة مسار التجديد بواسطة مقاربات ومؤسسات وأشكال جديدة للتدخل.
قيادات الاتحاد.ع.ع.ج:
يسجل تاريخ الحركة النقابية الجزائرية وجود مناضلين وقيادات تداولوا المسؤولية وتعاقبوا على سدة القيادة لمواصلة المشوار النقابي بكل وطنية وإخلاص ونكران للذات. كان هدفهم جميعا الدفع إلى الأمام بالمسائل الاجتماعية حتى تفتح مجالات التقدم والمساهمة الفاعلة والناجعة في جميع القضايا الوطنية الكبرى. يتشرف الاتحاد.ع.ع.ج بهؤلاء القيادات والمناضلين الأشاوس الذين أثروا بوطنيتهم وعزمهم وتضحياتهم السجل الذهبي لهذه المنظمة الشريفة التي تحفظ ذاكرتهم بعد أن أدخلتهم في ذاكرتها الجماعية.
شهيد الثورة و النقابة المناضل عيسات إيدير:
ولد شهيد الثورة والنقابة المناضل عيسات إيدير أول سكرتير عام للاتحاد.ع.ع.ج بمنطقة جمعة صهاريج بولاية تيزي وزو بتاريخ 11 جوان 1915. انتقل إلى مدينة تيزي وزو لمزاولة دراسته الثانوية بعد أن استكمل دراسته الابتدائية وتحصله على منحة مدرسية بعد أن نجح في مسابقة في هذا الشأن.
لم يتمكن الشاب عيسات إيدير من الالتحاق بالمدرسة الوطنية لتكوين الأساتذة لأسباب قاهرة رغم التفوق المدرسي والتحصيل العلمي الذي كان يتميز به، ويقر به جميع من كانوا يرافقونه في الدراسة، فالتحق بـالأراضي التونسية أين كان يقيم عمه الذي مكنه من مواصلة دراسته هناك والتحضير لدخول الجامعة التونسية بغية تحضير إجازة في الحقوق والعلوم الاقتصادية.
أستدعي عيسات إيدير من طرف السلطة العسكرية الفرنسية لتأدية الخدمة العسكرية، وبعد الانتهاء منها والحصول على رتبة رقيب في الاحتياط الأمر الذي عكس تفوقه المعرفي، رجع إلى الجزائر ليشارك بنجاح في المسابقة التي نظمتها مصلحة الورشات الصناعية الجوية بكاف متيفو (برج البحري) وهي المسابقة التي نجح فيها والتحق بهذه الورشات إلى غاية أن جند مرة ثانية في الحرب العالمية الثانية وقد كانت من الصدف أن يؤدي عيسات إيدير طوال فترة هذا التجنيد في تونس.
بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها سرح عيسات إيدير من الخدمة العسكرية الإجبارية برتبة رقيب أول، فالتحق بوظيفته الأصلية بالورشات الصناعية الجوية أين تطورت وظائفه إلى غاية أن وصل إلى رتبة إطار سامي في المحاسبة وهذا بعد عشر سنوات من الحياة المهنية على مستوى هذه الورشات. مكنته هذه الوظيفة السامية والثقة التي كان يحوز عليها من قبل المجموعة العمالية الجزائرية التي كانت تشتغل بهذه الورشات من كسب ثقة الجميع والترقية إلى أن كلف بمراقبة فروع المؤسسة الموجودة في كل من الجزائر وتونس الأمر الذي فتح له مجال التعارف والالتقاء بالأطر النقابية التونسية و العديد من قيادات الحركة النقابية التونسية.
وبعد مطالبة الشعب الجزائري برمته الحرية والاستقلال وحق تقرير المصير عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية وما أعقبها من حوادث دامية في 8 ماي 1945، بعد أن حقق الوطنيون نجاحات انتخابية وتزايد اتساع حجم ومكان حزب الشعب الجزائري وحركة انتصار الحريات الديمقراطية، ردت السلطات الاستعمارية على مطامح الشعب الجزائري بالمزيد من القمع وإظهار مظاهر القلق والخوف تجاه المطامح المشروعة للشعب الجزائري.
وكم كانت السلطات الإدارية والسياسية الاستعمارية تتابع تحركات عيسات إيدير الذي بدأ يظهر الكثير من خصال الزعامة، ورفض الأمر الاستعماري وطرح تساؤلات تحرج النظام الكولونيالي المبني على تفوق العنصر الأوروبي على كل ما هو جزائري أصيل وجدت الإدارة الاستعمارية في الإضراب الذي قام به المناضل النقابي عيسات إيدير ذريعة تكفي لإدانته وتسريحه من العمل بحجة عرقلة العمل وزرع البلبلة في الورشات.
غير أن التضامن بين النقابيين قد مكنه من تجاوز هذا العزل الوظيفي الاستعماري ليلتحق فيما بعد بمؤسسة "cacobatp" كرئيس مصلحة وينخرط مجددا في الكنفيدرالية العامة للشغل على مستوى المؤسسة.
أولى عيسات إيدير اهتماماته بأداء وسير التنظيم النقابي وطور الخطاب النقابي المستعمل وكيفه وانشغالات الأكثر حرمانا واحتياجا من العمال والمستضعفين.
أستدعي عيسات إيدير من طرف هيئة تحرير "الأمة الجزائرية" السرية والتابعة لحزب الشعب الجزائري وقد كلف بركن "البروليتري الجزائري" كما ساهم بقسط وافر في "الجزائر الحرة". و أثناء الأزمة الداخلية التي مست الحركة الوطنية، كان مناهضا لمخاطر الانقسام المهدد لوحة الحزب.
دخل معركة الكفاح بقيادة جبهة وجيش التحرير الوطني وكان عمره لا يتجاوز 38 سنة، ناهيك عن خصال الاستقامة والوفاء والتمتع بالسلوك النضالي النظيف الذي يفتح له المجال واسعا في صفوف الثورة.
تجسدت الآمال التي كانت تراود عيسات إيدير وزملائه منذ أزيد من عشرية كاملة من النضال السري والعلني بالإعلان عن تأسيس الاتحاد.ع.ع.ج وبروز قيادات نضالية تسهم في تحرير الوطن، وتشارك في أشغال البناء، بعد الحصول على الاستقلال، وذلك من أجل بناء مجتمع تضامني ونام ومتقدم.
من خصال وتكوين هذا الرجل أنه كان يريد أن يعرف كل شيء، وأن يكون متابعا دقيقا للأحداث والمراسلات وتحرير العرائض والنداءات والبيانات والمقالات، كما كان حريصا على متابعة تحضير المادة الإعلامية والإخراج وكل ما يفرضه إصدار جريدة "العامل الجزائري"، بالإضافة إلى ضبط شعار الاتحاد.ع.ع.ج وتحضير بطاقات الانخراط والطابع النقابي وسعر العدد ، ناهيك عن التدقيق في المراسلات التي يتم توجيهها إلى الاتحاد الدولي للنقابات الحرة.
وكنتيجة لهذا الزخم الكفاحي الذي كرسه المناضل عيسات إيدير في الحركة العمالية الجزائرية، جاءت الإضرابات الوطنية لتؤكد دون شك وبكل وضوح التزام وانخراط الاتحاد.ع.ع.ج مع جبهة و جيش التحرير الوطني منذ اندلاع الثورة.
لم تتوان السلطات الاستعمارية في قمع قيادة المركزية النقابية و الزج بأطرها و مناضليها القاعديين في السجون ، و قد شمل القمع الاستعماري القيادات النقابية للمركزية النقابية ليلة 24 ماي 1956، حيث ألقت السلطات الإدارية بدعم من الجيش والشرطة ورجال المباحث الفرنسيين القبض على أعضاء الأمانة الوطنية للاتحاد.ع.ع.ج يتقدمهم المناضل عيسات إيدير. بلغ عدد الموقوفين الذين زج بهم في أتون الاستنطاق والتحقيق والتعذيب النفسي والجسدي حوالي (40) مناضلا نقابيا قياديا تم توجيههم بعد فترة التحقيق نحو المحتشدات والمعتقلات لمدد طويلة.
إن القمع الشديد الذي سلط على قيادة الاتحاد.ع.ع.ج لم يحل دون تواصل المشعل النقابي وتحمل المسئولية، بعد تاريخ 24 ماي 1956 ومواصلة المشوار الكفاحي ضد الاستعمار بشتى الوسائل المتاحة.
الحقيقة أن تشديد القمع وتواصل الاعتقالات دون توقف دفع بالمناضلين النقابيين على مستوى المنظمة إلى أن يختاروا العمل السري و الانصهار التام في جبهة التحرير الوطني.
الجدير بالذكر أن العدد الأول من جريدة "العامل الجزائري" صدر عن مطبعة" نلسن " الكائنة بالقرب من سينما "ماجستيك" حاليا "سينما الأطلس". وبالرغم من القمع والمتابعة البوليسية والمصادرات المتتالية للجريدة، تمكنت المنظمة النقابية من إصدار (13) عددا في الداخل وحتى الخارج، وكبرهان على مواصلة الكفاح النقابي، نصبت القيادة النقابية الجديدة التي أعقبت القبض على القيادة التي كانت برئاسة عيسات إيدير إلا أن السلطات الاستعمارية لم تمهلها طويلا، بل قامت بتفكيكها بتاريخ 30 جوان 1956 إثر الانفجار الكبير الذي دمر مقر القيادة نتيجة عبوة ناسفة وضعتها السلطة الاستعمارية مستهدفة القيادات النقابية.
دفع هذا الجو المعادي والمتواصل ضد الاتحاد.ع.ع,ج إلى اعتماد و تفضيل العمل السري والانتقال إلى تونس لمواصلة كفاحه وإصدار "العامل الجزائري".. ومن تونس تعاقبت العديد من القيادات النقابية، ومن جهته، مكن مؤتمر الصومام المنظم في 20 أوت 1956 من تأسيس هياكل لكل من جيش التحرير الوطني واللجنة الوطنية للثورة الجزائرية و cce.
عين المناضل النقابي عيسات إيدير ، باسم مستعار، كعضو دائم في اللجنة الوطنية للثورة الجزائرية، في حين عين السيد بن عيسى عطاء الله كعضو إضافي، و قد أثير موضوع تهريب المناضل عيسات إيدير من معتقل "بوسي" من طرف أعضاء لجنة التنسيق والمتابعة، حتى تستفيد الثورة من قيادته للاتحاد.ع.ع.ج خاصة بعد أن انخرطت المنظمة في الاتحاد الدولي للنقابات الحرة ومقره بروكسل العاصمة البلجيكية. تم إلغاء مشروع تهريب عيسات إيدير من المعتقل، بعد أن اشتدت معركة الجزائر وتزايد الاعتقالات والزج بمئات الآلاف من الجزائريين في المحتشدات، ناهيك عن عمليات الاستنطاق الذي مارسه المظليون بقيادة السفاح الجنرال" ماسو".
علم الجيش الاستعماري بخير عضوية المناضل عيسات إيدير في اللجنة الوطنية للثورة الجزائرية، فقام باستنطاقه في محتشد" بوسي" وفي المركز التابع للمباحث بوهران، قبل أن يحول إلى وحدة عسكرية تابعة للمظليين بقيادة العقيد " بيجار" . بعد أن أعيد إلى محتشد"بوسي" وتنظيم المعتقلين لحركة احتجاجية ضد الأوضاع المزرية للاعتقال بتاريخ 13 مارس 1958، قامت إدارة المحتشد باستدعاء عيسات إيدير وجعله تحت أمر بالتوقيف وتم توجيهه نحو سجن " سركاجي" بالجزائر.
لم تتأخر كل من الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في تونس والاتحاد الدولي للنقابات الحرة في بروكسل في الدفاع عن قضية عيسات إيدير وتعيين محامين للدفاع عنه.
لم يخف عيسات إيدير، وبكل شجاعة، انتماءه إلى النقابة الحرة، وهذا أمام المحكمة الاستعمارية، وقد فضلت المحكمة أن لا تثير قضية الانتماء إلى اللجنة الوطنية للثورة الجزائرية طوال المحاكمة ولم يسأل الشهيد عيسات إيدير عن هذا الانتماء من عدمه.
حكمت المحكمة ببراءة عيسات إيدير، في حين حكمت على عبد القادر علالو بـ (03) سنوات سجن نافذة ونور الدين اسكندر بـ (02) سنتين، في حين برأت المحكمة كل من ساحة كل من الشيخ مصطفى ومراكشي و سحنون.
بالرغم من حكم البراءة، وجد عيسات إيدير عند خروجه من سجن سركاجي دركيين في انتظاره كان قد تحصلا على أمر من العقيد " قودار" لاقتياده مسلسل اليدين نحو مركز التعذيب الكائن ببئر دراريا ، وهو المكان الذي كان يتم فيه التعذيب بشكل علني من جانب "المظليين ذوي القبعات الزرقاء" طوال معركة الجزائر.
وبعد أربع 04 أيام من التعذيب المتواصل، حول عيسات إيدير نحو المستشفى العسكري "مايو" الكائن بباب الوادي لأسباب "حدوث جروح بليغة" نتيجة اشتعال سيجارة في فراش نوم المعتقل، وهو الذي لم يدخن يوما!.
حاولت الاتحادية الدولية للنقابات الحرة الحصول على تسريح بنقل عيسات إيدير نحو الخارج للتداوي من الجروح في مركز متخصص بسويسرا، إلا أن هذا الطلب قد رفض رفضا قاطعا من قبل " دولوفري" ممثل الحكومة الفرنسية في الجزائر.
توفي الشهيد عيسات إيدير، بعد معاناة طويلة ومريرة نتيجة الحروق التي أصابته، يوم 27 جويلية 1959 وهي الوفاة التي أحدثت تأثيرا عالميا في الأوساط النقابية والمحافل الدولية المحبة للحرية والسلام التي نددت جلها بهذا الاغتيال الهمجي. وقد تصاعدت أصوات متعددة في كل من أوروبا وأفريقيا وآسيا وأمريكا منددة بالجريمة ومطالبة بالتحقيق في ملابساتها و تسليط العقوبة على مقترفيها مهما كانت مستوياتهم ورتبهم العسكرية.
عكست الجرائد والمجلات الصادرة آنذاك الصدى الإعلامي المندد بالجريمة والحكومة الفرنسية عن صمتها وتواطئها.
شهيد الجمهورية: عبد الحق بن حمودة
ولد عبد الحق بن حمودة بقسنطينة المعروفة بتاريخها الضارب في أعماق التاريخ والمقاومة،وفي وسط عائلة جزائرية عريقة ومرتبطة بالقيم الوطنية ومحبة للخير والتضامن ، وقد كان والده إماما ورعا ومؤمنا صدوقا محبا للخير وداعية محترما.
مكنت ظروف العائلة عبد الحق بن حمودة من التمتع بحس وطني وفهم دقيق لحقيقة الأمور وتفطن مبكر، فانخرط في سلك التعليم مبكرا، بعد أن تحصل على إجازة في التعليم، ليصل، في وقت قصير نتيجة خصاله القيادية، إلى مدير مدرسة في بداية الثمانينات. وقد كان واعيا بمتطلبات الكفاح الاجتماعي، ورافضا لمختلف صور الاستغلال و الحقرة والتهميش والتمييز والبيروقراطية والتسويف الإداري، وهو ما مكنه من الالتحاق بالكفاح الاجتماعي والنقابي واقتناعه بأن العمل النقابي هو الوحيد الذي يكفل له المساهمة في الدفع بالأمور إلى الأمام، والسعي إلى تحسين شروط العمل والحياة للمواطنين.
برهن عبد الحق بن حمودة عن تحليه بخصال القيادة والقدرة العالية على مواجهة التحديات التي بدأت تلقي بثقلها على عالم الشغل و النقابة، الأمر الذي أسهم في تقلده للعديد من المسئوليات النقابية، في إطار اتحادية التربية، ثم زعيما محترما ومقدرا ومبجلا من قبل زملائه، كما كان محبذا للحوار والتشاور و مفاوضا عنيدا .
تقلد المسئوليات النقابية داخل المنظمة إلى أن أنتخب، في جوان 1990، كأمين عام للاتحاد.ع.ع.ج ، وفي ظل ظرف اقتصادي عسير ميزته المتغيرات النوعية والعميقة التي شهدتها الساحة الوطنية والتي مست مختلف مجالات النشاط الوطني. تميز عبد الحق بن حمودة بانخراط واسع من أجل الدفاع عن أسس الجمهورية للدولة الجزائرية التي واجهت منذ 1991، تهديدا خطيرا من جانب الحركة الإسلاموية والعنف الإرهابي الأصولي.
إنه الإرهاب الذي ارتكب المجازر البشعة في حق الشعب الجزائري، و قد كان يعتبر ما يحدث في الجزائر بمثابة حرب قذرة ضد الشعب وليست حربا أهلية كما كانت تروج له بعض الأصوات المعادية . وكم كان الظرف يتطلب الشجاعة والإقدام للتعبير عن الموقف ضد هذا الإرهاب المدمر والتأكيد على ضرورة الديمقراطية والحرية، ورفض أي نظام يتناقض مع الدولة الوطنية.
وقف عبد الحق بن حمودة ضد الإرهاب علنا وجهرا، وقد ذهبت بعض الأبواق إلى حد اتهامه ظلما وبهتانا بأنه يستعمل الاتحاد.ع.ع.ج كأداة سياسية. وقد كان رده على هذه الأبواق بأنه مقتنع تمام الاقتناع بضرورة الدفاع عن مستقبل الجزائر مهما كلفه ذلك من ثمن و تضحيات.
مكنت هذه الرزانة في الموافق الزعيم عبد الحق بن حمودة من تحديد إستراتيجية كفاحية مطلبيه للمنظمة النقابية تأكدت ضرورتها وإيجابيتها، بعد أن قررت السلطات العمومية التحضير للاتفاق مع صندوق النقد الدولي بشأن برامج التسوية الهيكلية في النصف الأول من التسعينات. وبتحكمه الجيد والتام في إدارة وتوجيه المنظمة النقابة تمكن عبد الحق بن حمودة من إعطاء نفس جديد للحركة النقابية الجزائرية التي كان حريصا على حماية استقلاليتها من أي سلطة كانت.
عرف عن عبد الحق بن حمودة رغبته وقناعته القوية في الفصل واتخاذ القرارات الواضحة عندما يتعلق الأمر بالقضايا المصيرية، وقد ساعده في ذلك تحليه بصفة القيادة، وفن الخطابة والتحدث مع الناس وكيفية تناول الانشغالات والمستجدات على الساحتين الوطنية والدولية.
كان يعتبر أن المركزية النقابية وما تمثله من قوة اجتماعية وتنظيم هي في المرتبة التي تلي مرتبة الجيش الوطني الشعبي الذي يحتل مكانة مرموقة في قلب جميع الجزائريين. فالاتحاد.ع.ع.ج له من القوة ودرجات التجنيد والتعبئة و التحسيس ما يؤهله إلى حماية الحقوق الاجتماعية للعمال.
وكم كان اغتياله مفاجئة للجميع واعتبرته الحركة النقابية الجزائرية خسارة لها وللحركة النقابية الدولية برمتها التي لم تتأخر في تكريمه وتثمين خصاله الوطنية والقيادية وتحليه بالشجاعة التي تميز بها طوال حياته.
والى اللقاء مع الجزء الثالث








 


قديم 2009-12-19, 00:20   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
بدر1971
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية بدر1971
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي




Sur la scène algérienne dont on mesure aisément les difficultés et les complexités, l’UGTA reste l’organisation qui a su conserver la clarté de ses options, sa capacité mobilisatrice et son pouvoir de proposition. Au fil des années et sur la foi de ses accomplissements, l’UGTA a fini par se débarrasser de l’image d’une centrale revêche et inféodée ; son actuel Secrétaire général n’y est pas étranger à cette mue, attendue et salutaire. Aujourd’hui sortie quelque peu épuisée mais victorieuse et aguerrie d’une période de plus de dix années de lutte sur tous les fronts, l’UGTA est devenue, selon les observateurs avertis, une organisation résolument engagée dans une action syndicale moderne, pragmatique et progressiste. Elle s’efforce d’être à l’écoute de sa base pour fixer ses objectifs et adapter et moderniser ses méthodes au développement réel de l’économie mondiale tout en faisant face au néolibéralisme et à ses effets antisociaux. Elle le fait de façon pragmatique mais avec détermination car elle mesure le phénomène dans toute son ampleur. Sachant très bien qu’elle ne peut pas se *******er d’un statu quo, l’UGTA continue de livrer le combat qui permet que soient préservées les dimensions essentielles qui marquent une société : le patrimoine public et la justice sociale. Elle revendique partout et à tous les niveaux la prise en considération de la dimension sociale, que ce soit dans les politiques développées au niveau national ou dans les grandes négociations avec des institutions régionales et internationales du type Union Européenne ou OMC. Dans cette optique l’UGTA milite pour la concertation sociale chaque fois que cela est possible, tout en étant consciente des limites de ces dialogues. Aussi exerce-t-elle un rapport de force dès lors que l’intérêt des travailleurs l’exige. Par pragmatisme, la Centrale privilégie les démarches qui visent à amoindrir les effets destructeurs de certaines politiques en proposant des alternatives au bénéfice des travailleurs et travailleuses algériens.
Pour les militants syndicaux de l’UGTA, le parcours historique de leur organisation et l’expérience des quinze dernières années les renforcent dans cette certitude que les lois du marché ne sont nullement une finalité et que seule la solidarité humaine est, pour les travailleurs, l’ultime mesure du progrès de leur société
.









قديم 2009-12-19, 08:49   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
BENALI
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية BENALI
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هذا الموضوع مع كل إحترامي لأخوي مكانه في المنتدى الخاص بالتاريخ حسب ما أراه










قديم 2009-12-19, 13:09   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
العابدالكنتي
خبير الشؤون الإدارية في منتدى انشغالات الأسرة التربوية
 
الصورة الرمزية العابدالكنتي
 

 

 
الأوسمة
وسام القلم المميّز وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا على المرور أخي بن علي . والتاريخ هو صورة لحاضرنا ومرآة له وأمة لا تعرف تاريخها كالشجرة دون جذور










قديم 2009-12-19, 13:36   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
هزلون محمد
مشرف منتديات انشغالات الأسرة التربوية
 
الصورة الرمزية هزلون محمد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ربي يشفيك ، وتفطن من الوهم اللي راك عايش فيه .










قديم 2009-12-19, 13:39   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
العابدالكنتي
خبير الشؤون الإدارية في منتدى انشغالات الأسرة التربوية
 
الصورة الرمزية العابدالكنتي
 

 

 
الأوسمة
وسام القلم المميّز وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
وقفات مع قوله تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}
الشيخ/ خالد بن عثمان السبت

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فهذه وقفات مع آية الإسراء، وهي قوله تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [(36) سورة الإسراء].
الوقفة الأولى: في تعلق الآية واتصالها بما قبلها من الآيات: لما ذكر الله تعالى أوامر ثلاثة قبل هذه الآية ذكر نواهي، فنهى عن ثلاثة أشياء.
الوقفة الثانية: في قوله: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}: دعوة إلى التحري والتثبت، والمعنى: لا تتبع ما ليس لك به علم، بل الواجب أن تتثبت في كل ما تقوله أو تعمله أو تتلقاه.
ومعلوم أن التثبت في كل الأمور دليلٌ على حسن الرأي وجودة العقل والنظر، وبذلك تنكشف الأمور وتتبين الأحوال، وبالتالي يقرر العبد ماذا يعمل أو يعتقد ويقبلُ وماذا يترك.
والمتثبت يُعمِل فكره وعقله ويشاور غيره، وهذا من أعظم الأسباب المعينة على الوصول للحق والصواب. وبهذا يجتاز العبدُ أسباب الندم والحسرة، وغير ذلك من الأمور الجالبة للشقاء بإذن الله تعالى.
الوقفة الثالثة: في قوله: {وَلاَ تَقْفُ}: جاء بعد أداة النهي "لاَ" الفعلُ المضارع {تَقْفُ}، والقاعدة أن الفعل إذا ورد بعد النهي فإنه يدل على العموم.
والمحصلة من هذا هنا هي أن الله تعالى نهى الإنسان أن يتبع ما ليس له به علم مطلقاً، وهذا يشمل جميع الأحوال والأزمان والأمكنة؛ لأن العموم ينصب على هذه الأمور جميعاً، فالعبد منهي عن اتباع ما ليس له به علم في كل وقت وفي كل قضية، سواءً كانت تتعلق بحقوق الله أو حقوق الآدميين أو غير ذلك من الأمور، ويبين هذا أيضاً ما يأتي في:
الوقفة الرابعة: وهي أن قوله: {مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}: عام لكل شيء؛ وذلك أن لفظة "مَا" تفيد العموم فهذا يشمل الكلام في الأعراض من الغيبة والنميمة؛ لأنها تقال من وراء الإنسان (القفا) والقذفَ والبهتَ والكذبَ وسائر أنواع الاعتقادات الباطلة هذا فيما يفعله الإنسانُ ويبتدئه، وهكذا الشأن فيما يتلقفه عن غيره من تصديق الأقوال والإشاعات الكاذبة، واتهام الصالحين والوقيعة في أعراضهم، وأن يقول: سمعتُ ولم يسمع وتقبل الأفكار الفاسدة، والمذاهب المنحرفة، والتقاليد المستوردة، وهذا يكثر وقوعه في جانب النساء من تتبع الموضات والتشبه بالكافرات والفاسقات، والتزيي بزيهن من الملابس الفاضحة، والموديلات العارية وغير ذلك من الشر المستطير الذي وصل إلى الأمة من أعدائها، فالواجب على العبد أن يضبط جميع تصرفاته فلا يحكم إلا بعلم، ولا يعتقد إلا بعلم، ولا يفعل شيئاً إلا بعلم.
"والله يحب الكلام بعلم وعدل، ويكره الكلام بجهل وظلم، وقد حرم سبحانه الكلام بلا علم مطلقاً، وخص القول عليه بلا علم بالنهي، فقال تعالى: {وَلاَ تَقْفُ}، وقال: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ...}[(33) سورة الأعراف].
وأمر بالعدل على أعداء المسلمين، فقال: {كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [(8) سورة المائدة]"([1]).
الوقفة الخامسة: في قوله تعالى: {وَلاَ تَقْفُ}: نهي، ومعلوم أن النهي يدل على التحريم إلا لقرينة، ولا قرينة هنا تصرفه إلى غير ذلك مما يدل على أن اقتفاء العبد ما لا علم له به يعد من الأمور المحرمة.
الوقفة السادسة: أصل (القفو) الاتباع، تقول: قفوت أثر فلان إذا تتبعت أثره.
ومعلوم أن الإنسان يكون أسيراً لما يتلقفه من أفكار ومعتقدات فيتبعها ويعمل بمقتضاها، وبهذا تعرف خطورة هذا الجانب.
الوقفة السابعة: في قوله: {إِنَّ السَّمْعَ} الخ: الجملة هنا تعليلية؛ لأن "إنَّ" تأتي للتعليل، والمعنى على هذا: انته عما لا يحل لك؛ لأن الله أنعم عليك بالسمع والبصر والعقل لتشكره، وهو مختبرك بذلك، وسائلك عنه فلا تستعمل نعمة الله في معصيته، قال الله تعالى: {وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [(78) سورة النحل]([2]).
الوقفة الثامنة: في قوله تعالى: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ}: قُدِّم السمع على البصر وأُخِّر ذكرُ الفؤاد؛ لأنه منتهى الحواس ومستقر المعتقدات ومبعث الإرادات، والسمع والبصر طريقان له ونافذتان عليه، وبهما يصل إليه كثيرٌ من الأمور النافعة أو الضارة، فما تبصره العين يؤثر في القلب ولا شك، كالنظرة المحرمة.. الخ، وهكذا ما تسمع الأذنُ من خيرٍ وشر كالغناء.
وقدَّم السمع على البصر؛ لأن أكثرَ ما ينسب الناس أقوالهم إلى السمع، ولأن إدراك السمع أعظم وأشمل من إدراك البصر؛ ذلك أن البصر إنما يدرك به ما كان في مواجهته خاصة، أما السمع فيدرك به جميع المسموعات التي تطرقه من جميع الجهات، وأيضاً فإن البصر لا يدرك به إلا الأجسام والأجرام، بخلاف السمع، فإن العبد يدرك به الأمور الحاضرة والغائبة مما أُخبر عنه، وهكذا فالترتيب الواقع بين هذه الأمور في الآية متدرج به من الأدنى إلى الأعلى، والله أعلم.
الوقفة التاسعة: الفؤاد هو القلب، إلا أن فيه معنى زائداً على (القلب) وهو أنه يعتبر في هذه اللفظة (الفؤاد) معنى التفؤد أي التوقد؛ إذ إنه مبعث الإرادات، وآلة الإدراك، ومستقر العلم والعقل كما لا يخفى، ولهذا فإن التعبير بـ (الفؤاد) هنا أبلغ من التعبير بـ(القلب) والله أعلم.
الوقفة العاشرة: في ذكر الفؤاد هنا مع السمع والبصر دليلٌ على المؤاخذة على الأمور القلبية، كما أن الإنسان يؤاخذ على ما يسمع ويبصر.
ففيما يتعلق بالقلب فإن الإنسان يؤاخذ على المعتقدات التي يعتقدها فيثاب على التوحيد، ويعاقب على الشرك كما يؤاخذ على الأعمال القلبية الأخرى، فيثاب على اليقين والرضا والتوكل، ويعاقب على الأدواء التي تصيبه كالحسد والغل ونحو ذلك من سوء الظن... الخ، وهكذا العزم المصمم على المعصية([3]).
الوقفة الحادية عشرة: قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية -رحمه الله-: "ثم إن الله -سبحانه وتعالى- خلق القلب للإنسان يعلمُ به الأشياء، كما خلق له العين يرى بها الأشياء، والأذن يسمع بها الأشياء، كما خلق له سبحانه كل عضوٍ من أعضائه لأمر من الأمور، وعمل من الأعمال، فاليد للبطش، والرجل للسعي، واللسان للنطق، والفم للذوق، والأنف للشم، والجِلد للمس، وكذلك سائر الأعضاء الباطنة والظاهرة.
فإذا استعمل الإنسان العضو فيما خُلق له وأُعد لأجله فذلك هو الحق القائم، والعدل الذي قامت به السماوات والأرض، وكان ذلك خيراً وصلاحاً لذلك العضو ولربه وللشيء الذي استُعمل فيه، وذلك الإنسان الصالح هو الذي استقام حاله، و {أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[(5) سورة البقرة].
وإذا لم يُستعمل العضو في حقه بل ترك بطالاً فذلك خسران، وصاحبه مغبون، وإن استعمل في خلاف ما خُلق له فهو الضلال والهلاك، وصاحبه من الذين بدلوا نعمة الله كفراً.
ثم إن سيد الأعضاء ورأسها هو القلب: كما سُمي قلباً، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)).
وإذ قد خُلق القلب لأن يُعلم به فتوجهه نحو الأشياء ابتغاء العلم بها هو الفِكر والنظر، كما أن إقبال الأذن عن الكلام ابتغاء سمعه هو الإصغاء والاستماع، وانصراف الطَّرف إلى الأشياء طلباً لرؤيتها هو النظر.
فالفِكر للقلب كالإصغاء للأذن، ومثله نظر العينين فيما سبق، وإذا عَلم ما نظر فيه فذاك مطلوبه، كما أن الأذن كذلك إذا سمعت ما أصغت إليه، أو العين إذا أبصرت ما نظرت إليه، وكم من ناظر مفكر لم يحصِّل العلم ولم ينله، كما أنه كم من ناظرٍ إلى الهلال لا يبصره، ومستمع إلى صوت لا يسمعه.
وعكسه من يؤتى علماً بشيء لم ينظر فيه ولم تسبق منه إليه سابقةُ تفكير فيه، كمن فاجأته رؤية الهلال من غير قصد إليه أو سمع قولاً من غير أن يُصغي إليه؛ وذلك كله لا لأن القلب بنفسه يقبل العلم، وإنما الأمر موقوف على شرائط واستعداد قد يكون فعلاً من الإنسان فيكون مطلوباً، وقد يأتي فضلاً من الله فيكون موهوباً.
فصلاح القلب وحقه والذي خلق من أجله هو أن يعقل الأشياء، لا أقول أن يعلمها فقط، فقد يعلمُ الشيء من لا يكون عاقلاً له، بل غافلاً عنه ملغياً له، والذي يعقل الشيء هو الذي يقيده ويضبطه ويعيه ويثبته في قلبه، فيكون وقت الحاجة إليه غنياً فيطابق عمله قوله، وباطنه ظاهره، وذلك هو الذي أوتي الحكمة، {وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} [(269) سورة البقرة].
وقال أبو الدرداء: "إن من الناس من يؤتى علماً ولا يؤتى حكماً، وإن شداد بن أوس ممن أوتي علماً وحكماً".
وهذا مع أن الناس متباينون في نفس عقلهم الأشياء من بين كامل وناقص، وفيما يعقلونه من بين قليل وكثير، وجليل ودقيق، وغير ذلك([4]).
الوقفة الثانية عشرة: في قوله تعالى: {كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}: الإشارة في قوله: {أُولئِكَ} عائدةٌ إلى ما سبق من السع والبصر والفؤاد، ومعلوم أن الإشارة بـ{أُولئِكَ} مما يختص به العقلاء، وقد ورد استعمالها هنا مع هذه الآلات ولا إشكال في هذا؛ لأنه نزلها منزلة من يعقل ذلك أنها تُسأل عما تلقته كما تُسأل عن صاحبها كما سيأتي.
ومعلوم أن غير العقلاء إذا نُزِّلوا منزلة العقلاء فإنهم يُعاملون معاملتهم من حيث الصيغ والعبارات في الضمائر وصيغ الجموع، كما في قوله تعالى عن الشمس والقمر: {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} [(4) سورة يوسف]، والأصل "رأيتها لي ساجدةً" لكن لمَّا كان السجود من أفعال العقلاء ووقع من هذه الجمادات نزِّلوا منزلة العقلاء.
الوقفة الثالثة عشرة: يُلحظ في هذا القدر من الآية ما يلي:
1-أنه قَدَّم "كل" الدالة على الإحاطة، وكان بالإمكان الاستغناء عن هذه اللفظة فيكون الكلام: "إن السمع والبصر والفؤاد سُتسأل عما وقع منها كما ستُسأل عن صاحبها"، إلا أنه جاء بـ "كل" زيادة في التوكيد وتقرير المعنى، والله أعلم.
2-جاء باسم الإشارة "أولئك" دون الضمير، فلم يقل: "كلها كان عنه مسؤولاً" لما في الإشارة من زيادة التوكيد والتمييز.
3-جاء بفعل "كان" لدلالته على رسوخ الخبر؛ إذ إن هذا أمر واقع لا محالة، والله المستعان.
الوقفة الرابعة عشرة: في قوله: {كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}: قُدِّم المعمول "عنه" على عامله "مسؤولاً"، والقاعدة المعروفة في هذا الباب هي أن تقديم المعمولات على عواملها يفيد الاهتمام، والمعنى: كل السمع والبصر والفؤاد كان مسؤولاً عن نفسه، ومطالباً بأن يبين مستند صاحبه من حسه.
الوقفة الخامسة عشرة: في قوله: {مَسْؤُولاً} السؤال هنا كناية عن المؤاخذة بالتقصير وتجاوز الحق، كما يقال: "أنت مسؤول عن تصرفاتك"، أو سُتسأل عن فعلك هذا، كما في قوله تعالى: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [(24) سورة النور].
الوقفة السادسة عشرة: في معنى قوله: {كَانَ عَنْهُ} أي كان -أي كل أولئك- عن الإنسان مسؤولاً، ويدل على هذا المعنى قوله تعالى: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ..} [(65) سورة يس]، وقوله: {شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ} [(20) سورة فصلت]، الآية.
ويمكن أن يكون المعنى: أن الإنسان يُسأل عن سمعه وبصره وقلبه، ويدل على هذا قوله تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ* عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [(92- 93) سورة الحجر]، وقوله: {وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [(93) سورة النحل]، وكلا المعنيين صحيح؛ لأن القاعدة أن الآية إذا احتملت معاني متعددة وأمكن حملها على جميع تلك المعاني من غير فساد للمعنى، فإنها تُحمل عليها جميعاً، لا سيما إذا دلَّ القرآن على هذه المعاني جميعاً في مواضع أخرى كما في هذه الآية، وهذا لا شك فيه إن شاء الله، والله أعلم.
فالمحصِّلة أن السمع والبصر والفؤاد هذه كلها تُسأل عما تلقته، كما تسأل عن صاحبها، وأيضاً فإن صاحبها يحاسب عنها.
الوقفة السابعة عشرة: في قوله: {كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}: التفات؛ ذلك أن أول الآية ورد بأسلوب الخطاب: {وَلاَ تَقْفُ}، وجاء هذا الموضع بأسلوب الغيبة {كَانَ عَنْهُ}،وفي هذا من التفنن بالخطاب وتنشيط السامع ما فيه، والله أعلم.
الوقفة الثامنة عشرة: إذا كان السمع والبصر والفؤاد منقسماً إلى ما يؤمر به وينهى عنه، والعبد مسؤول عن ذلك، فإن هذا يدعو إلى المراقبة والمحاسبة، والوقوف مع النفس ومساءلتها، والعبد مسؤول عن حركات هذه الجوارح، وهل هي حركات نافعة، بأن وضعت فيما يقرِّب إلى الله تعالى أم ضارة بأن وجهت لمعصية الله.
فعلى العبد أن يتعاهدها بحفظها عن الأمور الضارة؛ ليعد لهذا السؤال جواباً، فمن استعملها في طاعة الله فقد زكاها ونماها، وأثمرت له النعيم المقيم، ومن استعملها في ضد ذلك فقد دساها، وأسقطها وأوصلته إلى العذاب الأليم، نسأل الله العافية.
الوقفة التاسعة عشرة: في الآية أدب خُلقي رفيع، يعلم الأمة التفرقة بين مراتب الخواطر العقلية بحيث لا يختلط المعلوم والموهوم.
الوقفة العشرون: في الآية إصلاح اجتماعي جليل يجنب الأمة الوقوع في المهالك؛ ذلك أن إهمال تلك الجوارح الثلاث من المراقبة يجعلها تنطلق بلا زمام فتتلقف ما فيه بوارها، فتدمّر الأمة بفساد عقائدها وأخلاقه، وتتفكك الأواصرُ بسبب فشو قالة السوء بين الناس.. الخ.
قال شيخ الإٍسلام أبو العباس ابن تيمية -رحمه الله-: "ثم هذه الأعضاء الثلاثة هي أمهات ما ينال به العلم ويُدرك، أعني العلم الذي يمتاز به البشرُ عن سائر الحيوانات دون ما يشاركها فيه من الشم والذوق واللمس، وهنا يدرك به ما يحب ويكره وما يميز به بين من يحسن إليه ومن يسيء إليه إلى غير ذلك، قال الله تعالى: {وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [(78) سورة النحل].
وقال: {ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ} [(9) سورة السجدة].
وقال: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [(36) سورة الإسراء].
وقال: {وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً} [(26) سورة الأحقاف].
وقال: {خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ} [(7) سورة البقرة].
وقال فيما لكل عضو من هذه الأعضاء من العمل والقوة: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا} [(179) سورة الأعراف].
ثم إن العين تقصر عن القلب والأذن، وتفارقهما في شيء وهو أنها إنما يرى صاحبها بها الأشياء الحاضرة والأمور الجسمانية مثل الصور والأشخاص، فأما القلب والأذن فيعلم الإنسان بهما ما غاب عنه وما لا مجال للبصر فيه من الأشياء الروحانية، والمعلومات المعنوية، ثم بعد ذلك يفترقان: فالقلب يعقل الأشياء بنفسه إذا كان العلم هو غذاؤه وخاصيته، أما الأذن فإنها تحمل الكلام المشتمل على العلم إلى القلب، فهي بنفسها إنما تحمل القول والكلام، فإذا وصل ذلك إلى القلب أخذ منه ما فيه من العلم، فصاحبُ العلم في حقيقة الأمر هو القلب، وإنما سائر الأعضاء حُجَبَةٌ له توصل إليه من الأخبار ما لم يكن ليأخذه بنفسه، حتى إن من فقد شيئاً من هذه الأعضاء فإنه يفقد بفقده من العلم ما كان هو الواسطة فيه.
فالأصم لا يعلمُ ما في الكلام من العلم، والضريرُ لا يدري ما تحتوي عليه الأشخاص من الحكمة البالغة، وكذلك من نظر إلى الأشياء بغير قلب أو استمع إلى كلمات أهل العلم بغير قلب فإنه لا يعقل شيئاً.
فمدار الأمر على القلب، وعند هذا تستبين الحكمة في قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا} [(46) سورة الحج].
حتى لم يذكر هنا العين كما في الآيات السوابق، فإن سياق الكلام هنا في أمور غائبة، وحكمة معقولة من عواقب الأمور لا مجال لنظر العين فيها، ومثله قوله: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ} [(44) سورة الفرقان].
وتتبين حقيقة الأمر في قوله: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [(37) سورة ق].
فإن من يؤتى الحكمة وينتفع بالعلم على منزلتين: إما رجل رأى الحق بنفسه فقبله فاتبعه ولم يحتج إلى من يدعوه إليه، فذلك صاحبُ القلب، أو رجلٌ لم يعقله بنفسه، بل هو محتاج إلى من يعلمه ويبينه له ويعظه ويؤدبه، فهذا أصغى فـ{أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [(37) سورة ق]، أي حاضر القلب ليس بغائبه، كما قال مجاهد: "أوتي العلم وكان له ذكرى".
ويتبين قوله: {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ* وَمِنهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ} [(42- 43) سورة يونس].
وقوله: {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا} [(25) سورة الأنعام].
ثم إذا كان حق القلب أن يعلم الحق فإن الله هو الحق المبين، {فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ} [(32) سورة يونس]، إذا كان كل ما يقع عليه لمحة ناظر أو يجول في لفتة خاطر، فالله ربه ومنشئه وفاطره ومبدئه، لا يحيط علماً إلا بما هو من آياته البينة في أرضه وسمائه، وأصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد: "ألا كل شيء ما خلا الله باطل".
أي: ما من شيء من الأشياء إذا نظرت إليه من جهة نفسه إلا وجدته إلى العدم، وما هو فقير إلى الحي القيوم، فإذا نظرت إليه وقد تولته يد العناية بتقدير من أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، رأيته حينئذٍ موجوداً مكسواً حلل الفضل والإحسان، فقد استبان أن القلب إنما خُلق لذكر الله سبحانه، ولذلك قال بعض الحكماء المتقدمين من أهل الشام -أظنه سليمان الخواص -رحمه الله- قال: "الذكر للقلب بمنزلة الغذاء للجسد، فكما لا يجد الجسد لذة الطعام مع السقم، فكذلك القلب لا يجد حلاوة الذكر مع حب الدنيا"، أو كما قال.
فإذا كان القلب مشغولاً بالله، عاقلاً للحق، متفكراً في العلم، فقد وضع في موضعه، كما أن العين إذا صُرفت إلى النظر في الأشياء فقد وضعت في موضعها، أما إذا لم يُصرف إلى العلم ولم يوع فيه الحق فقد نسي ربه، فلم يوضع في موضع بل هو ضائع، ولا يحتاج أن نقول: قد وضع في موضع غير موضعه، بل لم يوضع أصلاً، فإن موضعه هو الحق، وما سوى الحق باطل، فإذا لم يوضع في الحق لم يبق إلا الباطل، والباطل ليس بشيء أصلاً، وما ليس بشيء أحرى أن لا يكون موضعاً.
والقلبُ هو نفسه لا يقبل إلا الحق، فإذا لم يوضع فيه فإنه لا يقبل غير ما خُلق له، سنة الله، {وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} [(62) سورة الأحزاب]، وهو مع ذلك ليس بمتروك مخلَّى فإنه لا يزال في أودية الأفكار وأقطار الأماني لا يكون على الحال التي تكون عليها العين والأذن من الفراغ والتخلي، فقد وضع في غير موضع لا مطلق ولا معلق، موضوع لا موضوع له، وهذا من العجب، فسبحان ربنا العزيز الحكيم، وإنما تنكشف للإنسان هذه الحال عند رجوعه إلى الحق، إما في الدنيا عند الإنابة، أو عند المنقلب إلى الآخرة، فيرى سوء الحال التي كان عليها، وكيف كان قلبه ضالاً عن الحق، هذا إذا صرف في الباطل.
فأما لو تُرك وحالُه التي فُطر عليها فارغاً عن كل ذكر خالياً عن كل فكر فقد كان يقبل العلم الذي لا جهل فيه، ويرى الحق الذي لا ريب فيه، فيؤمن بربه وينيب إليه، فإن كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمةً جمعاء لا يحس فيها من جدع، {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} [(30) سورة الروم]، وإنما يحول بينه وبين الحق في غالب الحال شغله بغيره من فتن الدنيا، ومطالب الجسد، وشهوات النفس، فهو في هذه الحال كالعين الناظرة إلى وجه الأرض لا يمكنها أن ترى مع ذلك الهلال، أو هو يميل إليه فيصده عن اتباع الحق، فيكون كالعين التي فيها قذى لا يمكنها رؤية الأشياء.
ثم الهوى قد يعترض له قبل معرفة الحق فيصده عن النظر فيه، فلا يتبين له الحق كما قيل: حبك الشيء يعمي ويصم، فيبقى في ظلمة الأفكار، وكثيراً ما يكون ذلك عن كبر يمنعه عن أن يطلب الحق، {فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ} [(22) سورة النحل].
وقد يعرض له الهوى بعد أن عرف الحق فيجحده ويعرض عنه، كما قال ربنا سبحانه فيهم: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً} [(146) سورة الأعراف].
ثم القلب للعلم كالإناء للماء، والوعاء للعسل، والوادي للسيل، كما قال تعالى: {أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا} [(17) سورة الرعد]، الآية.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيثٍ أصاب أرضاً، فكانت منها طائفة قبلت الماء، فأنبتت الكلأ، والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء، فسقى الناس وزرعوا، وأصاب منها طائفة إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأً، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما أرسلت به، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به)).
وفي حديث كميل بن زياد بن علي -رضي الله عنه- قال: ((القلوب أوعية، فخيرها أوعاها)).
وبلغنا عن بعض السلف قال: "القلوب آنية الله في أرضه، فأحبها إلى الله تعالى أرقها وأصفاها"، وهذا مثل حسن؛ فإن القلب إذا كان رقيقاً ليناً كان قبوله للعلم سهلاً يسيراً، ورسخ العلم فيه وثبت وأثر، وإن كان قاسياً غليظاً كان قبوله للعلم صعباً عسيراً.
ولا بد مع ذلك أن يكون زكياً صافياً سليماً، حتى يزكو فيه العلم ويثمر ثمراً طيباً، وإلا فلو قبل العلم، وكان فيه كدر وخبث أفسد ذلك العلم، وكان كالدغل في الزرع إن لم يمنع الحب من أن ينبت منعه من أن يزكو ويطيب، وهذا بين لأولي الأبصار"([5])
الوقفة الحادية والعشرون: تخصيص الأمور الثلاثة بالذكر لا يدل على حصر المؤاخذة فيها؛ لأن الإنسان مؤاخذ على جميع تصرفاته، وإنما خصصها بالذكر لما سيأتي في:
الوقفة الثانية والعشرون: تخصيص هذه الثلاث بالذكر؛ نظراً لعظم خطرها، ولأنها الآلات التي بها يحصل العلم النافع للعبد، وهو ما يميز الإنسان عن غيره من الحيوان؛ إذ إن العلم تدور رحاه على هذه الأقطاب الثلاثة: {السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ}([6])، والله تعالى أعلم.
هذه وقفات سريعة ومختصرة تتصل بهذه الآية العظيمة، ولعل الفرصة تسنح لإعادة كتابتها بشكل موسع، أسأل الله أن ينفع بها...
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،؛

[1] - الفتاوى 16/96-97.

[2] - من المفيد مراجعة كلام ابن القيم في بيان عظم نعمة الله بالسمع والبصر على العبد. انظر: مفتاح دار السعادة 1/264-266، 189-190، طبع دار الكتب العلمية. وكتاب: أقسام القرآن (طبع دار المعرفة) 305، 306، 316، 407.

[3] - في مسألة المؤاخذة على العزم المصمم على المعصية يراجع كلام شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في الفتاوى 10/720-761.

[4] - الفتاوى 9/307-309.

[5] - مجموع الفتاوى 9/309-315.

[6] - الفتاوى 16/96-97.









قديم 2009-12-19, 14:13   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
العابدالكنتي
خبير الشؤون الإدارية في منتدى انشغالات الأسرة التربوية
 
الصورة الرمزية العابدالكنتي
 

 

 
الأوسمة
وسام القلم المميّز وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي اتق الله.... يا هزلون يا محمد

اتهام المسلم بدون دليل من الكبائر التي تستوجب العقوبة, والتعزير والتحدث به بين الناس من الغيبة التي حرمها الله وشبهها بمن يأكل لحم أخيه ميتاً قال تعالى : (ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم ) الحجرات 12 وقال سبحانه : ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة ) النور 19 ، فمن وقع في عرض أخيه أو اتهمه فعليه أن يتوب إلى الله ، ويستسمح أخاه ، ويجتنب الخوض في كل ما يسيء إلى المسلم ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ) ( رواه البخاري 11/256 ومسلم برقم 47 ) وعن أبي ذر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا يرمي رجل رجلاً بالفسق أو الكفر إلا ارتد عليه ، إن لم يكن صاحبه كذلك ) رواه البخاري 10/388 ، فمن اتهم أخاه بما ليس فيه ابتلاه الله بمثل ما ابتلى به أخاه ، وقد أتي برجل عند عبد الله بن عباس فقيل له : (هذا فلان تقطر لحيته خمراً فقال : إنّا قد نُهينا عن التجسس ولكن إن يظهر لنا شيء نأخذ به ) رواه أبو داود 4890 وقال حديث حسن صحيح .
فلا يجوز للمسلم أن يتجسس على أخيه المسلم ولا أن يتتبع عوراته ، ولو رآه مصادفة في مكان مشبوه وظهر له من تصرفه ما يريب فلا يتهمه حتى يرى بأم عينه فعله للمنكر ، وعليه أن ينصحه وينبهه فإن أبى وخشي على المسلمين منه أو سُئل عنه لمصلحة فله أن يبين ذلك لأصحاب العلاقة ولا يجوز التشهير به إلا إذا جاهر بالمنكر لأن ذلك يعين الشيطان عليه ويحول بينه وبين التوبة.

فيا اخ هزلون محمد عيب وعار عليك أن تتهمني بالمرض والهزيان وانت لا تعرف مني الا الاسم الرمزي ليس الا.... . و اذا كل شخص دافع عن الاتحاد ع ع ج فهو مريض ويهذي ويعيش في الاحلام فأسمح لي أخي أن أضيف لمعلوماتك أن عدد المنخرطين في ugta حسب احصائيات 2007 قد بلغ 1.675.800 منخرط وهو ما يمثل نسبة 31%من مجموع العمال في الجزائر و من بينهم أزيد من 171292 إطار نقابي في مختلف الهياكل الأفقية والعمودية من اتحادات ولائية ومحلية وفروع ونقابات مؤسسة ومكاتب تنسيق ولجان نسائية وشبابية.
أتعتقد أخي هزلون ان
كل هؤلاء العمال المنخرطين هم مرضى و مجانين ويعيشون في وهم.أو أنهم حصلوا على امتيازات وانتدابات فاسمحوا لي أخي أن اقول لك هذا قصور شديد في الفهم.
يجب أن يعلم الجميع أن الاتحاد العام للعمال الجزائريين هو النقابة الأكثر تمثيلا في الجزائر والتي تضم أكبرعدد من المنخرطين أحب من أحب وكره من كره وهذه أرقام تعتمد على مبيعات بطاقات الانخراط والاستمارات الموقعة من طرف المنخرطين.
و لا يمكن ان نحمل
ugta كل مشاكل الجزائر ومآسي العمال ونجعلها الشماعة التي نعلق عليها فشلنا في كل مرة فالاتحاد ع ع ج كان ولا يزال يجتهد ويسعى من اجل خدمة العمال ومصالحهم قدر المستطاع ونحن حققنا مكتسبات للعمال مثل زيادة الاجر القاعدى الى 15000.00 د.ج وهذا هو قدر المستطاع ومن يريد أن يحقق أكثر من ذلك فالساحة امامه فليناضل ضد الحكومة وليأتي بأفضل مما جئنا به للعمال وسنصفق له وندعمه ونحن لم نمنع أحد من النضال والمطالبة بالحقوق. لكن لدينا طريقة ومنهجية لا تعتمد على التصادم مع الحكومة وانما الحوار الهادئ والهادف من اقتنع بها فمرحبا به ومن لم يقتنع فالمنظمات النقابية كثيرة فليختر ما يناسبه وليترك الاتحاد العام العمال الجزائريين وشأنه ومنهجه . وكفى شتما وتخوينا فنحن كان ولا يزال شعارنا هو: وحدة ...ديمقراطية ...عدالة
عاش الاتحاد العام للعمال الجزائريين
عاشت الجزائر حرة ومستقلة وآمنة
المجد والخلود ولشهدائنا الابرار
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته













قديم 2009-12-19, 15:36   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
فربد هدؤش
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ظظ

بداية السنة تظهر الحقيقة










قديم 2009-12-19, 16:24   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
هزلون محمد
مشرف منتديات انشغالات الأسرة التربوية
 
الصورة الرمزية هزلون محمد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هذه الأرقام التي قدمتها ، لا تعبر بأية حال من الأحوال عن الواقع العمالي الذي نعيشه فأنت تقول بأن عدد المنخرطين يربو عن المليونين ، على اعتبار أن الأرقام التي قدمتها كانت سنة 2007 ، فأنا هنا أتحداك على مستوى منتديات الجلفة الذي يضم أكبر تجمع عمالي ، خصوصا في التربية . - اجعل استفتاء : هل أنت مع ugta ، أم ضدها ؟ واتحداك أن تحصل 200فقط ، بل ولا حتى 20 . لا لشئ ، ألا أن : الاتحاد إبان الثورة ، والاتحاد ما بعد الاستقلال ، هو غير اتحاد سيدهم الحالي . ولك روح المبادرة بالاستفتاء ، وأنا أول المصوتين . ( طريقة حضارية ) . والسلام .










قديم 2009-12-19, 17:05   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
هوني لخضر
عضو محترف
 
الصورة الرمزية هوني لخضر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ماذا اصابك يا هذا؟
لا اعتقد أنك تعيش في الجزائر بل في المريخ
فأين المستقبل المشرق الذي تتحدث عنه و رائحة العفن التي اصيبت بها نقابة سيدهم سعيد وصلت الى القطب المتجمد الشمالي و الجنوبي










قديم 2009-12-19, 17:12   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
MED.KAD
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










Mh51

كان زمان فيه هذه التمثيلية التى التصق اسمها بالنظام ...وفرضت هيمنتها بفعل ميلوها الكلي للحكومة باعتبارها المدللة التي لا يرفض لها طلب حسب المقاس الفوقي ..
ولكن بعد هذه الإنتفاضة العمالية وهذا التكتل الذي لم يشهده التاريخ حول هؤلاء الرجال من مختلف النقابات المستقلة ...فأين موقع ومكانة سيدهم السعيد ....!!!!!!
هذا واقع ..التاريخ الذي أوردته في موضوعك يعلمه الكل ...والإحصائيات والأرقام قديمة أما الآن فلا شيء ....
هذا ما نسميه وقوف على الأطلال ........كان زمان فيه نقابة تسمى كذا ..ويلا سرد لما سبق









قديم 2009-12-19, 18:23   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
العابدالكنتي
خبير الشؤون الإدارية في منتدى انشغالات الأسرة التربوية
 
الصورة الرمزية العابدالكنتي
 

 

 
الأوسمة
وسام القلم المميّز وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي ورغم ذلك ....

ورغم ذلك .... تبقى المنظمة النقابية للاتحاد.ع.ع.ج الوحيدة التي تمكنت من حماية شفافية مواقفها والمحافظة على قدرتها التجنيدية وقوة مقترحاتها وهذا على صعيد الساحة الجزائرية التي تتميز بصعوبات وتعقيدات جمة.

مع مرور السنوات وتطور الانجازات والمكاسب التي يحققها ويكرسها ميدانيا تمكن الاتحاد.ع.ع.ج من إلغاء تهمة التبعية التي حاول البعض إلصاقه بها؛ ولا نبالغ القول بأن الأمين العام عبد المجيد سيدي السعيد وما تتميز به شخصيته هو المحرك الرئيس لهذا التغيير في النظرة تجاه المنظمة النقابية التي أصبحت في موقع استقلالي يقره العام والخاص.

اليوم وبعد سنوات من النضال والكفاح النقابيين على جميع الأصعدة والجبهات وبالرغم من ثقل هذه الفترة وصعوبتها ها هو الاتحاد.ع.ع.ج يخرج منتصرا ومتمرسا الأمر الذي يدفع جميع المتتبعين والمهتمين بعالم النقابة إلى الإقرار بأنهم الآن أمام منظمة نقابية مندمجة ومعتمدة على عمل نقابي حديث وإيجابي وتقدمي.

المنظمة النقابية تبقى منشغلة دوما بكل ما يأتي من القاعدة حتى تحدد أهدافها وتكيف وتحدث مناهجها ومقارباتها وفقا لمتطلبات التنمية الحقيقية للاقتصاد المعولم مع ما يتطلب ذلك من مواجهة الليبرالية الجديدة وآثارها السلبية على ما هو اجتماعي. وهي تقوم بذلك بشكل عملي ومن منطلق الحرص الشديد على تحقيق ذلك وتقدير الأمور حق تقديرها.

قناعة منه بأنه لا يمكن قبول المراوحة في مكان واحد سيواصل الاتحاد.ع.ع.ج الكفاح الذي من شأنه أن يحافظ على الأبعاد الأساسية التي هي ملازمة للمجتمع ومنها حماية الممتلكات العمومية وتحقيق العدالة الاجتماعية.

المنظمة النقابية ستواصل الدفاع على جميع الأصعدة عن البعد الاجتماعي سواء كان ذلك على صعيد السياسات المعتمدة وطنيا أو فيما يتعلق بالمفاوضات مع المؤسسات الجهوية والدولية كالاتحاد الأوروبي أو منظمة التجارة العالمية.

وفي هذا الشأن يناضل الاتحاد.ع.ع.ج من أجل تكريس الحوار الاجتماعي وذلك كلما كان ممكنا وهو مقتنع بأن لهذا الحوار حدود لا يجب تجاوزها وتفضل المركزية النقابية المقاربات التي من شأنها أن تخفف الآثار الهدامة لبعض السياسات من خلال تقديم بدائل تخدم العمال والعاملات في بلادنا بالإضافة إلى أن الاتحاد.ع.ع.ج سيستعمل كل ما من شأن أن يرجح موازين القوى إلى جانبه.

بالنسبة للمناضلين النقابيين فإن المسار التاريخي للاتحاد.ع.ع.ج والتجارب المتراكمة طوال العشرين سنة(20) الماضية إنما تشكل دعما له في مواجهة قوانين السوق التي لا يمكن أن تشكل غاية في حد ذاتها بل يجب أن يكون التضامن الإنساني هو الوحيد القادر على تحقيق التقدم والرقي في المجتمعات ولصالح العمال.









قديم 2009-12-19, 19:04   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
djahlat moussa
عضو جديد
 
الصورة الرمزية djahlat moussa
 

 

 
إحصائية العضو










Mh04

ياخي مالك وunupef يقول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ان بعض الضن اثم نحن مع النقابة الوطمية للتربية والتكوين احب من احب وكره من كره لقد جعلت المعلم معلما قبل اشهر فقط كان المعلم يخاف من المدير وحارس المدرسة و......و........و.............و واصبح هؤلاء يهابونه لكونه مع النقابةالوطنية للتربية والنكوين سلام..









قديم 2009-12-19, 19:05   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
djahlat moussa
عضو جديد
 
الصورة الرمزية djahlat moussa
 

 

 
إحصائية العضو










Mh04

ياخي مالك وunupef يقول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ان بعض الضن اثم نحن مع النقابة الوطنية للتربية والتكوين احب من احب وكره من كره لقد جعلت المعلم معلما قبل اشهر فقط كان المعلم يخاف من المدير وحارس المدرسة و......و........و.............و واصبح هؤلاء يهابونه لكونه مع النقابةالوطنية للتربية والنكوين سلام..









قديم 2009-12-19, 19:15   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
هزلون محمد
مشرف منتديات انشغالات الأسرة التربوية
 
الصورة الرمزية هزلون محمد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يالعابد : من أين نقلت هذا ؟ وكلام من هذا : أذكر المصدر ، أم تكتفي بتقنية نسخ ، لصق .









موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
الاتحاد, العظيمة, النقابة, انجازات, تتنكروا, ugta


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:47

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc