بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أيها الأحبة ورحمة الله وبركاته أما بعد:
أولا الصلاة على الحبيب المصطفى صلوات رب وسلامه عليه عدد ما نرى وعدد الحصى وعدد النجوم وعدد ما في الكون، وعدد ما يقول له المولى سبحانه كن فيكون.
الناس معادن ومادام كل معدن له خصائص ومميزات فكذلك البشرية لها خصائص ومميزات مع أن البداية كانت معدن نقي صاف منبعث من جوف محمي ومميز كل ما فيه مسخر بطريقة دقيقة ليحافظ على الخاصية البشرية للمولود الذي سيخرج للدنيا باكيا حيث تعلم هذا الكائن طريقة الجلوس والقعود والتقلب يمينا وشمالا وكذلك الدوران، لكن هذا البشري عندما أحس بأول نسمات الدنيا بكى لا لشيء إلا لأنه مخلوق ستتعبه الحياة وكثرة الظلم ممن هم مثله ومن عدو مخفي كان أشد خطرا على أبويه مع أنهم كانوا أسيادا على أنفسهم وعلى جميع المخلوقات لكن هذا المخلوق
أنكر نعم مولاه ووسوس إلى من هو سيد عليه لمرتبة انزله ربه بها، فحقد وتكبر وأظهر عداوته ومن ربه لم يخجل .
فأصبح المولود يبكي عن حاله الذي سيلقاه والعبء الذي ينتظره ، فإن مشى على فطرته وأطاع مولاه فاز وضحك في آخر أيامه عندما يسدل الستار وينزل إلى التراب ويكون له دار، وبإذن العلي القدير سيعود إلى جنة قد كانت له بالبداية فبغضه عدوه فأنتصر بالنهاية ودخلها بجدارة.
أما إذا اتبع مبغضه وعدوه ومجبره على طاعته فسيبكي في النهاية كما بكى بالبداية و لربما
كانت حياته بسرايا وهي مملوءة بالخطايا ، فمن المؤكد بعمق الأرض تدفن معه كل البلايا.
أعاذنا الله إيانا وإياكم أيها الأحبة من شر حاسد إذا حسد ومن شر وسواس خناس ومن كل شيطان التبس بالناس ، فنكروا لذاتهم واتخذوه مثل اللباس أين ما كانوا يعم الفساد ويغيب الإخلاص.
أحبتي : هذا مولود حفظه مولاه ببطن أمه فإن اعترف بالنعم فاز وغنم وإن نكر وأفسد القيم ساءت حياته وخرق بالنار في الحمم.
والسلام عليكم أيها الاحبة ورحمة الله وبركاته أخوكم المهذب.