تنامت في السنوات الأخيرة ظاهرة مؤسفة، وهي أن يتفوه الأطفال بعبارات بذيئة، من الشتم والإساءة اللفظية والكلمات الفاحشة.. وأصبحت هذه الكلمات مألوفة عند الكثير منهم، وبعضهم يستخدمها من أجل لفت الانتباه وإعطاء الراشدين شعورًا بالصدمة ليشعر بالتفوق عليهم.
وقد يرجع السبب إلى الرغبة في التحرر من التوتر الجسدى عندما يستخدم اسلوب الشتم والسب وتوجيه اللعنات إلي شخص معين، كنوع من أنواع التفريغ الانفعالي الناتج عن الإحساس بالغضب أو القهر.
أضف إلى ما سبق أن بعضهم يستخدم اللغة السيئة طريقةً للتحدي، وإعلانًا التمرد وتأكيدًا لاستقلاليته، وكأنه يريد أن يثبت بذلك وصوله لمرحلة النضج بطريقة سلبية، ويكون هذا تقليدًا لما وصل إلى مسامعه من الراشدين فيتبعهم في سلوكياتهم.
وبعض الشباب والمراهقين يستخدمون مصطلحات بذيئة حتى يحصلوا على الاستحسان والتقبل من بعضهم، فمعظمهم لديه اقتناع شديد أن الشتم والألفاظ السيئة ترتبط بالرجولة.
ولتلافي هذه المشكلة والتخلص منها يجب على الآباء الانتباه إلى عدة أمور، منها:
أن يكونوا قدوة لأبنائهم، فكلما استطاع الوالدان السيطرة على أنفسهم، وكبح جماح الغضب وعدم استخدام الألفاظ السيئة، فإنهم يكونون قدوة لأبنائهم الذين يقلدونهم في سلوكهم وطريقة تعاملهم.
الاستماع للطفل الغاضب، وحثه على التعبير عن مشاعر الألم والغضب التي يشعر بها، وعدم كبت ذلك حتى لا ينفجر مرة واحدة.
مناقشة الطفل إذا صدرت منه كلمة غير مرغوب فى تكرارها، أو لفظ سيئ.
تجاهل الكلمات التى تَشعر أن طفلك يريد إزعاجك بها، ولا تظهر له شعور الصدمة أو الانزعاج.. وسوف يهملها هو من تلقاء نفسه.
أظهر له حبك وتعاطفك، وعبِّر له عن عدم رضاك عن الكلمات الجارحة التي يتفوَّه بها.
استخدم العقاب في الوقت المناسب.. دون قسوة.
شجع طفلك على استخدام الكلمة الطيبة، وعلّمه طرقًا أكثر قبولاً للتعبير عن غضبه.
عزِّز الأسلوب الجيد عنده بالتشجيع وباستخدام المكافأة.
احرص على أن تربطه بالمسجد، ففيه يتعرف على أصدقاء صالحين، ويستمع لدروس ومواعظ تساعده على تهذيب نفسه وعباراته.