|
|
|
|||||||
| الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
| آخر المواضيع |
|
 |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2020-04-30, 02:08
|
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
【۞】الخيمة الرّمضانيّة (07)【۞】
 بسم الله الرحمـ'ـن الرحيم الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وأن وفقنا للصيام ونرجو القبول في عباده الصالحين، وأن يجعلنا ممن يسمعون القول فيتّبعون أفضله أما بعد، أيها الإخوة الكرام رمضانكم مبارك وكل عام وأنتم طيبون، ثم إني انتقيت أن تكون خيمتي عبارة عن خلجات الروح، ذكرياتها، وهمساتها...  ففيها فرح باستقبال شهر رمضان الذي يأتي ويأتي فضله معه وإن كان هذا العام وعلى غرار الأعوام الماضية مختلفا اختلافا جذريّا عن سابق عهده لعائلتي ولكل الجزائريين والمسلمين ممّن مسّتهم ظروف الحجر والوباء رفعه الله عنّا وأزال البلاء. عند قدوم رمضان تستقبلني صورة الطفلة التي ركضت لتفتح الباب للوافدين الذين اجتمعوا للصّلاة في البيت الكبير -بيت جدي رحمه الله- ويعلو صوت جدي بقراءة القرآن مقيما الصلاة بالجماعة من أقارب بصوته الجهوري فإذا ما تعب سمعت والدي يواصل الصلاة بهم... بينما كانت السّيّدات يجتمعن في سهرات رمضانية لا تنتهي يصنعن بها ما لذّ وطاب من حلويات وأطعمة، وكان السهر والسمر عنوان العوائل من النساء، اللواتي وزعن الأيام بينهن ففي كل ليلة يكون السهر في مكان مختلف، وإن لم تذهب والدتي جلست رفقة جدي وأبي في الحوش متكئة على حائط البئر بينما هما يرتلان القرآن وهكذا كانت لياليهم خلال رمضان، أما جدتي -رحمها الله- فكنت أراها من مكاني القصي تعد السحور لجدي الذي يفضل الكسكسي بالحليب أو اللبن. مرّت السنوات سريعا وغدت الطفلة أكبر وقد وافت الجدّ المنيّة ليصلي أبي بأقاربنا الذين تعودوا الصلاة بالمنزل إلا أنّ المنزل أصبح شقة في عمارة وإن كانت المساحة أقل مما كانت عليه إلا أن القلوب أكبر من أن تضيق، واستمرت العادة لسنوات وسنوات إلى أن غيرنا مقر سكننا للحوش الجديد معتبرين أن حضور الأقارب جزءا من تفاصيل رمضان في روحانية المشهد وإن اختلفت على مدار السنوات كثير من التفاصيل فالنّساء من نساء أعمام وخالات وعمات لم يعد رمضان بالنسبة لهن ليل السمر والسهر وإنّما كل سيدة التمست من الدعاء طمعا وتضرعا مما جعلهن يمكثن ببيوتهن إلا زيارات خفيفة وقليلة. أما هذا العام فقد حمل التغيير في كل جوانبه وتفاصيله، فقد كانت الأسر الصغيرة تنضم للعائلة الكبيرة وتمتلئ الدار عند الإفطار فالطاولة التي جمعت ثمانية أشخاص وتسعة أضف لها طاولات الأطفال الموزعة إلى طاولتين أو أكثر لم تعد تضم إلا أربعة أفراد لغياب أخي هذا العام وعائلته بسبب ظروف الحجر وبعض من أخواتي اللواتي كن يأتين أحيانا. والبيت الذي كان يجمع المصلين من ذوينا لم يعد يفتح بابه كما كان، والشارع الغارق في ضوضائه أضحى يضمّ أصواتا خافتة. وضوءا حائرا يتراقص في الظلمة.. لكن رغم ما نراه وما نجده وما نشعر به من ضيق أحيانا إلا أن ذلك لا يمنعنا من التدبر في أحوالنا وشؤون الحياة وتقلبها من حال إلى حال. فقد كنت أشتاق في ليالي رمضان إلى الهدوء والسكينة نظرا لضوضاء الشارع والمراهقين الذين لا يراعون لا مريضا، ولا متعبا لما بعد منتصف الليل أو لنقل قبل أذان الفجر، ولضوضاء الأطفال من أبناء الإخوة وعدم ركونهم للتعب، لكن حين هدأنا وهدأ ما حولنا أصبح بمقدور المرء الغرق في الهدوء والسكون محاولا أحيانا التخلص من الضجر بالغوص في بحر التجليات بعيدا عما يشوب النفس مما يفسد مزاجها ليتجلى لنا في كل أمور الحياة ذلك الجانب المشرق من كل الأشياء التي قضت مضاجعنا "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ..."، لنبتهل دعاء أن يغفر الله لنا ويعفو عنا بفضله ورحمته، ويرفع عنا الوباء والبلاء ويشفي جميع مرضانا ويرحم موتانا ويغفر لآبائنا وأمهاتنا ويجزلهم خير العطاء، ويؤتينا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة. يتبع
آخر تعديل صَمْـتْــــ~ 2020-05-02 في 15:05.
|
||||
|
|
2020-04-30, 02:09
|
رقم المشاركة : 2 | |||
|
تحضيرات لاستقبال شهر رمضان ككل العائلات الجزائرية تبدأ العدة قبل أيام بترتيب المنزل وتنظيفه وخصوصا المطبخ الذي يلقى عناية خاصة وتجديد الأواني -سابقا هذا العام الاكتفاء بما لدينا- شراء وتصبير بعض المواد الغذائية، أما التحضير الأهم فهو تحضير الأرواح لاستقبال الشهر ومدى جاهزيتها لاستقبال الشهر لتنال الغفران والعفو -وذلك ما يرجوه المرء له ولكل أحبابه- أو على الأقل لنخرج من رمضان بدرجات وبروح جديدة سمحة، أزال عنها الصوم جشع النفس وألانها بعد قسوة. ذكريات أول يوم* صيام منذ سنوات طوال وفي الأيام الأولى من استقبال رمضان جاءنا خالي -رحمه الله- وكنت مسرورة جدا بقدومه أمسكت يديه وراح يلعب معي، وبينما أنا على ذلك الحال سألني إن كنت قد صمت يوما من رمضان حركت رأسي يمنى ويسرى مستعجبة أنّى لي الصوم حينها أبلغني أن ابنته صامت يوما من رمضان، ابنته التي هي في مثل سني، نزل الخبر كالصاعقة على قلبي الصغير الذي اشتعلت به نيران الغيرة، وفي الوقت ذاته لم أكن أتوقع أني أستطيع الصبر على الأكل، بحجمي الصغير ذاك، ولعب الخيال بعقلي الصغير كيف لا يمكنني شرب قهوتي الصباحية خصوصا وأن أخواتي الصغريات يمعنّ في جعل القهوة تبدو أشهى بإصدار تلك الأصوات "اممم... تهبل تقتل وغيرها" وجعلي أندم أني فكرت بالصوم.. إلا أني رغم ذلك قررت الصوم وطلبت من أمي أن توقظني للسحور، إلا أن والدتي ظنت أني أمزح فتركتني نائمة، صباحا استيقظت وسألتها لم لم توقظيني للسحور؟ قالت أني صغيرة وليس علي الصوم، لكني كنت قد قررت وغلب العناد طبعي فلا مجال للتراجع، تغلغلت رائحة الحليب المنكه بالقهوة إلى شعوري ورافقتها أصوات أخواتي الصغيرات، إلا أني قررت التماسك أمام كل المغريات حتى ماء البئر العذب وقطع الحلوى الشهية التي بدت أشهى، إلا أن ذلك لم يمنع أن أطلب منهن أن يحتفظن ببعض الحلوى والشكولاطة لي إلى غاية الإفطار، فقد أصبحت فجأة كل الأشياء شهية وبمقدوري تناولها بعد الإفطار لأني كنت بين نارين نار الإفطار وعدم الصيام وبذلك علي أن أتحضر لتعالي ابنة خالي على حد زعمي لتمكنها من الصوم وستصبح كأنها أكبر في نظر الجميع بينما سأتقزم أكثر، وأصبح أصغر ممّا أنا عليه، أو عليّ الصّبر على الأكل. اخترت الصّبر والمضيّ قدما حتى لا يستصغرني خالي -رحمه الله- مرة أخرى واستطعت أن أكمل صيام اليوم رغم التعب الذي ألمّ بي وكانت مكافأتي الجلوس مع الكبار والاحتفاء بي... وحين قابلت زوجة خالي التي هي عمتي سمعتها تقول أن ابنتها صامت من الفجر إلى الواحدة ظهرا وفي اليوم الموالي صامت من الواحدة ظهرا إلى المغرب وحينها انفرجت أساريري ورحت أتحدث أن الصيام لا يكون هكذا واستعنت بأبي حين حاولوا أن يفهموني غير ذلك �� ومن ثمّ بدأت المنافسة من يصوم أكثر فتعوّدنا صيامه، ولم يعد صيامه شاقا جدا وأصوات أخواتي لم تعد تؤثر بي فالخبز (المطلوع) البائت من نصيبهم والخبز الناضج الطازج من نصيب الكبار. كان هذا في السابق أما حاليا فالأطفال لهم الحظوة الأكبر. ولعلني نسيت نفسي فأطلت كثيرا اعذروا أختكم وسأكتفي بهذا القدر. عبق من رمضان شهر المحبة زارنا فهدهد الأرواح نسيمه، والشوق هزّ ضلوعنا، رمضان هلّ هلاله، فيا مرحبا! مرحبا! تلوت من الحسن آيات تدفّقت رحمة، وبكلّ خير جئتنا، أبواب السماء فُتِّحت، أبواب جهنم غُلّقت، والشياطين صُفدت، فكبرنا الإله الله أكبر، الله أكبر وسبحنا سبحانك اللهم. شهر الصلاة والدعاء أكْرِم به نُزِّلت فيه آيات بيّنات خير الليالي به... نورا، وسلاما، وعتقا، ورحمة؛ اللهم إنّا أدركناه فاجعلنا ننال به مغفرة، إنّا شهدنا أن لا إله إلا أنت، كن خير عون لنا. والصلاة على المصطفى عليه أزكى الصلاة والسلام آمل أن الخيمة كانت خفيفة الظل غير مخيبة للآمال تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال. وجزيتم خيرا . سلام. آخر تعديل نُـون 2020-05-06 في 21:45.
|
|||
|
|
|
2020-04-30, 12:37
|
رقم المشاركة : 4 | |||
|
تقبّل الله منّا و منكم الصّيام و القيام وصالح الأعمال |
|||
|
|
|
2020-04-30, 19:16
|
رقم المشاركة : 6 | |||
|
بارك الله فيك |
|||
|
|
|
2020-04-30, 21:54
|
رقم المشاركة : 7 | |||
|
تقبل الله صيآمكم عزيزتي نون وصحة فطوركم .. مبارك افتتاح خيمتك .. احببت مشاركتك لنا ذكرياتك ... وبالنسبة لاول صيام ... فاليوم كان اول يوم تصومه بنتي أسيل .. يمكنك تخيل سعادتها وكم الدلال الذي نالته .. ومازالت تأتي تخبرني انها صامت اليوم وانا اعيد نفس ردة الفعل وكان اسمع كلامها لاول مرة ... طبعا والا ستخاصم الجميع .. كل عام وانتم بخير ... تحياتي |
|||
|
|
|
2020-05-01, 01:57
|
رقم المشاركة : 9 | ||||
|
اقتباس:
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال تحيتي |
||||
|
|
|
2020-05-01, 02:00
|
رقم المشاركة : 10 | ||||
|
اقتباس:
وفيك بارك الله وأشكر لك حضورك الجميل تقبل الله منكم الصيام والقيام وصالح الأعمال دمت |
||||
|
|
|
2020-05-01, 02:02
|
رقم المشاركة : 11 | ||||
|
اقتباس:
ووفقنا الله وإياكم تقبل الله صيامكم وقيامكم وصالح أعمالكم تحيتي |
||||
|
|
|
2020-05-01, 02:05
|
رقم المشاركة : 12 | ||||
|
اقتباس:
حفظكن الله ورعاكن، وجعلها الله خير عون لك وبارك الله فيك وفيها ... جزيت خيرا وصحة فطوركم وسحوركم آخر تعديل جَمِيلَة 2020-05-28 في 18:50.
|
||||
|
|
|
2020-05-02, 01:47
|
رقم المشاركة : 13 | |||
|
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكِ الله خيرا أختي نون حملْتِنا على بساطِ الذّكريات..ونحن نقرأ حروفك المجمّلة بمشاهد صادقة، خاصّةً بتجسيدكِ لمشْهدِ بيتِ جدّك رحمه الله وهو يُفتِّح أبوابه لأهله خلال الشّهر الفضيل من أجل تأدية الصّلاة جماعةً .. ثمّ مشهد والدك حفظه الله وهو يواصلُ السّيرَ على نهْجِ والده وذلك من كرم أخلاقه وطيب معدنه. وكم كان جميلا سردُك لذكريات أوّل يومٍ جرّبتِ فيه الصّومَ -حيثُ تغلَّبَ صبْرُكِ وإصرارُكِ على المغريات التي لم نسلَم من بعضها ونحن صغارا..  - ببساطة، راقتني خيمتُكِ .. نسأل الله أن يوفّقنا لصيام رمضانَ وقيامِه.. آخر تعديل صَمْـتْــــ~ 2020-05-02 في 01:47.
|
|||
|
|
|
2020-05-02, 04:47
|
رقم المشاركة : 14 | ||||
|
اقتباس:
رحم الله موتاكم وجميع موتى المسلمين.. جيد أننا نتشارك بعض الذكريات، خاصة فيما تعلق بمعاملة الأطفال الغير صائمين ^^ لا أعلم هل جيل اليوم أكثر شاعرية أم جيل الماضي أكثر حكمة ! الأطفال اليوم يعاملون باليوم كملوك وعلى مائدة الإفطار كأمراء.. ثم إنك لم تطيلي في الطرح..قراءة الموضوع كانت كمن يمشي بطريق طويل ولكنه عبارة عن محطات ومناظر ممتعة مما ينزع عنه صفة المشقة.. تقبل الله منا ومنكم وبارك الله فيك |
||||
|
|
|
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc
【۞】الخيمة الرّمضانيّة (07)【۞】
العرض العادي
