قل الله ينجّيكم منها ومن كلّ كرب.

[الهادي عبادلية]

السلام عليكم ورحمة الله
ربّما هذا الفيروس الوبائي قد أُنزل رحمة على أولئك المضطهدين عبر أنحاء المعمورة من المسلمين وغير المسلمين! حيث كانوا قبل حلوله غير آمنين في بلدانهم ومدنهم وديارهم! معرَّضون للإبادة بشتّى أنواع العذاب وأشكاله...والموت يحيط بهم من كلّ مكان؟!
فالشيء إذا عمّ على الكثير خفّ عن القليل، وبعموم هذا الوباء قد خفّ على هؤلاء.
تُرى كم مات وقُتل من عامُة البشرية طيلة عشريتين أو ثلاث ونيف بعدها...مقارنة بمن مات ومن سيموت جرّاء هذا الزائر الجديد... الذي لم يُحسب له أيّ حساب...كما هو الشأن في كثير من الأمصار العربية والإسلامية وغيرها،والتي كانت آمنة مطمئنّة في أراضيها؟! كم قتل في أفغانستان، وفي العراق، وكم قتل في فلسطين وغزّة بالذّات؟ كم قُتل في سورية وإدلب ؟ وكم قُتل اليوم والأمس... بينما يزال القتل يحفّ بشتّى أقطار العالم من حروب ودمار؟ وكم وكم ثمّ كم وكم؟!
فالموت عادة ما يكون راحة للمؤمن كما هي الحياة إن أحياها! فيما هو ضيق على غيره كما هي الحياة أيضا وإن طال عمره! لكن الوقاية منه واجبة ...والدفاع عن حق العيش في سلام شرف.
ربّما قد ساهمت هذه "الكورونا" في وقف إطلاق النار بين كثير من الأعداء ، والإخوة والأشقّاء،وما ذهب ضحيّتها إلاّ أولئك الذين لا حول لهم ولا قوّة،حيث ألزمت العالم على تغيير إتجاه المعركة من....وإلى هذا العدوّ غير المرئي! بالتحالف حتى مع ما يُطلقون عليهم بالجماعات الإرهابيّة المتطرّفة،والتي أثبتت أنّ من يخلق الإرهاب هم الإرهاب لا غيرهم...! بعدما أظهر أنه هو وحده من يملك مفاتيح القوّة والضّعف في آن واحد!؟ والعصر إنّ الإنسان لفي خسر إلاّ...قليلا!؟
-قل الله ينجّيكم منها ومن كلّ كرب...-الله المستعان وصلّى الله على نبيّنا محمّد.