خيانة رأس النفاق
كانت من أسوأ الخيانات بغزوة أحد تلك التي جرت مبكرا، حين انسحب المنافق عبد الله بن أبي بن سلول بثلث الجيش عند بستان بين المدينة وأحد بحجة أنه لن يقع قتال مع المشركين ومعترضا على قرار القتال خارج المدينة رغما عنه! وكان يبدو أنها مجرد حيلة لإيقاع البلبلة في صفوف المسلمين، وحاول عبد الله بن عمرو بن حرام إقناع المنافقين بالعودة فأبوا وفي ذلك جاء قوله تعالى { وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين..}
ولما رجع ابن أبي ابن سلول وأصحابه همت بنو سلمة وبنو حارثة أن ترجعا ولكن الله عصمهما ونزلت فيهما الآية { إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما }
وانقسم الرأي حول قتل الخائنين ونزلت الآية {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُوا ۚ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّه }
ولما وصل النبي – صلى الله عليه وسلم- في معسكره بمكان يدعى الشيخين، رد صغار السن ومنهم زيد بن ثابت وابن عمر، وأجاز مشاركة رافع بن خديج وسمرة بن جندب لبراعتهما بالرمي وقوة بنتيتهما. هذه الصورة تظهر مجتمعا يسعى لنيل شرف الشهادة، شبابا وشيوخا، بل وأطفالا.