تلك الليلة كان الزخم شديد كان القائد قد زود بيت الرصاص حينما اطلق كلمته حول الطعام اللذيذ كنا نتقاذف الحديث حول –الصوندو- وما يتبع لكن قشعريرة كانت تاخذ بي أحساس غريب صوت من الداخل يجعلني غير مطمئن قلت لهم سأخرج وسأعود سريعا لكن التعب قد اخذ مني النصب فقلت سألقي بنفسي على السرير دقائق لا أكثر وما هي الا غفوة وقد وجدتني كعادتي بين جمع كبير من الشباب الثائروصاحب الرأس المتجعد يصيح فيهم أن أعقلوا و لا يغرنكم جمعكم فتهلكوا و لا يحملنكم غضبكم الى الحتف و الخراب فصعدت في ذهول الى منبره ولم يامر الحراس بأبعادي كان كأنه كمن ينعق في واد سحيق و الشباب في هياجهم مستمرون الى انفلاتهم متجهون أمعنت النظر على الرؤوس وأستغربت كيف لصاحب الرأس المتجعد لا يصيب فتراءى لي صورة فتاة جميلة مزركشة تطوف بالرؤوس و تمسح عليها وتدر عليها من رماد كالضباب والشباب في غضبهم سكارى فأقتربت منه الى جنبه هذا انت بعد ان فقدناك أكثرت من الكاشير أذن أم تراها غبرت بك الاحلام فعلام عدت في غير موعد كدأبك في غير ان تزود –انه فعل الصوندو أجبت –ولو نعقت فيهم دهرا ما أسمعت همست كانت عيناي لا تزال ثاقبتان الى الفتاة و هي تطوف على الرؤوس فلمحت الانياب فصحت في الجموع أتركهم شمهروش فأستدارت الفتاة و فلت القناع عن وجهها من الغضب كان شبح جلي يتراءى و يختفي وبصر الجموع بدأ يعود فجأة مد صاحب الراس المتجعد يده في غضب نحوي وصاح أنت لست أنت أمسكوا شمهروش فهجم القوم نحوي ورحت افر الى منفذ في رعب شديد و بدأ جسمي يرتعش و العرق يتصبب و أنا أتمتم لست شمهروشكم سمعت أحدهم ينهض من مائدة الطعام وهو يقول مقهقها والقوم يضحكون سأذهب لاحضار صاحب- الصوندو- فوجدني في تلك الحال فنادى فيهم فهرعوا ثم راحوا يوقضوني وأنا في هلعي الشديد لم أستعد وعيي الا حينما سمعت تلك المزعوقة تصيح و تصفني بما أستطاعت من أبشع الألقاب وترش على وجهي من ماء مرقى ثم أخذني القوم الى المائدة من جديد وأحدهم يقول أحضروا له كأس قهوة حتى يعود و القوم يضحكون و يقهقهون ماذا فعلت بك الصوندو أيها الصديق العزيز.