مقالة فلسفية حول الإحساس والإدراك - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الثانوي > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2024 > قسم حوليات البكالوريا و المواضيع و الحلول النموذجية

قسم حوليات البكالوريا و المواضيع و الحلول النموذجية حوليات و دورات سابقة...حسب البرنامج الجديد و الحلول النموذجية المقترحة..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مقالة فلسفية حول الإحساس والإدراك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-10-23, 08:55   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
boxmourad
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي مقالة فلسفية حول الإحساس والإدراك

الإشكالية الأولى : إدراك العالم الخارجي
المشكلة الأولى : الإحساس والإدراك

مقدمة:
إن المشكلة التي تواجهنا في مثل هذه الموضوعات النفسية والمعرفية تكمن في صعوبة تحديد طبيعة العلاقة بين الإحساس والإدراك ، فهي من جهة علاقة انفصال وتمايز ، ومن جهة ثانية قد تكون علاقة تداخل .
وعلى ضوء هذا التعارض الذي تفرزه طبيعة الموضوع نفسها ، بوسعنا أن نتساءل : هل علاقاتنا بالعالم الخارجي تتم عن طريق الإحساس أم الإدراك ؟ وهل كل معرفة ينطوي عليها الإدراك مصدرها الإحساس ؟ وإذا كان الإحساس عملية أولية للاتصال بالعالم الخارجي ، فهل معنى ذلك أنه خال من أي نشاط ذهني ؟
الإحساس :
أولا : الإحساس بوصفه نشاطا أوليا ومتعددا :
مفهوم الإحساس :
إن الإحساس في رأي علم النفس التجريبي حادثة أولية وبسيطة ، والحواس هي الأداة الوحيدة التي تربط الكائن الحي والإنسان بالبيئة والعالم الخارجي ، وبها تحصل المعرفة ويتم التكيف . ولكن أليس من التناقض اعتباره أوليا ومركبا ؟ واحدا ومتعددا في ذات الوقت ؟
1 ـ الإحساس بسيط ومركب : إن تحليل الوضعية المشكلة (قسمها الأول) يمكننا من معرفة :
 الطابع الأولي البسيط لعمل الإحساس فهو لا يحتاج إلى واسطة بين المؤثر والعضوية ( أي بين الصوت وانفعال حاسة الأذن ) ، بل يتم بطريقة أولية ومباشرة .
 آلية الإحساس ثلاثية التركيب أي لابد أولا من وجود الشيء المؤثر ( الهاتف ) والذي أحدث رنينه اهتزازات وموجات في الهواء ، وهناك ثانيا ( أذني ) كحاسة انتقل إليها ذلك الأثر الفيزيائي فنبه الأعصاب التي سجلته وحولته إلى المراكز الدماغية المتخصصة ضمن نشاط فيزيولوجي معقد يؤدي ثالثا إلى شعور باطني واستجابة تلقائية بـ ( الإقدام أو الترك ) .

2 ـ الإحساس متنوع وواحد : إن تحليل الوضعية المشكلة (قسمها الثاني) يمكننا من معرفة :
 الإحساس متنوع بتنوع قنواته فصاحبنا كان في حاجة إلى توظيف جميع حواسه المعروفة تقليديا وهي خمس فلم يكتف بالتحديق والنظر ، بل استأنس بقنوات أخرى للإحساس كسماع آراء الآخرين وتقليبه باللمس الخفيف علاوة على شم رائحته وأخيرا تذوقه .
 الإحساس واحد ومشترك في جميع أنواعه ذلك أنه كان بمقدور صاحبنا في المثال الاكتفاء بنوع أو نوعين فحسب لتحقيق ذات النتيجة فقد يؤدي الإبصار وحده أو الذوق فقط أو كلاهما معا إلى الإحساس بغرابة الموقف ولكنه أمعن في تسخير جل حواسه ، مما يثبت أن حواسنا بالرغم من تنوعها تشترك جميعها في آلية التركيب وكيفية الحدوث .
ثانيا : من الظاهرة الحيوية إلى الظاهرة النفسية : إذا كان من المتفق عليه أن بعض الحواس يشترك فيها الإنسان والحيوان ، وأن قدراتها تختلف باختلاف الحاجة إليها ، فهل معنى ذلك أن التكيف الذي يتم بفضل الإحساس ليس واحدا عند جميع الكائنات الحية ؟ وهل يحمل إلى الإنسان معرفة جديدة على نحو ما ؟
1 ـ الإحساس ظاهرة حيوية غايتها حفظ البقاء : نستنتج من مجريات الحوار الذي جرى بين عالم الحيوان وابنه الكسيح الذي شفي لتوه من مرضه وهما متواجدان في إحدى حظائر الحيوانات الطبيعية المحمية نتيجتين أساسيتين :
 أن ثمة تفاوتا في طبيعة الإحساس بين الإنسان والكائنات الحية الأخرى ، فنجد هذه الأخيرة وإن افتقد بعضها إلى عضو ظاهر لحاسة أو أكثر إلا أن بعضها الآخر يتمتع بدرجة عالية من الفعالية في حواس معينة لا يتسنى للإنسان بلوغها عن طريق سلوكه الطبيعي .
 وأن التفاوت المشار إليه تفرضه الحاجة الحيوية إلى التكيف وحفظ البقاء ، وهنا يتساوى الإنسان مع الحيوان إلى درجة نجاحهما في درء المرض ( كمهدد رئيسي للبقاء على قيد الحياة ) بواسطة ما دعوناه بالإحساس العام المشترك
2 ـ الإحساس والشعور والانطباع النفسي : يرى كثير من الناس أن الإحساس والشعور لفظتان تجري بهما الألسنة عادة للدلالة على موضوع واحد ومعنى واحد هو ( الانطباع النفسي الباطني ). فهل لهذا الرأي ما يبرره من سند منطقي أو تجريبي ؟
إن تحليل الأحاسيس مثل الاستماع إلى الموسيقى أو رؤية المناظر الجميلة أو استنشاق أريج الزهور والتي وصفت بكونها انطباعات نفسية باطنية يبين بجلاء أنها وإن كانت تمثل مقدمة طبيعية للشعور ، إلا أن قليلا منها فقط ما ينطوي على انفعال يفيد انطباعا ذاتيا بالقبول أو الرفض ، ومن هنا يمكن لها أن تتداخل مع المشاعر ولكن ذلك مشروط دائما بالمؤثر الخارجي وبنشاط العضوية ، أما المشهور فهو أن الإحساس غير الشعور .

الإدراك :
مفهوم الإدراك :
يطلق مصطلح إدراك على مجمل العمليات التي تبدأ من محاولة تفسير المؤثر إلى معرفة طبيعته وصفاته المعقدة ، وبذلك فهو (( العملية النفسية التي يتم بواسطتها الاتصال بيننا وبين العالم الخارجي ومعرفة الأشياء في هذا العالم وهو تابع لاهتماماتنا ولقدراتنا العقلية )) . فكأننا ننتقل بمعنى الاتصال هنا من طابعه العام الحيوي والبسيط ( الإحساس عند جميع الكائنات ) ، إلى طابعه الخاص المعرفي والمعقد ( الإدراك عند الإنسان ) .
وإذا كان كذلك ، فلنا أن نتساءل : فيم تتمثل خصوصية الإدراك ؟
1 ـ إدراك ما وراء الإحساس : عند تأملنا لهذه الوضعية وهي دخول سيدة إلى حديقة حيوانات وهي تصطحب كلبها الصغير معها كعادتها في أي مكان تحل به والموقف الذي حدث لها داخل الحديقة يتبين لنا أن :
 الإحساس يشترك فيه جميع الحيوانات في حين أن الإدراك خاص بالإنسان كما أن الإحساس صادق دائما عند جميع الحيوانات ، على حين أن التفكير قد يكون خطأ وقد يكون صوابا ولا يوجد إلا عند الكائنات التي لها عقل .
 الإدراك لكونه يحمل الخصوصية الإنسانية فهو يحمل أخص هذه الخصوصية أي العقل .

2 ـ إدراك ما وراء المعرفة :
ـ إن آلية الإدراك الذهنية تقوم دائما عند جميع الناس على مرحلية ثلاثية متكاملة :
• الصورة الإجمالية ( أو التلفيقية ) : هي صورة أولية غامضة بوجود علاقة مابين الأصوات .
• التحليل ( أو التفكيك ) : أي إدراك العلاقات القائمة بين أجزاء الشيء المدرك (الأصوات ).
• التركيب ( أو إعادة التأليف ) : هو بمثابة الصورة الكلية التي تمكن من ربط الأجزاء بالمجموع.
ـ إن آلية الإدراك الذهنية تستوجب الاستعانة بالوظائف العقلية العليا بنسب مختلفة كدور التذكر ولذلك قيل : (( الإدراك تذكر )) ،ودور التخيل ملحوظ بوجه خاص في مرحلة تكوين الصورة الإجمالية التي افتتح بها الإدراك نشاطه .

ـ ثانيا: نسبية المعرفة في إدراكنا الحسي :
يختلف إدراك العالم المحيط بنا من شخص إلى آخر ،بل حتى لدى الشخص الواحد أحيانا ، والسبب في ذلك يعود إلى وجود عوامل وشروط متنوعة تتصل بالذات المدركة وبالموضوع المدرك وبالموقف الذي يشكلهما .
1 ـ كل إدراك تابع للعوامل المشكلة له :
إن الإدراك تتحكم فيه عوامل ثلاثة متكاملة :

• عوامل نفسية وعقلية : تتعلق بذات المدرك وتفسر تباين الإدراك في الموقف الواحد من شخص إلى آخر مثل الاتجاه النفسي ( أو الميل ) والتهيؤ ( أو الانتباه والتوقع ) والتعاطف والكبت والإسقاط .
• عوامل موضوعية وبيئية : لها صلة بالموضوع المدرك وتأثيره على تنوع الإدراكات لدى الشخص المدرك ومنها الشكل والأرضية والتشابه والتقارب .
• عوامل اجتماعية وثقافية : وهي تعنى بتأثير المكتسبات الاجتماعية والثقافية في تعيين طبيعة إدراكاتنا .

2 ـ للإدراك أخطاء وأمراض :
ـ أخطاء الإدراك : وهي كثيرة نذكر منها نوعين رئيسيين :
• الخداع البصري : كالعصا يغمس نصفها في الماء فتبدو لنا منكسرة ، أو الشمس والقمر في الأفق أكبر مما هما في قرص السماء .
• الخداع الحركي : ويعرف بأنه إدراك حركة حيث لا توجد حركة بالفعل ، ومن أمثلته: حركة (Alpha) و حركة (Delta) وأخيرا حركة ( Beta ) : حيث نعرض صورتين ساكنتين أولا ثم نعرضهما بواسطة آلة عرض الأفلام ، فإننا نلاحظ على الشاشة تحركا .
ـ أمراض الإدراك : وأشهرها على وجه الخصوص : أمراض المعرفة Agnosie): وتصيب الحساسية فلا يتم التمييز بين إحساسين أو أكثر. وأمراض الهلوسة ( Halliucination ) : وفيها يخلط الإنسان بين الأحلام والواقع ، ويرى ما لا وجود له .

هل كل معارفنا الإدراكية حول هذا العالم تنبع بالضرورة من الإحساس ؟

إذا رجعنا إلى مباحث الفلسفة التقليدية، وخاصة مبحث نظرية المعرفة نجد نزاعا قد استحكم طوال قرون متوالية بين القائلين بالطبيعة العقلية للمعرفة والطبيعة الحسية ، وبالرغم من الخلاف الشديد بينهما ، إلا أن الفريقين يتفقان على مسألة جوهرية مهمة وهي ضرورة التمييز بين الإحساس والإدراك .
ـ المذهب العقلي: يرى العقليون قديما وحديثا بضرورة التمييز بين الإحساس والإدراك ، ذلك أن الإحساس لا يمدنا إلا بمعارف أولية في حاجة دائمة إلى صقل وتجريد عقلي ، ففلاسفة اليونان الكبار أمثال سقراط وأفلاطون يرون وهذا من خلال محاورة أفلاطون التي دارت بين سقراط وغلوكون أن الإحساس وحده لا يحقق معرفة مجردة ، بل الإحساس يثير العقل لتحقيق معرفة مجردة فكثيرا ما تكون المعرفة الحسية خاطئة أو غير كافية في ذاتها ، لأن الاقتصار على شهادة الحواس يؤدي إلى نتائج غير صحيحة ، وقيمة الإحساس تكمن في أنه يقوم بتنبيه وإثارة نشاطاتنا العقلية لنصل بطريقة غير مباشرة إلى المعرفة المجردة وهي المعرفة الحقيقية . والإحساس أدنى قيمة معرفية من الإدراك ، فالإحساس من شأن العامة والمعرفة فيه ظنية لا يقينية وهي أقل وضوحا وكمالا ، بل لا تتجاوز ما توافر عند الحيوانات ، ولأن الإدراك يقتضي تعقل الشيء بواسطة البحث عن ماهيته ( أي تجريده من صوره الخارجية ) وعن السبيل إلى معرفته ( أي التأمل ) وعن سنده ( أي الروح الإنسانية ) . كما أن ديكارت لا ينكر الإدراك الحسي تماما ولكنه يقلل من إسهاماته في المعرفة مقارنة بالإدراك المجرد القائم على العقل .
ـ يؤكد علم النفس الحديث على عدم إمكانية الفصل بين الإحساس والإدراك ، كما أن الفلسفة الحديثة تنظر إلى الإدراك على أنه شعور بالإحساس ، فلا يصبح عندها الإحساس والإدراك ظاهرتين مختلفتين وإنما وجهان لظاهرة واحدة .
ـ المذهب الحسي : يرى الحسيون قديما وحديثا بالتمييز بين الإحساس والإدراك ومقياس الحقيقة عندهم هو التجربة والإحساس وليس العقل والإدراك المجرد ، ففي الحوار الذي جرى بين الملك هاملت والحفار نلاحظ أن هاملت يرمز إلى العقل بينما الحفار يرمز إلى التجربة الحسية . ويرى الرواقيون أن مقياس المعرفة الحقة ليس تلك الأفكار التي كوناها بأنفسنا وصنعناها بأذهاننا ، بل لابد من العودة إلى المصدر الذي استقينا منه أفكارنا الكلية أي التجربة الحسية فهي أحرى بأن تكون المقياس الحقيقي ، وهكذا فإن نفس الطفل كما يرى الرواقيون لا تشتمل على أي نوع من المعارف المسبقة أو الفطرية فهو يبدأ في تحصيلها بعديا شيئا فشيئا بواسطة خبرته الحسية وما يتوارد على نفسه من صور المحسوسات فتنطبع على سلوكه فالحوار الذي جرى بين العالم الأنثربولوجي والرجل البدائي يبين أنه ليس ثمة أفكارا فطرية بل خبرة مكتسبة وهذا ماأكده الفيلسوف الإنجليزي جون لوك بقوله : " .. الحواس والمدارك هما النافذتان اللتان ينفذ منهما الضوء إلى الغرفة المظلمة ( أي العقل ) " .
ـ إن النظرية التقليدية سواء عند العقليين أو الحسيين لم تستطع حل الإشكال القائم حول طبيعة العلاقة بين الإحساس والإدراك ، وهي وإن اعترفت بأن مداركنا تبدأ من الإحساس اختلفت فيما بينها في تعيين أولوية كل منهما.

ـ مدرسة الجشطالت : كلمة (GESTALT) تدل على الصيغة أو الشكل ( FORME ) وأصل هذه الكلمة يرجع إلى دراسة أصحاب هذه النظرية للمدركات الحسية حيث بين كل من ( كوفكا ) و (كوهلر) و( فيرتهيمر ) أن الحقيقة الرئيسية في المدرك الحسي ليس العناصر أو الأجزاء التي يتألف منها الشيء المدرك بل شكله وبناؤه العام . لنتمثل هذه الأشكال الثلاثة والتي عرضها الجشطالتيون ضمن أبحاثهم المعروفة على شخصين :








من الواضح أن الشخصين معا اتفقا عل إدراك للنقطة السوداء في الشكل (1) لا على أنها منعزلة بل بصفتها شكلا ) على ( خلفية ) والعلاقة بين هذين العنصرين تفترض انتظام المجال البصري بأجمعه لكنهما اختلفا حول تعيين كل من اللونين الأبيض والأسود أيهما الخلفية ؟ وأيهما الشكل ؟
وعل هذا الأساس وجدت نظرية الجشطالت حلا لإشكالية الإدراك وكشفت عن القوانين التي ينتظم بها العالم الخارجي وهي تعرف باسم قوانين الانتظام : كقانون التجاور ، قانون التشابه ، قانون الاستمرار قانون الإغلاق.
وهذه القوانين التي تنظم عملية الإدراك في نظر الجشطالت لا تصدق على مجال البصر فقط بل تصدق على كل المجالات الحسية الأخرى فالأصوات هي عبارة عن بنيات أو صيغ ندركها عن طريق السمع والدليل على ذلك أننا عندما نستمع إلى أغنية فنحن ندركها كوحدة مؤلفة من اللحن والنغم والإيقاع أي كبنية متكاملة ولا ندركها كأجزاء منفصلة . ويمكن تعميم مثل هذا الإدراك على الشم والذوق واللمس .
ـ مدرسة الجشطالت نظرت للإدراك نظرة كلية وركزت كثيرا على الشروط الخارجية التي تحدثه وبالتالي قللت من شأن الدور الذي قد تلعبه الذات العارفة في عملية الإدراك ، مع أن تأثير البنيات في الذهن لا يعني دائما أن الذات العارفة لا تؤثر في الأشياء التي تدركها .

ـ النظرية الظواهرية : الظواهرية أو الفينومينولوجيا منهج ومذهب معا في الفلسفة المعاصرة أسسه الفيلسوف الألماني إدموند هوسرل . عند تحليل مجريات الحوار الذي دار بين صيادين نستنتج أن إدراك كل من الصيادين للأمور يكاد يكون مختلفا فالأول يرمز إلى إدراك حسي فينومينولوجي والثاني يرمز إلى مانسميه بالإدراك المجرد على طريقة العقليين ، والإدراك في نظر الظواهريين يتعلق بمعرفة وصفية يؤدي إليها عامل الإمتداد الذي يتميز به شعورنا ، فلا إدراك أو شعور إلا بموضوع ، وليس ثمة ما يبرر الحديث عن إدراكات عقلية خالصة ومجردة فهي لا تحمل معرفة عن العالم الخارجي ، بل تمثل إنشاءات ذهنية وترفا فكريا لا طائل من ورائه ذلك أن النزعة الظواهرية تعتقد أنه ما من شيء يمكن أن يتبدى إلى الإنسان غير الظواهر ونحن لا نعرف غير هذه الظواهر ، كما نجد أن الظواهريين لا يقفون عند حد اعتبار إدراكنا الحسي مشروطا بموضوع ما كظاهرة في العيان تحتل ساحة الشعور برمتها بل نراهم يرهنونه بالقصدية التي تميزه وبالمعايشة التي تربطنا به .
ـ إن قيام هذا الطرح على فكرة عدم التمييز بين الإحساس والإدراك ، قد أدى إلى تغليب الشعور الذاتي لإدراكاتنا بإضفائه لهذا الشعور على العالم الخارجي بشكل سلبي أحيانا .

خاتمة : إن الإحساس بوصفه علاقة أولية بالعالم الخارجي ، والإدراك باعتباره معرفة مجردة بهذا العالم ، إن هما إلا تصوران فلسفيان تسببت في الفصل بينهما مقتضيات مذهبية وذاتية . ولكن واقع الحال أثبت استحالة هذا الفصل خاصة من جهة اعتبار الإحساس مسبوقا بشيء من فعاليات العقل العليا التي تسنده وتببر له التوحد توحدا تاما مع المعرفة الإدراكية التي يخلص إلى تحصيلها ، ذلك أن حواسنا تنفعل لمداركنا وتشكل لها معينا لا ينفد من المعلومات والمعطيات ، وفي نفس الوقت تتفاعل مداركنا معها قبل وأثناء وبعد الاتصال الأولي بالعالم الخارجي ، وهنا تكمن خصوصية المعرفة الحسية الإدراكية التي ينفرد بها الإنسان على سائر المخلوقات الأخرى .









 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مقالة .الشعور. واللاشعور, الادراك وليد العقل فقط, الاحساس


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:25

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc