جدراني أزهرت...بالأمس كانت فراغا
جدراني أزهرت...بالأمس كانت فراغا من العدم...
سكوت صديقي كانت المفاجأة...
حرام أن يسكت وهو من البشر...
هذا شرف أن نكتب...ولمن؟؟؟
يتوقف القلم مستغربا...
ويتبعثر الحبر على الورق...
أنت مريض... ما جاء بك الى هنا؟؟؟
أبحث عن دواء...عن إنسان له عمق وجودي...
له طعم الحياة...
لا يحرق البخور إلا إذا رائحة الدم قتلته...
فراغ...ويبكي...فراغ ...ويصرخ...فراغ ...ويطلب...
تستغرب لماذا لا يرفع رأسه الى السماء...والعاطي هناك...
لا تشتمني بل وحتى لا تقصف بيتي...
أنا لست وثنيا...
تربيت هنا وركضت هناك وتعلمت في جهة أخرى وأعمل في بلد آخر...
إذا أنا عالمي...إنسان له حقيقة عالمية...
هنا الصديق الذكي يبتسم...
ولكن الحبيب المشاكس غائب بين حروف عجيبة غريبة...
بين أحزان لا يستطيع أن يعبر عنها...وثورة تكاد أن تخرج قلبه...
وفي الحقيقة حبيب مثله نفهمه كما فهمناه...
النشأة كانت خطأ...كانت ثورة في الصميم...
وصمم المهندس على بناء البيت بالطريقة التي تعجبه...
ونسي أن يوزع الماء...ولا حتى أن يزرع الورود...
وعندما فتحنا الباب...إنهار البناء على رؤوسنا...
هذه حكاية ثورة بلدي...أزهارها إعصار...
وإعصارها رغيف خبز مبلل بالدماء والعرق والتراب...
كبرياء في قلب الحياة كان والدي رحمه الله...
لم ألآحظ ولا مرة واحدة يتأفف...يا الله كم كان عظيما...
هنا ملأ قلوبنا حبا...
هنا علمنا حب الله والرسول صلى الله عليه وسلم...
هنا زرع فينا يقينا...
هنا أشبعنا في زمن كان الكل جائع...
ولهذا مات فينا الفراغ...
لأننا خرجنا مسلمين ولهذا اليوم نتألم في كل البعد حيث الألم...
والسؤال لماذا نشتم...ونحن أبرياء...
لماذا نسب ونحن فقراء...
لماذا يحقد علينا ونحن كلنا أوجاع منذ خلقنا...
في قلبي لهب...حرارة...علقم...قصيدة باللون الأسود...
وتلفنا العاصفة من كل الجهات...
وبما أننا كبرنا مع اللهب...والضجيج...والكفاح...والإعصار...
أقسمنا بالله...وهوقسم عظيم...بأننا لن نضيع على أرضنا...
وأطفالنا خلقهم الله صابرين...مؤمنين...وبالبسمة متسلحين...
صغار... أطفالنا اليوم يخرجون ليدافعوا عن الحق...
والوجوه فيها بقايا بسمة من الأمس...
والأرض كلها ثورة...إبداع في كل البقاع...
والكل يعمل للغد المشرق...
ونفتح أجفاننا فنرى الدماء ونطلب من الله الصبر والثبات...
في أرضنا تموت كل الحكايات...
كانت العراق...الشريان الحقيقي لحياة الأمة...ملكة القصة القصيرة...
وليبيا كانت الضائعة بين أقدام رجل واحد فماتت في الفراغ...
ومصر أم الدنيا والكل أحبها يوم ولد جمال عبد الناصر...
وبلاد الياسمين وهي تسأل بحب وحنان من سوف يكتب عني ...
وبيروت التي مزقها الألم في غربة ذاتية مخيفة تبتسم اليوم وتسأل هل حقيقة أن نزار قباني مات ولن يكتب عني رسالة حب بعد الآن...
كل مدننا شريدة...السبب العمى في قلوبنا...
الرجاء لا تفرش أوراقك اليوم في عيوني...أنا أيضا غريب...
تحياتي