|
قسم فن الرّسائل والمقالات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في فــنّ كتابة الرّسائـل والمقالات الأدبـيّــة. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
الحــــرف وقبــــــس المحاســــن !!
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2018-09-26, 06:57 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
الحــــرف وقبــــــس المحاســــن !!
بسم الله الرحمن الرحيم االحــــرف وقبــــــس المحاســــن !! أنا النبع من عمق المستحيل .. ذلك القادم من الأفق البعيد .. عصارة الماضي الذي عاد من نصف الطريق .. أعشق النهار بوضح فإذا غم أشقى حتى أرى الدليل .. كما أعشق الليل لسمر وأنس في ظلام يخلو من التهويل .. تسعدني هبات النسائم عند الصباح والأصيل .. وتفرحني روعة المناظر في رياض الشرق حيث جنائن الأعناب والنخيل .. ويزعجني مزار القبح بإطلالة تعكر ذاك المزاج الجميل .. والحزن يتجلى في قلبي عندما تسيل دموع اليتامى من قسوة التنكيل .. والآلام تعصر قلبي إذا جرت دمعة تخدش خدود طفلة باكية بريئة تنير كالقنديل .. ولا تطيق نفسي أذية الخلائق للخلائق بحجج الإيهام والتضليل .. ألاحق السماحة واللطافة أينما تهل كالهلال بمباهج التهليل .. وإذا رأيت ثمرات المحبة والمودة في ناحية أقطفها دون تردد أو تأجيل .. كم وكم أعشق النزاهة والطهارة في صورة الملك الرسول جبريل .. وكم وكم أقف إجلالاً وتعظيما لآيات الكتاب المبين حين تتلى بروعة الترتيل .. وسيرة الأنبياء تنعش قلبي بأحداث تستوجب التعظيم والتبجيل .. وذاك أحمد سيد الأنبياء والرسل صاحب الذكر الجليل .. إذا جاء اسمه مالت نفوسنا طرباً ثم الصلاة والسلام على من صلى عليه الواحد الجليل .. وهو ذلك القدوة الحسنة الذي يهدي إلى النور بمنهج القرآن وفيه محكم التنزيل .. كم وكم نجاهد الأنفس حتى تتبع مسار الحق بالكتاب والسنة والدليل .. والدنيا هي الدنيا تنادي بالدنايا كما تغري بالقال والقيل .. وتلك النزوات تغري وتهلك الصاحب كلما يركض خلف الشهوات والتحصيل .. كم من غافل تصطاده الدنيا بمباهج الإغراء والتمثيل .. ومكاسب الدنيا تتفاوت بقدر مهلك لا يقبل التعديل .. فهي أشواك وأزهار وأعشاب وأشجار وأعناب ونخل وشيء من سدر قليل .. مغريات خادعة تبخل في غير مواسمها لتكنى بالبخيل .. أما معطيات الروح فهي أنوار تسمو بالتدرج والسمو حتى يبلغ المقام مقام النبي الخليل .. وعدة العبادة هي الذكر والتسبيح والتكبير والتهليل .. ثم صلاة وقيام وركوع وسجود وصيام وتهجد في غيهب الليل الطويل .. تغمرنا السعادة حين نضحي ونزيل أثقال الهموم عن أكتاف الباكين بالتذليل .. ونبكي قبل أن يبكي صاحب الجرح ثم نسبقه بالعويل .. وتلك أنفسنا نجعلها تروساً لتقي بها ظهر مظلوم يشتكي من كثرة الضرب والتنكيل .. وقد تناست الناس فروض المروءة والشهامة بحجج التمسك بمنهج الغرب أهل الأناجيل .. وتلك الليالي تنوء بِأنات اليتامى جوعاً وهنالك من يرمي القوت في البراميل !.. يدعي الإيمان وهو كجلمود الصخر يفقد الإحساس ولا يبالي بالباكين من أهل السبيل .
ــــــــ الكاتبالسوداني / عمرعيسىمحمدأحمد
|
||||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc