نواصل الشرح المفصل لمقالة الجدلية
ملاحظة : هذا الشرح لن تجدوا له مثيل فحاولوا ان تستفيدوا قدر الامكان حتى و لو لم تعجبكم مقالتي
لنبدأ مباشرة في شرح المرحلة الثانية من المقالة الفلسفية (( محاولة حل الاشكالية ))
بدايتها تكون بالموقف الاول و ينقسم الى ثلاثة اقسام
1/ الفكرة أو عرض الاطروحة
2/ البرهان
3/ النقد
-ماذا نكتب في الفكرة ؟ نقوم بذكر الاطروحة التي يتبناها انصار الموقف الاول بحيث نقوم بتوضيحها في فكرة عامة مع ذكر فيلسوف او اثنين من انصار الاطروحة مع الحرص ان تكون اسماء الفلاسفة المذكورين هم نفسهم من ستذكر اقوالهم في المرحلة الموالية ( البرهان )
(( من الافضل الرجوع الى الكتاب المدرسي و ذكر اقوال لفلاسفة هم نفسهم المستعملين في الكتاب المدرسي الا في احيان قليلة سيتوجب عليك البحث عن اقوال اخرى و هنا انصح بكتاب الكافي لمحمد بوداني ))
نأتي إلى التطبيق
فنقول : يرى أنصار الموقف الاول و خاصة ( اذكر الفيلسوف ) و ( اذكر الفيلسوف ) , بأن ( اذكر اطروحتهم بشكل عام )
نصل الى النموذج
كما قلت في جزء المقدمة قبل يومين لست مطالب بنفس الالفاظ دائما و في مقالتنا هذه نقول : يرى بعض المفكرين من أمثال " دنيس ديدرو " و " بيير بايل " بأنه لا يمكن دراسة الحوادث التاريخية دراسة موضوعية علمية نظرا لطبيعة حوادثها .
هنا نكون قد انتهينا من عرض الاطروحة نقطة و نرجع الى السطر لنبدأ في البرهان
مرحلة البرهان تبدأ غالبا ب :
و لقد اعتمدوا على العديد من الحجج و البراهين أهمها :
احيانا لا نقول هذه الجملة بل نبدأ مباشرة
قد نبدأ بالتعليل فنقول : لأن .....ثم نكمل
او نبدأ بلفظة يؤكد فنقول : يؤكد الفيلسوف الفلاني بأن .....ثم نكمل
او نقول : و من ذلك نجد أن .......ثم نكمل
او نقول : و يبررون موقفهم بكون ...........ثم نكمل
او نقول : يؤكد انصار هذه الاطروحة أن .....ثم نكمل (( و نستعملها اذا كانت الحجة مشتركة بين انصار الموقف ))
نأتي الى نموذجنا (( سأشرح كيفية ضبط الحجة بعد النموذج ))
فنقول : يؤكد انصار هذه الاطروحة بأن الحادثة التاريخية فريدة من نوعها فلا تحدث الا مرة واحدة , لأن الزمن الذي حدثت فيه لا يعود من جديد , و بالتالي فإنها لا تخضع للحتمية التي تقتضي ان نفس الاسباب تؤدي الى نفس النتائج و منه فإن التاريخ ماض فلا يمكن التحقق منه تجريبيا لتعذر ضبط قوانينه لانه ظاهرة معنوية ماضية تتعذر ملاحظتها من جديد .
و من ناحية أخرى فإن الحادثة التاريخية من حيث هي انسانية فإنها تتسبب في تداخل الذات و الموضوع أي أن الانسان هو الباحث و موضوع البحث في نفس الوقت , و بالتالي لا يستطيع ان يقف منها موقف الحياد , فهو يخضع لعواطفه و ثقافته و موقفه السياسي , و بهذا من الصعب أن يخلو تفسير احداث التاريخ من الذاتية , و هذا لا يعود الى المؤرخ فحسب بل الى الحادثة التاريخية من حيث هي ذات معنى قابلة للفهم و التأويل بصور مختلفة , كما يقول الفيلسوف الفرنسي " بيير بايل " ( إننا نعد التاريخ مثلما نعد اللحم في الطبخ : فكل أمة تعده بطريقتها الخاصة , بحيث يكون الحصول على الوان من المرق مختلفة بإختلاف الامصار , و في الغالب يجد الانسان المرق الموافق لعاداته أشهى من أي مرق آخر ).
كما أن العوائق السياسية تحول بدروها دون تحقيق علمية التاريخ لأن السلطة السياسية قد لا تريد الشفافية إذ يقول الفيلسوف الفرنسي " ديدرو " ( هناك نوعان من التاريخ , التاريخ الرسمي الذي يلقن في المدارس , و التاريخ الفعلي الذي تحجبه السياسة ) , و بالتالي فإن استناد التاريخ إلى معايير موضوعية أمر غير ممكن , فنقد المؤرخين لبعضهم بعض و اختلافهم حول موضوع واحد خير دليل على ذلك .
((( الآن ماذا فعلنا اعلاه ؟ لقد ضبطنا حجج الموقف الاول وفق فقرات صغيرة بحيث كلما ننتهي من فكرة نقطة نرجع الى ما يليها كما هو واضح اعلاه و احذروا ذكر الحجج وفق جمل تسردونها وراء بعضها فتلك ليست حجج انها مخططات لمقالات و ليست مقال بل ينبغي وضعها و هي مشروحة و مدعمة بالاقوال او الامثلة و متسلسلة مترابطة فيما بينها منطقيا بأسلوب واضح و كأن المصحح لا يعرف اي شيء عن الفلسفة كما ينبغي بلورة الافكار المهمة لانها تهيئ العقل لقبول الحجة )))
نصل الى المرحلة الثالثة و هي النقد و يكون نقدا شكليا بشكل عام ثم نفصل في نقد الحجج المهمة
غالبا نبدأ بالجملة التالية : لكن انصار هذا الموقف قد بالغوا في ........
أو نقول : بالرغم من الحجج المثيرة للاهتمام التي جاء بها انصار هذا الموقف إلا أنهم بالغوا في ..............
نصل الى النموذج ( نذكر قدرة المؤرخ على تجاوز العقبات )
فنقول : لكن انصار هذا الموقف قد بالغوا في رفضهم القاطع لعلمية التاريخ و كأنه ظاهرة مادية متجاهلين لخصوصيته ,
(( بعد الفاصلة نقول لأن ثم نكمل ))
لأن كل علم له خصوصياته فالاختلاف في الموضوع يستلزم منه الاختلاف في المنهج و لذلك فإن تطور المنهج التجريبي و تكييفه مع طبيعة الموضوع في علم التاريخ ساعد العلماء على تجاوز العقبات السابقة فهناك بعض المؤرخين استطاعوا أن يكونوا موضوعيين الى حد ما و هذا لأنهم تقيدوا بشروط الروح العلمية في عملهم .
(( النقد يحمل نفس افكار الموقف الثاني ))
يمكنكم اضافة امثلة في مرحلة البرهان لتدعيم المقالة و في التصحيح نقطة المثال هي نفسها نقطة الاقوال و بالتالي يمكنك التعويض بالامثلة في حال لم تجد الاقوال او العكس
بعد الانتهاء نرجع الى السطر و نترك مربعين و نبدأ مباشرة في الموقف الثاني
و نقول : و بالمقابل نجد أن انصار الوقف الثاني و خاصة .........و ............يرون بأن .........
احيانا نسمي مذهب انصار الموقف اذا كان معروفا على سبيل المثال نقول : و بالمقابل نجد ان انصار المذهب العقلي و على رأسهم ( نذكر اسم الفيلسوف ) و ( نذكر اسم الفيلسوف ) يرون بأن ..........., او يؤكدون أن ............
باقي الخطوات نفعل كما فعلنا مع الموقف الاول
تجنبوا استعمال ضمير الملكية مثل و انا ارى بأن
تجنبوا حشو كل ما تعرفونه في المقال و في رايي ثلاث حجج كافية
ايضا لا توظفوا افكار لا تفهمونها لتفادي السقوط في التناقضات و من درس جيدا لا اعتقد انه سيصادف هذا الاشكال
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2017-11-07, 14:33
الفلسفة -- الجزء الثاني --
العرض العادي
