وعد جمال ولد عباس الامين العام الحالي لحزب جبهة التحرير الوطني الجزائريين بمفاجئة يوم غد السبت، وقال قياديون كبار من من الحزب في تصريحات لموقع الجزائرية للأخبار إن المفاجئة التي وعد بها ولد عباس الجزائريين لن تخرج عن أحد الإحتمالات الثلاثة ، وكلها تصب في اتجاه تنحي الأمين العام الحالي للحزب من منصبه ، المفاجئة الأولى التي سيكون لها وقع القنبلة النووية هي تعيين شقيق الرئيس السعيد بوتفليقة أمينا عاما للحزب، وما يعزز ه\ه الفرضية هو ان شقيق الرئيس التقى بالفعل مع 4 من اعضاء المكتب السياسي في الايام الاخيرة في مقر اقامته في زرالدة بالعاصمة ، وهو ما يوحي بأن الرجل قد يعين على رأس الأمانة العامة للحزب، إلا أن هذه الفرضية قد تصطدم بفرضية ثانية وهي عودة عبد العزيز بلخادم للامانة العامة في اطار ترتيبات ما قبل الانتخابات الرئاسية العادية أو المسبقة ، الفرضية الثالثة القوية قد تكون عودة سعيداني أو تعيين سلال في مننصب الأمين العام للحزب .
الجزائريون على موعد مع مفاجأة كبيرة غدًا السبت أي بعد ساعات قليلة من الآن،هكذا وعد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس الجزائريين،لكن كلامه مبهم و غامض و مثير للتساؤل خاصة في هذا الوقت بالتحديد المتسم بشيء ما يُطبخ على نار هادئة في أعلى هرم السلطة بين الأجنحة المتصارعة على الحكم،و ما زاد كلام ولد عباس غموضًا-و إن كان لا يخلو من تشويق و إثارة-هو عدم تحديده إن كانت هذه المفجأة الكبيرة ستكون سارة بالنسبة للجزائريين أم لا،و إن لمّح الأمين العام للأفلان إلى وجود حراك على الساحة السياسية الجزائرية في الآونة الأخيرة.
و في إنتظار موعد الغد فقد انتشرت عدة تكهنات حول المقصد بالمفاجأة التي وعد بها ولد عباس الشعب الجزائري،فهناك من ربطها بالوضع الصحي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة و إحتمال تحسن حالته الصحية،حيث سبق و أن أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس في نوفمبر الماضي تحسن الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة ، وقال في تصريح لقناة جزائرية خاصة عبر الهاتف إنّ بوتفليقة ردّ على المشككين في صحتّه من خلال الزيارة التفقدية التي قام بها إلى مشروع مسجد الجزائر الأعظم، وقال ” إنّ الرئيس “سيقف على رجليه خلال أشهر قليلة فقط”.
بعد أن تحسّنت صحّة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كثيرا عمّا كانت عليه من قبل، وهو ما تعكسه النشاطات المكثفة له في الأيام القليلة الماضية، وبدأ البعض في دوائر السلطة يردّدون بأن الرئيس يتحسنّ بشكل مطرد وأنه يستجيب بشكل أفضل للعلاج رغم تقدمه الكبير في السنّ ، ( 80 سنة في مارس المقبل، وأنّه قد يقف على رجليه خلال 6 أشهر أو سنة على الأكثر ”
وقد صرح البروفسور والعقيد المتقاعد محمد الصالح بوراوي أخصائي أمراض القلب والشرايين والمدير السابق لمستشفى عين النعجة العسكري أن الحالة الصحيّة للرئيس تحسنت بالفعل وبأكثر من 50 في المائة عمّا كانت عليه من قبل، وأنّ هناك فرق واضح بين صحتّه في 2014 وصحته الآن تحسن بشكل كبير.
و كانت مجلة “jeune Afrique” الفرنسية المهتمة بالشأن الإفريقي،في آخر أعدادها، تناولت من جديد الجزائر من خلال التطرق للحالة الصحية للرئيس مؤكدة أن آخر بيان صحي له كان في أفريل 2013 و هو ما يؤكد تحول الملف الطبي لعبد العزيز بوتفليقة إلى سر من أسرار الدولة.كما أشارت المجلة أنه باستثناء طبيبه الخاص “مسعود زيتوني” و شقيقته زهور و أخويه السعيد و ناصر من لهم الحق في زيارته و دخول غرفته بإقامة زرالدة الرئاسية التي تحولت إلى عيادة عالية التجهيز.
كما أن بعض المعلومات تشير إلى أن الرئيس بوتفليقة-أو القائمين مقامه-قد قرر تعيين رئيس الحكومة الأسبق و المستشار السابق له عبد العزيز بلخادم كمدير لديوان رئاسة الجمهورية خلفًا لأاحمد أويحي و طبعًا بلخادم من إطارات حزب جبهة التحرير الوطني البارزة.
و لكن و عكس الأمين العام السابق للأفلان عمار سعيداني المشهود له بالجدية و أنه لا يتحدث من فراغ،فإن ولد عباس معروف خاصة لدى الصحافة الجزائرية بأنه رجل متملق للرئيس بوتفليقة و لم تُعرف لولد عباس مواقف معينة خارج إطار المواقف الرسمية للسلطات و هو رجل بلا طموح و لكنه مطيع و منفذ جيد للأوامر و لأن ولد عباس صنع لنفسه شخصية سياسية طريفة لذلك لا يتعامل معها كثيرًا الإعلام بالجد المطلوب رغم مسؤولياته المهمة، كما جلبت عليه انتقادات من مسؤولين في الدولة أبدوا انزعاجا من طريقته في التسيير. ولعل أبرز من هاجمه في هذا الصدد، هو الوزير الأول الحالي أحمد أويحيى، الذي شبهه بـ”بابا نويل” (وصف أطلقه عليه حين كان أويحيى رئيسًا للحكومة إثر رفض سياسة توزيع المساعدات على الفقراء التي كان يتبناها ولد عباس).
و لهذا لا يمكن أن يمثّل ولد عباس خطرًا أو تهديدًا لصنّاع القرار في الجزائر، وبالتالي كلفه الرئيس بوتفليقة ومحيطه في هذا التوقيت بالتحديد، لتسيير مرحلة حرجة يمر بها حزب جبهة التحرير الوطني بعد فترة عمار سعداني، الذي يهوى الصراع واختلاق الخصوم… ما يعني أن كلامه قد لا يؤخذ به و حديثه عن مفاجأة كبيرة عندما قال قبل ساعات: “انتظروا مفاجأة كبيرة يوم السبت”قد لا تعدو حدث بسيط ربما يعتقد هو أنه مفاجأة كبيرة…و ربما يكون صادقًا هذه المرة و الجزائر على موعد مهم في الساعات المقبلة؟.