يتسلل بهدوءْ ..
لا يطرق الباب ، بل يدخل من أي ثقب يجده أمامهُ ..
أراه يسير ببطءٍ شديدٍ ، واراقبه بصمتْ ..
أعلم جيداً أني يجب أن اوقفه لكني لا أفعلْ ..!!
لماذا لا أفعل فختام ما يقوم به معروفٌ سلفاً ..؟
ولن أجني من وجودهِ سوى الوجعْ ..
هل يثق بي قلبي هذه المرةْ ..؟
أم أني سأخيبُ ظنهُ كما خيبتهُ مراراً ..
لازال يسير ببطء لازال يتسلل بإحترافٍ ، وأنا أراقبُ ما يفعلهُ دون تدخلٍ مني ..
اشعر أنه لاشيء ، نعم فهذهِ المرة أجزمُ أني لا أشعر بإي شيء ..
فما يجري أمامي مجردُ حدثٍ عابرٍ لا أشعر بهِ ابداً ..
يبدو لي كشيءٍ من الغبارِ الذي لوثَ أثاثي وسأقومُ بنفضه عنهُ ليتطايرْ ..
ربما عادَ مجدداً ليحط وأنفضه وأبقى معهُ هكذا أطردهُ بهدوءٍ فـ يعودُ بهدوءٍ اكثرْ ..
قلبي أوصد أبوابهُ منذ زمن أصبحَ قاسياً كثيراً ، وهذا يشعرني بالكثيرِ من السعادةْ ..
حل محل الطفولةِ شيخوخةٌ مبكرةٌ تجعل من تجاعيدِ مشاعري شيئاً مشوهاً ..
يسعدني هذا الأمر لأن لا أحد يريده ولا يغري أحداً للإلتفات إليهْ ..
جميلةٌ لحظاتي هذه ، صقيعٌ يلفُ مشاعري ويجمدها فلا تبالي بأحدٍ ولا يلفت نظرها أحدْ ..
أبتسمُ ابتسامةً عريضةً فما أشعرُ بهِ يجعلني اشعرُ بالفخرِ ..
فتلكَ الفتاةُ رحلتْ ولن تعود ..!!!