شعاع امل 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > ممّا راقـــنـي

ممّا راقـــنـي هذا المنتدى خاصٌ بمنقولات الأعضاء مما يـنـتـقـونه من عذب الكلام.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

شعاع امل 3

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017-07-05, 20:32   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
زهرة المسيلة
جَامِـعَـةُ الزُّهُـورْ
 
الصورة الرمزية زهرة المسيلة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي شعاع امل 3

مر ذلك اليوم شاقا على ماجدة، وهاهي تدخل غرفتها لتنام وترتاح قليلا قبل بزوغ فجر يوم جديد...

كانت الساعة السادسة صباحا، حضرت فطور الصباح كعادتها للسيد عبد الجليل ووضعته له على الطاولة وإنتظرت نزوله على السادسة وخمسة عشرة دقيقة كعادته بالضبط فهو شخص يحترم الوقت كثيرا و يحب الدقة .

جلس، فتقدمت ماجدة وصبت له كأسا من الشاي الساخن ووضعته أمامه، رمى هو بناظره إلى الحديقة التي كانت تقابله من نافذة غرفة، فلمح عمي دحمان يسقي الأشجار وهو يدندن بكلمات ولحن غير مفهومين، فقال لها: تبدو السعادة على عمي دحمان هذا الصباح؟

فردت ماجدة مبتسمة: عمي دحمان إنسان متفاءل ويحب الحياة رغم كبر سنه.

فقال لها: نعم، كلما رأيته تذكرت طفولتي وقساوة الحياة التي مرت بنا.

ثم نظر إليها وقال لها: وأنت يا ماجدة كيف هي الحياة معك هذه الأيام؟

طأطأت رأسها ولم تجب بشيء.

أكمل السيد عبد الجليل فطوره، وشكر ماجدة ونهض من على الطاولة وخرج، تكلم قليلا مع عمي دحمان ثم ودعه وإستقل سيارته واتجه نحو عمله.

فالسيد عبد الجليل رئيس شركة خاصة معروفة عبر الوطن لصنع المعجنات، ومنتجات شركته تباع في كل مكان..

أمسكت ماجدة فنجان من القهوة من دون سكر وخرجت به إلى الحديقة متجهة نحو عمي دحمان وهي ترمي بناظريها إلى جمال الحديقة ، وجدته لازال يسقي في الأشجار والورود التي تبعث بروائح عطرة تبهج النفس، صبّحت عليه وأعطته فنجان القهوة وهي تقول: حديقة السيد عبد الجليل من أجمل الحدائق في هذا الحي يا عمي دحمان وهذا كله بفضلك فأنت من إعتنى بها كل هذه السنين لتكون النتيجة رائعة كما هي الآن.

قال لها: هذه الحديقة أصبحت جزء من حياتي يا ابنتي، وقد أوصتني بها السيدة حنيفة عندما كانت على قيد الحياة، أذكر أنها كانت كل صباح أيام الصيف بعدما تؤدي صلاة الفجر تنزل وتجلس على ذلك الكرسي الخشبي هناك وتقرأ بعضا من صفحات المصحف الشريف، ثم تدردش معي قليلا وتعود إلى غرفتها، إلى أن مرضت ولم تعد تستطيع الخروج من البيت...رحمها الله كانت سيدة طيبة ومحترمة.

إستسمحت ماجدة عمها دحمان وعادت إلى أشغال المنزل الروتينية، فجأة سمعت جرس الباب يرن، تفاجأت من يا ترى سيأتي في هذا الوقت المبكر..فتحت الباب وإذا بها السيدة غنية أم سهام، دخلت مباشرة ودون سلام قالت: أين هي سهام ألا تزال نائمة؟
وصعدت مباشرة إلى الطابق العلوي، تبعتها ماجدة مسرعة وهي تقول لها: تريثي يا سيدتي سأخبرها بقدومك إنتظري في قاعة الجلوس..

لكن السيدة غنية لم تعر إهتماما لكلام ماجدة وواصلت صعودها إلى أن فتحت الباب على إبنتها التي كانت تغط في نوم عميق...

نزعت عنها الغطاء وصرخت في وجهها: إنهضي يا صاحبة المشاكل، إنهضي.

قفزت سهام من مكانها وهي تمسح عيناها وصرخت: ماذا يجري ، أمي ماذا تفعلين هنا؟

حاولت ماجدة تفسير الأمر لكن السيدة غنية قاطعتها وبدأت بتوبيخ إبنتها بأغلظ الألفاظ... وأول ما قالته سهام بعدما إستفاقت جيدا : ماجدة إذهبي ، لا داعي لوجودك هنا.

وإستدارت إلى أمها وقالت لها: ما بك؟ لماذا تصرخين؟

قالت الأم: أصرخ وأصرخ وأفعل أكثر من ذلك...كيف تفعلين فعلة كتلك؟ أجننتي؟ أتريدين أن تخسري كل شيء...لو يسمع زوجك لطلقك ولخرجت صفر اليدين.. غبية.

قالت سهام: أمي من فضلك لا داعي لهذا الكلام الآن ، أفهميني ماذا فعلت؟

ردت الأم بصوت خافت: كيف تعيدين الإتصال بحبيبك القديم وتلتقين معه؟ كيف تجرئتي على فعل ذلك..ألست خائفة من أن يعرف عبد الجليل بذلك؟

قالت سهام : من أخبرك؟ أكيد سارة هي التي أخبرتك، سأقتلها، لا تستطيع إمساك لسانها.

ردت الأم غاضبة: سارة؟ وهل هي الأخرى تعلم بالأمر؟؟ لا ليست سارة من أخبرني، إنه خالك الذي رآك في أحد النوادي تتبادلين الكلمات والضحكات مع عشيقك...ويا خوفي لو أن أحدهم رآك وأوصل الخبر لزوجك...سيقتلك ويرتاح منك.

ردت سهام لامبالية: أمي... إنك تضخمين الأمور.

أمسكت الأم الغاضبة يد إبنتها وقالت لها هامسة: إسمعي سيطري على الوضع هنا أولا واحصلي على كل هذا العز والجاه ثم أفعلي ما يحلو لك فيما بعد...ألم يكن إتفاقنا أن تجعلي زوجك يكتب الفيلا والسيارة على إسمك ، لكنك منذ أتيت هذا البيت لم تفعلي شيء...حتى أنك لم تجعليه يحبك..غبية كعادتك.
ردت سهام: أنا أعرف ماذا أفعل، فلا داعي لكل هذا القلق...






































 


رد مع اقتباس
قديم 2017-07-05, 20:33   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
زهرة المسيلة
جَامِـعَـةُ الزُّهُـورْ
 
الصورة الرمزية زهرة المسيلة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كانت ماجدة في الحمام المجاور تقوم بتنظيفه وسمعت تقريبا كل ما دار بين سهام وأمها، لم تصدق ما سمعت حتى أنها لم تستطع إكمال عملها ونزلت الدرج دون إحداث صوت...دخلت المطبخ وجلست على كرسي تستعيد أنفاسها من شدة ما سمعت...

رن الهاتف، ردت من المطبخ ثم بقيت صامتة لا تتحرك من مكانها، إصفر وجهها وإرتعش جسمها ...أعادت سماعة الهاتف إلى مكانها ومشت مثقلة إلى الحديقة محاولة مناداة عمها دحمان الذي كان يجمع أوراق الأشجار من الأرض...لكنها لم تستطع الكلام، مشت إليه بصعوبة رغم أن داخلها كان يصرخ وينادي...

لمحها الرجل وعرف من بعيد أن بها خطب ما، ترك كل شيء وأقبل عندها مخاطبا إياها: ماذا حدث؟ ما بك يا ابنتي؟

تلعثمت واختلطت الكلمات عليها ولم تعرف بماذا تبدأ وماذا تقول.. أجلسها العم على الكرسي الخشبي وأسرع إلى المطبخ وأحضر لها كأسا من الماء، شربت القليل منه ثم قالت: السيد عبد الجليل ..

رد عليها العم دحمان متساءلا: ما به؟

قالت: هو في المستشفى ،وحالته خطيرة.... وأنفجرت باكية.

وضع العم دحمان يده على رأسه وقال: لا حول ولا قوة إلا بالله...لماذا؟ كيف حصل هذا؟

في تلك الأثناء كانت السيدة غنية تنزل الدرج مع إبنتها وهما يتهامسان...فرأهما العم دحمان أسرع إليهما ليخبرهما بالأمر.

ما إن سمعت سهام الخبر حتى بقيت تنظر إليه مصدومة ثم قالت : ومتى حدث هذا وأين هو الآن؟

أما السيدة غنية فبقيت تنوح وتصرخ تارة وتسكت تارة أخرى وكأنها على خشبة المسرح...مما أزعج إبنتها التي صرخت في وجهها جعلتها تسكت على الفور.

غيرت سهام ملابسها وأخذت سيارتها واتجهت نحو المستشفى رفقة أمها، رافضة أخذ ماجدة والعم دحمان اللذان تمنيا الذهاب معهما..

السيد عبد الجليل في غرفة العمليات وحالته خطيرة، هذا ما قاله الطبيب لسهام...

بعد دقائق حضرت ماجدة رفقة عمة السيد عبد الجليل الوحيدة ، هي السيدة حليمة صاحبة الخمسة والثمانين سنة.. ما إن رأتهما سهام حتى تغيرت ملامح وجهها وهمست في أذن أمها: وما الذي أحضر تلك العجوز إلى هنا الآن؟

فردت الأم: ألا ترين أن الخادمة المتطفلة معها؟ أكيد أنها هي من أخبرها.

قالت سهام: حسابي معها فيما بعد.

جلست السيدة حليمة على الكرسي المجاور لباب غرفة العمليات ووقفت ماجدة بالقرب منها والقلق بادي عليهما... إقتربت سهام من العمة وسلمت عليها فردت عليها هذه الأخيرة السلام وصمتت.

نظرت سهام نظرة غضب ولوم إلى ماجدة...وعادت إلى جوار أمها...

بعد لحظات حضر ذلك الشاب الأشقر الوسيم الذي كان ذلك اليوم في دعوة العشاء، ما إن رأته ماجدة حتى عرفته..نظر نظرة خاطفة على الحضور ثم إقترب من السيدة سهام وقال لها: كيف هو الآن، هل من خبر ؟

أجابته: كلا، الطبيب لم يخرج بعد، نحن ننتظر.

وها هي الشرطة تأتي للتحقيق في الأمر.










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:57

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc