سلكت طريقا يوما ما وأنا أمشي ذكرني هذا الطريق بهم نعم بهم عندما جمعتنا تلك المواقف الجميلة
فهل سأسلك طريقا غير هذا لكي لا ألتقي بذكراهم
أم أمضي قدما من جديد
ذكرتني الأماكن بضحكة أسمعت من حولي
حتى أصبحوا يقولون ما بها ؟!!
نعم ظنوا أني مجنونة لكنهم لم يعلموا أن تلك اللحضة كنت أعلم أنها ستصبح ذكرى فتعمدت أن أجعلها مميزة
تتزاحم الذكريات عندي حتى كل ذكرى تأبى ترك الفرصة للأخرى
تذكرت ضحكاتهم أصواتهم حنانهم عطفهم
فأين أنت يا أبي من هذا الوجود أين بسمتك كل صباح تروي مخزون الحنان عندي
أين ذهبت أين إختفى أثرك
لأن حنانك نفذ
وأصبحت أرغب بالمزيد
نعم إشتقت اليك يا ابي
اليوم أصبح المنزل رهيبا نجتمع على مائدة واحدة صحيح لكن كل واحد فينا يعيش في عالم كل شخص
يكبت أحزانه يكبت دموعه وما نلبث دقائق حتى يختفى الجميع وهم يتحججون لكي لا يفضحهم التذكر
فمن يستطيع إخماد نار إشتعلت بقلبي منذ رحيلك وأنا لا أفرق بين الليل والنهار
ولا بين السبت والأحد لأن الألوان تشابهت وتماثلت والأيام كذلك أصبحت كبعضها مملة وحزينة
يااااا الله أين سأذهب بألمي تمنيت أن أتزوج وأبي موجود تمنيت أن أصبح أمّاً ويصبح هو جد
وهو موجود لكنه سافر الى مكان بعييد يا ريت أراك دقيقة تكلمني وتمسك يدي وتقول لي أنا هنا معكِ
ولم أذهب إستيقضي أنتِ تحلمين لكنني وجدت نفسي في واقع أليم أبي مشيت معك في نفس ذلك الطريق
ضحكنا سويا لكنك ذهبت وحدك ولم أكن معك وما عساي أن أفعل غير أنني سأصبر وسأدعوا لأن ترحل
روحك الطاهرة الى الفردوس وأن نلتقي هناك لقاءا ليس فيه وداع هذه قصتي كنت أحكي عن أبي
يا رب لم أكن أعرف إحساس الأب ولم أتعلق به كثيرا لكنني سبحان الله أحسست بوجع فقدانه
فيا رب أنعم على من فقد أبا وأما صبراً لا ينسيهم غلاوة محبيهم لكنه ينسيهم ألم الدنيا ويذكرهم
بأن هناك يوم سنرحل فيه جميعا وسنلتقي في مكان لن يفرقنا أحد حتى الفراق سيفقد الحق في إبعادنا