تستوقفني مادة اللغة الفرنسية، عندما تم طرح حرفة الميكانيكي ، وإن كنا نعتبر الهدف نبيلا ، من هكذا موضوع .
إلا أن ما يخيب الظن ، ويصيب بارتفاع الضغط أو الجنون ، هو اسم الميكانيكي : ( كلود ) الذي تم اختياره في النص .
فلم نفهم لماذا كل هذا العشق والتعلق والهيام باللغة الفرنسية . ولماذا الإصرار عليها في البيت والمدرسة والشارع
والأماكن العمومية ، وفي المؤسسات الرسمية ، وفي وسائل الإعلام . وكأن العربية نضبت من معانيها ومفرداتها.
وسقطت عنها كل الأسماء الحسنى وغير الحسنى .
ألم يبق إلا ( كلود ) هذا لم يسكن رأس تلميذ السنة الخامسة ..؟
أولا يشكل هذا عبئا إضافيا على التلميذ ..؟ بعد أعباء الحقيبة المدرسية والمقرر الدراسي الذي يتجاوزه كلية ، وضعف
الهيئة التعليمية ، وتفاوت قدراتها ، والاختلاط في المناهج والمقاربات .
لماذا لم نسم الميكانيكي ، مثلا ، موسى الحاج أو الحاج موسى ..؟ أو زيد أو عمر ..؟ أو أي أسم آخر
أم يغيب الرنين عن هذه الأسماء ؟ ولا تؤدي الوظائف والأهداف المرادة منها ؟
الأدهى والأمر . أننا نعتبر أكثر تخلفا ، إذا لم نعتمد الأسماء والمصطلحات الأجنبية في كتبنا المدرسية ، وحتى مواضيع
اختباراتنا . وعندما لا نستعمل الرموز الفرنسية ، ولا نكتب من اليسار إلى اليمين ..
الأدهى والأمر أننا نوظف أسماء صينية في كتب للقراءة المدرسية ، على أمل أن تقودنا الأسماء إلى تقدم ومسارات حضارية.
ما يندى له الجبين ، لما يقودنا الأيمان أو الاعتقاد ، إلى أن التطور المعرفي والتكنولوجي والحضاري يأتينا من
الاعتماد على الشكليات . و التفاني في تكريسها . فالمشكلة أعمق من هذا كثيرا وتكمن في جوانب أخرى .
وكل عام والمدرسة الجزائرية بخير .