بسم الله الرحمن الرحيم
هذا موضوع إن شاء الله تعالى لتذكير بعضنا البعض بأبطال ثورة التحرير المجيدة التي جاهد خلالها هؤلاء الرجال ضد العدو الفرنسي الكافر حتى أجلوه
عن بلاد الإسلام و ألجؤوه إلى الخروج من هذه الأرض يجر أذيال الهزيمةو الصغار.
و ليس المراد معرفة تراجمهم لغرض المعرفة فحسب, و لكن المراد أن نتأمل جيدا في حجم الأمانة التي تركوها لنا و حجم التضحيات التي بذلوها في سبيل نيل الإستقلال و التمكين للمسلمين.
مع وضع الآية الكريمة نصب أعيننا,
( الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) -41- الحج
و قوله صلى الله عليه و سلم : ( من لا يشكر الناس لا يشكر الله )
*********************************
العربي بن مهيدي
نسأل الله أن يتقبله في عداد الشهداء و يغفر له و لجميع المسلمين.
العربي بن مهدي رمز الثورة الجزائرية حيث لعب بن مهيدي دورا كبيرا في التحضير للثورة المسلحة، و ايصال فكرة المشاركة فيهآ للجميع.
ولد العربي بن مهيدي في عام 1923 بدوار الكواهي بناحية عين مليلة التي كانت تابعة إقليميا لمحافظة قسنطينة وهو الإبن الثاني في ترتيب الأسرة التي تتكون من ثلاث بنات وولدين، دخل المدرسة الابتدائية الفرنسية بمسقط رأسه وبعد سنة دراسية واحدة إنتقل إلى باتنة لمواصلة التعليم الابتدائي ولما تحصل على الشهادة الإبتدائية عاد لأسرته التي إنتقلت هي الأخرى إلى مدينة بسكرة وفيها تابع محمد العربي دراسته وقبل في قسم الإعداد للإلتحاق بمدرسة قسنطينة.
في عام 1939 إنضم لصفوف الكشافة الإسلامية*ببسكرة.
كان كثير الإهتمام بالشؤون الوطنية، في 08 ماي 1945 كان من بين المعتقلين ثم أفرج عنه بعد ثلاثة أسابيع قضاها في الإستنطاق والتعذيب بمركز الشرطة. عام 1947 كان من بين الشباب الأوائل الذين إلتحقوا بصفوف المنظمة الخاصة حيث ما لبث أن أصبح من أبرز عناصر هذا التنظيم وفي عام 1949 أصبح مسؤول الجناح العسكري . عيّن في سنة 1953- 1954 مسؤول الدائرة الحزبية بوهران . وعند تكوين اللجنة الثورية للوحدة والعمل في مارس 1954 أصبح من بين عناصرها البارزين. عمل بالمنطقة الثانية (2) غزوات ناحية تلمسان الولاية الخامسة (5) بمساعدة بوصوف عبد الحفيظ و فرطاس محمد و بالتناسق مع الأخ بن علة محمد المدعو سي منصور عضو إدارة الولاية الخامسة مع أعضاء قسمة مدينة الغزوات المتكونة من براق محمد مسؤول القسمة ،بعوش محمد المدعو سي الطاهر مسؤول تنظيم القطاع المركزي، وآخرين.
عين بعدها عضوا بلجنة التنسيق و التنفيذ للثورة الجزائرية (القيادة العليا للثورة) ، قاد معركة الجزائر بداية سنة 1956 و نهاية 1957. اعتقل نهاية شهر فيفري 1957 و استشهد -بإذن الله- تحت التعذيب ليلة الثالث إلى الرابع من مارس 1957.
من الوقائع المشهورة أن الجنرال الفرنسي بيجار رفع يده تحية للبطل كما لو أنه قائدا له ثم قال : ...لو أن لي ثلاثة من أمثال العربي بن مهيدي لغزوت العالم ووقف بيجار عاجزا أمام العربي بن مهيدي، حيث لم ينجح في أن يأخذ منه حرفا واحدا، وقد وقف بيجار على جثة بن مهيدي وأدى له التحية العسكرية.
من كلماته: "الـقوا بالـثورة الـى الشـارع , يـلتقطها الشـعب"
" تحرير الوطن واجب ونحن الجنود التي سوف تكمل ذلك الواجب"
و عن عبقريته الحربية نقول أنه خلال أيامه الأخيرة, عندما كان أسيرا لدى بيجار في حي القصبة, و بعدما نجح الجنرال ماسو في تفكيك جل شبكات الفدائيين الجزائريين في العاصمة, ممهدا بذلك لحسم المعركة عسكريا لصالح فرنسا. أراد بيجار تحطيم معنويات أسيره على أمل أن يكسب تعاونه – حسب ما قصه في لقائه بالمجاهد حساني – ففتح نافذة الغرفة التي كان يحتجزه فيها و قال له: " لم يبق لكم يا العربي شيء, نحن الأسياد, لقد صرنا نتحكم في مقر عملياتكم, أنتم صفر مُكعب. " حينها رد عليه بن مهيدي رد من يُخبِّئ مفاجأة, بعد أن يكون قد أدرك أن فرنسا ابتلعت الطعم تماما: " أنت مخطئ يا جنرال, نحن نتغلب على الجيش الفرنسي بالحق و ليس بالسلاح, أنتم ستخسرون التاريخ."
و هو القول الذي صدق بعد بضعة أشهر من ذلك, فالحقيقة أن فرنسا كانت قد فطنت حينها
إلى أنها خسرت المعركة الدبلوماسية خارجيا, بتركيز كل جهودها على الورطة الأمنية و حلولها اللاأخلاقية التي جرها إليها بن مهيدي و بقية الثوار. فألَّبت المجتمع الدولي على نفسها, و أثارت اهتمام الأمم المتحدة بما كان يجري في الجزائر, مما مهد لتدويل القضية و طرح فكرة استفتاء تقرير المصير.
قال مخاطبا أمه " إن أنا عشت بعد الاستقلال فسأنجب لك الكثير من الأبناء وإن أنا مت ياأمي فالجزائريون هم كلهم أبناؤك."
نسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة و أن يلهمنا الحفاظ على الأمانة التي حملنا إياها هؤلاء الرجال.
---------------------
النقل من عدة مواقع بتصرف
و صلى الله وسلم على سيدنا محمد