مــاصحّة قول الإختــــــــــلاف رحمـــــــــــة ؟؟؟

[زيان.]

[color="darkslategray"

]الحمد للّـــــه على كلّ حال أمّــا بعد :

حديث: "اختلاف أمتي رحمة"، فهو حديث موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الألباني في السلسلة الضعيفة في حديث رقم 57:
لا أصل له وقد جهد المحدثون في أن يقفوا له على سند، فلم يوفقوا حتى قال السيوطي في الجامع الصغير:
ولعله خرّج في بعض كتب الحفاظ التي لم تصل إلينا.
وهذا بعيد عندي إذ يلزم منه أنه ضاع على الأمة بعض أحاديثه صلى الله عليه وسلم، وهذا مما لا يليق بمسلم اعتقاده.
- ونقل المناوي عن السبكي أنه قال : "ليس بمعروف عند المحدثين، ولم أقف له على سند صحيح، ولا ضعيف، ولا موضوع.
- وقال فيه ابن حزم: باطل مكذوب.
*وهذه العبارة قد أوردها كثير من العلماء والأئمة في كلامهم عن الاختلاف، وقد يشكل معناها خصوصاً مع تضافر نصوص
الكتاب والسنة على ذم الاختلاف، وقد وفق بين ذلك ابن حزم في (الإحكام في أصول الأحكام).
*وهذا قول فاسد، لأنه لو كان الاختلاف رحمة لكان الاتفاق سخطاً، وهذا مما لا يقوله مسلم.
والاختلاف في القرآن والسنة له معنى مذموم منهي عنه ومعنى آخر لابأس به .. ولابد أن نعلم ما هو الاختلاف المقصود بالذم
وما هو الاختلاف الذي لا نهي عنه .
فهناك اختلاف التضاد بمعنى أن المتخالفين على طرفي نقيض لا يجتمعان معاً ولا يرتفعان معاً فبعضهما ينقض بعض كالوجود والعدم والإيمان والكفر .. وهناك اختلاف تنوع تحصل به المصلحة وهو اختلاف التنوع فهذا شأنه كالليل والنهار بعضهما يكمل بعض وكذلك خلق الذكر والأنثى فبهذا النوع تحصل الفائدة وقد جمع الله بين هؤلاء جميعا في سورة الليل فذكر اختلاف التنوع أولا في السابق ثم ذكر بعد : إنّ سعيكم لشتى " اختلاف التضاد .. والمذموم لا شك هو اختلاف التضاد والتعارض .. فهذا ذمه الله تعالى ورسوله كما قال تعالى : " ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد " فهذا اختلاف تضاد منهيٌ عنه وكما قال تعالى : وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ. [آل عمران:105] .. والعجيب أن هناك من يزعم أن الاختلاف ظاهرة صحية وعلامة جودة فكرية في المجتمع المختلف .. وهذا ليس صحيح يرفضه الشرع والفطرة والعقل .. وتلبيس للحق بالباطل .. فالمجادل في ذلك يقصد اختلاف التعارض فإذا أتاك بمثل ليدلل على صحة ما يقول يأتيك بمثال اختلاف التنوع ..
لذلك لابد من الدعوة إلى الاتحاد والتآلف لا إلى التحزب والاختلاف كما يعظنا رب العالمين سبحانه في قوله :وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ .. قال تعالى:"ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين"الانفال/46
فإن قيل: إن الصحابة قد اختلفوا وهم أفاضل الناس ـ أفيلحقهم الذم ؟.
قيل: كلا، ما يلحق أولئك شيء من هذا، لأن كل امرئٍ منهم تحرى سبيل الله، ووجهته الحق،
فالمخطئ منهم مأجور أجراً واحداً لنيته الجميلة في إرادة الخير، وقد رفع عنهم الإثم في خطئهم، لأنهم لم يتعمدوه ولا قصدوه، ولا استهانوا بطلبهم، والمصيب منهم مأجور أجرين،
وهكذا كل مسلم إلى يوم القيامة فيما خفي عليه من الدين ولم يبلغه.
فالذّم والوعيد لمن ترك التعلق بحبل الله: وهو القرآن، وكلام النبي صلى الله عليه وسلم بعد بلوغ النص إليه.
والله أعلم.
[/color]

[المهاجرة 50]

جزاكم الله خيرا

[زيان.]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم هزَّاع و همَّام

جزاكم الله خيرا

وإيّـــــــــــــــــــاكم بالمِثل جزاكم الله خيرا