الطرف الثالث في المعادلة
هناك طرف ثالث دخل قواعد اللعبة غير معترف بكل قوانينها وأعرافها , ومن ثمة لم يعد بوسعنا إلا قبوله على مضض . انه عالم الرقمنة وكل ما جاءت به العولمة من وسائل عالية التقنية كالهوائيات المقعرة و الانترنت والهواتف المحمولة ومدى تأثيرها في عملية التنشئة إلى جانب دور الأسرة والمدرسة .
فهل بامكاننا في ظل هذه المتغيرات أن نوجه أطفالنا ومراهقينا الوجهة السليمة وفقا لما يقتضيه واقعنا الثقافي والاجتماعي والديني ..؟ وما مدى حدود رقابتنا لهولاء إذا كان بامكاننا القيام بذلك فعلا ؟ .
سؤال ظل يتأجج بداخلي بحجم ما نحن مقبلون عليه من انفتاح في شتى المجالات شيئنا أم أبينا ’ لذا بات لزاما علينا أن نمنهج أساليب تعاملنا مع أطفالنا وفق ما يقتضيه الواقع وحتمية الظروف الراهنة .
إن الفضول المعرفي للقضايا الحساسة التي طفت إلى السطح وباتت موضع جدل في وقتنا الحالي أوجدت نهما منقطع النظير لدا شبابنا ومراهقينا في محاولة معرفتها وسبر أغوارها كموضوع الإرهاب وصراع الحضارات والجنس والتسامح وغيرها .
ذلك أن الطفل أو المراهق الذي لا يجد جوابا لسؤاله بسبب عدم مفاتحته في مواضيع معينة ومهما كانت أسباب ذلك سيتجه حتما إلى أي موقع على شبكة الانترنت في محاولة لإيجاد جاوبا لهذا السؤال الذي لا نعرف مدى أحقيته ولا ندرك أبعاده ولا مدى تأثيره على ذهنية المتلقي والأخطر من ذلك الهدف منه , خاصة في ظل وفرة هذه الوسائل وسهولة الوصول إليها واستعمالها سلبا أو إيجابا .
إن المنهج السليم لمواجهة هذا التطرف التكنولوجي – إن جاز لي قول ذلك – الذي لم يعد معترفا بالحدود الجغرافية والقومية للأمة ملغيا بذلك سيادة المجتمع في تنشئة أبناءه كما يجب أن يكون أو على الأقل كما كان كائن , يقتضي منا ترسيخ المباديء الأساسية للأمة في أذهان الناشئة والأخذ بأيديهم بالإجابة عن الأسئلة الضمنية التي تشوش أفكارهم بكل صراحة ومكاشفتهم الحقائق بكل موضوعية دون ترك الفرصة سانحة للمنظمات الإرهابية والجهات الدعوية التنصيرية والمواقع الجنسية لاستغلال هذا الفراغ المعرفي وتعبئته بأفكار هدامة قد لا نستطيع تداركها في حينها .
ولقد بات مطلوبا تدخل المجتمع المدني ولعبه دوره كاملا بهذا الخصوص بتفعيل نشاطات ثقافية هادفة وكسر الروتين البيداغوجي بالزيارات الاستطلاعية للمواقع السياحية والاثارية وفتح مجال التنافس الفكري والثقافي بين مؤسساتنا التربوية وترسيخ ثقافة المطالعة بإنشاء مكتبات جوارية لتفعيل المقروئية وتنمية ملكة الإبداع لدا الكثيرين , ولما لا تفتح قاعات الانترنت لكل الأطوار التعليمية تخصص لهم ساعة على الأقل في البرنامج الدراسي الأسبوعي وتكون تحت إشراف مختصين تربويين يحرصون على توجيههم للمواقع التربوية الهادفة والبناءة والإجابة على استفاماتهم بهذا الخصوص بكل موضوعية .
إن المستجدات الحالية صارت كالإشاعات الحكومية غير المرغوب فيها تطلق في المجتمع لتمهيد الطرق حتى تستقر في النفوس وما تفتأ كذلك حتى تصير حقائقا نعيشها دون انتباه فنتماهى معها دون قبول أو معارضة , كذلك هذا اللقط التكنولوجي والإعلامي الذي يفد إلينا وعلينا من كل حدب وصوب دون انتقائية أو توجيه فهلا انتبهنا إليه في أوانه ؟ .
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2009-10-24, 09:32
الطرف الثالث في المعادلة
العرض العادي
