أولوية الاهتمام بالتعليم القرآني - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة > أرشيف قسم الكتاب و السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أولوية الاهتمام بالتعليم القرآني

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2007-09-30, 01:13   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الأمير
مُؤسِّس الموقع
 
الصورة الرمزية الأمير
 

 

 
الأوسمة
وسام الامير المميز المدير المثالي 
إحصائية العضو










Mh51 أولوية الاهتمام بالتعليم القرآني


[align=center]أولوية الاهتمام بالتعليم القرآني
بقلم الأستاذ الداعية / الجابري سالت
[/align]
[align=center][/align]
لا أحد يرتاب في ضخامة المرصود المالي، ولا في جدّية التعبئة المبذولة للنهوض بالتعليم في بلادنا، بيد أن الخيبة سرعان ما غشيتنا ونحن نلحظ المردود النَّكِد والبضاعةَ المزجاة والفرزَ السقيم، جزاءً لهذا المسعى المعتبر، وكأننا نقف على صورة من التّناسب العكسي، تَفتح البابَ على مصراعيه للتأويلات حول أسباب هذا التردّي المدهش لمستوى النشء؛ إنْ على مستوى القدرة على التكيّف أو التصرّف، لدرجةٍ فَقَدَ فيها فلذات أكبادنا لذّة الاغتراف من مناهل الحكمة وشهيّةَ الإقبال على موائد العلم، بالرغم ممّا يتّسم به التعليـم -عندنا- من مجّانية وتعميم في كنف منظومة تعتبر التربية والتكوين حقّ كل مواطن.

لكن يشتطُّ بعض الزّاعمين فيَصبُّون وابل غضبهم، تجنِّيًّا على النظام التربوي الحالي، دون تمييز بين محامده ومَثَالبه، فلمْ يرُقهم فيه ما حوته بعضُ مضامينه من تكريس للهُوِّيّة وتأكيدٍ على المقوِّمات، ولم يكْفِهم تنكيلا بهذا القطاع الحيوي، تقويض صرح ما كان يسمّى بالتعليم الأصلي.

وإنْ هم طولبوا بالبديل وَلَّوْا وُجوههم شطرَ الشمال، ليس الشمالُ في مظاهر عزِّه وتمكينه، وإنما الشمال في وَجهه الآخر. وما يُدريهم لعل هذا الشمالَ يتربّص بالأمة الغُثاءِ ويُزيِّن لها مواصلة انسلاخها عنْ مُثُلٍ حَيِيَتْ بها فبلغت الرّيادة يوما، حتّى إذا تمّ له ذلك وأضحت أمّةً بلا دين ولا دنيا، غَنِم تلك المُثُل العليا -وَلَوْ تحت مصطلحات مستحدثة- فجدّد بها نهضته، وَصدَق بها في ولائه لله?، فيبقى ممسكا بزمام الإمامة وناصية الأمانة، وما ذلك على الله بعزيز، وهو القائل في كتابه ( وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)[محمد:38]

وهذا التوقّع يُزكِّيه نماء الحسّ بالعودة إلى الخطاب السّماوي بعد غُربة وإخلادٍ في وَحَلِ الأرض، كما يُدعّم هذا الشعورَ تظافر القناعات بضرورة العودة إلى قراءة متأنية ومتأمِّلة للقرآن تضافر المجيد، أداء وفهما وإحساسا وممارسة. ولعل الفرصة لم تنفلت من أيدينــا -بعدُ- لنستدرك الأمر ونتجنّب الخطر، وذلك بتعامُلٍ جادٍّ، وخُطَّة جريئة ومنهجيّة حصيفة، تقضي بأن نُكيّف المدارسة القرآنية مع المضامين الدراسية في إطار المدرسة الأساسية من جهة، ونتبنّى مناهج تعليمٍ محضٍ في سياق المدرسة القرآنية التي تتكامل ومختلف أطوار التعليم الأساسي، وبصيغ أخرى تعمل على نشر القراءة حفظا ووعيا وسلوكا، أملا أن ننتسب حقا للأمة المصطفاة بهذا الموروث العظيم، وليس للقوم الذين وُصِفوا بأنهم اتخذوا هذا القرآن مهجورا أو الأناس الذين حلّ بهم وَعيدُ المعيشة الضنكة، بإعراضهم عن ذكر الله - عياذا به - سبحانه وتعالى.

[align=center]نظرة عن التعليم القرآني في بلادنا[/align]
[align=center][/align]

بصرف النظر عن تلك الالتفاتة الكريمة التي أقرّت لمعلّم القرآن مكانةً في البيئة الوظيفية، ورسَمتْ الإطار القانوني لمهمّة المدرسة القرآنية، لا يجد هذا التعليم سواها من ألوان الرعاية التي يتوفّر عليها التعليم العمومي: فلا هياكل تُشيّد، ولا مناهج تصمّم، ولا تكوين قبل وأثناء الممارسة التعليمية ولا شهادات تضبط مستوى وكفاءة المعلم في مدارج الرِّوايات والقراءات بل كلّ ذلك موكل إلى تقاليد عريقة، وكأنها نظمٌ توقيفية حازت الكمالَ في المحافظة على الأداء التعليمي. وهذا أمر مسلّم به في حدود ظلمة الاحتلال، ولا يمكن بتاتا النيلُ من تلك الحقبة، فقد كانت أساليبها تتماشى والظروف المعاشية والاجتماعية السائدة قبل الاستقلال، فالزوايا أصليّة كانت أو فرعية، قد بذلت ما تُشكر عليه من الجهد، وقدّمت ما تحمد عليه من العطاء بالرغم من إمكاناتها المحدودة الخاضعة عادة لمبادرات محتشمة من لَدُن ذوي البرّ والإحسان وحسبها شرفا أنْ جسّدت المدد الثّري بالرجال لتمويل الجهاديْن الأصغر والأكبر اللذيْن خاضتهما بلادنا. وأمام ذلك لا يسعنا إلاّ العرفان بجميل الأجداد، إذ مثّلوا الصدق والأمانة في القيام بمهمّة التبليغ.
أمَا وقد أصبحنا نملك زمام أمورنا فلم يعُد هناك مبرِّر للخلط بين الثوابت والمتغيِّرات فتلاوة القرآن بمفهومها الشامل، تبقى حُكْمًا قارًّا متعَبَّدا به، بينما الأدوات التي يُتوصَّل بها إلى التلاوة فهي رهينة بما يمليه الواقع من وسائل سمعية بصرية متطوِّرة، ولِِمَ لا؟

وإذا كنّا -في التعليم العام- لا ندّخر وسعا في توفير المنصب المالي، وتكوين الأستاذ المختصّ وإعداد مناهج لمادّة قد تكون في العتبة الدنيا من مدرَّج المقررات، أفلا يكون من باب الأوْلى والأحرى استفراغُ جهدٍ يضاهيه إن لم نقل يفوقه نوفّره لقراءة ما تيسّر من الفرقان؟

ولا داعي إطلاقا للمقارنة بين ما نُقبل عليه احتفاءً وطواعية نهدر النفيس في سبيله وبين ما نتولّى عنه استخفافا وإعراضا، نجعله حجّة علينا لا لنا. كما أنه لا محلّ لحيرتنا من عزوف أجيال الحاضر عن تلقّي الذكر الحكيم ما دام الجهد الإعلامي والثقافي غيرَ موجّه لنشر إشعاعه، إضافة إلى الخلل المنهجي لدى ثُلّة من الغيورين يريدون إيقاف المتغيّرات؛ ولا يشعرون بخطورة المساس بالثوابت فتراهم يتذمّرون من تطوير التعليم القرآني؛ وحفّه بأحدث الوسائل وأرقى الطرق، ولا يبالون باللحن الخفيّ والجليّ أداء وتحمُّلا، ناهيك عن إحلال الغفلة محلّ التدبّر والجمود عوض الاستنباط، والهجران بدل الممارسة. فهل يبقى بعدَ قلب الموازين مِنْ تساؤل عن سرّ الفراق بيننا وبين كلام خالقنا ؟ فراق ضعف مداركنا، وزلزل كياننا وفيه ضاقت علينا الأرض بما رحبت.فهيهات النصر إنْ لم يكن فينا عزم وإرادة للرجوع إلى ما كنا به خير أمة أخرجت للناس...، إلى ما إن تمسكنا به أمنّا الوقوع في الضلال.
تلكم كانت نظرة خاطفة، لا ترقى حقيقة إلى مستوى التشخيص الذي يتطلّب أن ينْبريَ له أصحابُه بالفحص الدقيق والعناية الدائبة.

[align=center]المنهجية المقترحة لتحفيظ القرآن الكريم[/align]
[align=center][/align]
أولا: صيغة التكيُّف مع المدرسة الأساسية

إذا تساءل البعض عن مدى إمكانية دمج التعليم القرآني في التعليم الأساسي، وحظوظ نجاح العملية، فيُقال لهم: أمَا وقد صار التكفُّل والاهتمام بثوابت ومقومات الأمة شغلَ الدولة التي دينها الإسلام، ولا يخضع لمبادرات فردية أو مزايدات فئوية، فقد أضحى لزاما على أولي الحل والعقد أن يُغيرِّوا نظرتهم حِيال تعليم كتاب الله ، حتى يتبوّأ المكانة الجديرة به. وعلى الأوساط المختصة أن تسعى جاهدة لإدماج مادة التدريس القرآني ضمن مقررات التعليم الأساسي، وتمنحه الحظ الأوفر كي يساهم في سبك الملمح المنشود عقب انقضاء المرحلة الأساسية. ويندرج دور هذه المادة في سياق دعم نشاط المواد الأخرى، والتي من شأنها التعاون على تشييد الكيان الفكري والروحي والسلوكي لدى التلميذ، حيث يتمكن بفضل هذه المادة من تعزيز مكاسب بقية المواد، ومن رفع هامته للتشبُّث أكثر بأسباب المعرِفة، والتعلُّق أزيد بمكارم القيم. كيف لا ؟ وقد تتاح له فرصةُ التجوال عبر معالم هذا الكنز النّفيس طوال المرحلة الأساسية...وهبْ أنَّ معظم التلاميذ لا يحذق الكتاب الكريم في موفى المرحلة! فهل تجد معظمَهم بالمقابل يُتقن مادة الرياضيات التي يتلقاها منذ 9 سنوات؟! ومع ذلك فإن الفئة المحدودة التي برزت في الرياضيات-مثلا- تُجسّد منبعا بشريا سخيا يجود مصبُّّه بخبرات ومهارات في عالم التكنولوجيا.ألا يصدق ذلك على هذه الفئة القليلة التي ستكون بحول الله أوعية حصينة لسجل الفرقان من بين فئات أخرى تتعامل مع هذه المادة الجديدة تعاملها مع باقي المواد التي يتضمنها المنهاج التربوي -ومنها مثلا مادة الرياضيات- وحسبنا في هذه الآونة بلوغ هذا الغرض فقط ويمكن حصر المنهجية في النقاط التالية:

1. تبني الفكرة على أساس توزيع التلاميذ على تسع سنوات دراسية- وفق التعليم الأساسي- لكل مستوى مذكرة يومية مشتركة خلال حصة واحدة مقدارها ستون دقيقة، مقسمة على ست محطات متساوية، تضم مراحل الأداء الثلاث (ترتيل، تدوير، حدر)، يتخللها التعرض للمعاني والمستنبطات ووجوه الإعجاز.

2. تعتبر المذكرة الوحدة القياسية للنصيب القرآني المطلوب حفظُه يوميا، وهو معدل نصف الثمن-حوالي 9 أسطر- ويُكتفى بربع مذكرة يوميا في مطلع الطور الأول (باستخدام المحو التدريجي)، ثم نصفِها، ثم تمامها.

3. نتبع رواية ورش عن نافع مع الاعتماد على الحفظ بالآي في الطور الأول، وبالوقف المغربي في الطورين المواليين.

4. تراعى آداب التلاوة (طهارة، حسن إنصات، تطبيق الأحكام، شرح، تجاوب...)

5. تستعمل السبورة وآلة التسجيل والمصحف كأدوات بيداغوجية مع التفكير في التعامل مع أجهزة الإعلام الآلي في إطار النوادي العلمية.

6. تندرج حصة تحفيظ القرآن ضمن المقرر التربوي خلال الأطوار الثلاثة، بحيث تحظى بمائة وستين حصة سنويا، وهو ناتج ضرب 32 أسبوعا × 5 حصص أي: (32 × 5 = 160)

7. تعزيز الطريقة-تدريجيا- بتفسير سمعي بصري في شكل أشرطة أو أقراص كدعم بيداغوجي هادف ناجع.

ثانيا-صيغة المدرسة القرآنية:

أمّا صيغة المدرسة القرآنية فقد خلع عليها اللبوس القانوني من خلال المرسوم التنفيذي رقم: 20 والقرار الوزاري رقم 432/94 وهو إجراء شجاع ومبشّر بسبق رائد في مضمار التعليم القرآني بربوعنا، لو ترجم إلى الواقع وكان محفوفا بالرعاية البيداغوجية؛ والتكفّل المادي والمالي من لدن المعنيين بتحقيقه على مختلف الأصعدة. وقد فُهِم لدى البعض بأنه مشروع ضرار، والواقع أن النُّزول إلى الساحة التعليمية بأربعة أطوار دفعة واحدة هو ضرب من المجازفة. وحبذا لو اكتُفي بالطور الثالث من المدرسة القرآنية ليواكب الطور ألإكمالي بمعدل مؤسسة -على الأقل- لكل ولاية فيصادف سني الجوائح المدرسية، ويقوم بدوره جليّا كعامل تكامل وتدارك في الحياة المدرسية، وحائل قوي دون ظاهرة التسرّب المدرسي، وأداة تقويم لبعض سلوكات المراهقة، كما أن الطور الثالث المقترح يعتبر مؤشرا حقيقيا لنجاح العملية، وبرهانا أمثل في أذهان المتعاملين على إمكانية تعايش هذا النوع من التعليم الذي هو ربّاني المنهج مع التعليم العمومي الجاري. وعندئذ يمكن أن يسمى هذا بالطور الأول ثم تنشأ مدارس جهوية تمثِّل الطور الثاني تُعنى بتخريج مختصين في علوم القرآن وفنون الأداء.ويكون القوام الهيكلي للمدرسة القرآنية طورين فقط:

يتكفل الأول باستكمال الــحفظ وإرساخ الفهم. ويهتم الثاني بالتوسع في القراءات والعلوم القرآنية.وبالتالي نخلص إلى المحتوى الإيجابي للنص القانوني المذكور آنفا، إذ أن القرار بقدر ما كان يرمي إلى ترشيد التعليم القرآني في نطاق التعليم العام الممنوح ببلادنا، بقدر ما يعمل على ترميم النسيج الاجتماعي بفتح سوق للعمل، وانتشال حشود من الشباب يكاد اليأس يعصف بها والحرمان يتخطفها، إضافة إلى أنها تبعث وتكرِّس ثقافة نابعة من أصالة هذا الشعب وقِيَمه.ويمكن رسم قوام المدرسة القرآنية على النحو التالي:

1-التوقيت: نفترض أن تشمل السنة الدراسية سداسيين:

(مفتتح سبتمبر إلى مختتم جانفي) و(منتصف فبراير إلى منتصف جويلية) بحيث يضم كل سداسي اثنين وعشرين أسبوعا (22) منها 20 أسبوعا للدراسة المحضة وأسبوعان للاستدراك والمراجعة والامتحانات (ينظر الجدول1 )

2-المنهاج

1-التلقين القرآني: يلقّن الفوج بكامله خلال كل يوم دراسي وعلى مدى أربعة أيام ثُمُنَ حِزْبٍ على أن يخصص اليوم الخامس لمراجعة وعرض ومدارسة النصف المحصَّل، وسرد جزء من القرآن، وذلك ضمن الحصة الثانية.
وهكذا تكون حصيلة كل سداسي عشرة أحزاب (حفظا وفهما). وحصيلة الطور الثالث: ستين حزبا (60). ويتم ترسيخ الحفظ خارج هذا الحيّز ،كناشئة الليل أو قرآن الفجر، وهما وقتان مبارك فيهما.

2-المواد المرفقة:

التفسير: وتكون حصته هي الأولى لأنه الشرح التمهيدي للنصيب القرآني المطلوب حفظه يوميا، أمّا في اليوم الخامس فيستعاض عن التفسير بالعلوم القرآنية كفنون الأداء والرسم والنسخ وأسباب النزول... الخ وتخصص حصة شهرية للتدريب على الخطوط.

تطلعات هذه المنهجية في مختلف صيغها

تَسْتَهْدِفُ الخطة تسهيل الصلة بين السجل الخالد وبين الفئة المتعطشة لتلقّيه، كما تُبشّر بإمكانية حفظ القرآن الكريم لمن خانهم الحظ وقت الإبّان، وتضع تصوّرا بسيطا لتوظيف هذه المنهجية في سائر المؤسسات ذات النشاط الاجتماعي أو الثقافي أو التكويني أو التقويمي، وهي فرصة لربّ العائلة إذا أراد أن ينظّم لقاءً يوميا لإشاعة الجوِّ القرآني داخل البيت، كما ترمي هذه المنهجية إلى تحقيق الأبعاد التالية:

1. تعويد التلميذ على التلاوة الصحيحة أداء وتذوُّقا وتأثُّرا باستخدام ما أمكن من الحواس بغية تدريبها على حسن التجاوب مع الخطاب الإلهي، وتربيتها على حسن الاهتداء بتعاليمه.

2. توثيق الصلة بين التلميذ (فكرا وقلبا) وبين الآيات القرآنية (تبصرة وذكرى) ترسيخا للعقيدة وتثبيتا للمثل، وإعدادا للعيش الكريم في كنف المنهج المعصوم

3. تمكين التلميذ من التشبّع بما يزخر به الكتاب العزيز من ألفاظ وتعابير، وعِبر وأحكام دعما لمستواه الفكري واللغوي، وربطا لذهنه بالمنبع الأصيل لتراثه الحضاري المجيد.

4. غرس علاقات حميمية بين الطفل والموسوعة الربانية كي يسهل اللقاء بينهما في كل مناسبة، لا سيما مع احتدام الصراع الناجم عن جموح الهوى، وطغيان الفراغ، أو المنجر عن الهواجس النفسية ونزوات الغريزة.

5. ممارسة الإقبال على ذكر الله تمهيدا للتفقه في الدين، وتقربا إلى الله، واستدرارا لرحماته، وتعرُّضا لنفحاته كلّ هذه المقاصد النبيلة، عمدنا في مناهجنا التربوية على الحيلولة بينها وبين ناشئتنا ؛ إمَّا لفَرْطِ وُلُوعِنَا بالتقاليد التغريبية الضالّة عن الطريق الرابط بين الخالق والمخلوق، أو لاعتقادِ مستورديها بأنها الضمانة المثلى لبقائهم في سدّة توجيه الأجيال خدمة للغثائية وتكريسا للوهن.

6. تغذية الحصص التربوية والدعوية على صعيد الإعلام المرئي والمسموع، أملا في تشكيل رصيد ثقافي يكون مددا معطاء وقواما صلبا لقناة شأنها نشر التراث الوجداني ميسّرا ومبسّطا على غرار بعض الدول الشقيقة.

ولا تكلف الوزارة الوصية إلا تحسيس هيئاتها -عبر الوطن- ثم تحيل على كل نظارة ومعهد مهمة التكفل بحزب واحد (16مذكرة) معرفيا وتقنيا يذاع -يوميا-خلال حصة تناهز نصف ساعة وتحتوي على شقين:

1-التلقين: يعنـى بالتعويـد على رواية ورش، وفق النسق المألوف:في مراحل التلاوة: فردا فردا ثم جماعــة. وبموازاة ذلك تسجل المناسبة وسبب النزول، التفسير والترجمة لبعض العبارات،ثم الجانب اللغوي والبلاغي والأدائي (باختصار)

2-المدارسة: تدور المناقشة حول المعنى العام لمحتوى المذكرة مع التطرق إلى أحكام فقهيــة ومدلولات علميــّة وتأمــّلات فكريّــة ومسكها قراءة نموذجية وضمانا لجودة التحضير ووحــدة التصـوّر، تعقد لقــاءات وطنية وجهوية تهتم بفنيات الإخراج شكلا ومضمونا خلوصـا إلى وضـع نمط مشـوق وهـادف، يحظى برضـا الجمهور المتعامل انطلاقا من البيت وعبـر مختلف المؤسسـات الإيوائيـة (جامعـة، زاوية، مشفـى، مركـز تدريـب أو تكوين، محتشد...) كل ذلك هين أمام الظفر بالسكينة والفوز بالرحمة وتنويه ملأ السماء، حسب وعد الصادق الأمين سيد ملأ الأرض فطوبى للفائزين

-علوم السنة: وتكون ضمن الحصة الثالثة لتشمل فقه السنة والسيرة، أمّا في اليوم الخامس فيستعاض عن ذلك بتقديم حصة نصف شهرية لكل من المصطلح والعقيدة (تناوب).

-قواعد اللغة: (من إعراب وصرف) فتحظى بالحصة السادسة، ويعنى اليوم الخامس بفنون البلاغة والعروض والمناهج (بمعدل حصة شهرية لكل فن).كما يمكن أن تخصص حصة من حصصها للغة حية. ويمكـن أن نستبيــن ذلك من هذيــن الجدولين القابلين للتعديل مع واقع الهيئة المشرفة والمنشآت المتوفرة.(ينظر الجدولان: 1، 2)

يتبع...









 


قديم 2007-09-30, 01:19   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الأمير
مُؤسِّس الموقع
 
الصورة الرمزية الأمير
 

 

 
الأوسمة
وسام الامير المميز المدير المثالي 
إحصائية العضو










افتراضي أولوية الاهتمام بالتعليم القرآني ...تابع


ثالثا: صيغة الحلقة القرآنية

[align=center][/align]

أمّا طريقة الحلقة القرآنية فنلخصها كالتالي:

1- التوقيت: يستغرق المسار التعليمي للحلقة الواحدة أربع سنوات دراسية تبعا لأرباع المصحف الشريف. (ينظر الجدول رقم 3)

- تضم السنة الدراسية 46 أسبوعا: مطلعها الأسبوع الافتتاحي ويقتسم الباقي على خمس ثنائيات دراسية متساوية.
- قوام الثنائية شهران كاملان أو تسعة أسابيع، بحيث يخصص منها الأسبوع التاسع للاستدراك الشامل.
ويعتبر يوم الجمعة يوم الراحة الأسبوعية.

- يشمل التوقيت اليومي ثلاث حصص ذات 90 دقيقة، توزع كالتالي:
- الحصة الأولى (الإعدادية) للفوج رقم: 01، توقيتها: 8 - 9 والنصف.
- الحصة الثانية (الإعدادية) للفوج رقم: 02، توقيتها: 11 - 12 والنصف.
- الحصة الثالثة (التجميعية) للفوجين معا، توقيتها:5 والنصف - 7 فيكون الحجم الساعي للتلميذ -يوميا- 03 ساعات، وللمعلم: 4.5 ساعة.
ويكون الحجم الساعي للتلميذ-أسبوعيا- 18ساعة، وللمعلم: 27 ساعة.
- لضبط حضور التلميذ والتعرف عليه -جيدا- يجب مسك سجل للقيد.


2-التلقين: يلقّن التلميذ يوميا نصيبا قرآنيا محدودا يدعى " بالمذكرة " يقدر بحوالي نصف الثمن (16/1من الحزب) خلال الحصة الإعدادية والتجميعية. ويمكن أن يدمجا في صيغة المدرسة المسائية.
- تعنى الحصة الإعدادية بحسن الأداء وجودة الترتيل ومحاولة الفهم، وتنقسم إلى مراحل متساوية تشمل المراجعة والترتيل والتدوير والحدر (جماعيا)، تتخللها القراءة الفردية والتعرض لمباني ومعاني محتوى المذاكرة القرآنية، كما تعنى الحصة التجميعية بالتمكن من الحفظ والاستيعاب، وتشمل الاستدراك والاستظهار والمراجعة العامة.
- يراعى في عملية التلقين: الاعتماد على المصحف، وتطبيق أحكام التجويد وعلامات الوقف مع التحـلّي بـآداب التـلاوة (طهارة - ترتيل - تدبر)، واستعمال ما أمكن من الوسائل السمعية البصرية. (كالحاسوب مثلا).
- يجب أن يتصرف في حجم المذكرة والتوقيت نزولا عند مقتضيات موضوعية، وقد تكون في شكل حلقة مسائية (بين المغرب والعشاء) تيمّنا بقوله ((ما اجتمع قوم... )) الحديث.


3- المميّزات:
- اعتبار الأداء الجيد والإطلاع الحسن أثناء التعامل مع كتاب الله.
- الانسجام مع طرق التدريس المطبقة على بعض أنشطة اللغة العربية.
- مراعاة تنظيم الوقت وضبط عمل التلميذ والمعلم مما يتطلب الجد والاجتهاد منهما أملا في حفظ وتحفيظ وفهم كلام الله تعالى، وهذا التوقيت يقترح على مديري الابتدائيان الراغبين في احتضان كتاتيب بمدارسهم لتخفيف عبء التوفيق بين توقيت المدرسة والكُتَّاب.
وبالإمكان إدماج هذه الصيغة في المؤسسات ذات النظام الداخلي (كالزوايا... بتبني التوقيت المعروض في الجدول رقم 05.)


[align=center]الخاتـــــــمة[/align]

إنّ تطوير التعليم القرآني أضحى يطرح نفسه بإلحاح وحِدّة على هذه الأمة المحسوبة على الإسلام، إنْ هي أرادت -فعلا- أن تلتحق بركب خيِر أمةٍ أخرجت للناس، ولا نحسب ذلك إلاَّ يسيرا على أنظِمَةٍٍ ٍدينها الإسلام، فيكون من البداهة بمكان، أن تظفر بالأولوية المحافظة على هذا التراث العظيم وتيسير تناوله وممارسةِ تعاليمه مع أن هذه المحافظة، وهذا التيسير مكتوب لهما البقاء - أبدا - لقوله تعالى: ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )[الحجر:9]، وقـوله: ( وَلَقـَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكـــــِر)[القمر:15]. ولكن كُتِب شرف هذه الصيانة للأمّة المحمدية... فهل آن لنا الأوان أن نصطلح مع خطاب خالقنا، ونتلوه حق تلاوته، بأن تتكافأ فيها حظوظ اللسان أداء، والعقل إمعانا، والهمّة تعلُّقا، والوجدان تدبُّرا، والنفس امتثالا. تلاوة تكون روحَ تنظيِرنا، وتصوُّرنا سواء في برامجنا التربوية أو الإعلامية أو التثقيفية أو السياسية.

تلاوة تَقينا شرَّ غِوايةِ الغاوين، وتعدو بنا إلى انتشال المحرومين، لا سيما ونحن في دهر عزَّتْ فيه الفضيلة وندرت فيه السعادة، وأصبح الخير فيه يمثِّل الاستثناء، دهر ساده تأزُّمٌ نفسي، وطبعه خواء روحي، وميّزه تغْييبٌ للضمير فنهيب بالدولة التي أنعم الله عليها بدين لا إكراه فيه، ولا محيد عنه، ولا مساومة به، أن تعمل على النهوض الحقيقي بهذا النوع من التعليم لنودِّع إلى الأبد هاجس انخفاض المستوى الفكري والأخلاقي للأجيال المتلاحقة، ونستعيد -بالتدرُّج- ما سُلب منّا من أسباب العزِّ ووسائل التمكين وإن نحن صرفنا وجهتنا عن هذا المنبع الأصيل وهذا الحرم الآمن نكون قد تركنا تربيتنا ضحيّة للاختلال وتعليمنا فريسة للاعتلال ووطننا نهبا للاحتلال.

وأملي أن لا يكون هذا الطرح البسيط صيحة في واد، بل أتمنّى أن يعتبر إثراءً لشرح النصوص القانونية التي سبكت ملمح المدرسة القرآنية، وإثارةً لمشاريع قانونية قد تنادي باعتبار التعليم القرآني أحد مقوِّمات المنظور التربوي الشامل، تطلُّعا إلى التأسِّي بالمجتمع الرِّسالي الذي لا يصلح آخره إلاّ بما صلح به أوّله، وهي منزلة لا تُنال إلاّ بأن نتعلّم القرآن ونعلِّمه ونعمل به، ((فمن عمِل به أُجر، ومن قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم))

والله نسأل أن يوفقنا إلى ما فيه صلاحنا دينا ودنيا وصلى الله على سيدنا محمد وبارك وسلم تسليما وعلى آله وصحبه والتابعين.


[align=center][/align]

[align=center][/align]










قديم 2010-04-03, 19:51   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
طيور السلام
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية طيور السلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










قديم 2010-04-03, 23:56   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ب.علي
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية ب.علي
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيراً
أخي










 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:15

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc