للإيمان روائح ولوائح

[عاشق العفة]

للإيمان روائح ولوائح :
ديننا دين عزة، والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين ،والعزة لاتـُنال بغير الإيمان ولا عزة حيث لا يكون إيمان ،والعزة لا توزّع ولا توهب كيفما هب ودب .
ما كان للهامات أن تنحني لو كان فينا عزة المسلم
قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية مؤرخا لأحداث سنة 187هـ قال : وفيها نقضت الروم الصلح الذي كان بينهم وبين المسلمين، الذي كان عقده الرشيد بينه وبين رني ملكة الروم الملقبة ب: أغُسطَه.وذلك أن الروم عزلوها عنهم وملكوا عليهم النقفور، وكان شجاعا، فكتب نقفور إلى الرشيد: من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب، أما بعد فإن الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرّخ – طائر كبير-، وأقامت نفسها مقام البيدق-طائر صغير لا يطير يمشي على قدميه-، فحملت إليك من أموالها ما كنت حقيقا بحمل أمثاله إليها، وذلك من ضعف النساء وحمقهن، فإذا قرأت كتابي هذا فاردد إليَّ ما حمِلَته إليك من الأموال وافتد نفسك به، وإلا فالسيف بيننا وبينك- يهدد من؟ يهدد هارون الرشيد-.
فلما قرأ هارون الرشيد كتابه أخذه الغضب الشديد حتى لم يتمكن أحد أن ينظر إليه، ولا يستطيع مخاطبته، وأشفق عليه جلساؤه خوفا منه، ثم استدعى بدواة وكتب على ظهر الكتاب: بسم الله الرحمن الرحيم، من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم.
قد قرأت كتابك يا بن الكافرة، والجواب ما تراه دون ما تسمعه والسلام.
ثم شخص من فوره وسار حتى نزل بباب هرقلة ففتحها واصطفى ابنة ملكها، وغنم من الأموال شيئا كثيرا، وخرب وأحرق، فطلب نقفور منه الموادعة على خراج يؤديه إليه في كل سنة، فأجابه الرشيد إلى ذلك. انتهى كلامه.
الخبر ما ترى لاما تسمع ..السؤال الذي أسأله نفسي وأسألكم إياه: أين ذهبت العزة ؟! أين ذهبت العزة التي كنا يوما نفاخر بها فنسموا على أمم الأرض ! ماذا أصاب أمتنا حتى تستكين؟! وماذا وراء هزيمتنا أمام المغضوب عليهم والضالين ؟!
1-أما كانت لنا الصافنات الجياد * * * نصول على الظالم المجرمِ
2-وكانت لنا عزة المؤمنين * * * نباهي بها هامة الأنجُمِ
3-فماذا دهانا لنرضى الهوان * * *أناخ على القدس في مأتمِ
4-يُلوّث بالرجس ساحاتها * * * ويختال في ليلها المظلم
لعلكم مثلي تتسائلون وإليكم ردّا وجوابا على هذا السؤال:
5-رسولَ الهدى لو تبعنا خطاك *** وكنا مع الله لم ننهزِمِ
نعم وبأعلى الصوت :هجرنا خطى سيد المرسلين ووضعنا أيدينا مع المغضوب عليهم والضالين ، وحاربنا الله جهارًا فأذلّنا بعد أن كنا سادات الأرض ..أليست هذه بيوت المسلمين التي تبيت على الموسيقى والألحان وجراحات المسلمين في كل مكان ، أما صنعت الشاشات والقنوات في بيوت المسلمين عجب العجاب؟! أما دنّس أحفاد القردة والصليبيون والوثنيون أعراضنا ؟!أما قتلوا شبابنا وأهانوا شيبنا ؟! أما يتّموا أطفالنا ورمّلوا نساءنا؟! أما هدّموا مقدساتنا ومساجدنا؟!..ومع كل هذه المآسي لازالت أمتنا في ضياع..ما بين مقاهي خمر ليليّة ونوادٍ للقمار وفي أحضان بنات الهوى والفجار ، وتاهت أمّتنا ما بين آراءٍ مطروحه وحلول مقبوحه ،تاهت أمّتنا ما بين فنٍّ وإعلام واستسلام بعد أن كان شعارنا الأخّاذ ( الله أكبر) ..استبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير !
اسمع بارك الله فيك اسمع رعاك الله :استطاع هارون رحمه الله أن يسيّر الجيوش ويقهر الروم لأن خلفه آلاف من الشباب الذين يغارون على دينهم ويُدافعون عن أعراضهم وما كان هارون أن يفعل ذلك بمفرده وما كان لهارون أن يفعل ذلك بمفرده ..فأين الشباب اليوم ؟!أين الصادقون ؟! أين الذين يتوبون ثم يستقيمون ويصدقون؟!.... إن الأمة اليوم في أمسّ الحاجة لشبابها وفتياتها الذين يعتزون بدينهم ويتمسّكون بعقيدتهم ويفخرون بماضيهم التليد ..ووالله ...ووالله الذي لاإله إلا هو لازال في أمتنا خير وفي شبابنا خير وفي فتياتنا خير .
أهمِسُ لكِ أيتها الغالية همسة مع البداية :كانت هناك فتاة عابدة صوّامة قوّامة في عمر الورود والأزهار من بنات هذا الجيل ، تقدم لها شابٌّ فتردّدت ! فقيل لها لماذا التردُّد ؟ لماذا لا توافقين؟! .قالت: أحب الصيام والقيام . فقيل لها:إنّ خدمة الزوج عبادة وقربة إلى الله ، وأنت في خير وعبادة.فاستخارت ثم قطعت التردد بالموافقة ، وقالت لكن بشرط وشرط واحد ليس لي شرطٌ سواه .قالوا وما هو؟ .قالت- واسمعي بارك الله فيك – قالت:أن يأذن لي بصيام ثلاثة أيام من كل أسبوع فهي تعلم أن صيام النافلة لابد أن يكون بإذن زوجها فأخبروه ففرح بالشرط ووافق ، وفرحت هي بموافقته وزُفّت إليه عروساً، وبُني بيتٌ على تقوى من الله ورضوان ...الله أكبر ..نريد بيوتا تُبنى على مثل هذا ، على تقوى من الله ورضوان ليتخرّج منها الرجال والأبطال ...
وإليكَ أنتَ أيضًا همسة مع البداية ..اعلم رحمك الله أن كل الأبطال تخرجوا من مدرسة الليل ،ففي الظلام تعلّموا الإخلاص والإقدام .. اعلم بارك الله فيك :إنك لن تكون فارسا مغوارًا بالنهار حتى تتعلّم الفروسية والرهبانية بالليل ...أُخبِرتُ عن شاب نحيل الجسم كثير الحياء قليل الكلام همُّه الإسلام والعمل للدّين لم يتجاوز السّابعة والعشرين من عمره ولكنه ذو رأي وقول سديد والرّجولة لا تُعدُّ بالسّنينِ ولابالأعمار.. يقول أحد الشباب :رافقته مرارا في رحلاتٍ دعوية كم أصابنا فيها من التعب والإرهاق والمشقة والعنا لكنه فمع هذا رأيتُ منه عجب العجّاب !كان صاحب قيام الليل وليس بأيِّ قيام بل قيامٌ طويلٌ تتعبُ منه الأقدام ، أحبتي كثير هم الذين يقومون ولكن أين قيام من قيام ، يقول الشاب عن صاحب الجسم النحيل :كان يقوم بالليلة الواحدة بخمسة أجزاء من القرآن الكريم ، وما تخلّف عن ذلك ليلة واحدة مهما كانت الظروف والأحوال ...قلت أنا : هكذا هم الصادقون كما قال الله عنهم كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) الذاريات :16-17.هكذا هم الصادقون كما أخبر تبارك وتعالى عنهم: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) )(السجدة).
إنّ أمّة تمتلك أمثال هؤلاء الفتيات والفتيان أمّةٌ لا تـُقهر بإذن الله ، أمّةٌ لا تـُقهر وتُغلبُ بإذن الله ولكنّها وضع تحت لكنّ خطوط... لكنها تمتحن وتُبتلى حتى يأتي أمر الله وحينها يفرح المؤمنون وحينها سيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ٍ ينقلبون.