اتفقت النقابات المنضوية في التكتل الرافض لقرار الحكومة إلغاء التقاعد النسبي، والمتمسك بضرورة إشراك النقابات المستقلة في إثراء قانون العمل، على تنظيم يوم دراسي يوم 30 جويلية لتشريح منظومة الشغل في الجزائر والتطرق إلى كل جوانبها، بما فيها التجاوزات المسجلة التي تحتاج إلى تعديلات لحماية حقوق العمال.
وحسب ما صرحت به النقابات المنخرطة بالتكتل لـ “الخبر”، فإن اجتماعهم، أمس، بمقر الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين الذي يدخل ضمن اللقاءات الدورية، كان مقررا فيه مناقشة الصيغة النهائية للمراسلتين الموجهتين إلى كل من رئاسة الجمهورية والوزارة الأولى، حيث توسعت المناقشة، توصّلوا خلالها إلى صيغة مشتركة؛ وهي تضمين المراسلتين حقهم كشركاء اجتماعيين في إبداء رأيهم في مختلف القضايا، بما فيها التي تخص العمال وتتعلق بمصيرهم . وتطرقت أيضا إلى أهمية هذا الحوار لتفادي انعكاسات سلبية مستقبلا، تزامنا مع حالة التوتر المسجلة بمختلف قطاعات الوظيف العمومي، خاصة بعد القرارات المتتالية للحكومة، التي تسببت في حالة احتقان يطالب فيها كل العمال، ومن دون استثناء، بالخروج في احتجاجات وطنية للتعبير عن رفضهم للقرارات المتخذة، وعلى رأسها إلغاء التقاعد النسبي الذي يعتبره العمال حقا مكتسبا لن يتخلوا عنه، وليس للحكومة أي مبرر، حسب النقابات، في حرمان العمال منهم، لأنه يوم تم سنّه كانت البلاد تعيش في ظروف اقتصادية أسوأ مما هي عليه اليوم، بالإضافة إلى محاولة تمرير قانون العمل دون استشارتهم فيه، وآخرها تصريحات الوزير الأول حول عدم الزيادة في الأجور خلال المرحلة المقبلة.
وتتمثل أهمية فتح الحكومة للتفاوض مع النقابات المستقلة، حسب المراسلتين، في إبداء وجهات النظر، واقتراح حلول من شأنها حماية الاقتصاد الوطني وحماية حقوق العمال في آن واحد.
في المقابل، أجمعت النقابات على تنظيم يوم دراسي يوم 30 جويلية، سيتم خلاله التطرق إلى كل تفاصيل منظومة الشغل في الجزائر، وأهم النقاط السلبية بها، التي أدت إلى تسجيل تجاوزات بالجملة في المؤسسات وألحقت أضرارا بالعمال، وأهم المحاور التي تسعى النقابات لإدراجها في القانون الجديد لتفادي تكرار هذه التجاوزات، التي يمكن، حسبها، أن تستمر إذا تم تمرير قانون العمل دون إشراك النقابات فيه، وهو اليوم الدراسي الذي سيشارك فيه خبراء في مختلف المجالات. كما سيكون اليوم الدراسي، حسب النقابات، مناسبة لتحديد تواريخ وأشكال الاحتجاج المعلن عنه في اللقاء الماضي.