بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
أما بعد فهذه هي الحلقة الخامسة عشر حول كيفية تربية الأطفال تربية إسلامية فبعدما تحدثنا أولا عن تعليم الطفل البسملة قبل تناول الطعام .
وثانيا عن الحمد بعد الإنتهاء من الأكل .
وثالثا عن الأكل باليمين في الطعام و سنة التيمن أي الأكل باليد اليمنى .
و رابعا الأكل ما أمامه وعدم الأكل ما أمام الأكلة الآخرين .
خامسا عن عدم الأكل من وسط الطعام بل حاشية الصحن أو القصعة أو الصحفة و سادسا عن عدم الحشو أثناء الأكل .
و سابعا عن الأكل عند الحاجة والجوع ومع الجماعة أحسن .
وثامنا عن عدم الأكل مما بين أيدي الآخرين .
و تاسعا عن عدم ترك اللقمة إذا سقطت بل يزيل عنها الأذى ثم يأكلها و لا يدعها للشيطان .
وعاشرا عن عدم ذكر عيوب الطعام و أن يأكل ما يشتهي ويترك ما يكره
الحادي عشر عن ضرورة تعليم الأطعمة التي كان يحبها الرسول صلى الله عليه وسلم أن يأكلها لأطفالنا الصغار .
و الثاني عشر عن الأطمعة التي لا يحبها الرسول صلى الله عليه وسلم أن يأكلها أو يكرهها وأيضا الأطعمة المحرمة في ديننا الإسلام .
والثالثة عشر عن آداب الشرب وهو البسملة قبل الشرب.
و الرابعة عشر تعليم الطفل الحمد بعد الإنتهاء من الشرب و أشياء أخرى .
و نتناول في هذه الحلقة تعليم الطفل المسلم أو الطفل عدم الشرب من ثلمة الإناء المكسور حتى لا يؤذي نفسه .
فقد جاء في سنن ابو داود في باب في الشرب من ثلمة القدح رقم 3724 حدثنا أحمد بن صالح حدثنا عبد الله وهب أخبرني قرة بن عبد الرحمان عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عثبة عن أبي سعيد الخذري أنه قال : "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشرب من ثلمة القدح و أن ينفخ في الشراب ".
وقال الإمام ابن حبان رحمه الله في صحيحه في الجزء 12 الصفحة 135 :
"ذكر الزجر عن الشرب في الثلم الذي يكون في الأقداح و الأواني ".
كما أن الإمام المناوي رحمه الله في التيسير بشرح الجامع الصغير علل أن النهي عن الشرب لأن الوسخ و الزهومة تجتمع فيه و لايمكن غسله .
قال محمد شمس الحق العظيم آبادي : يحتمل أن يكون المعنى في ذلك أن موضع الثلمة لا يناله التنظيف التام إذا غسل الإناء فيكون شربه على غير نظافة و الكراهة لا تتعلق بالكوب و إنما تتعلق بالجزء المكسور فقط و هو الثلمة فإذا شرب من غير الثلمة فلا كراهة .
والنهي نهي كراهة عند أئمة الإسلام كما ذكر ذلك الإمام ابن عبد البر، قال الإمام الطحاوي في شرح معاني الآثار: وقد قال قوم: إنما نهى عن ذلك لأنه الموضع الذي يقصده الهوام فنهى عن ذلك خوف أذاها.
وعلل الخطابي النهي بأنه إذا شرب منه تصبب الماء وسال قطره على وجهه وثوبه ، لأن الثلمة لا يتماسك عليها شفة الشارب كما يتماسك على الموضع الصحيح من الكوز و القدح وعلل النهي بأن الجزء المكسور أو الثلمة لا يتم تنظيفهاجيدا فيحتمل أن تتراكم عليها الأوساخ
جاء في الجزء الثالث الصفحة 80 لمسند الإمام أحمد بن حنبل حدثنا هارون قال حدثنا وهب قال أخبرني قرة بن عبد الرحمان عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي سعيد الخذري قال : "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشرب من ثلمة القدح و أن ينفخ في الشراب ."
و من خلال ما سبق يتضح لنا أن الدين الإسلامي دين حضارة يدعو في مقاصده السامية الحفاظ على الصحة و على النظافة وعلى النفس البشرية و أنه دين يصلح لتوجيه الأطفال ولقيادة الأمم و سائر الأجيال في أي مكان و زمان وأنه لم يترك صغيرة و لا كبيرة إلا خاض فيها و أعطى التوجيهات اللازمة و النصائح المفيدة من خلا ل القرآن أو السنة النبوية الشريفة المطهرة أو من خلال الصحابة الكرام أو التابعين أو تابعي التابعين أو العلماء لهذا قد يستغرب القارئ لماذا أدعو إلى تعليم الطفل عدم الشرب من ثلمة الإناء المكسور لأبين أن الإسلام بحر وما نقدمه كل يوم ما هو إلا نقطة من بحر و أننا من حقنا أن نتحدث في هذا الدين من ألف إلى ياء ومن الإبرة إلى الصاروخ نتكلم عن الأشياء الدقيقة الصغيرة كما نتحدث عن العظائم و الأشياء المهمة وأن حتى الحديث عن نقطة صغيرة نستخلص منها أفكار مهمة و فوائد لا حصر لها .
لهذا نقول يجب تعليم الطفلة المسلمة أو الطفل المسلم عدم الشرب من ثلمة الإناء المكسور حتى لا يجرح طفلنا شفتيه و لسانه .
تعليم الطفل عدم الشرب من ثلمة الإناء المكسور حتى يتعلم أدب الشرب و التركيز و الانضباط .
تعليم الطفل عدم الشرب من ثلمة الإناء المكسور لإمكانية وجود زجاج مكسور أو أعواد أو أشياء قذرة خطيرة قد سقطت بدون أن يتفطن إليها أحد .
تعليم الطفل عدم الشرب من ثلمة الإناء المكسورحتى لا يكن متهورا .
تعليم الطفل عدم الشرب من ثلمة الإناء المكسور لتمييز بين الأشياء الخطيرة و الغير خطيرة .
تعليم الطفل عدم الشرب من ثلمة الإناء المكسور حتى لا ينحر نفسه بنفسه .
تعليم الطفل عدم الشرب من ثلمة الإناء المكسور ليعرف قيمة الشفتين و اللسان و اللثة و الأسنان .
تعليم الطفل عدم الشرب من ثلمة الإناء المكسور للمحافظة على حاسة الذوق
تعليم الطفل عدم الشرب من ثلمة الإناء المكسور حتى لا يصاب بظاهرة اللامبالاة .
وتعليمه قد يكون بصفة مباشرة إذا كان هناك إناء مكسور فنقوم بنهيه أو تحذيره من الشرب منه أو بطريقة غير مباشرة أن نحكي له أن هناك طفل مثلا يوجد في المستشفى و في حالة خطيرة لأنه شرب من إناء مكسور حتى يترسخ له خطورة التهور و الشرب من إناء مكسور وقد يقول البعض مثل هذه الأشياء غير موجودة في وقتنا الحاضر نرد إننا عندما كنا أطفال عندما نشتري قارورات زجاجية لمشروبات نقلبها فإذا سالت منها قطرات نرجعها إلى البائع ونقول له أنها مكسورة ونطلب أخرى لا تسيل أي أنها غير مكسورة فنشتريها كما أن البائع يتفحص القارورات الزجاجية الفارغة قبل أن يمنحنا المملوء و يتأكد هل بها عيب و خاصة من فم القارورة هل هو مخدوش أو مكسور لهذا نقول أن السنة النبوية الشريفة أدركت خطورة ثلمة الإناء المكسور فنهانا رسول الله الشرب منها و حذرنا منها فله منا جزيل الشكر .
لهذا يجب تعليم الطفل أن لا يخدع بأن يشتري قارورة مكسورة من فمها .
فقد جاء في صحيح البخاري حدثنا آدم حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي سعيد الخذري رضي الله عنه قال : "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم اختناث الأسقية ". يعني أن تكسر أفواهها فيشرب منها . وفي صحيح مسلم الجزء الثالث الصفحة 1600 وحدثنا عمرو الناقد حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله عن أبي سعيد قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم اختناث الأسقية"
وحدثني حرملة بن يحيي أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي سعيد الخذري أنه قال :" نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اختناث الأسقية أن يشرب من أفواهها "
هذا ما وفقني الله في كتابته عن أصول التربية في الإسلام وبالخصوص في آداب الشرب إن أصبت فمن الله و إن أخطأت فمن نفسي و الشيطان ونسأل الله الهداية و التوفيق و أطلب تصحيح أي خطأ في الفكرة أو الحديث أو الإملاء أو الأسلوب و تنبيهي ولكم الأجر و جزاكم الله خيرا مسبقا وأختم فأقول أللهم أرنا الحق حقا و أرزقنا إتباعه و أرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه وإلى اللقاء إن شاء الله في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبراكاته واستودعكم الله أماناتكم ودينك وخواتيم أعمالكم.