|
قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2016-06-11, 15:11 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
من قصص السعداء والأشقياء
بسم الله الرحمن الرحيم وبعد ... فإن المتأمل لواقع الناس يجدهم لا يخلون من حالين؛ إما سعداء أو أشقياء كما بيَّن الله سبحانه حالهم في سورة الحاقة: }فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ{ [الحاقة 19-37]. فمن أخذ كتابه بيمينه فهو السعيد، ومن أخذ كتابه بشماله فهو الشقي، فمنطلقًا من هذا كتبت هذه الرسالة وضمنتها قصصًا لكل من الفريقين؛ السعداء والأشقياء؛ وذلك لما للقصة من تأثير في السامع والقارئ، كما قال تعالى: }فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ{ [الأعراف: 176]. سائلاً المولى أن ينفع بها من قرأها أو سمعها، والله ولي التوفيق. ما هي السعادة فالحياة الطيبة هي الحياة السعيدة، وإن كان صاحبها فقيرًا معدومًا لا يملك من حطام الدنيا شيئًا ولم يتول من مناصبها شيئا، ولله در القائل: ولست أرى السعادة جمع مال ***ولكن التقي هو السعيد وفقني الله وإياك إلى طريق السعادة وجعلنا من السعداء في الدنيا والآخرة.وتقوى الله خير الزاد ذخرًا ***وعند الله للأتقى مزيدٌ من قصص السعداء قال الإمام أحمد: حدثنا عفان حدثنا حماد عن ثابت عن كنانة عن أبي برزة الأسلمي، قال: إن جليبيب كان امرءًا يدخل على النساء يمازحهن ويلاعبهن، فقلت لامرأتي: لا تدخلن عليكن جليبيب؛ فإنه إن دخل عليكن لأفعلن وأفعلن. قالت: كانت الأنصار إذا كان لأحدهم أَيم لم يزوجها حتى يعلم هل للنبي صلى الله عليه وسلم فيها حاجة أم لا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل من الأنصار: «زوجني ابنتك». قال: نعم وكرامة يا رسول الله ونعمة عين، فقال صلى الله عليه وسلم: «إني لست أريدها لنفسي». قال: فلمن؟ قال صلى الله عليه وسلم: لجليبيب. فقال: يا رسول الله، أشاور أمها. فأتى أمها فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ابنتك. فقالت: نعم، ونعمة عين. فقال: إنه ليس يخطبها لنفسه؛ إنما يخطبها لجليبيب. فقالت: أجليبيب ابنه؟ أجليبيب ابنه؟ ألا لعمر الله لا نزوجه. فلما أراد أن يقوم ليأتي رسول الله فيخبره بما قالت أمها قالت الجارية: من خطبني إليكم؟ فأخبرتها أمها؛ قالت: أتردون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره؟ ادفعوني إليه؛ فإنه لن يضيعني. فانطلق أبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: شأنك بها. فزوجها جليبيبا. قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة له، فلما أفاء الله عليه قال لأصحابه رضي الله عنهم: هل تفقدون من أحد؟ قالوا: نفقد فلانًا ونفقد فلانًا. قال صلى الله عليه وسلم: «انظروا هل تفقدون من أحد». قالوا: لا. قال صلى الله عليه وسلم: لكنني أفقد جليبيبا. قال صلى الله عليه وسلم: «فاطلبوه في القتلى». فطلبوه فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه، فقالوا: يا رسول الله، ها هو ذا قد قتلهم ثم قتلوه، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام عليه فقال: «قتل سبعة وقتلوه، هذا مني وأنا منه». مرتين أو ثلاث، ثم وضعه رسول الله على ساعديه وحفر له، ماله سريرٌ إلا ساعد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم وضعه في قبره ([1]). فانظر يا أخي في الله كيف أن هذا الصحابي باع دنياه واشترى آخرته وقدم نفسه قربانًا إلى الله؛ لأنه يعلم أن السعادة في طاعة الله، وانظر إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «هو مني وأنا منه»؛ أي على هديي وسنتي وطريقتي، وهذا إيماءٌ من النبي صلى الله عليه وسلم أن جليبيبا قتل شهيدًا، وهو بإذن الله من أهل الجنة؛ فهذه السعادة الحقيقية. ([1]) رواه أحمد تفسير ابن كثير سورة الأحزاب 36 وأصله في صحيح مسلم ج6.
|
||||
2016-06-11, 15:19 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
القصة الثانية فعن سعيد بين جبير([2]) رضي الله عنه قال: مات ابن عباس بالطائف فجاءه طائر لم ير على خلقته، فدخل نعشه، ثم لم ير خارجًا منه، فلما دفن تليت هذه الآية على شفير القبر لا يُدري من تلاها: }يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي{ [الفجر: 27-30]. فانظر يا أخي المسلم إلى هذا الصحابي الجليل الذي كان حافظًا لكتاب الله وعاملاً به كيف أسعده الله وأحسن خاتمته بأن يتلى القرآن على قبره بعد موته. ([1]) رواه الترمذي عن ابن عباس، وقال حديث حسن صحيح. ([2]) وهذه قصة صحيحة متواترة كما قال الذهبي في سير أعلام النبلاء وانظر تخريجه في حاشية السير (3/358). |
|||
2016-06-11, 15:21 | رقم المشاركة : 3 | |||
|
القصة الثالثة قصة عمر بن عبد العزيز عن المغيرة بن حكيم قال: حدثتني فاطمة امرأة عمر قالت: كنت أسمع عمر كثيرًا ما يقول: اللهم أخف عليهم موتي ولو ساعة. فقلت له يومًا: لو خرجت عنك فقد سهرت يا أمير المؤمنين؛ لعلك تغفو. فخرجت إلى جانب البيت الذي كان فيه فسمعته يقول: }تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ{ [القصص: 83]. ففاضت روحه وهو يردد هذه الآية. |
|||
2016-06-11, 15:23 | رقم المشاركة : 4 | |||
|
القصة الرابعة كان شيخ الإسلام رحمه الله عالمًا مجاهدًا في سبيل الله بلسانه وبقلمه وسيفه داعيًا إلى السنة ومحاربًا للبدعة، لا يخاف في الله لومة لائم، فعندما صدع بالحق حسده كثيرٌ من علماء زمانه فوشوه على الخليفة ورموه بالابتداع، فسجن أكثر من مرة وأوقف عن التدريس، ولكن هذه لم تفت في عضده أو تبعده عن الدعوة وفي آخر مرة وشوه إلى الخليفة فسجن في سجن القلعة في سجن انفرادي ومنع من التأليف وسحبت منه الأقلام والمحابر فقال رحمه الله: ما يفعل أعدائي بي، أنا حديقتي وبستاني في صدري، أنى ذهبت فهي معي؛ فإن قتلوني فقتلي شهادة وإن شردوني فتشريدي سياحة وإن سجنوني فسجني خلوة، فسدَّ شيخ الإسلام بهذه الكلمات على أعدائه جميع المنافذ التي يريد أعداؤه أن ينتقموا منه عن طريقها؛ فبعد سحب الأقلام والمحابر بدأ شيخ الإسلام رحمه الله بتلاوة كتاب الله حتى ختمه ثمانين مرة، فعندما شرع في الواحد والثمانين وأتى عند قوله تعالى:}إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ{ [القمر: 54-55]. فتوفاه الله عند هذه الآية، ثم شرعوا في غسل الشيخ رحمه الله فما فرغوا منه حتى امتلأت القلعة وضج الناس بالبكاء والثناء والدعاء والترحم، ودخلوا بالجنازة إلى الجامع الأموي والخلائق فيه بين يدي الجنازة وخلفها وعن يمينها وشمالها ما لا يحصي عدتهم إلا الله سبحانه وتعالى، فصرخ صارخ وصاح صائحٌ، هكذا تكون جنائز أئمة السنة، فصلى عليه خلق كثير لا يحصيهم إلا الله حتى إن الحوانيت أغلقت في ذلك اليوم. كل ذلك دلالة على حب شيخ الإسلام وعلامة من علامات حسن الخاتمة بإذن الله ([1]). ([1]) انظر البداية والنهاية وفاة شيخ الإسلام ج7 ص141. |
|||
2016-06-13, 17:56 | رقم المشاركة : 5 | |||
|
القصة الخامسة سائق الإسعاف وفي يوم من الأيام بلغت بمباشرة حادث في مدخل من مداخل الرياض الساعة الواحدة ليلاً، فإذا بي أركب سيارة الإسعاف كعادتي وأنطلق مسرعًا نحو الحادث، وكان زميلي في ذلك اليوم مرخوصًا عن عمله، فعندما وصلت إلى موقع الحادث وإذا بي أجد سيارة بيوك بيضاء قد ارتطمت في أحد أعمدة الإنارة وأدت إلى انطفاء الكهرباء في تلك المنطقة، والغريب أني رأيت نورًا ينبعث من السيارة فانطلقت كعادتي متوجهًا إلى باب السيارة، وكان في يدي سيجارة الدخان فإذا بي أرى عجبًا؛ فإذا برجل كث اللحية مستنير الوجه قد ملأ نور وجهه السيارة وقد ارتطمت مقودة السيارة بأجزائه السفلى، فحاولت أن أعيد المقعدة إلى الخلف، فنظر إلي فقال: تريد أن تساعدني. قلت: نعم. قال: إذا سمحت أطفئ سيجارتك. فقلت: لعله أصيب بلوثة من جراء الحادث؛ فأطفأت السيجارة، فعندما أردت إنقاذه قال: تريد أن تنقذني. قلت: نعم. قال: إني أريد أن أكافئك على فعلك بنصيحة مقدمة. فقلت: تفضل. فقال لي: عليك بطاعة الله سبحانه وتعالى وطاعة الوالدين، وإياك ورفقة السوء. ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. ثم مات، فحملته إلى المستشفى وسلمته إلى قسم الحوادث، ثم عدت إلى البيت قرابة الثالثة ليلاً، فأردت أن أنم فلم أستطع؛ لأنني أتذكر المنظر الذي رأيته وسمعته، فإذا بالمؤذن يؤذن لصلاة الفجر، فتوضأت ثم انطلقت لأصلي صلاة الفجر مع الجماعة، وكانت لأول مرة. فبعد أن انتهينا من الصلاة انطلقت إلى إمام المسجد فذكرت له ما حدث فقال: احمد الله أن الله بعث من يدعوك بقوله وفعله. ثم انطلقت أنا وإياه إلى زيارة المقبرة، فصارت سببًا لهدايتي واستقامتي على دين الله ([1]). ([1]) ذكر هذه القصة أحد الإخوان في الله الذي يعرف هذا الشاب التائب. |
|||
2016-06-13, 18:00 | رقم المشاركة : 6 | |||
|
القصة السادسة قصة ناصر النجار فانظر يا أخي المسلم إلى هذه الميتة الحسنة، وهل أفضل من أن يموت الإنسان وهو يعبد ربه ويناجيه، وأن يبعث يوم القيامة وهو مصليًا ([1]). ([1]) وهذه القصة رواها لي اثنين من أقارب هذا الرجل. |
|||
2016-06-13, 18:03 | رقم المشاركة : 7 | |||
|
القصة السابعة الرجل الذي مات يوم الجمعة في المسجد ([1]) رواه الإمام أحمد والترمذي وهو حديث حسن (صحيح الجامع) برقم (5773). |
|||
2016-06-13, 18:04 | رقم المشاركة : 8 | |||
|
القصة الثامنة قصة مدرس القرآن وفي يوم من الأيام في وقت السحر- وقت نزول الرحمن الذي يليق بجلاله- وإذا بجدي ينادي باسم أبي: يا عبد الله. وقد نسيه منذ عشرين سنة، فرح أبي وانطلق مسرعًا إلى غرفة أبيه فرحًا بأنه استعاد الذاكرة، فقال: ماذا تريد يا أبي؟ فكان جدي- رحمه الله- ينظر إلى ناحية من الغرفة فقال: يا بني هل ترى هذين الرجلين الجميلين الذين يرتدي كل منهما عمامة بيضاء؟! التفت أبي فما رأى شيئًا! قال: يا أبي، إني لا أرى شيئًا. فقال جدي رحمه الله: صدق الله }فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ{[ق: 22]. وكأنه رحمه الله يشير إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه البراء بن عازب: «إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ... الحديث»([1]). ثم رفع سبَّابته وقال: أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله. ثم فاضت روحه إلى الله، نسأل الله أن يبعثه يوم القيامة قارئًا للقرآن. فانظر يا أخي في الله إلى هذه الخاتمة الحسنة؛ أن يموت الإنسان قارئًا لكتاب الله، ويحشر على هذه الحال، أو أن يموت- والعياذ بالله- مغنيًا أو مطبلاً. ([1]) صحيح الجامع ص343 ج1. |
|||
2016-06-13, 18:08 | رقم المشاركة : 9 | |||
|
القصة التاسعة قصة الذي مات في صلاة الاستسقاء ويدل على ذلك حديث الذي وقصته ناقته في الحج الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم: «اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبين، ولا تُخمروا رأسه؛ فإنه يبعث يوم القيامة ملبيًا»([2]). وفي ختام هذا الفصل الذي أسميته «من قصص السعداء» الذين ظهرت عليهم علامات حسن الخاتمة، وهي علامات السعادة؛ لأن الإنسان يحشر يوم القيامة على ما مات عليه كما ثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله ... والله أعلم بمن يكلم في سبيله، إلا جاء يوم القيامة واللون لون الدم، والريح ريح المسك»([3]). فقد بين في هذا الحديث أن الشهيد يبعث على حالته التي كان عليها، وكذلك كل من مات على نوع من أنواع الطاعة؛ كقراءة للقرآن أو حج أو عمرة، كما بين النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الذي وقصته ناقته أنه يبعث يوم القيامة ملبيًا، ومن مات أيضًا ذاكرًا لله؛ فهذه من علامات السعادة أيضًا كما قال صلى الله عليه وسلم: «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة»([4]). إذًا يا أخي في الله ينبغي أن تجتهد في طاعة الله حافظًا لأوامره مجتنبًا لنواهيه؛ لتكون من السعداء في الدنيا والآخرة. وختامًا لهذا الفصل أحب أن أبيِّن قاعدة مهمة من قواعد أهل السنة؛ أننا لا نشهد لأحد بجنة أو نار أو سعادة أو شقاء إلا من شهد الله لهم أو شهد لهم رسوله صلى الله عليه وسلم؛ ولكن نرجو للمحسن الإحسان والثواب ونخاف على المسيء العقاب. ([1]) يوم الاثنين 5/5/1412ﻫ لأداء صلاة الاستسقاء في جامع المطرود سابقًا في مدينة الرياض. ([2]) متفق عليه اللؤلؤ والمرجان ص37. ([3]) البخاري مع الفتح ح6 ص20. ([4]) حديث صحيح (صحيح الجامع ص1105). |
|||
2016-06-13, 18:27 | رقم المشاركة : 10 | |||
|
روعة في قمة الروعة |
|||
2016-06-14, 07:19 | رقم المشاركة : 11 | |||
|
بارك الله فيك |
|||
2016-06-15, 00:15 | رقم المشاركة : 12 | |||
|
من قصص الأشقياء القصة الأولى نهاية زان يا رب قائلةٍ يومًا، وقد تعبت ***كيف الطريق إلى حمام منجاب فبينما هو يوم يقول ذلك، وإذا بجارية تجيبه من طاق: هلا جعلت سريعًا إذ ظفرت بها ***حرزًا على الدار أو قفلاً على الباب فازداد هيمانه وحبه وتعلقه بها، فعندما حضرته الوفاة قيل له: قل لا إله إلا الله. فأجاب: يا رب قائلة يومًا وقد تعبت ***كيف الطريق إلى حمام منجاب حتى فاضت روحه وما نطق الشهادة والعياذ بالله، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة»([1]). ولكنه حيل بينه وبينها والعياذ بالله؛ لأن الإنسان لا يذكر عند موته إلا ما كان محافظًا عليه في حياته فنسأل الله حسن الختام.([1]) تقدم تخريجه. |
|||
2016-06-15, 00:21 | رقم المشاركة : 13 | |||
|
القصة الثانية نهاية رجل يعمل عمل قوم لوط ([1]) قال ابن القيم: يروى أن رجلاً أحب شخصًا، فاشتد كلفه به وتمكن حبه من قلبه حتى وقع ألمًا به ولزم الفراش بسببه، وتمنع ذلك الشخص عليه، واشتد نفرةً عنه، فلم تزل الوسائط يمشون بينهما حتى وعده بأن يعوده، فأخبره بذلك الناس، ففرح واشتد فرحه وانجلى غمه، وجعل ينتظره للميعاد الذي ضرب له، فبينما هو كذلك إذ جاءه الساعي بينهما فقال: إنه وصل معي إلى بعض الطريق ورجع. ورغبت إليه وكلمته. فقال: إنه ذكرني وفرح بي، ولا أدخل مدخل الريبة، ولا أعرض نفسي لمواقع التهم، فعاودته فأبى وانصرف، فلما سمع البائس أسقط في يده، وعاد إلى أشد مما كان به، وبدت عليه علائم الموت، فجعل يقول في تلك الحال: اسلم يا راحة العليل***ويا شفا المُدنّفِ النحيل فقلت له: يا فلان اتق الله، قال: قد كان. فقمت عنه، فما جاوزت باب داره حتى سمعت صيحة الموت، فعياذًا بالله من سوء العاقبة وشؤم الخاتمة.رضاك أشهى إلى فؤادي***من رحمة الخالق الجليل فلعل في هذه القصة عبرة للذين يعشقون المردان ويحبونهم، والذين قد ينتحر كثير منهم بقيامه بحركات جنونية بالسيارة وهو ما يسمى بالتفحيط، فما ظهرت هذه الظاهرة إلا من أجل هذه الجريمة، فلعل من كان يفعل هذه الجريمة إذا تأمل هذه القصة أن تكون له رادعًا وزاجرًا، وما يتذكر إلا أهل القلوب الحية: }إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ{ [ق: 37]. ([1]) كتاب التذكرة ص59 وكتاب الجواب الكافي ص249. |
|||
2016-06-15, 00:24 | رقم المشاركة : 14 | |||
|
القصة الثالثة نهاية غريبة أما صاحبي الثالث فإني خرجت يومًا من الأيام فوجدت زحامًا شديدًا وسيارات للشرطة مجتمعة عند دورات مياه المسجد القريب من بيتنا فذهبت أنظر الخبر، وإذا به أفاجأ برجال الشرطة يخرجون صاحبي من الحمام ضاربًا لإبرة الهيروين المخدرة وقد مات وبقي في هذا الحمام ثلاثة أيام حتى أنتنت رائحته وتغير شكله وتمزقت ثيابه، فحزنت حزنًا شديدًا على هذا الصاحب الذي مات هذه الميتة التي لا تسر إلا الأعداء، فنسأل الله حسن الخاتمة. |
|||
2016-06-15, 00:29 | رقم المشاركة : 15 | |||
|
القصة الرابعة نهاية مدمن([1]) خرج أحد الإخوان صباحًا باكرًا وإذا بأحد جيرانه يناديه، فيقول: انطلقت إليه مسرعًا فرأيت أمرًا عجبًا! رأيت شابًا يبلغ من العمر أربعًا وعشرين سنة وقد أدخل في كيس نفايات سوداء، وقد ضربت إبر الهيروين في يديه اليمنى واليسرى ودهستا يداه بالسيارة، ورمي على المزبلة، فيقول صاحبنا: دهشت لهذا المنظر الذي ما كان يخطر في بالي أن يقع لشاب من شباب المسلمين وحزنت على نهاية هذا الشاب المؤلمة، فلعل في هذه الحادثة عبرة لمن يتعاطى المخدرات، وأن يعلم كل صاحب معصية أن الأعمال بالخواتيم كما قال عليه الصلاة والسلام: «إنما الأعمال بخواتيمها»([2]). ([1]) هذه القصة وقعت في عام 1411ﻫ في الرياض في يوم خمسة من عيد رمضان ذكر القصة لي إمام المسجد وجاره الذي شاهد الحادث. ([2]) رواه البخاري بطوله عن سهل بن سعد فتح الباري ص330 ج11. |
|||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc