إنَّ في تاريخِ الإسلامِ الخالد الألوف المؤلَّفة من الأبطالِ والمجاهدين،
الذين خلَّدهم هذا التاريخُ وكتب
أسماءَهم بأحرفٍ من نور، فقد كانت لهم مواقفُ جريئة ومشرِّفة في الجهادِ، والصَّبرِ والعبادة والصِّدق، والكرمِ والمسؤولية والصراحة، والثباتِ على الحقِّ
والدَّعوةِ إلى الله - تعالى.
أمَّا سببُ قيامِهم بتلك الأعمال فيعودُ إلى
قوةِ إيمانِهم، وتغلغلِ هذا الإيمانِ في عروقِهم وجريانِه في دمائهم،
وسيطرةِ تعاليمِ الإسلام على تفكيرِهم وأرواحِهم؛
فكانوا لا يقومون بأيِّ عملٍ أو يقدمون على أيِّ مشروعٍ إلاَّ بعد أن يتأكَّدوا أنَّ هذا العملَ أو ذاك المشروع سيعودُ على الإسلامِ والمسلمين بالنَّفعِ والخيرِ الكثير.
❀❀(*·.¸☆
فما أحرانا أن نقتديَ بأولئك السَّلفِ - رضوانُ الله عليهم - في هذه الأوقاتِ العصيبة التي تمرُّ بها أمتُنا الإسلامية؛ من التفرُّقِ والتأخُّرِ والانحطاطِ، لتكون سيرُهم نبراسًا يضيء لنا طريقَ الهدى والصَّلاحِ والخير والسَّعادة في الدُّنيا والآخرة.
❀❀(*·.¸☆
ونحن اليوم أردنا أن نعيشَ مع مواقفَ لنساءٍ
مؤمناتٍ تقياتٍ عابدات زاهدات صالحات، مع نماذجَ مشرِّفة، وصورٍ مشرقة، هذه المواقفُ تطرحُ تساؤلاً يثيرُ في النَّفسِ كوامنَ الحسرةِ والحرقة، تساؤلاً يقول:
أين مسلمةُ اليومِ من هذه المواقف العظيمة؟!