مقالة الإحساس والإدراك - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الثانوي > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2024 > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2024 - لشعب آداب و فلسفة، و اللغات الأجنبية > قسم الفلسفة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مقالة الإحساس والإدراك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-05-16, 00:14   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
aboud732
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي مقالة الإحساس والإدراك

[color="red"]

الإحساس والإدراك
[/color]




يتعامل ويتفاعل الإنسان مع الأشياء في العالم الخارجي وكذلك مع أفراد جنسه ويتلقى الكثير من المنبهات التي يستجيب لها من خلال الفهم والتفسير والتأويل وهذا ما يعرف بالإدراك غير أن تحديد الوسيلة الفعلية لهذه العملية أثارت اختلافا كبيرا بين الفلاسفة والعلماء حيثنجد من أوكل عملية الإدراك إلى العنصر المميز للإنسان وهو العقل وهناك من عارض ذلك بشدة معتمدا على احتكاك الإنسان بالعالم الخارجي بواسطة الحواس فكيف السبيل إلى فك هذا التعارض ؟ وكيف يمكننا إدراك العالم الذي نعيش فيه ؟ بعبارة أخرى : هل يمكن للعقل تحقيق المعرفة الإدراكية للعالمالخارجي أم يتحقق ذلك بالحواس ؟
قامت النظرية العقلية بالتمييز بين الإحساس والإدراك ونظرت إلى الإدراك على أنه عملية عقلية محضة تتوقف على نشاط الذهن بمعنى أن كل معرف ينطو ي عليها الإدراك مصدرها العقل كونه المميز الوحيد والأساسي للإنسان وليست الحواس التي لاتمدنا إلا بمعارف أولية بسيطة تبقى دائما في حاجة إلى صقل وتجريد عقلي ويمثل هذا الموقف رواد الفلسفة العقلية والمثالية فـأفلاطون يرى أن عالم المحسوسات عالم وهمي مثبتا ذلك بأسطورة أهل الكهف والعالم الحقيقي الذي توجد فيه المعرفة اليقينية هو عالم المعقولات –المثل- حيث يقــــول :" إذا استطعت أن تتخلص من كل ما يتعلق بها من الشوائب من عالم المحسوسات وترتفع إلى عالم العقل والحقائق المطلقة فذلك بالتأمل والتذكر فتدرك المثل الفعلية والصور الروحانية "
أما العقلاني ديكارت فالإدراك عنده يتم وفق ثلاث معطيات أولها المحسوسات أوموضوعات الإحساس التي مهما كانت متعددة فهي محدودة وغير ممتدة وثانيها الحواس العاملة على نقل الصور الحسية دون أن يكون لها دخل في التصرف بها أما ثالث هذه المعطيات والأساس في عملية الإدراك فهو العقل المتمثلة وظيفته في ترجمة المعطيات الحسية بإعطائها تفسيرات مختلفة ومتعددة ذلك لأنه ممتد ولا حدود له فيقول
ديكارت :" إني أدرك بمحض ما في ذهني من قوة الحكم ما كنت احسب أني أراه بعيني " فهو بذلك يعطي الأولوية للعقل على حساب الحواس التي كثيرا ما تخدعنا في نقلها للصور ومدنا بالمعطيات فيقول :" إني وجدت الحواس خداعة زمن الحكمة ألانطمئن لمن خدعونا ولو مرة واحدة " وخير مثال يبين لنا خداع الحواس هو مثال العصا الموضوعة في الماء فنحن نراها ــ مستخدمين حاسة الرؤية ــ منكسرة لكننا ندركها على حقيقتها المستوية باستعمال العقل ويتفق الكثير من الفلاسفة مع ديكارت في ارجاع عملية الإدراك إلى العقل فنجد على سبيل ذلك آلان يدعونا إلى تصحيح فهمنا حول هذه العملية باعتبار أن " الشيء يعقل ولا يحس " وذلك لأننا في إدراكنا نعتمد على الخبرات السابقة ( الذاكرة ) فيقول :" الإدراك معرفة مسبقة فمن يدرك جيدا يعرف مسبقا ما يجب فعله " ومثال ذلك المكعب فنحن نلمس منه أجزاءونجمع بين مظاهره المختلفة في موضوع واحد أي أننا نرى ثلاث أوجه في حين ندركها ستة ونرى تسعة أضلاع وندركها اثني عشر فهذه المظاهر نحن لا نراها مجتمعة لكننا ندركها كذلك باستعمال العقل وملكاته يقول ألان :" هذه المظاهر لا أراها مجتمعة لكنني أدركها كذلك وفي الوقت الذي أرى فيه بياض بعض أوجهه أدرك بياض الأوجه الأخرى في آن واحد فهو مكعب " ويضيف آلان قائلا :" إن هذا الأفق البعيد نحن لا نراه كذلك إنما نحكم عليه بالبعد بناء على لونه وعلى الحجم النسبي للأشياء التي نراها وبناء على غموض التفاصيل الجزئية للأشياء التيأراها ومن خلال الأشياء التي تغطيه جزئيا " هذا ما تطرق له بركلي من خلال نظرته للمسافات التي لا تخضع إلى التقدير الحسي لأنها لا تقع في مجاله ومن ثمة فتقديرها وحسابها يأخذ طابع عقلي بالحسابات الرياضية العقلية المجردة كادراك المسافات بين الكواكب والمجرات وإدراك السائق للمسافة لتي بينه وبين زميله هل هي كافية أم غير كافية ؟ وكذلك إن ما يثبت صحة هذا الطرح أن الطفل في بداية الأمر لا يميز بين الأشياء لأنه في حالة إحساس فقط ومع النضج العقلي من جهة والتربية من جهة أخرى ينتهي إلى الحكم على الأشياء هذا إلى جانب البعد الثالث إذ أننا كثيرا ما نرى الأشياء ذاتبعدين فقط ( طول وعرض ) رغم أن لها بعدا ثالثا وهو العمق الذي لا نصل إلى إدراكه إلا من خلال العقل وكذلك فإن هذا العقل هو القادر على إدراك الفراغ حيث أن كل جسم وكل شكل مادي يأخذ حيزا ما من هذا الفضاء ولا يتأتى لنا إدراك هذا الحيز إلا بواسطة قدرات العقل الممتدة وهكذا فالمصدر الأساسي لأدراك العالم. الخارجي حسب هذا التصور هو العقل إن المتمعن في هذا الموقف يلمس فيه بالفعل قيمة الفعاليات العقلية ومكانتها في عملية
الإدراك إلا أن أصحابه قد بالغوا كثيرا في تمجيد العقل على حساب الحواس مما يعني عندهم انه لا يوجد أي دور للأعضاء الحسية ومن ثمة يمكن تجاهلها والاستغناء عن معطياتها
لكن الواقع يثبت أن للأعضاء الحسية دور هام وكبير في عملية الإدراك وهذا ما اعتمد عليه مجموعة من الفلاسفة التجريبيين حيت أكدوا على أهمية الحواس واعتبروا أن مصدر المعرفة الإدراكية للعالم الخارجي وفهمنا الأولله نابع بالدرجة الأولى من الحواس فكل معرفة ينطوي عليها الإدراك
مصدرها الإحساس ذلك انه القناة الأولى والمركزية التي تتأسس عليها معرفة الإنسان التي هي وليدة التجربة الحسية لذلك لا يمكن بأي حال من الأحوال تصور معارف لدى الإنسان إلا إذا ارتبطت بالواقع الحسيالتجريبي ويمثل هذا الموقف الفلاسفة والعلماء الحسيين وعلى رأسهم ابن سينا الذي ذهب إلى القول بأن الإدراك يتعلق بالصورة المجردة للشيء فيقول :" قبول صورة الشيء مجردة عن مادته " غير أن الإحساس هو النافذة الأولى في ذلك فهو خاص مرتبط بالحواس الخارجية ومشتركمتعلق بالحواس الباطنية الداخلية المسؤولة عن تكوين المفاهيم الكلية .
أما جون لوك فقد اعتبر أن التجربة هي المصدر الأساسي لكل ما نملكه من معارف تكون خارجة نحصل عليها عن طريق الحواس التي تترك فينا مجموعة من الإحساسات نعمل على استدراجها لعقولنا
وبهذا كان الإحساس مصدر معظم معارفنا وقد تكون تلك التجربة داخلية بحيث يتأمل المرء كل ما يجري من عمليات داخل عقله وذلك عن طريق الاستبطان ( أي وقوف الذات على أحوالها ) وفي هذا يقول :" إن العقل ورقة بيضاء خالية من أية خصائصأو أفكار ... فمن أين لهذه الورقة بكل هذه المادة للفكر ... إنها للتجربة ففيها تتكون ومنها في النهاية تستمد " معنى هذا أن الإحساس والتأمل هما مصدرا معظم معارفنا المختلفة وبالتالي فالإحساس بالموضوع يسبق إدراكنا له . هذا ما تطرق له دفيد هيوم عندما رأى أن مبادئ العقل مكتسبة وليست فطرية منخلال قوله :" لو كانت مبادئ العقل فطرية لتساوى في العلم بها في كل زمان ومكان لكن مبدأ عدم التناقض أو الهوية لا يعرفه إلا قلة من المثقفين ويجهله الأطفال " ولهذا اعتبر أن كل ما نعرفه لا يكون إلا بواسطة التجربة الدقيقة الحذرة فكل فكرة في نظر هيوم هي نسخة عن انطباع ما بل كلأفكارنا مشتقة منها والفرق بينهما هو في " درجة القوة والحيوية التي يؤثران بها في العقل وينقلان إلى تفكيرنا وشعورنا فبهذا المعنى ينبغي أن نسلم بأولوية الانطباعات عن الأفكار لأن مصدر الأولى هو الحواس التي عندما نفقد إحداها كالرؤية مثلا فإننا لا نفقد الانطباع فقط بل نفقد الفكرة المشابهة لهاأيضا فأفكارنا منسوخة عن انطباعاتنا وتمثلها في جميع أجزائها لذلك فإن الموضوع يحس ولا يعقل لأن انطباعاتنا تمثل الإحساسات والفرق بينهما هو بدرجة القوة والحيوية التي تصدم بها العقل لتشق طريقها إلى الوعي أو الفكر وقد اعتمد أصحاب هذه النظرية على دليل واقعي وهو عدم قدرة الأعمىبالفطرة على التمييز بين الألوان لأنه لا يرى في حياته إلا اللون الأسود وحتى إن قلنا له لون اسود لا يعرفه ذلك لأنه لم ير أي لون آخر ليقارن به . وهكذا فإن المصدر الوحيد لتحصيل المعرفة الإدراكية هي الحواس إن المتمعن في هذا الموقف يجد أن أنصاره قد أفرطوا في الحد من فعاليات. العقل وجعلوه أمرا ثانويا بالمقارنة مع دور الحواس في حين أن المعرفة الحسية كثيرا ما تكون خاطئة ثم أنه توجد بعض المعارف والظواهر التي لا يمكن دراستها دراسة حسية تجريبية بل لا بد من تدخل التأويل والتفسير العقلي خصوصا في العلوم التجريدية كالمنطق والرياضيات واغلبالمعارف الميتافيزيقية والإلهيات كما أنه لو كانت الحواس مصدر المعرفة لكان للحيوان معارف باعتبار أن حواسه تفوق قدرات حواس الإنسان بأضعاف مضاعفة. وعليه ومن خلال التحليل السابق يتبين لنا أن الاعتماد على العقل في إدراك العالم الخارجي أمر غير كافلتحقيق هذه الغاية وكذا الاعتماد على الحواس فقط لا يتيح لنا إدراك العالم الخارجي إدراكا صحيحا وعليه وبالرجوع إلى التركيبة الإنسانية المتكاملة بين الحواس والعقل فإن فعالية الإدراك لا تفهم فهما جيدا من خلال تسليط الضوء على قدرة الحواس من ناحية ودور العقل في تفسير وتأويل ماينقل إليه من ناحية أخرى ومن ثمة لا يكون الإدراك سليما إلا إذا تضافرت فيه أنشطة الحواس وقدرات العقل وخير من أشار إلى هذه العلاقة الألماني كانط من خلال قوله :" حدوس حسية بلا مفاهيم
وفي الأخير يمكننا القول بأن عملية الإدراك عملية معقدة تعقيد الإنسان ذاته لا تفهم إلا من خلال عمل الحواس من جهة وتفسير وتأويل العقل من جهة ثانية . عقلية عمياء ومفاهيم عقلية بلا حدوس حسية جوفاء" هذا مع الأخذ بعين الاعتبار مدى وضوح الموضوع المدرك وفق القوانين التي حددتها المدرسة الجشطالتية








 


رد مع اقتباس
قديم 2016-12-25, 16:04   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أصيل الـمـسـلـم
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2016-12-25, 16:08   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
mohamed haider
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا جزيلا ايها العزيز










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:49

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc