[ خاطِرة ] ليال حبلى بذرى التفاهات

[حكيم200]

سقط القناع وتكشفت الوجوه
توقف الحراك وانسدل الستار
عن صخب فصلٍ برز بالأمس
وانتهت مسرحيته هذا النهار
انجرت تسوقها الغضة والأسى
بعدما انتهى الصراع وآخر الأعذار
********
كشفيف الماء في ليل مضيء
هذا المساء أبصرته ينهار
مشيحا بناظري عنه أصد حفيفه
تاركا العذل لرؤى الأبصار
وعلى الشفاه قبلة باكية وسن ضحوك
ليوم ستتساوى فيه لعب الأقدار
ومن اعتمر قبعة عنه ستنزع
ليوم فيه حصون الجمال ستنهار
ومن قبحها النفوس ستفزع
ليوم ستتنازل فيه النجوم عن الأنوار
وشمس الرضوخ من سحبها ستنقشع
وستتعادى الأنامل ولحون الأوتار
**********
كلميني وسأرضى برسائلك حكما
واسألي عن شحوب في صوتي ثار
اغتال ضحكا كان على الجرح قابع
وعن هموم اكتساها القلب دثار
بعيد النوى يحاصرني جفا الشتاء
جاثيا حول نيران أشعلتها الأسرار
يخنقني دخانها ولا منفد إلا اليها
والوسن مني هاجر التف واستدار
رعشة تجوب أفكاري توقظ ذكرى
حلم صبية وهن ينثال بي استجار
مسبل العينين بعتبة بابي يناغي
كنت لأهبه نبضي الخافق مأوىً ودار
***********
فما بال الإحساس لفظ الحب منه أفل
واللحظات لف مسراها شعل النار
تتهاطل حزنا تحطم في بعضها
وشظايا الكره في غليان ثم انهمار
تحرق كيانا فاض كبريائه واستكان
تغشاه الحيرة وبياض في احتظار
أتصفح أصفادي محجوزا أتحسر
أسفُّ غفلة امتزجت بمرارة الأقدار
أتأملها من بعيد ودهشتي تحاورها
كأني بها تبتسم بعدما ابتدأ الحوار
حينها ولجت في غياهب العجب مترددا
أردد يستهويك الموج وهوج التيار!!
أهي أحلام الصبا أم هي دوائر الزمان!
فتحدثت بصمت عال تشوبه الأنظار
تحسبها الزهر الفواح تنظر في عطفِها
و في هذا الفراغ حسنها الخبر السار!
يا امرأة قصي غرورك المستفيض
فحتى المقابر برغم قحطها تزار
************
ناديتها سمرا أشعي بالصدق حساما
ابتري به شكوكا مواطنها بالجوار
فأومأت بالإيجاب نوايا أورقت غموضا
أطفأت آخر فتيل اشتعل بطول الإنتظار
لكني سأتوهم اني ألقاك تحت جسر العشاق
أتضارب رعشة في صدرك المعطار
وسأتبدد بعدها سرابا ومن قصصك سأكف
فقد وهبتيني نفائس خبثك بإفترار
في ليال حبلى بذرى التفاهات
ضجت بها مسامعي تنصَبُ ككركر الصغار
قطرة فقطرة، أكفلها وأواسيها كأغنية
تحفظها وغمام أغاث فيافيها بالأمطار.