العالم الوهمي يأخذ من حياتنا

[الأزرق الملكيّ]

تذكرت و انا في مرحلة ما قبل وجود هذا العالم كنت اعيش حياة كلها وبجملها دون تأخر دقيقة ، اشعر اني موجود حقا
في الدنيا و أملؤها بمشاغباتي وفرحي بحزني و مغامراتي المتعبة اوقات مليئة بما يكفي لأرضى اني عيشتها .
عندما أسطر ماذا أفعل في اليوم وفي الشهر وفي السنة يكون ذلك الوقت كأنُ طويل بالكاد لا يمر ،
حياة بسيطة سهرات مع الاصدقاء وقصص و ضحاكات ترهق النفس وكان الليل لايوجد له نهار
يأخذوني بذلك النعاس و أرجع الى البيت لأشاهد اخر الافلام او أستمتع بألعاب الفيديو .
أستيقظ صباحا أتوجه الى الحياة وكلها امال وأحلام وأفكار اخرى غير افكارنا اليوم هكذا كانت .
بينما زماننا هذا والذي اصبح التنزه في العالم الوهمي من الضروريات القصوى ،
حياة متصدعة عيناي متعبتان من كثرة التواجد فيه خمول جزئي بعدما كان النشاط يكتسحني صمت الذي يلازم لا مثيل له .
الفارق واضح عندما انتزعت جزء من سعادتي التي كانت لأصاب بالكآبة مثل بقيت الناس المتواجدة.
أتحسر هل انا مجبر عليه أم انه فرض نفسه علي وأندم لاني ضيعت وقتا طويلا ولم اعشه في الواقع .
مهما استفدنا منه فلاهو بعوض واقعنا ولا الواقع يسمح بذلك .
جميعا كانت لدينا حياة وأصبحت اخرى .
سيأتي يوم وندرك اننا تنازلنا على جزء من اعمارنا عندما تقاسمناه مع العالم الوهمي.


بقلم الأزرق