طَرَفة بنُ العَبد ، ومُعَلَّقَتُهْ !! - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > خيمة الأدب والأُدباء

خيمة الأدب والأُدباء مجالس أدبيّة خاصّة بجواهر اللّغة العربيّة قديما وحديثا / مساحة للاستمتاع الأدبيّ.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

طَرَفة بنُ العَبد ، ومُعَلَّقَتُهْ !!

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-03-29, 05:14   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ألبْ أرْسَلان
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي طَرَفة بنُ العَبد ، ومُعَلَّقَتُهْ !!

هو القائل :
وظُلمُ ذوِي القُربى أشَدُّ مَضَاضَةً ** على المَرءِ منْ وقْعِ الحُسامِ المُهنَّدِ .
سَتُبدِي لكَ الأيَّامُ ما كُنتَ جَاهِلا ** ويأتِيكَ بالأخْبَارِ منْ لمْ تُزوِّدِ .

وهو القائل :
لَعمْرُكَ إنَّ المَوتَ مـَا أخطَأَ الفَتى ** لكالطَوَل المُرخَى وثِنياهُ في اليَدِ .

طرفة بنُ العبِْدِ ابو عَمرو بن العَبْد المُلقَّب بِـ " طرفه" بِبيتٍ قالهُ، شاعرٌ جَاهِليٌّ منْ الأفْذَاذْ، ومنْ أصْحابِ المُعَلَّقَاتْ، ماتَ أبوهُ وهو صغيرْ فَنشأ يتِيمًا، وقُتلَ وهو ابنُ العِشْرينْ، فـقِيلَ عنهُ " ابنُ العِشْرِين "...

أمُّهُ" وردة " بنتُ عبدِ المسيحْ، وخَالُهُ المُتلمس الشَّاعِرُ ....

أساءَ أعْمامُهُ تَربِيَتهُ، فَنشَأ على اللَّهوِ والشُرْب..

وأبوا أنْ يَقسِمُوا لهُ ما تَركَهُ أبوهُ، وظلموا حقَّ أمِّهِ، فقال طرفه:


ما تنظرون بحق"وردة" فيكم ** صَغُرَ البَنُون ورهطُ "وردة" غُيّب .

قد يَبعَثُ الأمرَ العَظِيمَ صغيرُهُ ** حتى تَظلَّ لهُ الدِّماءُ تَصبَّبُ.

والظُلمُ مزَّقَ بيْنَ حَيَّيْ وائلٍ ** بكرٌ تُسَاقِيها المَنايَا تَغلِِبُ .

والصِّدقُ يألفُهُ الكَريم المُرتجى ** والكذب يألفُهُ الدّنِي الأخيَبُ .



ويُقالُ أنَّ أوَّلَ شعرٍ قالَهُ، حينَ خَرجَ للصَّيدِ معَ أحدِ أعْمَامِهِ، ونَصبَ فخّا ولمْ يَصدْ، فلما أرَادَ الرّحِيل قال ( طرفة):
يا لك من قبرة بمعمر ** خلا لك الجو فبيضي واصفري .

ونقري ما شئت ان تنقري ** قد رفع الفخ فماذا تحذري؟ .

قد ذهب الصيّادُ عنكِ فابْشِري ** لا بُدّ يوما ان تصَادِي فاصْبِري .

كان طرفه غيرَ مُبالٍ بالحياة ...

فإنْ كنتَ لا تَسطِيعُ دَفعَ مَنيَّتِي ** فَدعنِي أُبَادِرها بِمـَا مَلكَتْ يَدِي .



وفي " الشعر و الشعراء"، "لابن قتيبة الدينوري"، قال "ابو عبيد ة ": سئل "لبيد" وهو بالكوفه عن أشْعرِ العَربِ؟ فقال في الاولى: الملك الضليل يعني امرأ القيس، وقال في الثَّانيَه: ابنُ العِشْرِين، يعني طرفه !!


إسْتَنْوَقَ الجَمَلُ !!


في الأمْثَال للضبي، كانَ طَرفَه يَلعَبُ معَ الغِلمَانْ قُربَ أحدِ مَجالِسِ بنِي قَيْس بن ثَعلَبَه، فــاسْتَنْشَدَ أهلُ المَجْلِسِ الشَّاعرَ "المسيب بن علس"، فأقبلَ طَرفَه معَ الغِلْمَان يَسْمَعُون..، فَـزَعَمُوا أنَّ الشَّاعِرَ قـــَال:
وقد أتَنَاسى الهمَّ عِندَ احْتِضَارِهِ ** بنَاجٍ عَلَيْهِ الصيعرية مكدم .

فقالَ طَرَفَه: استنوق الجملُ !! فضحك النَّاس في المجلسْ.


وذاكَ أنَّ "الصيعريه" هي صفةٌ - في اليَمن - للنُّوقِ دونَ الجِمَال ...

فقال الشّاعر : ويلٌ لهذا من هذا، يقصدُ ويلٌ لِطَرَفَة مِن لسَانِهِ .. وكان قَتْلُ طَرفَه بِجنَايَةِ لِسانِهِ حينَ هجَا عَمرو بن هند الملك ...
.
.
.
للحديث بقية ...








 


رد مع اقتباس
قديم 2016-03-30, 02:56   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ألبْ أرْسَلان
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

قـالَ طَرَفَه :

أنا الرَّجُلُ الضَّربُ الذي تعرِفُونَهُ ** خَشاشٌ، كرأسِ الحيَّةِ المُتَوقِدِ .

عــاشَ أيَّاَمَ عُمرِهِ القصير في اللَّهوِ والخمرِ، نـاقمًا عمَّا رآه حياة بؤسٍ ولدَ فيها، فأنْفَقَ وأسْرَف ..


قـالَ في معلَّقَتِهِ:

ومَازالَ تَشرابِي الخمورَ ولذَّتِي ** وبيعِي وانْفَاقِي طرِيفي ومتلدي.
إلى أن تَحَامَتنِي العشيرةُ كُلَّها ** وأُفردتُ إفرادَ البَعيرِ المُعبَّدِ.


وطَـــــــافَ أرض الجزيرةِ، فلمْ يستَقر حتى عادَ إلى عشيرَتِهِ...، ولامهُ أخوه" معبد " على إهمالِهِ رَعْي إبلٍ كـانتْ لهُ أو لـَهُمَا معًا، وقال لـــهُ: ترى أنها إن أُخِذتْ ترُدُّها بشِعْرك هـذا ؟؟.

فأجَابَهُ "طَرَفَه ": لا اخرجُ فيــها حتى تعلمَ أنَّ شِعري يَرُدُّها....!!! وحدثَ أن أُخِذَتِ الإبلْ، وكذَبَتهُ أيَّامُهُ ...
وطلبَهَا فَعَجَز عن ردِّها، فــنَدِم وحزِن لعجزهِ، وقال قصيدتهُ الطَّويلهْ..


فَلــوْ شـَاء ربِّي كُنتً قيسَ بن خَالدٍ ** ولو شـَاءَ ربِّي كنتُ عمرو بن مرثدِ.
فأصبحتُ ذا مالٍ كثيرٍ وزارني ** بنونَ كـرامـٌ، سادةٌ لــــــــمُسوَّدِ.


ومـــــــــــنْ عَجَائبِ الصًّدَفِ، أن كانت قصيدتهُ سببَا في ردِّ إبِلِه.

.
.
.









رد مع اقتباس
قديم 2016-03-30, 04:12   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الزبرجد
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية الزبرجد
 

 

 
الأوسمة
وسام التميّز بخيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:

كان طرفه غيرَ مُبالٍ بالحياة ...

فإنْ كنتَ لا تَستَطِيعُ دَفعَ مَنيَّتِي ** فَدعنِي أُبَادِرها بِمـَا مَلكَتْ يَدِي .

للتصحيح فقط : تسطيع بدل تستطيع

حيث الاولى تستعمل للمستحيل المطلق ....و الثانية للمستحيل الضرفي

و لمزيد من المعلومات أنظر اواخر الايات لسورة الكهف مع الشرح









رد مع اقتباس
قديم 2016-03-31, 06:59   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ألبْ أرْسَلان
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزبرجد مشاهدة المشاركة
للتصحيح فقط : تسطيع بدل تستطيع

حيث الاولى تستعمل للمستحيل المطلق ....و الثانية للمستحيل الضرفي

و لمزيد من المعلومات أنظر اواخر الايات لسورة الكهف مع الشرح
مشكور على التنبيه، وتم التصحيح .









رد مع اقتباس
قديم 2016-03-31, 07:28   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ألبْ أرْسَلان
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

قــــــال طرفة :

وأَعْلَمُ عِلْمًا ليْسَ بالظَنّ أنَّهُ ** إذَا ذَلَّ مَوْلى المَرْء، فَهوَ ذَلِيلُ.
وإن لسـَانَ المَرْء مــَالمْ تَكُن لَهُ ** حصاةٌ، عَلى عَورَاتِهِ لَدَلِيلُ.


قَتَلهُ لسَانُهُ.. !!

كـــان طرفة تياها، فخورا، مُزدَهيا بنفسه وبشعره ...، اذْ بلغ بهِ مبلغ من عمّر طويلا...

وذكروا فـي سبب قتلهِ أخبارا ...
كانت اخت طرفة عند عبد عمرو بن بشر، وكان سيدا في قومه، فشكتْ إلى طرفة شيئا كهرته منهُ فهجاه بشعرٍ أولهُ:

فيا عجبا من عبد عمرو وبغْيِهِ ** لقد رام ظُلمي عبدُ عمرو فأنعما.
ولا خير فيه غير أن له غنى ** وأن لهُ كشحا، إذا قام ، أهضما.
يظلُّ نساء الحيّ يعكفن حولهُ ** يقلن: عسيب من قرارة ملهما.


وخرجَ عبد عمرو مع عمرو بن هند في يوم صيد، فطلب منهُ عمرو بن هند أن يعالج صيدا لهما، فلما أعياهُ قال لهُ: رآك ابن عمكَّ طرفة حين قال( ولا خير فبهِ .. )، فردّ عليهِ: ما قال فيك اشدْ، ثم ندمَ، فقال له عمرو بن هند: قلْ وطرفة آمن !! مخافةَ أن تدركهُ الرحم بينهما.


قال طرفة:

فليتَ لنا مكان الملْك عمرو ** رغوثا، حــول قبتنــــا تـخور.
من الزمرات، أسبل قادماها ** وضرتها مركنة درور.
يشاركنا لنا رخلان فيها ** وتعلوها الكباش، فما تنور.
لعمرك! إن قابوس بن هندٍ ** ليخلط ملكه نوك كثير .

ولابن قتيبة الدينوري، كان عمرو بن هند استخلص طرفة بن العبد لندامته، فينما هو معه يومًا يشربُ، أشرفتْ اختُه عليهما، فرأى طرفة ظلها في الجام الذي في يده فقال:


ألا يا ثاني الظبي ** الذي يبرق شنفاه.
ولولا الملك القاعد ** قد الثمني فـــاه.


فسمعهُ عمرو بن هند، فكتب له كتابا إلى عاملهِ بالبحرين وأوهمهُ أنهُ أمر لهُ فيه بجائزة، وأمر العامل بقتلهِ.


وفي مجمع الامثال للميداني، رواية للأعشى، قال حدَّثني المتلمس قال قدمتُ أنا وطرفة بن العبد على عمرو بن هند، وكان طرفة غلاما معجبا تائهًا، فنظر إليه نظرة كادت تقتلعهُ من مجلسهْ، وكان عمرو لا يبتسمْ ولا يضحك، قال المتلمس قلتُ لطرفة حين قمنا: إني أخاف عليك من نظرتهِ إليك مع ما قلتهُ لأخيه( قابوس ).
وكتبَ لعاملهِ بالبحرين كتابا، لطرفة كتاب وللمتلمس كتاب، وأراد أن يتخلص منهما كي لا يهجوه المتلمس إذا قتل طرفة.
وقال المتلمس لطرفة: أنت حدثٌ غِرْ، كلانا قد هجا الملك ولا آمنُ مكرَهُ، فقال طرفة: لو همّ بذلك لكان على بابهِ، ومضى، واختلف المتلمس إلى غلامٍ في الحيرة فأعلمهُ أن حتفهُ في الكتاب، فألقاها " بالثني من جنب كافرٍ "، وكان طرفةُ قد فاتهُ إلى عامل الملك.
وذُكِرَ أن طرفة قال للمتلمس: ما كان ليكتب بمثل ذلك في عقر دارِ قومي..

وصارتْ صحيفة المتلمّس مثلا بعد ذلك، وذكرها الفرزدق حين تكررت معهُ فقال (الفرزدق ):


ألق الصحيفة يا فرزذق لا تكن** نكداء مثل صحيفة المتلمس.

وقيل أن عامل الملك امتنعَ عن قتلِ طرفة، فأرسَل الملك إليه من قتلهُ.

قــال المتلمسْ:



من مبلغ الشعراء عن أخويهم ** خبرا، فتصدقهم بذاك الأنفس.
أودى لذي علق الصحيفة منهما ** ونجا حذار حياته المتلمسُ.
.
.









رد مع اقتباس
قديم 2016-04-01, 10:34   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ألبْ أرْسَلان
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

منزلةُ طرفةَ بن العَبد بيْن فُحولِ الجَاهِليّة .

" قـال الذين قدّمُوا طَرفة: هو أشْعَرهُم إذ بلغَ بحدَاثَةِ سنّهِ، مــا بلغَ القومُ في طُولِ أعمَارِهِم، وإنّما بلغ عُمرهُ نيفا وعشرين سنة، فخبّ وركض معهم"

وذكرهُ ابن سلاَّم الجمحي في الطبقة الرابعة من الفحول الجاهليين، وقال أنهُ اشعرهم واحدة ( لخولة أطلال .. )
وقـال عنهُ لبيد العامري رضي اللهُ عنهُ، أنهُ بعد امرئ القيس.

فيكون طرفة بن العبد، قد سبق بعض فحول الطبقة الاولى بجودة شعرهِ في معقلتهِ، ولا يكون في طَبقَتِهم بِمُجمَل شِعرهِ، فهو من المُقِلّين.









رد مع اقتباس
قديم 2016-04-02, 08:19   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
ألبْ أرْسَلان
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

أطْــلآلُ خَـــوْلَة (الكامل) .


لِخَولَةَ أطْلالٌ بِبُرقَةِ ثَهْمَدِ ** تَلوحُ كَــبَاقِي الوشْمِ فــي ظَاهِر اليَدِ.

خــولة: اسم امرأة معّينَة، أو لا على التَعِيِين.

وهذه عادةٌ عند الشُعراء، وتَقلِيدٌ بيْنَهم، عندَ اسْتِفتاحِ قَصِيدهم، و قد يكون سَبقهُم إليه امْرُؤ القيس.

الأطلال والطُّلول: جمعُ طَلَلْ.

الطّلَلْ: مــــا بقي شــَاخِصا من آثارِ الدار، أمَّا الرَّسمُ و الرُّسُوم: فهي آثـــــــار الدَّار المُلتَصِقه بالأرض.

بُرقةُ ثَهمَد: اســـــم موضع بعينه، فـ "ثهمد" مكان، والبُرقة والأبارق والبرقاء والبرق: المكان الذي تَختَلٍطُ فيه الحجارة والحصى بالتراب أو الرّمل، وقد تكون بُرقة ثَهمَد: جبل حولهُ أبارق.

تلوح: تظهر وتبدو أو تلمع، فهي من لاحَ أو ألاح.

قال ابن قتيبة: ' لاح النجم ' بدا، وألاح تلألأ .

الوشْــــمُـ: جمعهُ وُشوم ووِشَامٌ، كان يُستَعْمَلُ للزّينَة عند العرب، وحرّمهُ الإسلام، قال عليه السلام" لعن الله الواشمات و المستوشمات ".

* * *


لخولة: جار ومجرو، وعلامة الجرّ هي الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف

ولخولة متعلق بحذوف في محل رفع خبر مقدم.

أطلال: مبتدأ مؤخر.

ببرقة: جار ومجرور، متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لــ أطلال، وجوّز تعلقهما بالفعل تلوحُ.

برقة: مضاف، وثهمد مضاف إليه.

تلوح: فعلٌ والفَاعِل مستترٌ يعود لــ أطلال، والجملة الفعلية في محل رفع صفة ثانية لـ أطلال، ويجوز أن تكون في محل نصب حال من الضمير المستتر في الجار والمجرور ببرقة.

كــباقي: جار وجرور، متعلقان بمحذوف صفة لمصدر محذوف أيضا، وجوّز تعلقهما بالفعل تلوح، وباقي مضاف، والوشم: مضاف إليه.

في ظاهرِ: جار ومجرور، متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من باقي الوشم على اعتبار أل في الوشم للتعريف، أو بمحذوف صفة على اعتبار أل للجنس، وظاهر مُضاف واليد مضاف إليه .
(الاعراب منقول من إعراب العشر الطوال ).


وفي البيت يقول طرفة: أن آثارَ ديار خولة لازالت شاخصة ببرقة ثهمد، فهي كبقايا وشم في ظاهر يدٍ.












رد مع اقتباس
قديم 2016-04-02, 08:27   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
ألبْ أرْسَلان
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

بِرَوضَةِ دُعْمِيِّ، فَأكْنَافِ حَائِلٍ ** ظَلِلتُ بِــهَا أبْكِي، وأبْكِي، إلى الغَدِ.



هذا البيت لم يذكرهُ شُرَّاحُ المعلقه، وجعلَ ابنُ الأنْبَارِي عجزه عجزا للبيت الأول، وكذلك عند ابنْ سلاّم في الطبقات.



وفي لسان العرب، الرَّوضَةُ: الموضعُ يجتمعُ إليه الماء يَكثُر نبتهُ، ولا يقالُ في موضعِ الشَّجرِ روضة ( إنما الروضة في النبت و الحديقة في الشجر )، وقال أبو العباس ثعلب: الروضة البستان الحسن.

ولاتكونُ روضة إلا أن يكون الماءُ معهَا أو إلى جنبها.

والجمع: روض ورياض وروضات.

دُعْمِيّ: إسمـُ موضعٍ، وفي لسان العرب، دُعمِيّ من دعمَ يَدعم، دَعَامة ودُعمِيّ، ويقال للنّجَار دُعمي، وللفرس في لبّتِها أو في صدرِهَا بياضٌ دُعمّي وأدعم.

أكناف: جمعُ كَنَف.

والكَنَفُ والكَنفَةُ: ناحيةُ الشَّيء، وجانبُه.

حائل: إسمُـ موضعٍ.

ظللتُ: المقصود بها الإستمرار والدّوَام..

لا تقول العربُ ظَلَّ يَظَلُ إلا لكلَّ عملٍ بالنهار، كمــا لا يقولون باتَ يبيتُ إلا باللَّيل.

وتَخَفَّفُ ظَللتَ إلى ظِلْتَ، وفي القرآن الكريم :' ظلتَ عليْهِ عَاكِفًا '.

* * *


بروضَةِ دُعمِيّ: جار ومجرور فمضاف ومضاف إليه، و' بدعمي ' بدلٌ من ' بِبُرقَة ' قبلها.

فأكنَافُ حَــائِل: معطوف، ثم مضاف ومضاف إليه.

ظللتُ: فعل ماض ناقص، والتّاء في محل رفع إسمها.

أبكي: فعل والفاعل مستتر وجوبا، والجملة الفعلية في محل نصب خبر ظللتُ.



وفي هذا البيت يواصل طرفة تحديد المكان، فبُرقَةُ ثَهمَد، ورَوضَةُ دُعمِيّ، وأكنافُ حائلٍ كلُّها أسْماء مواضِع، وهنا يقول أنه ظلّ واستمر في البكاء على أطلال خولة فـي هذا المكان.









رد مع اقتباس
قديم 2016-04-04, 02:59   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ألبْ أرْسَلان
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي البت الثالثْ



وُقُوفـًا بِهَا صَحْبِي عَليَّ مَطِيَّهُمْ ** يَقُولُونَ: لا تَهْلِكْ أسًى وتَجَلَّدِ.

وُقُوفًا "وُقُوف": جَمعُ واقفِ.

صَحْبِي "الصّحْبُ": جمعُ صَاحِب وهو المُعــَاشِر، وتَدُلُّ على المُلآزَمَة أكثر، وقدْ تُطْلَقُ لغَيْرِها.
وفـي اللِّســَان، حكى الأخفش: والجَمعُ أصْحابٌ وأصَاحِيب وصُحبانٌ وصِحابٌ وصَحْبٌ وصَحَابَة وصِحَابَةٌ.
وفـــي النّساءِ صَوَاحِبٌ .
والصَّحَابيّ -اصْطِلاحًا- منْ لقِي النَبِيّ عليهِ السّلام، وماتَ على الإسْلام، وإنْ لم يُلازِمهُ، وإنْ لمْ يَرهُ.
وصاحبُ الشّيء: مَالكُه .
وأصحبَ الرجلَ: حفظهُ، قال تعالى " ولا هم مِنّا يُصْحَبُون " ذُكِر في معناها: يُحفظون، أو يُجارون أو يُنصَرون .
مَطِيّهم: جمعُ مَطِيَّة .
والمَطيّة : الجملُ والنَاقةُ يُرْكبُ مَطَاهَا أي ظَهرُها، امْتطَاهَا أي اتّخَذَهــَا مَطِيّه .
والمطيّةُ تُذكَّرُ وتُؤنَّثُ ، والمَطِي: واحدٌ وجمعٌ .
وتُجمعُ المَطيّة على مَطِي ومَطَايا .
ويقالُ يُمْطَى بها في السّيْر أي: يُمَدّ، قال تعالى: " ثمّ ذهبَ إلى أهْلِهِ يَتَمَطّى " أي يَتَبختَرُ في مِشْيَتِه.
والمُطَيْطاء: التًبخْتر ومَدٌّ اليَديْن في المَشي .
فالناقة مطيةٌ: يمتطى ظهرها، أو يمدُّ بها في السيرْ.

يَقُولُون، في اللّسَان: القول هو كل لفظٍ قَال بهِ اللّسَان .
والقول: هو ذات الالفاظ في الكلام، فكلمة " قام " هي نفسها قولٌ.
وتُطلَقُ كلمةُ قول لِعاني عدّه منها:
الرأي والمعتقد( كقول المعتزلة أي معتقد المعتزله)، وسُمِيّ " قَول " لأن المُعتَقَد مخْفىّ لا يُعْرفُ إلا بِــالقوْلِ فَسُمّيَ بِــهِِ.

الأسَى: الحُزْن.
وأسيَ وأسيتُ، من يَأْسَى أَسَىً، قال الله تعالى: " فلا تأسَ عل القوم الكافرين " وفي التفسير: لا تحزن.

تجلَّدْ: من الجَلَدْ وهو القُوّة والصّبر والصّلابَة.
وتجلَّدْ على وزن تفعَّل: ويُرادُ بها تَلّكفُ الفِعلِ كـ: تحمّل وتجمّل وتصبّر..
* * *

وقـــــوفا: ان كانَ المقصودُ بها جَمعُ واقفٍ تُعربُ " حال"من "قفا" أو الفعل "نبك".
وان كانت مصدرا، فهي مفعول مطلق .

صَحْبِي: فاعل بوقوفا مرفوع، والضّمة مقدّرة لاشْتِغال المَحل.. وياءُ المتلّكم في محل جر بالاضافة.

مطيّهم: مفعول بهِ لوقوفًا، والهاء في محل جر بالاضافة، والميم للجَمع.

يقولون: فعل وفاعل، والجملة الفعلية في محل نصب حال لـ صحبي .
لا: للنهي والجزم .
تهلكْ: فعل مضارع مجزوم بـ لا، و الفاعل مستتر وجوبا تقديرهُ أنت.
وجملة ( لا تهلك ) في محل نصب مقول قول.

أسىً: تعرب مفعول مطلق ( لا تأس أسىً ) أو حال لـ فاعل "لا تهلكْ "، أو مفعول لأجلهِ.


تجلَّدِ: فعل أمر مبني على السكون المقدّرْ على آخره لإشتغال المحل بالكسر العارض لضرورة الشّعر، والفاعل مستتر وجوبا تقديره "أنت "، والجملة الفعلية "تجلّد" في محل نصب لأنها معطوفة على مقول قول.


وفي هذا البيت يَقُولُ طَرَفَة: وقف عليّ أصحابي برواحِلِهِم يقولون: تصبّر وتجّلد، ولا تأسَ، فيُهْلِكَكَ الحُزنُ والأسى .









رد مع اقتباس
قديم 2016-04-07, 09:39   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ألبْ أرْسَلان
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

كأنّ حُدوجَ المـَالِكِيّة غُدوَةً ** خَلايــَا سَفِينٍ بِالنَّواصِفِ من دَدِ .


الحُدوج : جمعُ حِدج ، من مراكب النساء يُشَدُّ على ظهرِ البعيرْ ، نحو الهودج .
وفــي اللّسان لأبن السّكيت : الحُدوجُ و الأحداجُ و الحدائجُ ، من مراكبِ النساء .
الأمرُ منهُ : احدِج بعيرَكَ .
الحدَجُ : صغار الحنظلْ ، أو ما أشتدَّ منها.
التحديجُ كالتحديقِ : شدُّ النظرِ وحِدَّتُهُ ، ولثعْلبْ في مجالسِهِ " يقولُ الرجُلُ لصاحبِهِ : إنك لتحدجني بعينيكْ ".
و حدجتُهُ ببيعِ سوء : ألزمتُهُ بهِ ،إلزام الحدج ظهرَ البعير .
و يقالُ : حدجهُ ببصرهِ ، و حدجهُ بسهمٍ ، وحدجَهُ بنذنْبِ غيرِهِ : رماهُ بهِ.


المالكية : منسوبة إلى بني مالك بن سعد .
خلايا : جمعُ خليّة ، و فـي اللسان ، الخلية : السفينة التي لا يُسَيّرُها ملاح ، و الخَليّةُ : العظيمةُ من السُفنْ .
والخَليَّةُ من الابل : الطليقة ، أو التي خلي عنها ولدها ...
و "خَليّة" في الاسلام من كنايات الطلاق ، فإذا نوى بها الطَّلاق وقعْ.

سفينٌ : جمُع سفينةٍ ، ومنها سفنٌ و سفائنٌ .
و في اللسان ، سفَنَ الشيء ، يسفنُهُ سفْنًا : قشّرهُ .
و السفينةُ : تسفنُ وجهَ المـاء .
و السَفنُ : الفأس تقشِّرُ الجذوعْ .
و السَفَنُ : ما يُنْحَتُ بهِ الشيء .

النوَاصفُ : جمعُ ناصفة .
و الناصفةُ : مجرى المـاء " في الوادي " ، أو المتسع في نواحي الأودية .
و للأصمعي ، النواصفُ : رحاب .

دد : اسم واد في هذا البيت .
الدّد : اللهو و اللعبْ ، " مـا أنا من ددٍ ، و لا الدَّدُ منِّي " " ما أنا من أهلِ ددٍ و لا الدَّدُ من أشغالي " ، يقولهُ لمن لا يوافقهُ .
***
حدوجَ : اسم كأن ، وهو مضاف و المالكية مُضاف إليه.
غدوة : ظرف زمان .
خلايا : خبر كأن ، و الضمة مقدرة على الالف للتعذُرْ ، وهو مضاف ، وسفينٍ مضاف إليه .
بالنَّواصِفِ : جار و مجرور ، متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من حدوج المالكية .
من ددِ : جار و مجرور ، متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من النواصفْ.

* * *
و فــي هذا البيت ، يقول طرفة : كأنّ الإبلْ و عليها الحُدوج ، غدوةَ الفراق ، في وادِ ددٍ ، تُشبهُ السُّفن العظيمة .
أو من فرطِ ددٍ ( اللّهو ) حسبَ الابلْ و عليها الحُدوج ، سفنًا عظيمة .









رد مع اقتباس
قديم 2016-04-14, 03:51   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ألبْ أرْسَلان
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

عدوليَّةٌ، أو من سَفِينِ ابنِ يامِنٍ ** يجُورُ بِـها الملَّاحُ طورًا، ويَهتَدِي .

عدولية : نسبة إلى عدولي، قبيلة أو قرية بالبحرين .
ابن يامن :رجلٌ من هذه القبيلة، أو من هذه القرية، تاجرٌ أو صانع سفنٍ أو ملاح .
سفين : سبقت في البيت الذي قبلهُ .
يجورُ : من الجوْر .
وفــــــــــي اللِسَان : الجور ضِدُّ القصدِ
والجور : تركُ القصد في السير .
والجور : الميلُ عن القصد.
وجارَ عن الطريقِ: عدَلَ .
قال تعالى : "وعلى اللهِ قصدُ السبيلِ ومنها جائرٌ"، في "أضواء البيان" قصدُ السبيل : الطريق المستقيم القاصد ، الذي لا اعوجاج فيهِ،"وعلى الله قصد السبيل" أن طريق الحق التي هي قصد السبيل على الله ، أي موصلة إليه ،"ومنها جائر" أي ومن الطريق جائرٌ لا يصلُ إلى اللهِ.(قال صحاب التفسير: هذا أحد وجوه تفسير الآية).
طورًا :تارة ، وفي "اللِسَان" الطوْر : التَّارة ، تقول: طورا بعد طورٍ أي تارة بعد تارةٍ .
و الجمعُ: أطوار .

قال عنترة في المعلقه :
طورًا يُجرَّدُ للطِّعَانِ وتَارةً ** يأوي إلى حصد القسيّ عرَمْرَمِ.
قال تعالى :" وقد خلقكم أطوارا" ، طورا فطورا ، طورا نطفة، طورا علقة، طورا مضغة .
وفـي "أضواء البيان" وقيل أطوارًا : شبابا، وشيوخا، وضعفاء .
وقيل: أنواعا، وقيل : اختلافهم في الخلق والأفعال.
فمن معاني " أطوار" : الاختلاف: النَّاسُ أطوارٌ ، أي أصنافٌ على حالات شتى.
* * *
عدوليةٌ :بالرفع و الجرْ، ترفعُ صفة لخلايا في البيت السابق، وتجرُّ على أنَّها صفة سفينٍ ، ويجوز أن تكون خبرا لمبتدأ محذوف(هي عدوليةٌ).
من سفينِ : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر(هي من سفين).
يجورُ بها الملاحُ : جملة فعلية في محل رفع، أو في محل جر صفة لـ ' عدولية' ، أو مستأنفة .
طورًا : ظرف زمان .
يهتدي : جملة فعلية(الفاعل مستتر) معطوفة على الجملة قبلها.

* * *
يقول طرفة : أن الإبل تُشبهُ هذهِ السُّفن العظيمة، السُّفن العدولية ، أو سُفن الرَّجلِ ابن يامن،
و حادي الإبل كملاَّح السُّفن : يقصد الطريق أحيانا ، ويجور عنهُ أحيانا ليختصر المسافة .









رد مع اقتباس
قديم 2016-04-20, 17:47   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
ألبْ أرْسَلان
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

سأعودُ إليك يا طرفة...









رد مع اقتباس
قديم 2016-04-27, 08:01   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
ألبْ أرْسَلان
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

يَشُقُّ حَبابَ المــاءِ حيزُومُها بها ** كما قسَمَ التُّرْبَ المُفايِلُ باليَدِ.

حَباب بفتح الحاء، جـاء في اللِّسان :
حَبابُ الماء: نُفاخاتهُ وفَقاقِيعُهُ التي تطفو.
حَبابُ الماءِ: مُعظمهُ، واستدلّ عليهِ بقولِ طرفة.
حَبابُ الماءِ: موجُهُ الذي يتبعُ بعضُهُ بعضًا.


حَيزوم: الصّدرُ أو وسطُه، جاء في اللسان.
والجمعُ منه حَيازيم وحيازمٌـ.
الحيزوم والحزيمـ: وسطُ الصدر ومـا يُضمُّ عليه الحزام.
والحزيمـ: موضعُ الحزام من الصدر والظهرِ كلِّهِ ما استدار.
وفـــــــي المثل: اشدد حيازيمك للأمرِ.
"حيازيمَك للموتِ ** فإن الموت لاقيكَ".
كـــــناية عن التَّشَمُّرِ للأمر والاستعداد لــــــــــــهُ.
وحزَمَ الشيء يحزمهُ حزمًا: شدّهُ.


التُّربَ:التُّراب، وجاء في اللِّسان: التُّرْبُ والتُّرابُ والتُّرَباء والتَّوْربُ والتَّرْباء والتَّيْربُ والتَّوْرابُ والتَّيْرابُ.
وجــــمعُ التُّرابِ: أتربة وتُربانٌ.
وأتربَ الشيء: تلَطَّخَ بالترابِ.
وأتربَ الرجلُ: كثُرَ مالهُ فصارَ كالتُّراب.
وأتربَ الرجلُ: قلَّ مـــالهُ وفقُرَ.
قــــــــــال تعالى: "أو مسكينًا ذا مَترَبةٍ" جـــــــــــاء في كتبِ التفسير أي لاشيء لهُ، وكأنهُ لصقَ بالتُّراب من الفقر، وهو الذي لا يقيهِ من التُّرابِ لباسٌ ولا غيرهُ.
وقــــــــــال عليه السَّلامـ:" ...ترتبتْ يداكلصقتْ يداكَ بالتُّرابِ من شِدَّةِ الفقرِ.
فَــ "تربتْ يداكَ": أصلها افتقَرت، والعربُ اعتادتْ استعمَالَها على غيرِ المعنى الأصلي كقولهم: قاتَلهُ اللهُ.


المفايلُ: الذي يلعبُ الفـــــــــيال.
جــــــــــــــــــــاءَ في "لسان العربْ": المُفايلةُ والفَيال والفِيالُ لعبة للصبيان.
يَخبَؤُون الشيء في التُّراب ثمـّ يقسمونهُ(التراب) إلى قسمين، ثم يقول الخابيء لصاحبِهِ: فـــي أيّ القسمين هو؟.
فـمن أصابَ غَلب، ومن أخطأ غُلِب.
* * *
يشُقُّ: فعل مضارع.
حَبابَ الماءِ: مفعول به وهو مضاف و"الماء" مضاف إليه.
حيزومُها: فاعل، و"ها" فــــــــــي محل جر بالإضافة.
بها: جار ومجرور.
كـما: الكاف للتشبيه والجر، ومــــــــا مصدريّة.
قسمَ: فعل ماض.
التربَ: مفعول به.
المفايلُ: فاعلُ " قسمـَ".
باليدِ: جار ومجرور.
ومـا المصدرية والفعل قسم: تأويل مصدر فـي محل جر بالكـــــــاف.
والجار والمجرور: متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مُطلق محذوف أيضا.
والتقدير: يَشق حيزومها حَباب الماء شقا مماثلا لشق المفايل التُّراب.


* * *

وطرفة فـي البيتِ يُشبِّه شقَّ السفنِ الماء بعملِ المفايل حينَ يقسمُ التُّرابَ إلى قسمين بيدهِ.









رد مع اقتباس
قديم 2016-04-29, 06:47   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
ألبْ أرْسَلان
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

وفي الحَيِّ أحْوى يَنفُضُ المَرْدَ شــَادِنٌ ** مُظَـــاهِرُ سِمْطَيْ لُؤلؤٍ وزَبَرجَدِ.


أحوى: لونٌ أحمرٌ ضاربٌ إلى السَّواد وهو المقصودُ في البيت.
جــــــــــاء في لِسانِ العَرب، شفةٌ حوَّاء: حمراءُ تضربُ إلى سواد، وكثُرَ في كلامِهم حتى سمّوا كل أسودٍ أحوى.
قــــال الأصمعي: الحوَّةُ حمرةٌ تضربُ إلى السّواد.
والحوَّةُ: سمرةُ الشّفة.
المذكّرُ منهُ أحوى، والمؤنَّثُ حوَّاء.
أحوى: الأخضر الضارب إلى السَّوادِ.

وعلى هذا جـــــــاء تفسيرُ قولهِ تعالى: " والذي أخرجَ المَرعَى، فجعلهُ غُثاءً أحوى" ..
أحوى: أي أخضر إلى السّواد، وهنا أحوى تعربُ "حالا" لــ "المرعى"، والتقدير: أخرجَ المرعى أحوى.
أحوى: أسود من القدم، وهنا تعربُ "صفة" لــ "غثاء"، وفي اللِّسان: إذا صارَ النباتُ يبيسًا فهو غُثاء، والأحوى الذي قد اسَودّ من القِدمِ والعتق.

المرْدُ: الغَضُّ من ثمر الأراك، ذُكرَ في اللّسان.

شادن: الظبي حين يكبرُ ويستغني عن رعاية أمّهِ.
جــــــــــــــــاء في اللِّسان: إذا أفردت الشادن فهو ولد الظبية.
الشادن من أولاد الظباء الذي قد قوي وطلع قرناه واستغنى عن أمّه.
ويقال شادن لكل من قوي وصلح أمره وترعرع من جميع ولدِ الظّلف والخُفّ والحافِر.

مُظاهِر:.. ؟؟ عندَ الشّراح أنه أرادَ بهِ: الذي لبسَ ثوبا فوق ثوبٍ، أو درعا فوقَ درعِ، أو عقدًا فوقَ عقدٍ.

سمط: جـــــاء في اللِّسان أنهُ خيطُ النظمِ ( الذي نظمت فيه الجواهر).
والإثنان: سمطان، والجمعُ: سُموط.
والسمط الدّرعُ كذلك ...
***
وفي الحي: الواو للاستناف، في الحي جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدَّم.
أحوى: مبتدأ مؤخر، وهو في الأصل صفة لموصوف محذوف.
ينفضُ: فعل مضارع، والفاعل مستتر تقديرهُ هو يعودُ إلى الموصوف المحذوف.
المردَ: مفعول بهِ.
وجملة "ينفض المرد" في محل رفع صفة ثانية للموصوف المحذوف.
شادنٌ: صفة ثالثة للموصوف المحذوف، أو بدل من أحوى.
مُظاهر: صفة رابعة، ويجوز نصبها على الحال للفاعل المستتر للفعل ينفضُ، وهو مضاف.
سمطي: مضاف إليه مجرور، وحذفت نون التثنية للإضافة، وهو مضاف.
لؤلؤ: مضاف إليه.
زبرجدٍ: معطوف على ما سبقهُ.
* * *
وفــي هذا البيتِ وصفَ طرفةُ "من يُحِب" أنّه لابِسُ عِقْدَي لؤلؤ وزبرجدٍ، وشَبَّههُ في الشطرِ الأولِ بظبيٍ أحوى فــي كحلِ العينين وسمرة الشفتين وحسنِ الجيدِ فالظبي يمُدُّ عُنقهُ حين ينفض ثمرَ الأراك.









رد مع اقتباس
قديم 2016-05-03, 09:27   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
ألبْ أرْسَلان
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

خَذولٌ تُراعِي رَبرَبًا بِخمِيلَةٍ ** تَنَاوَلُ أطرَافَ البَرِيرِ، وتَرتَدِي.
خذول: من خَذَلَ يخذِلُ فهي خذولٌ.
جــــــاء في اللِّسان: الخَــــــــــــــاذِلُ ضِدُّ النَّاصِرِ.
والخَذلُ: تركُ الإعانة والنُّصرةِ.
قــــــــــال اللهُ تعالى:"وإن يَخذُلكمـ فمن ذا الذي يَنصُرُكمـ من بعدهِ".
ويقالُ للظبية: خذُول وخاذل. وأصلُهُ أنها تتخَلَّفُ عنِ قَطيعِ الظِّبَاءِ فَتنفَرِدُ ولاتَلحَقُ لأجلِ وَلدِها أي وكأنَّها تخذُِلُ القَطيعَ، وقيل بلْ هيَ المَخذُولَة إذْ تُرِكتْ.
وطرفةُ في البيتِ استعملها على وجهٍ آخرَ، فجعَلَ الخذول التي تخذِلُ ولدَها وترعَى معَ القطيع.
تُراعي: أي ترعى مع القطيع، وجاء في اللِّسان المُراعاة من الرَّعي مع آخر، يُقال هذه إبلٌ تُراعي الوحشَ أي ترْعى معها.
وهي من رعى يرعى، قال تعالى:"كلُوا وارعَوا أنعَامكُم"، رعتِ الماشية الكلأ ورعاها صاحبها.
والرَّاعي يَحُوطُ ويَحفَظُ، ومنهُ الحَدِيث: كُلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتهِ" أي حافظٌ مُؤتَمنٌ.

ربرب: هو القَطيعُ من الظِّباء وغَيرِهِ ...
الخميلة، جــــــــاء في اللِّسان:
الخميلة: رملٌ يُنبِتُ الشّجر" وهو المَقصُودُ في البَيتِ".
الخميلةُ: الشّجرُ الكثيرُ المُجتمِعُ المُلتَفُّ الذي لا يُرى فيه الشّيءُ إذا وقعَ في وسَطِه.
الخميلة: كلُّ موضعٍ كثُر فيه الشّجرُ حيثما كان.
الخميلة: الأرض السهلة التي تُنبت.
الخميلة: مَنْقعة ماء ومنبت شجر، ولا تكونُ الخميلةُ إلا في وطِيءٍ من الأرض.
والجمعُ منها: خَمائِلٌ.

تَنَاوَل: تتَناولُ أي تَعطو، والمصدر عطا.
وفي اللِّسان، العطو: التّناول،
وعطا الشيءَ وعطا إليه: تنَاوَلهُ.
وقــال شاعر في وصف ظبية:
وتعطو البريرَ إذا فاتها ** بجيد ترى الخد منهُ أسيلا.
يعني الظباء وهي تتطَاوَلُ إذا رفعتْ أيدِيها لتتَناول ما فاتَها من ورقِ الشّجر.
ويقال: ظبيٌ عَطُوُّ.

البرير: ثمرُ الأراك أو هو "البالغ منه".
ترتدي: من لبس الرِّداء.
* * *
خذول: خبرٌ لمبتدأ محذوف.
تُراعي: فعل مضارع والفاعل مستتر تقديرهُ هي، والجملة الفعلية في محل نصب حال من الضمير المستتر في خذول.
ربربًا: مفعول به.
بخميلة: جار ومجرور.
تناول: فعل مضارع والفاعل مستتر تقديره هي، والجملة الفعيلة كسابقتها.
أطراف: مفعول بهِ وهو مضاف.
البرير: مضاف إليه.
وترتدي: الواو للعطف، ترتدي: فعل مضارع والفاعل مستتر تقديره هي، والجملة الفعلية معطوفة على ما سبَقَها.
* * *
وطرفةُ في البيتِ، يَصِفُ ظبيَة خذلتْ أولادَهَا، لتَرعَى مع القَطِيعِ في رملٍ مُنبِتٍ، فهيَ تأكلُ ثمرَ الأراكِ، وكأنّهَا تَرتَدِي أغصَانَهُ، والغرضُ منْ هذا وصفُ حُسنِ الجيد.









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:36

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc