البسملة1
فوائد القراءة
أولاً : القراءة وسيلة للحصول على المعرفة :
لقد هيأ الله الإنسان بحواس تجعله قادراً على اكتساب المعرفة ، ولعل من أهم تلك الحواس السمع والبصر قال الله تعالي (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ وَالأفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (النحل:78)فالإنسان منذ طفولته يستمع إلى الأصوات ثم يحاكيها ، ثم يتعرف على مدلولاتها ، ونراه في السنوات الأولى من عمره يتلفه إلى حمل الكتاب ، وقد يفسده ويتلفه ويمزقه ، فلذا يستحسن إعطاؤه نوعية خاصة من الكتب ذات الرسوم المصنوعة من قماش أو جلد يصعب إتلافه وتلفت نظره الصورة الملونة ، ثم يشير بإصبعه إلى الصور التي يحبها ، ثم نجده يقرن اللفظ بالصورة ويستمتع بقصص أمه عن منظر ما أو صورة معينة ، ثم تبدأ علاقته بهذا المصدر المعرفي – وهو الكتاب – وتنمو مع نمو جسمه وعقله ، وتبدأ علاقته بالقراءة تشق طريقها في حياته فيزداد وعياً بما حوله ، وتتحقق له متعة وفائدة ، كما يعجبه بعد سنين أن يقرأ ضمن مجموعة من الأصدقاء ، ويسر إن سئل عما قرأ أن يجيب فتمتلئ نفسه ثقة ، ويدفعه ذلك إلى المزيد فينمي معلوماته وتتوسع مداركه .
إن القارئ يفهم ذاته ، ويفهم من حوله ويلم معرفة بالشعوب والبلدان البعيدة يعرف واقعه ، ويعرف الماضي بتجاربه المتنوعة ، يعيش حياته وحياة الآخرين ، وتكون لديه ذخيرة من التجارب المسجلة في سطور الكتب ، تدفعه إلى مواقف قد تحدث له في المستقبل .
والقراءة وسيلة الاتصال بالمجيدين من الأداء وأصحاب البيان والفكر في مختلف العصور ، فيكتسب القارئ منهم علماً وأدباً كما لو أنه كان معهم .
ثانياً : القراءة من أهم وسائل الثقافة :
إن ثقافة أي شعب من الشعوب أو أمة من الأمم ، تعكسها وسائل إعلامها وأدوات المعرفة فيها ، كذلك وسائل الاتصال الفردية والجماعية .
ومهما قيل عن وسائل التثقيف الأخرى غير الكتاب ، وما تقدمه للناس ، فإن الكتاب يبقي محتفظاً بأهميته كوسيلة تعليمية .
ومن المؤكد أن الحصول على القسط الأوفر من الثقافة بشكل عام يكون أغلبه عن طريق القراءة ، وكلنا يدرك هذا المعني من خلال تجاربنا اليومية ، فلو أنفق إنسان ما ساعات في مشاهدة التلفاز ، وساعة في مخالطة الناس ، وساعات في التأمل والتفكير ، وساعة في القراءة ، لوجد أن نصيبه الأكبر من الثقافة كان من الكتاب إن أحسن اختياره ، فالكتاب يعطي القارئ معلومات وخبرات متنوعة في فترة زمنية قصيرة ، ويمكن حمله في الحل والترحال .
والثقافة عن طريق القراءة أمر سهل وميسور ، لأنه بيد القارئ ينظمه ويحسن اختياره ويتجاوز عما لا فائدة منه . ويعود إلى ما فيه فائدة متى شاء فيركز عليه ، فإذا سلمنا بهذه الحقيقة فإنه يبقي علينا تنظيم تلك القراءة التي نقرؤها ، واختيار الوقت الأنسب والمادة الأنفع .
والمسلم يعيش حياة اجتماعية ، فإن كان أباً أو كانت أماً ، فهناك ثقافة لازمة حتمية تدور حول الحياة الزوجية والأسرية والتربية ، وإذا تعرض لمشكلة وصعب عليه حلها لجأ إلى تجارب الآخرين ليستقرئ من كتاباتهم الموقف الأمثل الذي ينبغي عليه أن يتخذه .
ثالثاً : القراءة من أهم وسائل الحصول على العلم المدرسي :
كلنا يدرك أن عملية التعلم قوامها : الكتاب ، والتلميذ والمعلم ، والمدرسة ، وأي خلل في تلك العناصر يجعل عملية التعليم غير ناجحة والذي يهمنا هو حصول المتعلم على ما ينبغي أن يحصل عليه من علم بواسطة القراءة في الكتاب المدرسي وغيره من المصادر والمراجع .
رابعاً : القراءة ضرورة من ضروريات الحياة المعاصرة :
ففي أمورنا اليومية نرى كثير من الإرشادات والإعلانات التي تملأ الشوارع وتوجه الناس إلى ما ينفعهم أو يلزمهم ، ونقرأ أسماء المحلات ، وأسماء أصحابها وأسماء الصيدليات المناوبة ، وغيرها ، ونقرأ إرشادات التحذير من الحفر ، أو إرشادات السباحة أو المرور في مكان غير مناسب .
كل تلك الأمثلة – ليست على سبيل الحصر – تجعلنا أكثر إدراكاً لأهمية القراءة ، وخاصة أننا نعيش عصر الاختراعات والابتكارات ، ولك فترة نشتري آلة كهربائية نقرأ عن طريقة استعماله أو تشغيلها ، وكم تكون القراءة هنا مجدية للقارئ ولصيانة الآلة .
خامساً : القراءة وسيلة من وسائل التسلية :
وهذا ما أمرنا نبيناً محمد صلى الله عليه وسلم حين قال ( والذي نفسي بيده إنكم لو تداومون على ما تكونون عندي ، وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم ، وفي طرقكم ، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ) وكرر هذه الكلمة – ساعة وساعة – ثلاث مرات .
ومن تلك القراءة المسلية قراءة قصة ، أو قصص فكاهية ، تدور حول مجموعة من الناس جمعتهم مهنة واحدة ، أو بيئة واحدة، فهناك أخبار البخلاء ، وأخبار الظرفاء ، وقصص الحكماء ، ونوادر الحمقى والمغفلين .