بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ,أمّا بعد
عرف الشيخ العلامة عبدالحميد ابن باديس الاجماع قائلا
هُوَ اتِّفَاقُ مُجْتَهِدِي هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عَصْرٍ مِنَ الأَعْصَارِ عَلَى حُكْمٍ شَرْعِيٍّ.
وَهُوَ حُجَّةٌ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلۡهُدَىٰ وَيَتَّبِعۡ غَيۡرَ سَبِيلِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ نُوَلِّهِۦ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصۡلِهِۦ جَهَنَّمَۖ وَسَآءَتۡ مَصِيرًا ١١٥﴾ [النساء]. وَهُوَ قِسْمَانِ:
ـ عَمَلِيٌّ: نَقَلَتْهُ الأُمَّةُ كُلُّهَا كَالصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ.
ـ وَنَظَرِيٌّ: وَهُوَ إِمَّا أَنْ يَكُونَ مَبْنِيًّا عَلَى النَّظَرِ وَالاِجْتِهَادِ عَنْ أَدِلَّةٍ قَطْعِيَّةٍ أَوْ عَنْ أَدِلَّةٍ ظَنِّيَّةٍ، وَهَذَا وُقُوعُهُ مُمْكِنٌ، وَلَكِنَّ مَعْرِفَتَهُ مُتَعَذِّرَةٌ لِانْتِشَارِ المُجْتَهِدِينَ فِي الآفَاقِ وَكَثْرَةِ عَدَدِهِمْ(1)، إِلَّا إِجْمَاعَ الصَّحَابَةِ قَبْلَ انْتِشَارِهِمْ؛ لِحَصْرِ عَدَدِهِمْ وَعَدَدِ المُجْتَهِدِينَ مِنْهُمْ.
(1) وهذا مذهب بعض الشافعية واهل الظاهر (من بينهم ابن حزم) وهو اختيار ابن تيمية,خلافا لمذهب الجمهور الذين رأوا امكان معرفة الاجماع مطلقا في جميع العصور وتعليلهم على ذلك: أن الذين بلغوا درجة الاجتهاد هم قلة في كل عصر ,فهم من الشهرة بحيث لا يخفون على باحث ,لذلك يسع القول بأقوالهم ونقلها ....
وقال شيخنا العلامة الأصولي محمد علي فركوس حفظه الله
أنّ إمكان وقوعه يحتاج إلى مسعى تحقيقي أو إستقرائي ,الأمر الذي يختلف من مسألة لأخرى ومن عصر لآخر