السلام عليكم
قم للمعلم وفه التبجيلا ...كاد المعلم أن يكون رسولا هو شعار لطالما رددناه ورفعناه إلا أنه في الوقت الحاضر فقد معناه بعد أن صار التلاميذ في الجزائر يهاجمون أساتذتهم بالعبارات الخادشة للكرامة وإطلاق الكلمات الجارحة والمخجلة ما حدث في مدرستنا القريبة حيث تلاميذ سبق و أن درسوا على يد معلمهم و انتقلوا إلى المتوسط يطلقون على معلمهم كلما مر في الشارع * يا الشيخ لعورعلاش هزيت علينا لعصى* حتى الآخرون ساروا في نفس المنوال وراحوا يطلقون عبارات على معلمتهم التي تدرسهم اللغة الفرنسية * ياالبقرة * و آخرون أطلقوا على معلمهم * يا الشخشوخة * وهو المعلم الذي يسكن في نفس الحي الذي يقطن فيه التلاميذ حيث أصبح هذه العبارات تحرج أولئك المعلمين كلما مروا في الشوارع التي يسكن فيها أولئك التلاميذ الذين يسكنون في الحي و بعد أن كانت المدرسة في الماضي مقرا للتربية والتعليم أصبحت في زماننا هذا وكرا يمارس فيها التلميذ جميع أنواع الفوضى و الشغب بعدما كان بالأمس القريب لا يتجرا على مجرد رفع الصوت تجاه معلمه فقد أصبح احترام المعلم مفقودا لدى التلميذ .
لا يختلف اثنان أن واقع معاملة التلاميذ للأستاذ أصبح واقعا مرا بعد أن استوطنته السلوكات العدوانية الصادرة من التلاميذ والتي تجاوزت حدودها المعقولة خصوصا مع تمييع و التدلال التي أصبحت بتشجيع لكل من الأولياء و التشريع التربوي الذي فقد معناه حين وضع التلميذ موضع الضحية الى جانب وضع المعلم في موضع الجاني .
نستطيع القول أن المعلم سيبقى خائفا من العواقب التي ستلحق به إن تجرأ على لمس تلميذ سخر منه لتأديبه خوفا على مستقبله المهني ولعل المتتبع لميدان التعليم في بلادنا يرى كم كانت النتائج جد حسنة عندما كان التلاميذ يعملون ويجدون تحت طائلة الخوف والآن عندما أصبح التلميذ يرى أستاذه كدمية متحركة أمامه لا يتمتع بأدنى الحقوق ومن ثمة لا يكتسب أدنى احترام أو تقدير وأن الشرف والوقار لم يبق للأستاذ بعد أن صار يضرب ويهان من قبل التلميذ في المدرسة و قد صار ذلك يمارس في الشوارع فأين نحن من زمن كان التلميذ لا يستطيع التحدث لأستاذه بل ولا يستطيع الجلوس معه ولكن حينما كان ينظر للنتائج كانت النتائج حسنة والمستوى الدراسي جد مرتفع فلو قارنا تلميذ الأمس بتلميذ اليوم لوجدنا أن مستوى الابتدائي في الأمس أحسن بكثير من مستوى البكالوريا اليوم وكل هذا نتيجة الانحلال التربوي والتحجج بالدفاع عن حقوق التلاميذ والدعوة إلى تحريرهم من كل القيود وهي كلها سلبيات أفسدت المنظومة التربوية وأضاعت مفهومها إذ أصبحت شتما وتعديا على حقوق الأستاذ وكرامته حيث أصبح الكثير من الأساتذة يعيشون وضعية صعبة ويُقتادون من طرف التلاميذ بعد أن عكست الأية بدل أن يخضعوا هم وينصاعوا لما يريده الأستاذ من باب الاحترام لدرجة أصبح المعلم يوصف من طرف من كان يتوجب فيهم تقدير الأساتذة أصبحوا يصفون أساتذتهم * باالشيخ لعور و الشخشوخة و البقرة * وهي من سياسة عدم العقاب و منع الضرب و من سياسة ميثاق الأخلاق التي جعلت الأستاذ بدون أخلاق و التلميذ صاحب الخلق العظيم يالها من مفارقة .