|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
.......... وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا ]....
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2009-09-22, 15:07 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
.......... وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا ]....
قالشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ وَمَنْ دَعَاإلَيْهِ هُدِيَ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وَمَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُاللَّهُ وَمَنْ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ. قَالَ تَعَالَى : ﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّوَلا يَشْقَى.وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاًوَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى. قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىوَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً. قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَاوَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى﴾ (طـه:123-126)الشرح : لاحظتم أن القارئ قرأ هذهالآيات دون تلاوة وهذه هي السنة ، فبعض المحاضرين وبعض الخطباء إذا تكلم في أثناءالخطبة وفي أثناء الكلام وأورد آية على سبيل الاستدلال يغير صوته عند ذكر الآية أوعند ذكر محل الشاهد فيقرأها كما يقرأ القرآن ، ولم تكن هذه سنة الرسول صلى اللهعليه وسلم . والعلماء – رحمهم الله – بينوا أن هناك فرقاً بين مقامين : 1. بينمقام إيراد الآية على سبيل التلاوة والقراءة . 2. وبين إيراد الآية على سبيلالاستشهاد والاستدلال . ففي المقام الثاني قالوا : لا يغير فيها القارئ صوته ولايقرأها كما يقرأ في تلاوة القرآن ، قالوا : لأن الأحاديث التي وردت وورد فيها أنرسول الله صلى الله عليه وسلم أورد آية أو بعض آية أثناء الحديث لم يذكر الصحابةرضوان الله عليهم أنه غيَّر صوته ، وللسيوطي رسالة ضمن كتاب ( الحاوي ) (2/297)،اسمها "القذاذة في تحقيق محل الاستعاذة" قرر فيها الفرق بين قراءة القرآن للتلاوةوبين إيراد آية منه للاحتجاج، قلت: ومن ذلك هنا تغيير الصوت بالتلاوة عند إرادةالقراءة دون الاحتجاج. وهي من البدع الشائعة التي ينبغي الحذر منها. أقول : أورد المصنف هذه الآيات للتدليل على أن القرآن الكريم كتاب هداية وكتاب إعجازوأن من طلب الهدى في غير القرآن الكريم أضله الله. أما الآية الأولى : فهي قولهتعالى : فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلايَضِلُّ وَلا يَشْقَى*وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاًوَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى* قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىوَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً*قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَالْيَوْمَ تُنْسَى) (طـه:123-126) . في هذه الآيات يذكر الله سبحانه وتعالى أنهسيأتي آدم وذريته من الله سبحانه وتعالى رسل (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّيهُدىً) يأتي هؤلاء الرسل بالهدى ليخرجوا الناس من الضلال إلى النور ، وتعهد اللهسبحانه وتعالى لمن اتبع هذا الهدى أن لا يضل ولا يشقى ، ومن أعرض عن هذا الهدى فلميتبعه ولم يأخذ به ، أو كفر به وأنكره فإنه سيعيش عيشة ضنكاً . قال العلماء : عيشةضنكاً في الحياة الدنيا ، وعيشة ضنكاً في البرزخ ، وعيشة ضنكاً ستكون له في الآخرة (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَالْقِيَامَةِ أَعْمَى ) فالعيشة الضنك هنا المراد منها : عيشته في الدنيا وفيالبرزخ ، وفي الآخرة هي عيشة ضنك أيضاً . صورتها قال: (قَالَ رَبِّ لِمَحَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً*قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَافَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى ) . هذه الآية فيها مسائل : 1- فيهابيان أن القرآن كتاب هداية وأن لا هدى ولا سعادة ولا خلاص من الشقاء للناس إلاباتباع هذا الهدى، فمن ترك الاهتداء بكتاب الله سبحانه وتعالى وبشرعه سبحانه وتعالىفإنه في ضلال وفي شقاء وفي تعاسة. 2- قوله في هذه الآية : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْذِكْرِي) الإعراض عن ذكر الله المراد منه: الإعراض عن كتاب الله. فقوله : (عَنْذِكْرِي ) هل هو من باب إضافة الاسم إلى المفعول ؟ أو من باب إضافة الاسم إلىالفاعل ؟ أو إضافة اللفظ إلى الاسم؟ قال العلماء : الصواب أنه من باب إضافة اسمالفاعل إلى الاسم، ولا يصح أن تكون الإضافة إلى المفعول. ما الفرق بين هذهالثلاثة ؟ ** إذا قلت في قوله تعالى : (عَنْ ذِكْرِي ): المراد به : إضافة إلىاسم المفعول؛ فيصير المعنى: من أعرض عن أن يذكر الله يعني بالتسبيح والتحميدوالتكبير والتهليل ونحو ذلك، فـ (ذكري) أي ما يُذكر به سبحانه، وهو قول العبد: سبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا إله إلا الله. ** ولو قلنا : الإضافة منباب الإضافة إلى اسم الفاعل؛ لصار المعنى : من أعرض عن ما ذكره الله، وهو كلامه،الذي هو القرآن العظيم. ** ولو قلنا : إن المعنى من باب الإضافة إلى الاسم فيصيراسم ( الذِّكْر ) هو اسم للكتاب ابتداء فيكون المعنى : من أعرض عن كتاب الله أو عنشرع الله. فأي المعاني هي المرادة هنا ؟ هل المراد في هذه الآية : من أعرضعن أن يذكر الله ؟ أو المراد في هذه الآية : من أعرض عن شرع الله وعن كتاب اللهوعن ما أنزله الله سبحانه وتعالى من كتاب يكون به الهداية ؟ قال العلماء : المعنى الثاني والثالث هو المراد ويدخل فيه ضمناً المعنى الأول ، ولو قلنا : إنالمعنى الأول هو المراد لصار دخول المعنى الثاني والثالث فيه بُعْد؛ وعليه فإنالإضافة من باب إضافة الاسم إلى اسم الفاعل أو إلى الاسم . (وَمَنْ أَعْرَضَعَنْ ذِكْرِي ) أي : عن كتابي الذي أنزلته ، أو أعرض عن شرع الله أو دين الله أوكتاب الله . وقد جاء في القرآن تسمية القرآن بالذكر قال تعالى : (إِنَّا نَحْنُنَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9) ، سُمي القرآن بالذكر، فيصير ( عن ذكر الله ) يعني : عن كتاب الله سبحانه وتعالى . 3-الإعراض عنذكر الله يطلق على ثلاث معان : الأول: الإعراض بمعنى : الجحود . الثاني: الإعراض بمعنى التكذيب. والفرق بين الجحد والتكذيب : أن الجحود يكون باللسان،والقلب يعتقد صدق ما يكذب به، كما قال تعالى: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَاأَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) (النمل:14). والتكذيب يكون باللسان والقلب، فهو لا يصدق بلسانه ولايعتقد فيقلبه كذلك؛ فمن صدق بقلبه وكذب بلسانه فهذا الجحود، ومن كذب بلسانه وبقلبه فهذاالتكذيب. الثالث: الإعراض بمعنى التولي والإدبار عن شرع الله. وهذه الثلاثةالإعراض فيها كفر أكبر مخرج من الملة. الرابع: الإعراض بمعنى : عدم العمل بمافيه على وجه المعصية، فإن من خالف شرع الله وارتكب المعاصي والمحرمات ولم يفعلالأوامر والواجبات فقد أعرض عن ذكر الله ولكنه في هذه الصورة لم يكفر كفراً أكبر،ما دام الذي تركه ليس مما يكفر تاركه. والإعراض عن ذكر الله هنا صاحبه من أهلالفسوق ومن أصحاب المعاصي . الخامس: الإعراض عن ذكر الله بمعنى : عدم ذكر اللهباللسان أو بالقلب، وهو التفكر في خلق الله وعظمته سبحانه. ما المراد في هذهالآية من أنواع الإعراض ؟ قال العلماء : الإعراض في الآية يشمل الأنواع الأربعةالأولى، التي نجملها في قسمين: إعراض على سبيل الكفر، وإعراض على سبيل المعصية؛بجحود أو تكذيب، ومن أعرض عن ذكري بمعصية أو بترك امتثال لطاعة أو بفعل لمنهي فإنله معيشة ضنكاً. 4- قوله : (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً) . قال العلماء : هذا من ضمن الأدلة التي يوردها أهل العلم على عذاب القبر ، فإن الآية ظاهرة في أنهناك معيشة ضنكاً قبل عذاب الآخرة قبل يوم القيامة وليس قبل القيامة إلا الدنياوالبرزخ ، والمشاهد أن بعض الناس من أهل المعاصي يستدرجه الله سبحانه وتعالى فلايكون في معيشته نوع من الضنك فأين يصير الضنك إذاً ؟ الجواب : الضنك في عذاب القبر،ولذلك ذكروا في تفسير هذه الآية عن السلف رضوان الله عليهم أنهم فسروا (العذابالضنك) : بما يكون من عذاب في القبر. لا تنسونا من صالح دعائكم بالغيب .وفقكم الله و أنار دربكم
|
||||
2009-09-22, 16:15 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
شكــــر وثنــــــاء
جزالك الله خيراً يا أخت ناريمــان عن هذه المساهمة القيمة |
|||
2009-09-23, 09:00 | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
اقتباس:
لا شكر على واجب .....................بارك الله فيك و سدد خطاك و رزقك الفردوس الأعلى |
||||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc