عندما تُحدث أي إصابة قـطعا في منطقة صغيرة من الجلد تسبب إنخسافا في سطح الجلد يسمى قرحة .
كما يحدث ذلك في الجلد يحدث أيضا في جدران الأعضاء التي تكون الجهاز الهضمي وتسمى" القرح الهضمية" وتصنف هذه القرح
إلى ثلاث أصناف :
القرحة المعدية
قرحة الإثني عشر
قرحة المريئ
نتناول في موضوعنا هذا القرحة المعدية وقرحة الإثني عشر.
القرحة المعدية : هي التي تحدث في المعدة
قرحة الإثني عشر: هي التي تحدث في الإثني عشر
لقد زاد انتشارهذا الداء خاصة في الدول المتقدمة بسبب التوتر وتعقيدات الحياة .
أسباب القرحة المعدية :
ما من شك أن حمض "الهيدروكلوريك" القوي الموجود في إفرازالمعدة (العصارة المعدية ) قد يهاجم أحيانا الغشاء المخاطي للمعدة والإثني عشر كذلك قد تفعل خميرة "البيبسين" الهضمية نفس الشيء.
كما أن الإحتكاك الدائم لجزيئات الطعام أثناء مرورها عبر القناة المعوية (خاصة إذا لم تهضم جيدا ) قد تسبب تلفا إضافيا ، وإذا كانت كل هذه العوامل موجودة في كل معدة وإثني عشرتقريبا فلا يمكن لها أن تسبب بمفردها في تكوين القرحة .
إن 90 بالمئة من حالات قرحة الإثني عشر و60 بالمئة من حالات قرحة المعدة سببها الإلتهاب المزمن الناتج عن بكتيريا ( الملوية البوابية ) التي تستعمر الغشاء المخاطي .
وهذه البكتيريا تعيش في بيئة المعدة الحامضية ، وبالرغم من تولد الأجسام المناعية ضد البكتيريا فإن الجهاز المعاني لايستطيع طردها من الجسم ، لذا قد تسبب البكتيريا إلتهاب معدي مزمن يسمى( إلتهاب معدي النوع b)
عند المدخنين تنتج القرحة بسبب تصلب الشرايين وتشنج الأوعية الدموية الذي يسببه التدخين مما يؤدي إلى نقص في التروية الدموية ينتج عنه قرحة نتيجة القصور الدموي .
كما وجدت في بعض المرات علاقة بين قرحة المعدة وحاملي( فصيلة الدمo)
وللعامل النفسي والقلق وضغوطات الحياة دور كبير في حدوث القرح الهضمية .
وتأكد إبعاد العامل الوراثي لأن لادور له في حدوث القرحة .
إن حوالي4 بالمئة من قرحات المعدة تسببها أورام سرطانية ويفضل أخذ عدة عينات من المعدة للتأكد من خلوها من أي أورام سرطانية .
أما قرحات الإثني عشر فهي بشكل عام حميدة .
أعراض القرحة : تنتشرالقرحة بين الأشخاص ذوي المزاج القلق والضمير اليقظ ، والأشخاص من هذا النوع كثيرا ما يكونون ناجحين في أعمالهم (رجل أعمال.... ..موظف......) ، وكذا الأشخاص الذين هم في موضع المسؤولية لأن مزاجهم يكون على حسب عملهم .
أول أعراض القرحة هي نوبات من عسر الهضم تمتد لأيام قليلة فقط وتليها فترات طويلة بلا أعراض مع الملاحظ ان هذه النوبات تحدث في وقت التوتر .
وبتقدم المرض تصبح النوبات أطول والفترات التي تتخللها أقصر ويعاني المريض من ألم يكاد يكون مستمرا .
يحس به المريض في فم المعدة (في وسط وأعلى البطن فوق السرة)وفي قرحة الإثني عشر يكون الألم( إلى اليمين قليلا)
وغالبا ما يأتي الألم بعد3 ساعات من تناول الوجبة الغذائية ، يمكن التغلب على هذا الألم دائما وتقريبا عن طريق شرب الحليب أو تناول بيكاربونات الصودا وكلها تعدل حمض الهيدروكلوريك الذي أفرزته المعدة .
تشخيص قرحة المعدة :
يشخص الطبيب المرض بالاعتماد على التاريخ المرضي واكتشاف الألم في منطقة فم المعدة ، لكنه من الصعب أن يميز بين قرحة المعدة وقرحة الإثني عشر لذلك يجب إجراء إختبارات وفحوص في المستشفى ، وأهم إختبارات قسم الأشعة هناك ما يسمى بوجبة" الباريوم " وهي وجبة ليست مزعجة .
"والباريوم" : هو معدن ثقيل معتم للأشعة في صورة "ملح كبريتات الباريوم "
غير قابل للذوبان ولذلك فهو غير سام .
ويمكن أن يجهز "الباريوم " بهيئة شراب بالشيكولاطة ليستطيع المريض إبتلاعه .
يملأ هذا الشراب المعدة والجزء الأول من الإثني عشر، وتمتلأ فجوة القرحة وتظهر على هيئة عدم انتظام في حافة الظل الموجود بصورة الأشعة .
كما تستعمل طرق أخرى مثل" منظار المعدة" بإدخاله برفق أسفل الحلق حتى يدخل الضوء والعدسة داخل المعدة ويستطيع الجراح أن ينظر في المنطقة المحيطة بداخل المعدة ويلاحظ حالة الغشاء المخاطي مباشرة .
المضاعفات : يستطيع مريض القرحة أن يحيا لسنوات عديدة تمتد عبر عمره كله ويصبح قادر على التأقلم مع الألم .
يتم معالجة القرحة أحيانا في المستشفى حيث يجب أن تجرى عملية جراحية للمريض .
لأنه يمكن للقرحة أن تخترق جدار المعدة وتحدث ثقبا .
الإنثقاب : تتوغل بعض القرح وخاصة قرح الإثني عشر وتحدث ثقبا مباشرا في جدار الأمعاء يسمى ( الإنفجار ) وهذا يحتاج إلى قفلة بواسطة عملية جراحية .
النزيف : تصل بعض القرح إلى الأوعية الدموية التي تمر في جدار الأوعية والإثني عشر نتيجة لذلك قد يتسرب الدم من الوعاء الدموي داخل تجويف الأمعاء ويؤدي تكرار فقد الدم إلى فقر الدم الشديد .
الندبة : القرحة المزمنة محاطة دائما بنسيج ليفي وكثيرا ما ينقبض هذا النسيج ويشوه المعدة أو الإثني عشر وإذا كان التشوه شديدا فإنه قد يعوق المرور عبر القناة الهضمية .
علاج القرحة : يمكن علاج القرحة إما باطنيا أو جراحيا
القرحة الحديثة تعالج بوسائل باطنية (دوائية ) مع الراحة في الفراش مدة شهر مع تناول غذاء خفيف كالحليب والسمك مع أدوية قلوية ، وإعطاء المريض راحة من العمل ثم يبدأ في تنويع غذائه إلى اللحوم البيضاء ، الفواكه ، الخضروات المهروسة مع تناول غذائه على فترات منتظمة وتدريجيا ، مع تجنب الأطعمة المتبلة والمخللات ، والقهوة المركزة والشاي الثقيل والمشروبات الغازية والكحولية والتدخين .
أما القروح التي مكثت فترة طويلة تعالج جراحيا وتجرى عادة عدة أنواع من العمليات الجراحية .
قطرات قطر الندى
بتصرف عن كتاب المعرفة وموقع وكيبيديا