586-644 م
كان عمر بن الخطاب ثاني وربما أعظم خليفة من خلفاء المسلمين ، وكان معاصرا للنبي صلى الله عليه وسلم وأصغر منه سنا ، وقد ولد في مكة .
كان عمر أولا أحد خصوم محمد صلى الله عليه وسلم الألداء ، ثم تحول إلى الإسلام وأصبح أحد مؤيديه الأقوياء الناصحين الأوفياء للنبي صلى الله عليه وسلم وبقي كذلك طيلة حياته.
أسباب الاختيار :
- حدثت أهم الفتوحات الإسلامية على الإطلاق في فترة خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
-تحدث المؤلف عن عدد من المعارك المشهورة : مثل معركة اليرموك ضد القوى البيزنطية ، معركة القادسية في العراق ، معركة نهاود ضد القوى الفارسية
-لم ينحسر تأثير عمر رضي الله عنه بعد وفاته بل إن المسلمين أتموا فتح إيران بعد وفاته بينما في الغرب أتموا اندفاعهم إلى شمالي أفريقيا
-إن أهمية فتوحات عمر هي في دوامها : مثلا الديانة الإسلامية انتشرت ومازالت حتى اليوم في إيران/مصر/سوريا/ العراق ، واللغة العربية هي الأساسية في مصر وسوريا والعراق.
-طبق عمر بن الخطاب رضي الله عنه مظاهر الحكم السياسي الإسلامي ومن ذلك: على الشعوب التابعة للمسلمين أن يدفعوا الجزية ولكن في المقابل يجب على المسلمين تأمين الأمن والسلامة لهذه الشعوب ولا يجي إجبارهم على اعتناق الدين الإسلامي.
-إن مآثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه مؤثرة حقا ، فقد كان الشخصية الرئيسية في انتشار الإسلام بعد محمد صلى الله عليه وسلم ، وبدون فتوحاته كان من المشكوك به أن ينتشر الإسلام بهذا الشكل الذي هو عليه اليوم.
-إنه من الغريب أن يصنف عمر وهو شخصية مجهولة عند الغرب في مركز أعلى من بعض مشاهير الغرب مثل شارلمان ويوليوس قيصر ، إلا أنه من الإنصاف أن نقول أن الفتوحات التي قام بها المسلمون أثناء حكم عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما وكيفا وديمومتها هي أكثر أهمية بكثير من تلك التي قام بها كل من يوليوس قيصر وشارلمان
(ملاحظات شخصية من خارج الكتاب : لا شك أن عمر بن الخطاب يستحق مركز متقدم ضمن المئة الأوائل ، تعالوا معا نتابع بعض نزول آيات القرآن الكريم بشكل يتعلق بشكل أو بآخر حول عمر بن الخطاب رضي الله عنه !
1-روى الحافظ ابن كثير عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : خرجت أتعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن أسلم ، فوجدته قد سبقني إلى المسجد فقمت خلفه ، فاستفتح سورة الحاقة ، فجعلت أعجب من تأليف القرآن ، فقلت في نفسي : هذا والله شاعر كما قالت قريش ، فقرأ :"إنه لقول رسول كريم*وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون" فقلت : كاهن ، فقرأ : "ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون*تنزيل من رب العالمين * ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين* ثم لقطعنا منه الوتين* فما منكم من أحد عنه حاجزين *وإنه لتذكرة للمتقين * وإنا لنعلم أن منكم مكذبين * وإنه لحسرة على الكافرين * وإنه لحق اليقين فسبح باسم ربك العظيم"
قال : فوقع الإسلام في قلبي كل موقع ، حتى هداني الله تعالى له.
2-عن عمر رضي الله عنه قال : لما هزم الله المشركين يوم بدر ، وقتل منهم سبعون وأسر منهم سبعون ، استشار النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر وعليا فقال أبو بكر : يا نبي الله هؤلاء بنو العم والعشيرة ، وإني أرى أن تأخذ منهم الفدية فيكون ما أخذنا منهم قوة على الكفار ، وعسى أن يهديهم الله فيكونوا لنا عضدا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما ترى يا ابن الخطاب ! قلت : والله ما أرى ما رأى أبو بكر ، ولكن أرى أن تمكنني من فلان - قريب لعمر - فأضرب عنقه ، حتى يعلم الله أن ليس في قلوبنا هوادة على المشركين ، هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها
(قال تعالى في سورة التوبة :"فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم")
فهوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت فأخذ منهم الفداء ، فما كان من الغد غدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو قاعد وأبو بكر يبكيان ، فقلت يا رسول الله : أخبرني ما يبكيك أنت وصاحبك ؟ فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد بكاء تباكيت فقال صلى الله عليه وسلم : أبكي للذي عرض على أصحابك من الفداء ، لقد عُرض عليّ عذابهم أدنى من هذه الشجرة(لشجرة قريبة) فأنزل الله موافقا لرأي عمر بن الخطاب رضي الله عنه : "ماكان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم * لولا كتاب من الله سبق لمسكم في أخذتهم عذاب عظيم" الأنفال 67-68 قال صلى الله عليه وسلم : "لو نزل العذاب لما نجا منه غير عمر"
3-روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث غلاما من الأنصار يقال له : مدلج إلى عمر بن الخطاب وقت الظهيرة ليدعوه فوجده نائما فدق عليه الغلام الباب ودخل فورا ، فاستيقظ عمر وجلس فانكشف منه شيء فقال : وددت لو أن الله نهى أبناءنا ونساءنا وخدمنا عن الدخول في هذه الساعات إلا بإذن ، ثم انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد أية النور قد أنزلت : "يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء.." الآية..
4-ورد في الصحيح أنه جاء عمر بن الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما يشق عليك من أمر النساء ؟ فإن كنت طلقتهن فإن الله معك وملائكته وجبريل ، وأبو بكر وعمر معك فنزلت الآية موافقة لقول عمر :"وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير*عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن.." الآية
المصدر كتب التفسير