سلسلة قصة و عبرة... - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

سلسلة قصة و عبرة...

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-08-31, 22:58   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
بحر العطاء
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية بحر العطاء
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي سلسلة قصة و عبرة...

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته :


سنبدأ معا بإذن الله سلسلة جديدة اسمها قصص الأنبياء؛ وقبل أن نبدأ بقصة آدمعليه السلام من المهم أن نبدأ بمقدمة توصلنا لبداية قصة آدم.. آملين أن نتعلمونرتقي ونحن نتجول معا في رياض الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين.

وقديأتي في ذهن البعض سؤال يقول: وما فائدة سرد قصص الأنبياء؟ وما الذي يجعلنا نعودللماضي السحيق؟ ولماذا لا نتكلم عن المستقبل وعن مشاكلنا؟ لِم ننظر للخلف ونبحث فيالأمس تاركين اليوم وغدا؟


ولهؤلاء أقول إن قصص الأنبياء مهمة جدا.. أمايكفيكم أن ما يقرب من ثلث القرآن -المعجزة الخالدة إلى يوم القيامة- يحدثنا عن قصصالأنبياء! أما يكفيكم أن كمّ الآيات والسور التي تتحدث عن الأنبياء تنبئنا أن فيقصصهم نبراسا يهدي به الله تعالى السابقين واللاحقين.. أما يعلم الله سبحانه وتعالىأن البشرية ستتطور؟ نعم يعلم لكنه وضع سرا عظيما في معرفتنا بسيرتهم واقتفائنالأثرهم..


فإن في معرفتنا بقصصهم أهدافا كثيرة، فتعالوا نستعرضهامعا...


أول الأهداف هو تثبيت المؤمنين، يقول الله تبارك وتعالى: {وَكُلاًّنَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَفِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}.. فإذا قلت في أي شيءيريد الله تثبيت قلوب المؤمنين؟ فالإجابة هي أن المؤمنين في حاجة لتثبيت القلوب فيمواقف كثيرة:


يثبتك عند المصائب فيحكي لك قصة أيوب، وتبدأ شخصية هذا النبيتتجسد أمامك وتعيش مع صبره على المرض: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّيمَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُفَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْرَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ}.. فأيوب ذاق من ألوان المرض مافوق احتمال البشر، وفوق ما يمكن أن يمر به أحد.. لا أنا ولا أنت ولا أحد له القدرةعلى مواجهة مثل هذه الشدة لذا فنحن نحتاج إلى أن يثبتنا الله عند المصائب مهما كانتكبيرة وعظيمة بذكر قصته لنا..


وكذلك الحال عندما نمر على قصة نبي الله يعقوبعندما يفقد يعقوب ابنه وهو يقول: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِيبِهِمْ جَمِيعاً}.. فأي مصيبة كمصيبة يعقوب! وفي هذا نعرض هدفا من أهداف القصةالقرآنية.. أنها تثبتك عند الفتن التي تلاحقك من كل مكان.. أنت تريد أن تقاوم لكنكخائف فيأتي يوسف أمام عينيك وهو يقول: {مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَمَثْوَايَ}.. واالسيدة التي تراوده عن نفسه تأتي وتقول: { وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُعَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ}.. ويوسف يقول: {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّمِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}.. فإن كنت تريد أن تثبت عند الفتن فاقرأ سورة يوسف،إن كنت تريد أن تثبت ساعة المصيبة تعلّم من أيوب؛ ولذلك أنصحك نصيحة.. لو سيطرتعليك شهوة -أي شهوة فارجع للقرآن واقرأ قصة نبي من الأنبياء، ستجد صاحبها يثبتك علىتنفيذ أوامر الله مهما كانت صعبة عليك، اقرأ قصة نبي وأنت تشعر أن أمرا ما ثقيلاعلى نفسك لا تستطيع تنفيذه، فإذا كنت متعلقا بفتاة ولا تستطيع أن تبتعد عنها سترىإبراهيم وهو يذبح ابنه ويقول: {يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّيأَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى}.. ستجد نفسك تتعلم من نبي الله إسماعيل أيضا وهويقول:{قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْالصَّابِرِينَ}. ومن هنا نتعلم أن الهدف الأول من قصص الأنبياء هو "التثبيت"..


الهدف الثاني من قصص الأنبياء هو "العبرة والعظة" في كل جزئياتحياتنا، فإن كنت تريد أن تتعلم وتعتبر في كل لحظة من لحظات حياتك فلتتعلم منالأنبياء، يقول الله سبحانه وتعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌلأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِيبَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ}.. ستجد أنك كلما سمعت جملة عن حياةأحدهم تصل إلى العبرة والعظة.. إذا كنت تبحث عن إصلاح القلب وحسن الخلق وتربيةالأبناء وكيف تتعامل مع المصائب ابحث في قصص الأنبياء، يقول ابن القيم: "واعلم أنضرورة الاحتياج إلى الأنبياء أعظم من احتياج الروح إلى البدن والعين إلى نورهاوالروح إلى جسدها؛ لأن الأنبياء بهم يُعرَف الله عز وجل".. ويقول الله تباركوتعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَتَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِمَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا}.


ثالث الأهداف هو القدوة، فقد جعل اللهالأنبياء لكي نقتدي بهم أيها الشباب، وأتمنى لك بعد أن تسمع قصة يوسف أن تقول فينفسك: أريد أن أقتدي بيوسف عليه السلام، وأمنيتي أن الفتاة المسلمة بدلا من أنتقتدي بفلانة في لبسها ومكياجها أن تقتدي بمريم في نقائها وعبادتها وخشوعها وحبهالله تبارك وتعالى، أتمنى أن آباءنا بدلا من أن يمضوا الليل في قلق على الرزق فياليوم التالي أن يقتدوا بإبراهيم عليه السلام عندما ألقي في النار وهو يقول حسبيالله ونعم الوكيل في منتهى الثقة والاطمئنان؛ فيقضي أجمل أيام عمره وهو في النار؛وقد جعلها الله بردا وسلاما عليه.


لماذا لا نقتدي بهؤلاء، يقول الله تباركوتعالى: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمْ اقْتَدِهِ} ولاحظ أنقبل هذه الآية جاء 18 اسما من أسماء الأنبياء متتابعين، وهي الآية الوحيدة التي جمعفيها 18 اسما من أسماء الأنبياء هي الآية 83 من سورة الأنعام وفي آخر الآية قالالله سبحانه وتعالى: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمْاقْتَدِهِ}.. وعندي أمل في أن تتخيل كل نبي في قصته بعد أن تنتهي منها، وبالمناسبةفإن قصص الأنبياء مادة ثرية جدا بكل ما تحتويه من أخلاق وعبادات وإصلاح القلوب؛ولكن علينا أن نجعلهم قدوة لنا..


أما الهدف الرابع فهو تربية العقيدة، أنترسُخ العقيدة في قلبك؛ فالعقيدة ببساطة إيمان راسخ في القلب، سئل عبد الله بن عمربن الخطاب: "أكان صحابة رسول الله يضحكون؟"؛ فقال: "كانوا يَضحَكون ويُضحِكون ولكنالإيمان في قلوبهم أرسخ من الجبال"، هذه هي العقيدة، فإن سألنا عن علاقة العقيدةبقصص الأنبياء؟ فإن أعظم ما يربي العقيدة في قلبك أن تسمع قصص الأنبياء فترى يونسوهو في بطن الحوت في منتهى اليأس ورغم ذلك تسمعه يقول: {لا إله إِلاَّ أَنْتَسُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ} فتتعلم: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُوَنَجَّيْنَاهُ مِنْ الْغَمِّ}. أي أنه لمّا نادى استجبنا له.. ترى إبراهيم وهويقول حسبي الله ونعم الوكيل فتتعلم: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماًعَلَى إِبْرَاهِيمَ}.. وأنت تسمع قصة النبي صلى الله عليه وسلم تسري في جسدك قوةوأنت لا تدري، وعندما تتأمل قصة موسى عليه السلام وفرعون يلاحقه من خلفه وأصحابموسى يقولون: {إنَّا لَمُدْرَكُونَ} وفرعون يلاحقك من خلفك والبحر أمامك فتتعلمالثقة بالله وموسى يقول كما جاء في القرآن الكريم: {كَلَّا إِنَّ مَعِي رَبِّيسَيَهْدِينِ}

أما عن الهدف الخامس فهو أن تتعلم فن الدعوة إلى الله، وكيفتصلح الناس وتأخذ بيد الناس.. فأنت عندما تستمع إلى قصص الأنبياء تتعلم كيفيةالدعوة إلى الله تعالى وأن عليك وأنت تدعو إلى الله أن تحذرأن تدعو بعنف وقسوة،فاستمع إلى إبراهيم وهو يخاطب أباه قائلا: {يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْيَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنْ الرَّحْمَنِ}.. فحتى وهو يتحدث إلى أبيه الكافر اختار أنيتحدث إليه بالكلمات الرقيقة البعيدة عن القسوة والغلظة مع أن أباه هو الذي يصنعالأصنام، وانظر إلى يوسف وهو في السجن يتحدث إلى المساجين وتأمَّله وهو يقول: {يَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ} منتهى الرقة والعطف..


ومن هنا نخلص للهدف السادس،والذي من أجله نقرأ قصص الأنبياء ونتدارسها معا وهو أن نفهم القرآن؛ لأنه كماأسلفنا فإن ثلث القرآن قصص الأنبياء.


أما الهدف الأخير من قصص الأنبياء فهوإصلاح القلوب..فلقد وجدت أنه حتى تصلح القلوب لابد من ضرورة سرد قصص الأنبياء.. فانظرإلى إبراهيم وولده إسماعيل، وداود وابنه سليمان.. هؤلاء ربوا أبناءهم فخرجواأنبياء، أما نحن فلدينا مشاكل في بيوتنا من وجود أبناء يشتكون من الآباء، وأنا أظنأن هذه المسألة ستحل وأنت تستمع إلى قصص الأنبياء، ففي قصص الأنبياء ستجد كيف يقصالله علينا سلسلة آباء وأبناء وهو يروي حكايات بيوت إبراهيم وإسماعيل، ويعقوبويوسف، ومريم وعيسى..


إن في قصص الأنبياء واقعا يتكرر كل يوم في حياتناولهذا ذكرها القرآن، ولهذا أقول إنني أتكلم عن حياتكم أنتم، وأنا أتكلم عن ألف عاممضت.. إن حكايات البشرية تتكرر، وابتلاءات الحياة تتكرر وعلينا أن ننظر كيف فعلالصالحون من الأولين..
وسوف نتناول قصص الأنبياء ونحن نتطلع إلى العِبر والعظاتالمستخلصة منها؛ فالهدف الأول هو العبرة والعظة والقرآن الكريم يقول: {فَاقْصُصِالْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} فأي عمل لا يترتب عليه أي فائدة فالخوض فيهمن التكلف الذي نُهينا نحن عنه، يقول الله تبارك وتعالى: {فَلا تُمَارِ فِيهِمْإِلَّا مِرَاءً ظَاهِراً} يعني حسبك ما قصه الله عليك.. ولذلك لن ننشغل في أيالأعوام وُجد هذا النبي أو ذاك فالقرآن سحب الدائرة الزمنيةوالمكانية..



فهيا بنا معا نطوف حول رياض الأنبياء نتنسم شذاهم ونضيءقلوبنا بأنوارهم، والله أسأل أن ينتفع بها كل مسلم وتكون له ذخراً في حياته.. وبعدمماته.. وأن يعلمنا ويفقهنا في ديننا.. إنه هو العليمالخبير..



و في الأخير أريد منكم بعد أن تقرأوا القصة تضعوا العبرة التي استخلصتموها منها.


إذا كان لكم أي إعتراض على الفكرة فأخبروني.
إن لم يكن أي إعتراض


فإن شاء الله غدا سأضع بين أيديكم قصة سيدنا أبو البشرية آدم عليه السلام.


سلام...








 


رد مع اقتباس
قديم 2009-09-01, 22:51   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
بحر العطاء
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية بحر العطاء
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

آدم عليه السلام
أبو البشر، خلقهالله بيده وأسجد له الملائكة وعلمه الأسماء وخلق له زوجته وأسكنهما الجنة وأنذرهماأن لا يقربا شجرة معينة ولكن الشيطان وسوس لهما فأكلا منها فأنزلهما الله إلى الأرضومكن لهما سبل العيش بها وطالبهما بعبادة الله وحده وحض الناس على ذلك، وجعلهخليفته في الأرض، وهو رسول الله إلى أبنائه وهو أول الأنبياء.
خلق آدم عليهالسلام:
أخبر الله سبحانه وتعالى ملائكة بأنه سيخلق بشرا خليفة له في الأرض. فقال الملائكة: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءوَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ).
ويوحي قول الملائكة هذابأنه كان لديهم تجارب سابقة في الأرض , أو إلهام وبصيرة , يكشف لهم عن شيء من فطرةهذا المخلوق , ما يجعلهم يتوقعون أنه سيفسد في الأرض , وأنه سيسفك الدماء . . ثم هم - بفطرة الملائكة البريئة التي لا تتصور إلا الخير المطلق - يرون التسبيح بحمد اللهوالتقديس له , هو وحده الغاية للوجود . . وهو متحقق بوجودهم هم , يسبحون بحمد اللهويقدسون له, ويعبدونه ولا يفترون عن عبادته !
هذه الحيرة والدهشة التي ثارتفي نفوس الملائكة بعد معرفة خبر خلق آدم.. أمر جائز على الملائكة، ولا ينقص منأقدارهم شيئا، لأنهم، رغم قربهم من الله، وعبادتهم له، وتكريمه لهم، لا يزيدون علىكونهم عبيدا لله، لا يشتركون معه في علمه، ولا يعرفون حكمته الخافية، ولا يعلمونالغيب . لقد خفيت عليهم حكمة الله تعالى , في بناء هذه الأرض وعمارتها , وفي تنميةالحياة , وفي تحقيق إرادة الخالق في تطويرها وترقيتها وتعديلها , على يد خليفة اللهفي أرضه . هذا الذي قد يفسد أحيانا , وقد يسفك الدماء أحيانا . عندئذ جاءهم القرارمن العليم بكل شيء , والخبير بمصائر الأمور: (إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَتَعْلَمُونَ).
وما ندري نحن كيف قال الله أو كيف يقول للملائكة . وما ندريكذلك كيف يتلقى الملائكة عن الله ، فلا نعلم عنهم سوى ما بلغنا من صفاتهم في كتابالله . ولا حاجة بنا إلى الخوض في شيء من هذا الذي لا طائل وراء الخوض فيه . إنمانمضي إلى مغزى القصة ودلالتها كما يقصها القرآن .
أدركت الملائكة أن اللهسيجعل في الأرض خليفة.. وأصدر الله سبحانه وتعالى أمره إليهم تفصيلا، فقال إنهسيخلق بشرا من طين، فإذا سواه ونفخ فيه من روحه فيجب على الملائكة أن تسجد له،والمفهوم أن هذا سجود تكريم لا سجود عبادة، لأن سجود العبادة لا يكون إلا للهوحده.
جمع الله سبحانه وتعالى قبضة من تراب الأرض، فيها الأبيض والأسودوالأصفر والأحمر - ولهذا يجيء الناس ألوانا مختلفة - ومزج الله تعالى التراب بالماءفصار صلصالا من حمأ مسنون. تعفن الطين وانبعثت له رائحة.. وكان إبليس يمر عليهفيعجب أي شيء يصير هذا الطين؟

سجود الملائكة لآدم:
من هذا الصلصالخلق الله تعالى آدم .. سواه بيديه سبحانه ، ونفخ فيه من روحه سبحانه .. فتحرك جسدآدم ودبت فيه الحياة.. فتح آدم عينيه فرأى الملائكة كلهم ساجدين له .. ما عدا إبليسالذي كان يقف مع الملائكة، ولكنه لم يكن منهم، لم يسجد .. فهل كان إبليس منالملائكة ? الظاهر أنه لا . لأنه لو كان من الملائكة ما عصى . فالملائكة لا يعصونالله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون . . وسيجيء أنه خلق من نار . والمأثور أن الملائكةخلق من نور . . ولكنه كان مع الملائكة وكان مأموراً بالسجود .
أما كيف كانالسجود ? وأين ? ومتى ? كل ذلك في علم الغيب عند الله . ومعرفته لا تزيد في مغزىالقصة شيئاً..
فوبّخ الله سبحانه وتعالى إبليس: (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَامَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَالْعَالِينَ) . فردّ بمنطق يملأه الحسد: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِيمِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) . هنا صدر الأمر الإلهي العالي بطرد هذاالمخلوق المتمرد القبيح: (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ) وإنزالاللعنة عليه إلى يوم الدين. ولا نعلم ما المقصود بقوله سبحانه (مِنْهَا) فهل هيالجنة ? أم هل هي رحمة الله . . هذا وذلك جائز . ولا محل للجدل الكثير . فإنما هوالطرد واللعنة والغضب جزاء التمرد والتجرؤ على أمر الله الكريم .
قَالَفَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّنتَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) (ص)
هنا تحول الحسد إلى حقد . وإلىتصميم على الانتقام في نفس إبليس: (قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِيُبْعَثُونَ) . واقتضت مشيئة الله للحكمة المقدرة في علمه أن يجيبه إلى ما طلب , وأن يمنحه الفرصة التي أراد. فكشف الشيطان عن هدفه الذي ينفق فيه حقده: (قَالَفَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) ويستدرك فيقول: (إِلَّا عِبَادَكَمِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) فليس للشيطان أي سلطان على عباد الله المؤمنين .
وبهذا تحدد منهجه وتحدد طريقه . إنه يقسم بعزة الله ليغوين جميع الآدميين . لا يستثني إلا من ليس له عليهم سلطان . لا تطوعاً منه ولكن عجزاً عن بلوغ غايتهفيهم ! وبهذا يكشف عن الحاجز بينه وبين الناجين من غوايته وكيده ; والعاصم الذييحول بينهم وبينه . إنه عبادة الله التي تخلصهم لله . هذا هو طوق النجاة . وحبلالحياة ! . . وكان هذا وفق إرادة الله وتقديره في الردى والنجاة . فأعلن - سبحانه - إرادته . وحدد المنهج والطريق: (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَمِنْهُمْ أَجْمَعِينَ) .
فهي المعركة إذن بين الشيطان وأبناء آدم , يخوضونهاعلى علم . والعاقبة مكشوفة لهم في وعد الله الصادق الواضح المبين . وعليهم تبعة مايختارون لأنفسهم بعد هذا البيان . وقد شاءت رحمة الله ألا يدعهم جاهلين ولا غافلين . فأرسل إليهم المنذرين .
تعليم آدم الأسماء:
ثم يرويالقرآن الكريم قصة السر الإلهي العظيم الذي أودعه الله هذا الكائن البشري , وهويسلمه مقاليد الخلافة: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا) . سر القدرة علىالرمز بالأسماء للمسميات . سر القدرة على تسمية الأشخاص والأشياء بأسماء يجعلها- وهي ألفاظ منطوقة - رموزا لتلك الأشخاص والأشياء المحسوسة . وهي قدرة ذات قيمة كبرىفي حياة الإنسان على الأرض . ندرك قيمتها حين نتصور الصعوبة الكبرى , لو لم يوهبالإنسان القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات , والمشقة في التفاهم والتعامل , حينيحتاج كل فرد لكي يتفاهم مع الآخرين على شيء أن يستحضر هذا الشيء بذاته أمامهمليتفاهموا بشأنه . . الشأن شأن نخلة فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا باستحضار جسمالنخلة ! الشأن شأن جبل . فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بالذهاب إلى الجبل ! الشأنشأن فرد من الناس فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بتحضير هذا الفرد من الناس . . . إنها مشقة هائلة لا تتصور معها حياة ! وإن الحياة ما كانت لتمضي في طريقها لو لميودع الله هذا الكائن القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات .
أما الملائكةفلا حاجة لهم بهذه الخاصية , لأنها لا ضرورة لها في وظيفتهم . ومن ثم لم توهب لهم . فلما علم الله آدم هذا السر , وعرض عليهم ما عرض لم يعرفوا الأسماء . لم يعرفوا كيفيضعون الرموز اللفظية للأشياء والشخوص . . وجهروا أمام هذا العجز بتسبيح ربهم , والاعتراف بعجزهم , والإقرار بحدود علمهم , وهو ما علمهم . . ثم قام آدم بإخبارهمبأسماء الأشياء . ثم كان هذا التعقيب الذي يردهم إلى إدراك حكمة العليم الحكيم: (قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِوَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ) .
أراد الله تعالى أنيقول للملائكة إنه عَـلِـمَ ما أبدوه من الدهشة حين أخبرهم أنه سيخلق آدم، كما علمما كتموه من الحيرة في فهم حكمة الله، كما علم ما أخفاه إبليس من المعصية والجحود.. أدرك الملائكة أن آدم هو المخلوق الذي يعرف.. وهذا أشرف شيء فيه.. قدرته على التعلموالمعرفة.. كما فهموا السر في أنه سيصبح خليفة في الأرض، يتصرف فيها ويتحكم فيها.. بالعلم والمعرفة.. معرفة بالخالق.. وهذا ما يطلق عليه اسم الإيمان أو الإسلام.. وعلم بأسباب استعمار الأرض وتغييرها والتحكم فيها والسيادة عليها.. ويدخل في هذاالنطاق كل العلوم المادية على الأرض.
إن نجاح الإنسان في معرفة هذين الأمرين (الخالق وعلوم الأرض) يكفل له حياة أرقى.. فكل من الأمرين مكمل للآخر.
سكنآدم وحواء في الجنة:
اختلف المفسرون في كيفية خلق حواء. ولا نعلم إن كانالله قد خلق حواء في نفس وقت خلق آدم أم بعده لكننا نعلم أن الله سبحانه وتعالىأسكنهما معا في الجنة. لا نعرف مكان هذه الجنة. فقد سكت القرآن عن مكانها واختلفالمفسرون فيها على خمسة وجوه. قال بعضهم: إنها جنة المأوى، وأن مكانها السماء. ونفىبعضهم ذلك لأنها لو كانت جنة المأوى لحرم دخولها على إبليس ولما جاز فيها وقوععصيان. وقال آخرون: إنها جنة المأوى خلقها الله لآدم وحواء. وقال غيرهم: إنها جنةمن جنات الأرض تقع في مكان مرتفع. وذهب فريق إلى التسليم في أمرها والتوقف.. ونحننختار هذا الرأي. إن العبرة التي نستخلصها من مكانها لا تساوي شيئا بالقياس إلىالعبرة التي تستخلص مما حدث فيها.
لم يعد يحس آدم الوحدة. كان يتحدث مع حواءكثيرا. وكان الله قد سمح لهما بأن يقتربا من كل شيء وأن يستمتعا بكل شيء، ما عداشجرة واحدة. فأطاع آدم وحواء أمر ربهما بالابتعاد عن الشجرة. غير أن آدم إنسان،والإنسان ينسى، وقلبه يتقلب، وعزمه ضعيف. واستغل إبليس إنسانية آدم وجمع كل حقده فيصدره، واستغل تكوين آدم النفسي.. وراح يثير في نفسه يوما بعد يوم. راح يوسوس إليهيوما بعد يوم: (هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى) .
تسائل أدم بينه وبين نفسه. ماذا يحدث لو أكل من الشجرة ..؟ ربما تكون شجرةالخلد حقا، وكل إنسان يحب الخلود. ومرت الأيام وآدم وحواء مشغولان بالتفكير في هذهالشجرة. ثم قررا يوما أن يأكلا منها. نسيا أن الله حذرهما من الاقتراب منها. نسياأن إبليس عودهما القديم. ومد آدم يده إلى الشجرة وقطف منها إحدى الثمار وقدمهالحواء. وأكل الاثنان من الثمرة المحرمة.

ليس صحيحا ما تذكره صحف اليهود منإغواء حواء لآدم وتحميلها مسئولية الأكل من الشجرة. إن نص القرآن لا يذكر حواء. إنما يذكر آدم -كمسئول عما حدث- عليه الصلاة والسلام. وهكذا أخطأ الشيطان وأخطأآدم. أخطأ الشيطان بسبب الكبرياء، وأخطأ آدم بسبب الفضول.
لم يكد آدم ينتهيمن الأكل حتى اكتشف أنه أصبح عار، وأن زوجته عارية. وبدأ هو وزوجته يقطعان أوراقالشجر لكي يغطي بهما كل واحد منهما جسده العاري. وأصدر الله تبارك وتعالى أمرهبالهبوط من الجنة.
هبوط آدم وحواء إلى الأرض:
وهبط آدم وحواء إلىالأرض. واستغفرا ربهما وتاب إليه. فأدركته رحمة ربه التي تدركه دائما عندما يثوبإليها ويلوذ بها ... وأخبرهما الله أن الأرض هي مكانهما الأصلي.. يعيشان فيهما،ويموتان عليها، ويخرجان منها يوم البعث.
يتصور بعض الناس أن خطيئة آدمبعصيانه هي التي أخرجتنا من الجنة. ولولا هذه الخطيئة لكنا اليوم هناك. وهذا التصورغير منطقي لأن الله تعالى حين شاء أن يخلق آدم قال للملائكة: "إِنِّي جَاعِلٌ فِيالأَرْضِ خَلِيفَةً" ولم يقل لهما إني جاعل في الجنة خليفة. لم يكن هبوط آدم إلىالأرض هبوط إهانة، وإنما كان هبوط كرامة كما يقول العارفون بالله. كان الله تعالىيعلم أن آدم وحواء سيأكلان من الشجرة. ويهبطان إلى الأرض. أما تجربة السكن في الجنةفكانت ركنا من أركان الخلافة في الأرض. ليعلم آدم وحواء ويعلم جنسهما من بعدهما أنالشيطان طرد الأبوين من الجنة، وأن الطريق إلى الجنة يمر بطاعة الله وعداءالشيطان.
هابيل وقابيل:
يذكر لنا المولى عزّ وجلّ في كتابه الكريم الكثير عن حياة آدمعليه السلام في الأرض. لكن القرآن الكريم يروي قصة ابنين من أبناء آدم هما هابيلوقابيل. حين وقعت أول جريمة قتل في الأرض. وكانت قصتهما كالتالي.
كانت حواء تلدفي البطن الواحد ابنا وبنتا. وفي البطن التالي ابنا وبنتا. فيحل زواج ابن البطنالأول من البطن الثاني.. ويقال أن قابيل كان يريد زوجة هابيل لنفسه.. فأمرهما آدمأن يقدما قربانا، فقدم كل واحد منهما قربانا، فتقبل الله من هابيل ولم يتقبل منقابيل. قال تعالى في سورة (المائدة):
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَبِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْيُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُمِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْبِبَاسِطٍ يَدِيَإِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) (المائدة)
لاحظ كيف ينقل إلينا الله تعالى كلمات القتيل الشهيد، ويتجاهلتماما كلمات القاتل. عاد القاتل يرفع يده مهددا.. قال القتيل في هدوء:
إِنِّيأُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِوَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29) (المائدة)
انتهى الحوار بينهما وانصرفالشرير وترك الطيب مؤقتا. بعد أيام.. كان الأخ الطيب نائما وسط غابة مشجرة.. فقامإليه أخوه قابيل فقتله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقتل نفس ظلما إلاكان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل". جلس القاتل أمامشقيقه الملقى على الأرض. كان هذا الأخ القتيل أول إنسان يموت على الأرض.. ولم يكندفن الموتى شيئا قد عرف بعد. وحمل الأخ جثة شقيقه وراح يمشي بها.. ثم رأى القاتلغرابا حيا بجانب جثة غراب ميت. وضع الغراب الحي الغراب الميت على الأرض وساوىأجنحته إلى جواره وبدأ يحفر الأرض بمنقاره ووضعه برفق في القبر وعاد يهيل عليهالتراب.. بعدها طار في الجو وهو يصرخ.
اندلع حزن قابيل على أخيه هابيل كالنارفأحرقه الندم. اكتشف أنه وهو الأسوأ والأضعف، قد قتل الأفضل والأقوى. نقص أبناء آدمواحدا. وكسب الشيطان واحدا من أبناء آدم. واهتز جسد القاتل ببكاء عنيف ثم أنشبأظافره في الأرض وراح يحفر قبر شقيقه.
قال آدم حين عرف القصة: (هَذَا مِنْعَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ) وحزن حزنا شديدا علىخسارته في ولديه. مات أحدهما، وكسب الشيطان الثاني. صلى آدم على ابنه، وعاد إلىحياته على الأرض: إنسانا يعمل ويشقى ليصنع خبزه. ونبيا يعظ أبنائه وأحفاده ويحدثهمعن الله ويدعوهم إليه، ويحكي لهم عن إبليس ويحذرهم منه. ويروي لهم قصته هو نفسهمعه، ويقص لهم قصته مع ابنه الذي دفعه لقتل شقيقه.
موت آدم عليه السلام:
وكبرآدم. ومرت سنوات وسنوات.. وعن فراش موته، يروي أبي بن كعب، فقال: إن آدم لما حضرهالموت قال لبنيه: أي بني، إني أشتهي من ثمار الجنة. قال: فذهبوا يطلبون له،فاستقبلتهم الملائكة ومعهم أكفانه وحنوطه، ومعهم الفؤوس والمساحي والمكاتل، فقالوالهم: يا بني آدم ما تريدون وما تطلبون؟ أو ما تريدون وأين تطلبون؟ قالوا: أبونامريض واشتهى من ثمار الجنة، فقالوا لهم: ارجعوا فقد قضي أبوكم. فجاءوا فلما رأتهمحواء عرفتهم فلاذت بآدم، فقال: إليك عني فإني إنما أتيت من قبلك، فخلي بيني وبينملائكة ربي عز وجل. فقبضوه وغسلوه وكفنوه وحنطوه، وحفروا له ولحدوه وصلوا عليه ثمأدخلوه قبره فوضعوه في قبره، ثم حثوا عليه، ثم قالوا: يا بني آدم هذه سنتكم.
وفيموته يروي الترمذي: حدثنا عبد بن حميد، حدثنا أبو نعيم، حدثنا هشام بن سعد، عن زيدبن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لماخلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة،وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصاً من نور، ثم عرضهم على آدم فقال: أي رب منهؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك، فرأى رجلاً فأعجبه وبيص ما بين عينيه، فقال: أي رب منهذا؟ قال هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود، قال: رب وكم جعلت عمره؟ قالستين سنة، قال: أي رب زده من عمري أربعين سنة. فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت،قال: أو لم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أو لم تعطها ابنك داود؟ قال فجحد فجحدتذريته، ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطىء آدم فخطئت ذريته".









رد مع اقتباس
قديم 2009-09-03, 13:31   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
redouane1992
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية redouane1992
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيراااااااااااااااااااااااا










رد مع اقتباس
قديم 2009-09-04, 00:28   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
بحر العطاء
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية بحر العطاء
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شيث بن ادم عليه السلام
سيرته:
لما مات آدم عليه السلام قامبأعباء الأمر بعده ولده شيث عليه السلام وكان نبياً.
لما مات آدم عليه السلامقام بأعباء الأمر بعده ولده شيث عليه السلام وكان نبياً. ومعنى شيث: هبة الله،وسمياه بذلك لأنهما رزقاه بعد أن قُتِلَ هابيل. فلما حانت وفاته أوصى إلى أبنه أنوشفقام بالأمر بعده، ثم بعده ولده قينن ثم من بعده ابنه مهلاييل - وهو الذي يزعمالأعاجم من الفرس أنه ملك الأقاليم السبعة، وأنه أول من قطع الأشجار، وبنى المدائنوالحصون الكبار، وأنه هو الذي بنى مدينة بابل ومدينة السوس الأقصى وأنه قهر إبليسوجنوده وشردهم عن الأرض إلى أطرافها وشعاب جبالها وأنه قتل خلقاً من مردة الجنوالغيلان، وكان له تاج عظيم، وكان يخطب الناس ودامت دولته أربعين سنة.
فلمامات قام بالأمر بعده ولده يرد فلما حضرته الوفاة أوصى إلى ولده خنوخ، وهو إدريسعليه السلام على المشهور.









رد مع اقتباس
قديم 2009-10-03, 16:50   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
نورالعلم
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2010-06-29, 16:04   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
فريدرامي
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية فريدرامي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك أختي الكريمة
على هذه السلسلة الرائعة
وفقك الله وحفظك












رد مع اقتباس
قديم 2010-06-29, 17:03   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
بحر العطاء
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية بحر العطاء
 

 

 
إحصائية العضو










Hot News1

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فريدرامي مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك أختي الكريمة
على هذه السلسلة الرائعة
وفقك الله وحفظك




و فيك بارك الله أخي الفاضل فريد رامي....و وفقك و حفظك و سدد خطاك.
كان بودي إكمالها و لكن الموضوع الكبير الذي حظرته في ملف الوورد فقدته بسسب إعادة نظام الحاسوب.









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:55

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc