إلــــي أساتذتي الذين بقوا في الذاكرة و لم يغادروها
إلى الذين أحببتهم بعمق
إلى الذين يوم كنت بينهم في قـــمة السعادة و من تلك الأيام لم أشعر بها حتى اللحـــــــظة
إلى الأستاذ : مـــــــــــــكاري عبد العزيز
إلى الأستاذ : فـــــــريد بلحـــــــــداد
إلى الاستاذ : أحــــمد عزة
إلى الأستاذ : محــــمود ســـاعد
و القـــــــــــائمة طويلة .... أحييكم تحية إجلال و فخر بـــــكم ، فطالما تذكرتم و لم أنســــاكم ، لقد كانت الدراسة في ظلكم تحمل أياما جميلة بل و أكثر من رائعة ، فبراءة الطفـــولة و أخلاقكــم و حسن تعاملكم و نياتـــكم الطيبة جعلت تلك الأيام جميلة ..جميلة..، فقد مرت بسرعة حتى أضحت كحلم جميل .
لازلت ممتنة لــــكم رغم ما مر من سنــــوات طــوال على افتراقنا ، و أقــــول لكم من هذا المنبر شـــــكرا و جزاكم الله خيرا ، و لم أجد طريقة لشكركم إلا الكتابة في هذا المنتدى و لتصلكم رسالة بأن هناك من تعلق بكم أيام الطفولة و ممتن لكم و لا يدري كيف يرد الجميل
فأنت يا معلمي مــــكاري عبد العزيز لا أستطيع أن أصفك أكثر من الوصف الخاص الذي وصفته لك ، و باختصار شديد شخصيتك تجمع بين الإخلاص و الحياء و الأخلاق و العدل .
و أنت يا معلمي فريد بلحداد فأنا ممتنة لك كثيرا فقد اعطيتني قدرا و اهتماما كبيرين يوم كنت تلميذتك و الله أكثر مما أستحق حتى جعلتني أحب مادة اللغة العربية اكثر من أي مادة أخرى و حتى الآن ، و لكن اضمحلت الإرادة أيام الثانوية ، فما كنت ما أطمح عليه ولـــى و أدبر ، استاذي اقدرك تقديرا كبيرا ، و لن استطيع نسيان فضلك و ما قدمته لي خاصة الجانب النفسي منها ، فقد زرعت في نفسي الثقة بالنفس ، نعــــم أنا ممتنة لك كثيــــرا...
و ماذا أقول لأستاذي عـــزة أحمد : فقبل أن أراك و قبل أن أعرف ماهيتك و شخصيتك تمنيت لو أنك في يوم ما تكون أنت معلمي لكثرة الأحاديث الطيبة عنك ، و الحمد لله لأنه وفقني فقد حظيت بكونك أستاذي رغم مدة تعليمك لي قصيرة جدا ، و وجدت فيك إنسانا و أستاذا أكثر مما تخيلت ، و أكثر من الكلام الذي سمعته عنـــك ، فلا أنسى تواضعك و ابتساماتك و كثرة الحديث مع طلابك و هذا ما يدل على العلاقة الطيبة بينك و بينهم
و ماذا عنك يا أستاذي محــــمود ســـاعد : كنت و لازلت مصدر المعلومات ، و كانت ساعاتك الدراسية رائعة ، فقد كانت ممزوجة بالثقافة و العــــلم و انشـــراح الصدر لكلامك الطيب ، و هناك مواقف معك لن أنساها ، فقد كنت تبعث السعادة في نفسي دون أن تدري فكلما تذكرتها سعدت كثيرا و في الوقت نفسه أتحسر تحسرا شديدا لفقدها ، و لطالما ساعدت الطلبة و لطالما قدمت لهم ما يجب تقديمه ، نعـــم فقد كنت مثالا للمعلم و الأستاذ من جعل مكانة خاصة في قلبه لطلبته ، و هذا ما نفتقده في أساتذة اليوم .
و اشــــكر: ناصف العيد ، صالح شريفي ، بن ولهة بلعياضي ، ثليجان عيسى الرجل الحازم و أساتذتي من النساء ، فما علي إلا أن أقول لأستاذة الاجتماعيات (عائشة ع ) و أستاذة العلوم ( نادية ز) شكــــرا لكما فقد كنتما امرأتين بحق ، في عصر لم نعد نرى المرأة ، و كل شهد لكما بهذا ، و عملكما الدؤوب بدون كلل أو ملل و غيرتكما على الطالبات ،و خوفكما عليهــــن ، جعلتني أقدركما دائما ، و أفتخر بكما..
كما لا أنسى أن أشكر حتى الأساتذة الذين لم يدرسوني لأنهم ساهموا مساهمة فعالة في بناء ذلك الجيل : عنـــــتر ناوي ، خــــليفة بن ســـالم ...
و أشكر بعمق شديد المدير عبد الله عيواز الذي كان له الفضل الكبير في تماسك الأساتذة و الطلبة و لم يبخل لا بحكمته و لا بتجربته .
أشــــــكركم جميعا ، أشـــــكركم على الأيام الجميلة ، و اعلموا أنني ما نسيتكم أبدا ، كيف أنساكــــم و قد غيرتم حياتي في ذلك الوقت لأن الذي كان يجمعكم التواضع و صفاء الروح، و شعرت بسعادة لا توصف ، فكان كلما أتى المساء أحن للصباح حتى ألتقيكم ، فقد كنتم كمخدر يسري في عروقي ، و تألمت كثــــــيرا حينما انتقلت إلى المرحلة الثانوية و مازلت أتألم ، رغم أنكم كنتم تعاملونني بمعاملة عفوية لكنها كانت تعني لي الكثير ...الكثير... ، تمنيت أن كل من التقيت من الأساتذة كانوا بمثل أخلاقكم و تواضعـــــكم ، و لأنكم أثرتم على نفستي تأثيرا بليغا فقد فقدت بعد المرحلة المتوسطة همتي و إرادتي في الحياة ، و لــــكن الحمد لله لأنني عرفتكم ، لأن الأشخاص الطيبين في هذه الحياة نادرا ما نلتقي بهم .
يـــــا أساتذتي :
عملكم عظيم فإنكم تستطيعون إحياء نفوس أو إماتتها غير الموتة التي كتبها الله لها فكونوا مما يحيي النفوس ، أرجو أن تكملوا الدرب التعليمي بنفس الإرادة، أخلصوا النية إلى الله ، و كونوا ذا أخلاق عالية كما ألفتكم ، و كونوا ذو طموح عالي في بناء الجيل علما و أخلاقا ، اجعلوا قلوبكم معلقة بالله ، حثوا الطلبة بضرورة الأخلاق الإسلامية ، لأن جيل السنوات الأخيرة أسوأ بكثير مما كنا عليه ، ابعثوا السعادة في قلوبهم كما بعثتموها أنتم إلى قلبي ، فإنهم و الله أكثرهم يعانون من قلة الاهتمام ، و لا هدف لهم ، و بدون مبدأ يسيرون عليه في هذه الحياة ، فلو أن أحدهم رفع يديه إلى السماء و دعا لكم بخير فإني و الله اظنها أعظم ما تثمرونه في حياتكم العملية ، نعـــــم ستجدون ثمرة عملكم في دنياكم قبل أخراكم .
أتعلم يا معلمي فريد بلحداد ... أتعلم يا معلمي محمود ساعد ... أتعلم يا معلمي مكاري عبد العزيز ... أتعلمون جميعكم دعواتي متواصلة لـــــكم كل حسب طبيعته و حياته ، نعم فأنا لــــن أنساكم أبدا .. و أعظــــــــــم ما أتمناه أن نلتقي في جنة عرضها السموات و الأرض حينئذ لا يوجد شوق أو ألـــــم أو حزن ، مهما كتبت آلاف السطور لن أوفي حقكــــــم و لن أستطيع التعبير عما يختلج بداخلي .
شــــــــــكرا لكم و أتمنى أن تكونوا سعداء في حياتكم ، كما أرجو أن تكونوا على الطريق الصحيح ، طبتــــــــــم و طابت حياتكم ، و جزاكم الله خيـــــرا ، و من قرأ شكري هذا و على علم بأحد من الأساتذة المذكورين سابقا ، فليبلغه تحياتي و امتناني و عرفاني به .
شكــــــرا لكم يا أساتذتي ...
شكرا لكم .. و ستبقون دائما في الذاكرة .... و جزاكم الله خيرا
إيـــــــــــــمان