بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّـه مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّـهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ. وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّـهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ..
إن كل البراهين والأدلة تشير إلى أن الدين الإسلامي متوافق تماما مع فطرة الإنسان في تعاليمه. فلا يوجد اختلاف ولا تناقض بين شريعة الإسلام وفطرة الإنسان وتركيبة خلقه .لهذا يسمى بدين الفطرة .فالله هو الذي خلق هذا الإنسان وحدد له مناهجه وطرقه التي يتبعها وفقا لما يتماشى مع طبيعته ولهذا فمن لم يتبع هذا الدين الذي حدد الله سبحانه وتعالى معالمه. وقع في اضطرابات عديدة ولم تستقر حياته وضاق صدره وننفسه .
والدليل قوله تعالى {فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ} وقال تعالى: {فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا(1) }
فمن أراد أن يعدل في دين الله أو يغير أو يزيد أو ينقص أو حتى إذا أراد
أن يشرع تشريعا جديدا من عنده فعليه أيضا أن يجري تعديلات على خلق الله لتتناسب تركيبتهم مع تشريعه الذي وضع .
فدين الخالق جل وعلى مطابق تماما عل ما خلق من بشرية فمن أراد أن يقنن من عنده فعليه أن يغير الإنسان ليكون هناك تطابق وهيهات هيهات لأحد يستطيع أن يغير خلق الله
ولقد نبه القرآن لهذا التطابق المتناسب في كثير من الآيات أذكر من بينها
قوله تعالى {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا(2) فِطرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ(3)النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ(4) وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}
فالآية تصرح أنه لا تبديل ولا تغيير لخلق الله فما دام أنه لا تبديل فكذلك لن يكون هناك تغيير لفطرة الله وذالك هو الدين الصحيح والسليم من كل العيوب .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . : (كلُّ مولود يولد على الفطرة، فإنما أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)
وإلى لقاء آخر إن شاء الله