nt="comic sans ms"]
تسمية المولود وأحكامها
1-
وقت التسمية: يجوز تسميته يوم ولادته ويجوز تأخيره إلى ثلاثة أيام ويجوز إلى يوم العقيقة عنه أي في السابع وكل ذلك وارد ويجوز قبل ذلك وبعده والأمر فيه وسع.
فائدة استطرادية
روى ابن سعد في الطبقات عن أنس: وكانت قابلتها سلمى مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجت إلى زوجها أي رافع فأخبرته أن مارية (أم المؤمنين) ولدت غلاما فجاء أبو رافع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبشره فوهب له عبداً.
قال ابن القيم وفي قصة مارية مع ولدها إبراهيم أنواع من السنن:
1. استحباب قبول الهدية
2. قبول هدية أهل الكتاب
3. قبول هدية الرقيق
4. جواز التسري
5. البشارة لمن ولد له مولود
6. استحباب إعطاء البشير بشارته
7. العقيقة عن المولود
8. كونها يوم سابعه
9. حلق رأسه
10.التصدق بوزنه فضة
11. دفن الشعر في الأرض ولا يلقى تحت الأرجل
12. جواز تسمية المولود يوم ولادته
13. جواز دفع الطفل لغير أمه ترضعه وتحضنه
14عيادة الوالد ولده عند مرضه. إذ زاره صلى الله عليه وسلم وضمه وهو يموت فدمعت عيناه صلى الله عليه وسلم وقال تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي الرب وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون. جمع بين الرحمة والرضا بالقضاء وهو أكمل وأفصح ممن فرح عند موت ابنه مظهرا الرضا بالقضاء كما ورد عن الفضيل إذ لم يطق الجمع بين الرحمة والرضا. قاله ابن تيمية.
15. جواز البكاء علي الميت بالعين.
16. جواز الحزن علي الميت
17 تغسيل الطفل بعد موته
18 الصلاة على الطفل وهو قول جمهور أهل العلم
19 أن الشمس كسفت يوم موته فقال الناس كسفت لموت إبراهيم فخطب الرسول صلى الله عليه وسلم خطبة الكسوف وقال فيها: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ولا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته. ولكن يخوف الله بهما عباده."
20 أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن له مرضعا تتم رضاعه في الجنة
21. أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بالقبط خيراً وقال إن لهم ذمة ورحماً.
ا
لفصل الثاني " فيما يستحب من الأسماء وما يكره وما يحرم
1- ما يستحب من أسماء:
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " إن أحب أسمائكم إلى الله عز وجل عبد الله وعبد الرحمن"
وقال صلى الله عليه وسلم:" أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن وأصدقها حارث وهمام وأقبحها حرب و مرة." والمقصد أن يختار الأب لأبنائه وبناته أحسن الأسماء كالأسماء المضافة إلى الله كعبد الله وعبد الرحمن وأسماء الأنبياء والصحابة وعموم الأسماء الحسنة.
- الأسماء التي يحرم التسمي بها: أسماء الرب تبارك وتعالي: ويجوز الإخبار بمعانيها عن المخلوقين كأن تقول هذه الأم الرحيمة بأبنائها.. وهكذا لكن دون جواز التسمية بالرحيم وغيره.
قال ابن حزم: اتفقوا علي تحريم كل اسم معبد لغير الله: كعبد العزى وعبد الكعبة وعبد الرسول وعبد الحسين وما شابه.
قال صلى الله عليه وسلم لرجل : ما اسمك؟ قال : عبد الحجر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما أنت عبد الله .
أما قوله صلى الله عليه وسلم : أنا ابن عبد المطلب ، فهذا ليس من باب إنشاء التسمية بذلك وإنما هو من باب الإخبار بالاسم الذي عرف به المسمى دون غيره والإخبار بمثل ذلك علي وجه تعريف المسمى لا يحرم.
ويحرم التسمية بملك الملوك وسلطان السلاطين وشاهنشاه يعني ملك الملوك.
فقد ورد في الصحيحين عن النبي صلي الله عليه وسلم " إن أخنع اسم عند الله رجل تسمي ملك الأملاك"
وعند مسلم: "أغيظ رجل عند الله يوم القيامة وأخبثه رجل كان يسمي ملك الأملاك، لا ملك إلا الله " والله أعلم.
الأسماء المكروهة: (يكره التسمي بها)
ما رواه مسلم في صحيحه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قوله "لا تسمين غلامك يسارا ولا رباحا ولا نجاحا ولا أفلح فانك تقول أثم هو؟ فلا يكون، فيقول لا."
وروى أبو داود وسنده صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن عشت إن شاء الله أن أنهى أمتي أن يسموا نافعا وأفلح وبركة"
قال ابن القيم: وفي معنى هذا مبارك ومفلح وخير وسرور ونعمة وما أشبه ذلك.
وروى أبو داوود في سننه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يسمى برة وقال لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم"
ومن الأسماء المكروهة:
التسمية بأسماء الشياطين مثل خنزب ، والولهان، والأعور، والأجدع.
شكى عثمان بن أبي العاص إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسواساً في صلاته فقال ذلك شيطان يقال له خنزب" ومنها أسماء القرآن وسوره مثل طه ويس، نص عليه مالك حيث أن يس وطه ليست من أسماء النبي صلي الله عليه وسلم كما يشاع، ومنها أسماء الفراعنة والجبابرة. كفرعون وقارون وهامان والوليد وأمثالهم من الفراعنة في كل عصر وزمان ويحكى أن رجلاً سمى ابنه لهب ليقال له أبو لهب من شدة عدائه للدين ويكبر الابن ويهديه الله فيكون رشد أباه علي يده ولله في خلقه شئون.
ومنها أسماء الملائكة كجبرائيل وميكائيل واسرافيل فانه يكره تسمية الآدميين بها. قاله الإمام مالك وغيره وأباحه غيرهم.
ومنها الأسماء التي لها معاني تكرهها النفوس ولا تلائمها كحرب ومرة وكلب وحية وأشباهها وقد روى مالك في الموطأ أن رسول الله قال للقحة (ناقة حلوب) من يحلب هذه ؟ قال رجل أنا قال ما اسمك قال مرة قال اجلس فقام آخر فقال له ما اسمك قال حرب قال اجلس فقال رجل أنا قال ما اسمك قال يعيش فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: احلب.
وكان صلى الله عليه وسلم يكره الاسم القبيح حتى من الجبال فقد ورد في سيرة ابن هشام وتاريخ الطبري أنه مر بين جبلين فسأل عن اسمهما فقيل مخز وفاضح فعدل عنهما ولم يمر بينهما.
وقد قال عليه الصلاة والسلام عن القبائل: " اسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها، وعصية عصت الله" . وروى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى سهيل بن عمرو مقبلا يوم صلح الحديبية قال " سهل أمركم"
وجاء في التمهيد لابن عبد الله والاستذكار لابن عمر أن بريدة جاء في سبعين من قومه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلي الله عليه وسلم من أنت قال أنا بريدة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر برد أمرنا وصلح ثم قال ممن قلت - أي بريدة - من أسلم قال لأبي بكر الآن سلمنا ثم قال ممن قال من سهم: قال خرج سهمك (مختصراً)
وإذا أردت أن تعرف تأثير الأسماء على مسمياتها فتأمل حديث سعيد بن المسيب عن أبيه عن جده قال أتيت إلى النبي صلي الله عليه وسلم فقال ما اسمك قلت حزن فقال أنت سهل قال لا أغير إسما سمانيه أبي قال ابن المسيب : فما زالت تلك الحزونة فينا بعد.
وتأمل ما رواه مالك في الموطأ من أن عمر بن الخطاب قال لرجل ما اسمك قال جمرة قال بن من قال ابن شهاب قال ممن؟ قال من الحرقة. قال: أين مسكنك قال بحرة النار قال بأيتها قال بذات لظى قال عمر: أدرك أهلك فقد احترقوا فكان كما قال عمر.
استطراد:
وكما أن الأسماء لها أثر على أصحابها فكذلك الأقوال فقد روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد مريضا فقال له:" لا بأس طهور إن شاء الله" فقال" بل حمى مغور علي شيخ كبير تزيره القبور. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فنعم إذاً "
وأكثر العلماء على جواز التسمية بأسماء الأنبياء لأن النبي صلى الله عليه وسلم سمى إبنه إبراهيم كما في البخاري وعند مسلم قول النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى "يا أخت هارون" إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين من قبلهم.
قال ابن القيم: وقد رأينا من هذا عبرا فينا وفي غيرنا، والذي رأيناه كقطرة من بحر وقد قال المؤمل الشاعر
شف المؤمل يوم النقلة النظر * ليت المؤمل لم يخلق له البصر فلم يلبث أن عمي
وكان أبو بكر رضي الله عنه يتمثل بهذا البيت
إحذر لسانك أن يقول فتبتلي * إن البلاء موكل بالمنطق
[color="rgb(75, 0, 130)"]الفصل الثالث في تغيير الاسم باسم أخر لمصلحة تقتضيه[/color]
- روى مسلم عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم غير اسم عاصية وقال "أنت جميلة"
- وروى البخاري عن أبي هريرة أن زينب كان اسمها برة فقيل تزكي نفسها فسماها رسول الله (ص) زينب.
- قال أبو داود: وغير رسول الله صلى الله عليه وسلم اسم العاصي وعزيز وعقلة وشيطان والحكم وغراب وشهاب وحباب فسماه هاشما، وسمى حربا سلما وسمى المضطجع المنبعث وأرضا يقال لها عفرة خضرة، وشعب الضلالة سماه شعب الهدى وبنو الزينة سماهم بنو الرشدة وسمى بني مغوية بني رشدة.
- وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمى المدينة طيبة ويكره تسميتها بيثرب ومنا أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أمرت بقرية تأكل القرى، يقولون: يثرب وهي المدينة تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد.
[color="rgb(75, 0, 130)"]الفصل الرابع في جواز تكنية المولود بأبي فلان[/color]
- في الصحيحين عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا وكان لي أخ يقال له أبو عمير. وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاء يقول له: يا أبا عمير ما فعل النقير.
وكان أنس يكنى قبل أن يولد بأبي حمزة
ويجوز تكنية الرجل بغير ابنه كما عند أبي بكر ولم يكن له ولد اسمه بكر وكذا أبو حفص عمر وأبو سليمان خالد سيف الله وغيرهم. والكنية نوع تكبير وتفخيم للمكنى وإكرام له.
أكنيه حتى أناديه لأكرمه * ولا ألقبه والسوءة اللقب
[color="red"]
الفصل الخامس في
أن التسمية للأب لا للأم[/color]
لأنه يدعي لأبيه لا لأمه فيقال فلان ابن فلان. قال تعالى "ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله" والولد يتبع أمه في الحرية والرق وأباه في النسب و التسمية، ويتبع في الدين خير أبويه دينا.
- روى البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "ولد لي الليلة مولود فسميته باسم أبي إبراهيم"
فصل: حكم التسمي باسم نبينا صلى الله عليه وسلم والتكني بكنيته إفراداً وجمعاً:
في الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم "تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي"
أجمع العلماء على جواز التسمية باسم النبي صلى الله عليه وسلم ولكن اختلفوا في حكم التكني بكنيته فقيل يكره الكنية بأبي القاسم وقيل إنما يكره إذا كان اسمه محمد (هذان قولان لأحمد) ويكره الجمع بينهما في حال حياة النبي صلى الله عليه وسلم لا بعد موته. وقيل النهي منسوخ.
- روى البيهقي وابن سعد في الطبقات عن الزهري " أدركت أربعة من أبناء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كل منهم يسمى محمد ويكنى أبا القاسم محمد بن طلحة ، ومحمد بن أبي بكر، ومحمد بن علي ابن أبي طالب، وكان الإمام مالك لا يرى به بأسا. وصح عن أبي داود عن علي قال: يا رسول الله إن ولد لي بعدك ولد، أسميه باسمك وأكنيه بكنيتك قال نعم"
فصل: في جواز التسمية بأكثر من اسم واحد:
في الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم: لي خمسة أسماء: أنا محمد وأحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر على قدمي وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي"
وعند مسلم قول النبي صلى الله عليه وسلم: " أنا محمد وأحمد والمقفي والحاشر ونبي التوبة ونبي الملاحم"
فصل: في بيان ارتباط الاسم بالمسمي:
-حديث سعيد بن المسيب أن جده أصر على اسمه حزن إذ غيره الرسول إلى سهل قال سعيد فمازالت تلك الحزونة فينا بعد.
- وقول عمر لجمرة بن شهاب أدرك أهلك فقد احترقوا
- ومنع الرسول صلى الله عليه وسلم من اسمه حرب ومن اسمه مرة من حلب الناقة فحلبها رجل اسمه يعيش.
- قال الشاعر: وقل ما أبصرت عيناك ذا لقب * إلا ومعناه إن فكرت في لقبه
وقيل لكل اسم من مسماه نصيب
وقيل لأحد وجوه العرب لم تسمون أبناءكم بأسماء شديدة وعبيدكم أسماء رقيقة قال: نسمي أبناءنا لعدونا وعبيدنا لنا.
- وما سمي رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد وأحمد إلا لكثرة خصال الحمد فيه لهذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحسين الأسماء.
فصل: الخلق يدعون يوم القيامة بآبائهم:
ففي الصحيحين:" يرفع لكل غادر لواء يوم القيامة فيقال هذه غدرة فلان بن فلان"